بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
سوف نتناول في هذا الطرح مسألة \ عنوان الصيحة الجبرائيلية الواردة في العلامات الحتمية : ونقصد منها صيحة - نداء جبرائيل ع في ليلة الجمعة يوم 23 شهر رمضان المبارك والتي يعلن فيها ظهور الامام الحجة كما جاء في الروايات الصحيحة والصريحة في هذه الحيثية .
نضع اولاما ورد في بعض روايات الصيحة محل البحث :
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
3- ( عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
4- ( عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).)
وهنا سوف نضع اسئلة متعددة في جوانب مختلفة ونحاول الجواب عليها لاستخراج فهم دقيق وتوضيح مفصل عنها .
1- ما مصدر الصيحة
2- ما هي ستكون الصيحة ( منطوقها او صيغتها )
3- ما يراد من الصيحة ( اهدافها الممكن الوقوف عليها او استنتاجها )
4- ما هي الاثار المترتبة على الصيحة
5- هل يوجد مثال سابق لها في تايخ البشرية ام لا
6- هل الصيحة غاية في العلامات ام هي مدخل لقضية غيرها
7- هل هي صيحة واحدة ام هي صيحات متعددة ومتباينة في الزمن
8- لماذا الصيحة
هذه الامور اذا اجبنا عليها بعلمية ودليل ان امكن - وتوضيح ومنطق وتحليل . سوف يزال بها كل الشبهات الممكنة فضلا على انها ستوفر فهما عالي المقام في هذه الحيثية .
--------------- --------------- ---------------- ---------------- ------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ربي صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم ناتي في هذه المرحلة على الاجابة على الاسئلة التي وضعناها سابقا من اجل فهم الصيحة وما يتعلق بها لاتمام فهمها ورفع ما يمكن الاشتباه به من امور
- *-*-*-*-*-*-
واقول :
1- ما مصدر الصيحة : جوابها ان مصدر الصيحة هو كما واضح صراحتا وقصدا لا يقبل التاويل ولا يعوزه هو الملك المقرب جبرائيل عليه السلام في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك وستكون ليلة جمعة . ( وهذا ما ذهب اليه اغلب العلماء والباحثين وهو الثابت ) .
وجبرائيل ملك مقرب من عالم ونشأة الملكوت - والصيحة يتبين فيها حسب ما ورد في الروايات انها فيها جنبة اعجازية حيث يظهر هذا من خلال ان كل الناس سوف تسمعها حتما وباي حال كانوا وكلا بلغته - بل ان كل ذي روح سوف يسمعها ( ويفهمها حسب مرتبته الوجودية ) .
كذالك تتضح الجنبة الاعجازية من حيث صدورها من جوف السماء كما في روايات اخرى وانها من اعجازيتها لايمكن تحديد جهة صدورها من السماء اي كانها تصدر من كل مكان والقريب والبعيد يسمعها بنفس الشيئ .
والخلاصة : هي صيحة جبرائيلية اعجازية يسمعها كل البشر بلغاتهم المختلفة .
2- ما هي ستكون الصيحة ( منطوقها او صيغتها ) : الجواب يظهر من الروايات ان صيحة ال 23 شهر رمضان منطوقها يتردد بين اولا (ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه )
وثانيا ( ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته )
واقول : لم تذكر الروايات اسم الامام صراحتا لانه في وقت الصدور كان منهي التصريح باسمه الشريف لاسباب امنية كما في مصطلحنا اليوم ( فقد ورد في علته انه اذا عرف الاسم وقع الطلب ) ... وكذالك مضمون الصيحة الاولى لعله الارجح لعلاقته بالامام الحجة مباشرة وايذانا بظهوره وحجيته والاستماع له والطاعة وهذا يستلزم توجيه المتلقي اليه - وان كان الثاني هو يعطي نفس النتيجة ( اي اذا كان الحجة ابن الحسن سليل العترة هو الامام الحجة الموعود فان جده امير المؤمنين ع هو صاحب الخط الحق بعد ذهاب الرسول الاكرم وتفرق الامة وارتدادها ) .
ولعل الاثنين يكونان معا او كلاهما او احداهما رمزيا لما سيكون - ولا يوجد لدي دليل يقيني لما هناك ورد صيغتين ولكن المضمون العام متقارب جدا وكما وضحناه ومن ينتبه ويدقق فيه .
3 - ما يراد من الصيحة ( اهدافها الممكن الوقوف عليها او استنتاجها )
الجواب : يراد من الصيحة حسب ما ورد في الروايات السابقة اعلان الظهور لبقية الله في ارضه والمذخور لاخر الزمان والموعود به ان يملئ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا - ويظهر الامام على اثر الصيحة رغم ان الصيحة شيئ والظهور شيئ اخر مترتب عليه . اي ان الصيحة هو نداء / صوت تسمعه البشرية من السماء بعمل جبرائيل ع - والامام يظهر على المستوى المعنوي العقائدي وعلى المستوى الحسي بعد ان كان في غيبته وهذا كله بعد ان ياذن الله به عند اكتمال شرائط الظهور والتي تسبقها وترافقها العلامات المشعرة عليه .
اذن : هو اشبه باعلان السماء ( كما من قول الرواية : ان امامكم فلان ابن فلان ) عن ظهور الامام الغائب المنتظر وتحديده بالذات لالزام ما سيكون بعده ويترتب وكما سنبحثه في الاثر المترتب
ولكن هذه الاهداف التي بيناها هنا في جانب الدائرة الاضيق المحدودة اذا علمنا ان القضية المهدوية هي مرحلة اساسية في تاريخ البشرية جمعاء وهدف مستمر عبر الاجيال وتربية البشرية الى ان تستطيع ان تبلغ انتاج شرائطه وتحقيق الوعد الالهي والغاية من خلق البشرية باذن الله .
4- ما هي الاثار المترتبة على الصيحة
الجواب : علمنا فيما بيناه من فهم الروايات ان الصيحة الجبرائيلية هي بمثابة اعلان الظهور للامام الحجة - وهذا الاعلان سوف يترتب عليه اثر في الخارج على المستوى الروحي العقائدي للناس وكذالك على المستوى الواقعي المشهود في ذالك اليوم ومن نواحي كثيرة لكن نذهب الى اهمها وقدر الامكان
فعلى المستوى الواقعي : فانه نعلم من فهمنا العام للقضية المهدوية انها قضية اساسية في تاريخ وجود الانسان على طول خط تكامله في الحياة الدنيا . هذا الخط طالما شهد صراع مستمر بين خط الرحمن وخط الشيطان ( شياطين الانس والجن )
وعليه سيكون يوم الظهور المترتب على الصيحة هو الاعلان عن خط الرحمن ومن يمثله وتوجيه البشرية لنصرة قائده المذخور مقابل خط الانحراف الذي يمثله الشيطان والمنحرفين عن خط الرسالات في ذالك الوقت
وهنا يمكن القول سيترتب على الصيحة تطرف البشرية الى هذين الخطين .
واما في الجانب العقائدي : فلعل القران يصور هذا الامر بصورة اعمق واخطر
بسم الله الرحمن الرحيم : هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ
ورد في تاويلها : بان تلك الاية هي علامة طلوع الشمس من مغربها في علامات الظهور للامام الحجة
وان بعد هذه العلامة سيترتب على البشرية ما كسب كل انسان من اعتقاد واتخذ من قرار في نفسه اتجاه الصيحة والظهور واتباع نداء الحق ونصرته . ولعل التامل في الاية قليلا يغني عن طويل شرح لبلاغته .
ولعل هناك اثار اخرى متعددة متعلقة بجوانب عملية واستحقاقات في الجانب العملي للعلامات ولكن نحن هنا بصدد تبيين الاهم في الدائرة الاوسع في القضية .
ولا ننسى هنا ان هذا الذي بيناه يعني اننا بصدد ثورة تاريخية فريدة متفردة في وجود الانسانية يتم الاعلان عنها في اليوم الموعود المعلوم في علم الله لما يحين وقته باكتمال شرائطه الغيبية
هذا الاعلان عن هذه الثورة سيكون بالصيحة الجبرائيلية - التي هي تعلن عن قائد الثورة وهو الامام الحجة ابن الحسن المذخور لهذا اليوم
ولذالك فسوف يجري الثورة والتغيير على اساس سنن الله في التغيير وكما سبقه من قبل اجداده والانبياء والرسل .
والله اعلم .
5- هل يوجد مثال سابق لها في تايخ البشرية ام لا
الجواب : نعلم ان جبرائيل ع هو ذالك الملك المقرب وامين الوحي .
وكان له دور اخر يظهر في تفسير بعض الايات انه سبب اهلاك بعض الكافرين بامر الله كعذاب الاستاصال كما في سورة يس : { إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }
ولكن نحن من مضمون الروايات والصيحة الجبرائيلية فيه وصيغتها وما فهمناه منها يتبين لنا اننا بصدد امر يمكن القول فيه انه تكليف معين يقوم به جبرائيل ع يسمى الصيحة وهي المعلنة للظهور بسحب صيغتها الواردة عنها
وهذا ما لم نجد له مثيل منقول الينا يشابهه في الامم السابقة - حيث كانت دعوة الناس عن طرق الرسل المسددة بالوحي . المدعومة بالمعجزات والايات . وهنا نرى ان لجبرائيل دور استثنائي فريد من نوعه اذا صح القول فيه
وهذا يعني تدخل السماء بشكل لم يسبق له مثيل ودليل على الامر العظيم الذي ستواجهه البشرية وما يترتب عليه من استحقاقات مهمة .
واما تسمية هذه العلامة والاعلان بالصيحة - فهو تعبير قراني في الاصل كما يظهر منه ولكن استخدم في الروايات وفسر بانه نداء جبرائيل ع للخلائق .
ولكن كونها صيحة فهي لعلها تحمل قيمة حقيقية مشابهة لفهم الصيحة القرانية
وهذا ان صدق فيها - فيعني انها وهي كذالك انها امر من الله الى جبرائيل يحمله من عالم الملكوت ويقع في عالم الملك يترتب عليه اثر واقعي احد مراتبه اعلان الظهور بالنداء المسموع - وله اثر معنوي في الجانب العقائدي للمتلقي
يحدد مصيره بالاختيار والذي سيكون به شقاء او سعادة ذالك المختار من الناس . ولا يستبعد ان يكون لها اثار تكوينية اخرى لا علم لنا بها او على الاقل لا علم لي بها بحدود اطلاعي .
6- هل الصيحة غاية في العلامات ام هي مدخل لقضية غيرها
الجواب : الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور يمكن النظر اليها من مستويين
الاول : انها علامة من العلامات الخمسة الحتمية قدام الخروج \ القيام الذي سيكون كما ورد فيه يوم العاشر من محرم في مكة من بيت الله سيبداء الامام الحجة ع ثورته التغييرية العالمية في وجود البشرية ويومها الموعود .
كما في الرواية :
عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه على، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى عن محمدبن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية.
وهنا يتبين ان الصيحة الجبرائيلية والظهور المترتب عنها ( بالاضافة لبقية العلامات الاخرى ) هو مقدمة امر الخروج وقيام الامام ع بثورته .
ثانيا : ولكن هذا لا يمنع انها من جهة اخرى يمكن اعتبارها غاية بحد ذاتها لانها تعني ان الاذن الالهي قد صدر بامر الظهور وهذا يعني اكتمال تحقق شرائط الظهور - اي انّ البشرية وصلت الى غايتها والصيحة الجبرائيلية علامة هذا الامر .
وهنا ستكون الصيحة في ال 23 شهر رمضان هي علامة على امرين احدهما غيبي وهو اكتمال تحقق شرائط الظهور في حكمة الله وتقديره ومن ثم الاذن لوليه بالظهور - والثاني علامة على اقتراب يوم الوعد بقيام الامام بثورته في واقع البشرية .
7- هل هي صيحة واحدة ام هي صيحات متعددة ومتباينة في الزمن
الجواب : الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في محل البحث هنا هي صيحة واحدة حسب ما وصل الينا وفهمه الباحثون ( وان هناك تردد في صيغتها مع بقاء المضمون محفوظ )
ولكن علامات الظهور القريبة جدا من اليوم الموعود تؤكد على انه هناك صيحات جبرائيلية اخرى تسبق صيحة الظهور وكذالك اخرى تتاخر بعده الى يوم القيام المبارك
فما ورد بخصوص الصيحات التي ستسبق صيحة الظهور في شهر رمضان المبارك هي كما يلي :
( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
واما ما ورد من حصول صيحة اخرى بعد صيحة الظهور - هي ما ورد في الرواية التالية :
1- ( عن*أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أول من يبايع القائم جبرائيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق، أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
2- ( في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (عليه السلام))
--------------------------
هذه الصيحات المتعددة لما نتامل فيها وفي مضمونها وما نفهم بالعموم من القضية المهدوية واهميتها في وجود البشرية - يظهر لنا جليا اننا امام امر عظيم لعله خارج تصورنا وان نحاول تقريبه وجعله وكانه كثورات المرسلين العظام كأولي العزم في أُممهم . وان كان هذا بحد ذاته كبير جدا - ولكن نحن بصدد نقطة انتقالية في وجود البشرية وفيها سيكون ما قبلها يختلف عما بعدها بشكل لم يكن له مثيل في وجود البشرية
وهذا نستنتجه بما ورد من الروايات وتاويل الايات الخاصة بالقضية المهدوية وكيف ان اليوم الموعود هو اشبه بيوم القيامة الصغرى في حياة البشرية على الارض وكيف ان الحياة سوف تتغير في دولة القائم وانفتاحها على عالم الملكوت والارتقاء في اسباب السموات وكيف يتغير الزمان وما الى غيره مما يتعجب له الفكر المتامل
ومن هنا لعله اذا وفقنا الله واهتدينا لفهم هذا كله فلا نتعجب من تعجب القران لما يقول : ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ )
اي ان النظر ( نظر البصيرة ) في الملكوت يفترض فيها انها مسالة في تناول قدرة الانسان لانها ضرورة لهذا الموجود في طريق تكامله وتحقق اليقين في ذاته لما هو قادم اليه في معاده ودار قراره . ولكن الواقع الذي نشهده في تاريخ البشرية والى يومك هذا نجده قد اقتصر في هذا الامر والمرتبة من النظر للملكوت على اولياء الله والذين هم ثلة قليلة .
وهنا اقول - الى اي مرتبة ستصل البشرية في مراتب اليقين في دولة القائم حسب هذا التصور ؟
8- لماذا الصيحة
الجواب : كل الاسباب السابقة ستكون جواب هذا السؤال وكذالك اي تصور اخر يصب في نفس الفهم .
وكلها في الاخير تلتقي عند الوعد الالهي : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وذالك بسبب : فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
لانه : سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
اي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
وهذا مقدمة الى مرتبة اعلى : وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
وبذالك ستصل البشرية الى مرتبة اليقين .( هنا نحن ليس في محل الحصر بهذا الفهم وان كان مصداقا )
واليقين مراتب في القران :
1- علم اليقين
2- عين اليقين
3- حق اليقين
الى هنا نتوقف من الاسترسال ونرجوا ان قد اجبنا على السؤال اذا وفقنا الله واصبنا الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - ونسالكم الدعاء وشكرا
الباحث الطائي
1- ما مصدر الصيحة : جوابها ان مصدر الصيحة هو كما واضح صراحتا وقصدا لا يقبل التاويل ولا يعوزه هو الملك المقرب جبرائيل عليه السلام في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك وستكون ليلة جمعة . ( وهذا ما ذهب اليه اغلب العلماء والباحثين وهو الثابت ) .
وجبرائيل ملك مقرب من عالم ونشأة الملكوت - والصيحة يتبين فيها حسب ما ورد في الروايات انها فيها جنبة اعجازية حيث يظهر هذا من خلال ان كل الناس سوف تسمعها حتما وباي حال كانوا وكلا بلغته - بل ان كل ذي روح سوف يسمعها ( ويفهمها حسب مرتبته الوجودية ) .
كذالك تتضح الجنبة الاعجازية من حيث صدورها من جوف السماء كما في روايات اخرى وانها من اعجازيتها لايمكن تحديد جهة صدورها من السماء اي كانها تصدر من كل مكان والقريب والبعيد يسمعها بنفس الشيئ .
والخلاصة : هي صيحة جبرائيلية اعجازية يسمعها كل البشر بلغاتهم المختلفة .
2- ما هي ستكون الصيحة ( منطوقها او صيغتها ) : الجواب يظهر من الروايات ان صيحة ال 23 شهر رمضان منطوقها يتردد بين اولا (ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه )
وثانيا ( ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته )
واقول : لم تذكر الروايات اسم الامام صراحتا لانه في وقت الصدور كان منهي التصريح باسمه الشريف لاسباب امنية كما في مصطلحنا اليوم ( فقد ورد في علته انه اذا عرف الاسم وقع الطلب ) ... وكذالك مضمون الصيحة الاولى لعله الارجح لعلاقته بالامام الحجة مباشرة وايذانا بظهوره وحجيته والاستماع له والطاعة وهذا يستلزم توجيه المتلقي اليه - وان كان الثاني هو يعطي نفس النتيجة ( اي اذا كان الحجة ابن الحسن سليل العترة هو الامام الحجة الموعود فان جده امير المؤمنين ع هو صاحب الخط الحق بعد ذهاب الرسول الاكرم وتفرق الامة وارتدادها ) .
ولعل الاثنين يكونان معا او كلاهما او احداهما رمزيا لما سيكون - ولا يوجد لدي دليل يقيني لما هناك ورد صيغتين ولكن المضمون العام متقارب جدا وكما وضحناه ومن ينتبه ويدقق فيه .
3 - ما يراد من الصيحة ( اهدافها الممكن الوقوف عليها او استنتاجها )
الجواب : يراد من الصيحة حسب ما ورد في الروايات السابقة اعلان الظهور لبقية الله في ارضه والمذخور لاخر الزمان والموعود به ان يملئ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا - ويظهر الامام على اثر الصيحة رغم ان الصيحة شيئ والظهور شيئ اخر مترتب عليه . اي ان الصيحة هو نداء / صوت تسمعه البشرية من السماء بعمل جبرائيل ع - والامام يظهر على المستوى المعنوي العقائدي وعلى المستوى الحسي بعد ان كان في غيبته وهذا كله بعد ان ياذن الله به عند اكتمال شرائط الظهور والتي تسبقها وترافقها العلامات المشعرة عليه .
اذن : هو اشبه باعلان السماء ( كما من قول الرواية : ان امامكم فلان ابن فلان ) عن ظهور الامام الغائب المنتظر وتحديده بالذات لالزام ما سيكون بعده ويترتب وكما سنبحثه في الاثر المترتب
ولكن هذه الاهداف التي بيناها هنا في جانب الدائرة الاضيق المحدودة اذا علمنا ان القضية المهدوية هي مرحلة اساسية في تاريخ البشرية جمعاء وهدف مستمر عبر الاجيال وتربية البشرية الى ان تستطيع ان تبلغ انتاج شرائطه وتحقيق الوعد الالهي والغاية من خلق البشرية باذن الله .
4- ما هي الاثار المترتبة على الصيحة
الجواب : علمنا فيما بيناه من فهم الروايات ان الصيحة الجبرائيلية هي بمثابة اعلان الظهور للامام الحجة - وهذا الاعلان سوف يترتب عليه اثر في الخارج على المستوى الروحي العقائدي للناس وكذالك على المستوى الواقعي المشهود في ذالك اليوم ومن نواحي كثيرة لكن نذهب الى اهمها وقدر الامكان
فعلى المستوى الواقعي : فانه نعلم من فهمنا العام للقضية المهدوية انها قضية اساسية في تاريخ وجود الانسان على طول خط تكامله في الحياة الدنيا . هذا الخط طالما شهد صراع مستمر بين خط الرحمن وخط الشيطان ( شياطين الانس والجن )
وعليه سيكون يوم الظهور المترتب على الصيحة هو الاعلان عن خط الرحمن ومن يمثله وتوجيه البشرية لنصرة قائده المذخور مقابل خط الانحراف الذي يمثله الشيطان والمنحرفين عن خط الرسالات في ذالك الوقت
وهنا يمكن القول سيترتب على الصيحة تطرف البشرية الى هذين الخطين .
واما في الجانب العقائدي : فلعل القران يصور هذا الامر بصورة اعمق واخطر
بسم الله الرحمن الرحيم : هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ
ورد في تاويلها : بان تلك الاية هي علامة طلوع الشمس من مغربها في علامات الظهور للامام الحجة
وان بعد هذه العلامة سيترتب على البشرية ما كسب كل انسان من اعتقاد واتخذ من قرار في نفسه اتجاه الصيحة والظهور واتباع نداء الحق ونصرته . ولعل التامل في الاية قليلا يغني عن طويل شرح لبلاغته .
ولعل هناك اثار اخرى متعددة متعلقة بجوانب عملية واستحقاقات في الجانب العملي للعلامات ولكن نحن هنا بصدد تبيين الاهم في الدائرة الاوسع في القضية .
ولا ننسى هنا ان هذا الذي بيناه يعني اننا بصدد ثورة تاريخية فريدة متفردة في وجود الانسانية يتم الاعلان عنها في اليوم الموعود المعلوم في علم الله لما يحين وقته باكتمال شرائطه الغيبية
هذا الاعلان عن هذه الثورة سيكون بالصيحة الجبرائيلية - التي هي تعلن عن قائد الثورة وهو الامام الحجة ابن الحسن المذخور لهذا اليوم
ولذالك فسوف يجري الثورة والتغيير على اساس سنن الله في التغيير وكما سبقه من قبل اجداده والانبياء والرسل .
والله اعلم .
5- هل يوجد مثال سابق لها في تايخ البشرية ام لا
الجواب : نعلم ان جبرائيل ع هو ذالك الملك المقرب وامين الوحي .
وكان له دور اخر يظهر في تفسير بعض الايات انه سبب اهلاك بعض الكافرين بامر الله كعذاب الاستاصال كما في سورة يس : { إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }
ولكن نحن من مضمون الروايات والصيحة الجبرائيلية فيه وصيغتها وما فهمناه منها يتبين لنا اننا بصدد امر يمكن القول فيه انه تكليف معين يقوم به جبرائيل ع يسمى الصيحة وهي المعلنة للظهور بسحب صيغتها الواردة عنها
وهذا ما لم نجد له مثيل منقول الينا يشابهه في الامم السابقة - حيث كانت دعوة الناس عن طرق الرسل المسددة بالوحي . المدعومة بالمعجزات والايات . وهنا نرى ان لجبرائيل دور استثنائي فريد من نوعه اذا صح القول فيه
وهذا يعني تدخل السماء بشكل لم يسبق له مثيل ودليل على الامر العظيم الذي ستواجهه البشرية وما يترتب عليه من استحقاقات مهمة .
واما تسمية هذه العلامة والاعلان بالصيحة - فهو تعبير قراني في الاصل كما يظهر منه ولكن استخدم في الروايات وفسر بانه نداء جبرائيل ع للخلائق .
ولكن كونها صيحة فهي لعلها تحمل قيمة حقيقية مشابهة لفهم الصيحة القرانية
وهذا ان صدق فيها - فيعني انها وهي كذالك انها امر من الله الى جبرائيل يحمله من عالم الملكوت ويقع في عالم الملك يترتب عليه اثر واقعي احد مراتبه اعلان الظهور بالنداء المسموع - وله اثر معنوي في الجانب العقائدي للمتلقي
يحدد مصيره بالاختيار والذي سيكون به شقاء او سعادة ذالك المختار من الناس . ولا يستبعد ان يكون لها اثار تكوينية اخرى لا علم لنا بها او على الاقل لا علم لي بها بحدود اطلاعي .
6- هل الصيحة غاية في العلامات ام هي مدخل لقضية غيرها
الجواب : الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور يمكن النظر اليها من مستويين
الاول : انها علامة من العلامات الخمسة الحتمية قدام الخروج \ القيام الذي سيكون كما ورد فيه يوم العاشر من محرم في مكة من بيت الله سيبداء الامام الحجة ع ثورته التغييرية العالمية في وجود البشرية ويومها الموعود .
كما في الرواية :
عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه على، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى عن محمدبن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية.
وهنا يتبين ان الصيحة الجبرائيلية والظهور المترتب عنها ( بالاضافة لبقية العلامات الاخرى ) هو مقدمة امر الخروج وقيام الامام ع بثورته .
ثانيا : ولكن هذا لا يمنع انها من جهة اخرى يمكن اعتبارها غاية بحد ذاتها لانها تعني ان الاذن الالهي قد صدر بامر الظهور وهذا يعني اكتمال تحقق شرائط الظهور - اي انّ البشرية وصلت الى غايتها والصيحة الجبرائيلية علامة هذا الامر .
وهنا ستكون الصيحة في ال 23 شهر رمضان هي علامة على امرين احدهما غيبي وهو اكتمال تحقق شرائط الظهور في حكمة الله وتقديره ومن ثم الاذن لوليه بالظهور - والثاني علامة على اقتراب يوم الوعد بقيام الامام بثورته في واقع البشرية .
7- هل هي صيحة واحدة ام هي صيحات متعددة ومتباينة في الزمن
الجواب : الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في محل البحث هنا هي صيحة واحدة حسب ما وصل الينا وفهمه الباحثون ( وان هناك تردد في صيغتها مع بقاء المضمون محفوظ )
ولكن علامات الظهور القريبة جدا من اليوم الموعود تؤكد على انه هناك صيحات جبرائيلية اخرى تسبق صيحة الظهور وكذالك اخرى تتاخر بعده الى يوم القيام المبارك
فما ورد بخصوص الصيحات التي ستسبق صيحة الظهور في شهر رمضان المبارك هي كما يلي :
( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
واما ما ورد من حصول صيحة اخرى بعد صيحة الظهور - هي ما ورد في الرواية التالية :
1- ( عن*أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أول من يبايع القائم جبرائيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق، أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
2- ( في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (عليه السلام))
--------------------------
هذه الصيحات المتعددة لما نتامل فيها وفي مضمونها وما نفهم بالعموم من القضية المهدوية واهميتها في وجود البشرية - يظهر لنا جليا اننا امام امر عظيم لعله خارج تصورنا وان نحاول تقريبه وجعله وكانه كثورات المرسلين العظام كأولي العزم في أُممهم . وان كان هذا بحد ذاته كبير جدا - ولكن نحن بصدد نقطة انتقالية في وجود البشرية وفيها سيكون ما قبلها يختلف عما بعدها بشكل لم يكن له مثيل في وجود البشرية
وهذا نستنتجه بما ورد من الروايات وتاويل الايات الخاصة بالقضية المهدوية وكيف ان اليوم الموعود هو اشبه بيوم القيامة الصغرى في حياة البشرية على الارض وكيف ان الحياة سوف تتغير في دولة القائم وانفتاحها على عالم الملكوت والارتقاء في اسباب السموات وكيف يتغير الزمان وما الى غيره مما يتعجب له الفكر المتامل
ومن هنا لعله اذا وفقنا الله واهتدينا لفهم هذا كله فلا نتعجب من تعجب القران لما يقول : ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ )
اي ان النظر ( نظر البصيرة ) في الملكوت يفترض فيها انها مسالة في تناول قدرة الانسان لانها ضرورة لهذا الموجود في طريق تكامله وتحقق اليقين في ذاته لما هو قادم اليه في معاده ودار قراره . ولكن الواقع الذي نشهده في تاريخ البشرية والى يومك هذا نجده قد اقتصر في هذا الامر والمرتبة من النظر للملكوت على اولياء الله والذين هم ثلة قليلة .
وهنا اقول - الى اي مرتبة ستصل البشرية في مراتب اليقين في دولة القائم حسب هذا التصور ؟
8- لماذا الصيحة
الجواب : كل الاسباب السابقة ستكون جواب هذا السؤال وكذالك اي تصور اخر يصب في نفس الفهم .
وكلها في الاخير تلتقي عند الوعد الالهي : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وذالك بسبب : فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
لانه : سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
اي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
وهذا مقدمة الى مرتبة اعلى : وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
وبذالك ستصل البشرية الى مرتبة اليقين .( هنا نحن ليس في محل الحصر بهذا الفهم وان كان مصداقا )
واليقين مراتب في القران :
1- علم اليقين
2- عين اليقين
3- حق اليقين
الى هنا نتوقف من الاسترسال ونرجوا ان قد اجبنا على السؤال اذا وفقنا الله واصبنا الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - ونسالكم الدعاء وشكرا
الباحث الطائي