إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأثير الصلح الحسني في الجهــــــــــــــــــــــــــاد الحسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأثير الصلح الحسني في الجهــــــــــــــــــــــــــاد الحسيني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد

    لقد جاهد الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام الناكثين، والمارقين والقاسطين.. ثم كان ما يسمى بـ"صلح" أوعقد وعهد الإمام الحسن عليه السلام، الذي ألجأته الظروف إلى عقده مع معاوية. واللافت: أن هذا العهد قد حقق إنجازا عظيما على صعيد تأكيد الحق، وترسيخ الشرعية فيما يرتبط بإمامة أهل البيت صلى الله عليه وآله، وسلب ذلك عن الطرف الآخر، وانتزاع اعتراف خطي منه بأنه باغ ومتغلب، حين أكدت بنوده على:

    1 ـ أن الحق لا بُدَّ أن يعود للإمام الحسن عليه السلام، ثم من بعده للإمام الحسين عليه السلام.

    2 ـ أن ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.

    3 ـ أن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام شهادة عند معاوية .

    4 ـ أن لا يسميه أمير المؤمنين . .

    5 ـ أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه .

    6 ـ أن لا يذكر علياً إلا بخير .

    7 ـ أن يكون أصحاب علي وشيعته آمنين حيث كانوا من أرض الله .

    8 ـ أن يكون الناس جميعاً آمنين حيث كانوا من أرض الله . وثمة شروط أخرى ذكرها المؤرخون أيضاً .

    وقد كان معاوية يعلم أن نقض أي بند من هذه البنود سيحرمه من صفة الشرعية، وسيظهر وفقا لما تعهد به من أهلية الإستمرار في ذلك الموقع. وقد أعطى معاوية هذه الشروط، وهويرى نفسه أنه الأقوى، وأنه هوالمنتصر، وخزائن الأموال بيده، والجيوش تحت أمرته، والناس رهن إشارته.. ومعه ومن ورائه الأخطبوط الأموي المنتشر في طول البلاد وعرضها، الذي ما فتئ لم يزل يعمل على هدم ما يبنيه علي وولده، وعلى تثبيت أمر معاوية وترسيخه. وفي مقابل ذلك فإن جيش الإمام الحسن عليه السلام كان مفكك العرى، متفرق الأهواء، يضم حتى فلول الخوارج، الموتورين على يد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام.. وقد ظهرت في هذا الجيش الخيانات الكبرى حتى من أقرب الناس إلى الإمام الحسن عليه السلام نسباً، وهوعبيد الله بن العباس الذي ذبح له عمال وأنصار معاوية طفلين، ولكن ذلك لم يمنعه من بيع دينه لمعاوية بمليون درهم فقط، حيث نسي ولديه، بعد أن نسي ربه، وخان إمامه. واللافت أن بنود هذا العهد لتبطل أمر معاوية حتى قبل أن يبدأ، إذ أننا لوأخذنا بنداً واحداً من هذه البنود، وهوالبند الذي يشترط أن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام شهادة عند معاوية، فإن هذا البند الذي لا يخطر على بال أحد أن يذكر في صلح بهذه الخطورة، تحقن به دماء ألوف من المسلمين، ولا يخطر على بال أحد أن يكون هناك حديث عن إقامة شهادة عند قاض، قد لا يحتاج إليها على مدى عمر الإنسان كله، ولولمرة واحدة، فضلا عن أن يسجل ذلك في هذا الصلح الخطير. نعم إننا لولاحظنا ذلك لرأينا: أن معاوية يقبل بأن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام عنده حتى الشهادة، مع أنه يعلم: أن الشهادة قد لا تزيد على حفظ حق إنسان مّا في أرض أوفرس، أوالاقتصاص للطمة أوجرح. وذلك الشرط إنما يعني إبطال أمر معاوية من أساسه، حتى قبل أن يتصدى ويمارس أمور الحكم، لأن معنى هذا الشرط أن معاوية:

    إما غير قادر على معرفة أحكام الله، ولوفي مثل هذه الأمور الجزئية والبسيطة، فكيف يتصدى إذن لموقع خلافة الرسول ، الذي يعني لزوم أداء مهماته في تعليم الدين، وبيان شرائعه وأحكامه، وفي التصدي للشبهات، وحل المعضلات؟

    وإما أن معاوية كان يعرف كيف يقضي بين الناس ـ لكنه لم يكن مأموناً على القضاء بالحق. فمن لا يؤمن على القضاء في فرس، أودار، أولطمة أونحوذلك، فهل يؤمن على دماء الأمة، وأعراضها وأموالها، وعلى دينها ومستقبلها؟

    وإذا كان معاوية لا يستطيع أولا يؤتمن على القضاء بهذا المستوى فكيف يفي بتعهداته بالعمل بالكتاب والسنة؟

    وإذا كان هوالمؤسس والأساس لدولة بني أمية، فقد اتضح أن هذا الأساس لا يملك ما يؤهله لهذا الموقع باعتراف منه، وبتوقيع عهد وعقد مع من ينكر له أي حق فيما يدعيه.. ثم إنه يسجل ذلك ويوقع عليه في مقام لا بُدَّ له فيه من وضع النقاط على الحروف بكل دقة وحرص.. وحيث لا مجال للتغاضي، ولا للغفلة ولا للتسامح. فإذا كان هذا البند يعطينا ذلك كله فما بالك بسائر البنود؟! مثل أن لا يسميه الإمام الحسن بأمير المؤمنين، فمن كان رأس أهل الإيمان، لا يرضاه أميرا للمؤمنين، فهل يرضاه أميراً له؟!. كما أنه هوبنفسه يسجل: أن ليس لأحد من ولده، ولا من قومه أي حق في هذا الأمر.. بل الأمر يرجع إلى الحسن، ثم للحسين . وبعدما تقدم يتضح: أن إمامة الإمامين الحسن والحسين ^ تصبح مفروضة ولازمة، بمقتضى جميع الأعراف، وعند سائر الأمم. فالحسنان ^ بنظر المسلم الملتزم إمامان: قاما أوقعدا. بمقتضى نص رسول الله . والحسن عليه السلام هووصي أبيه عليه السلام، كما سجله لنا التاريخ أيضاً (راجع الحياة السياسية للإمام الحسن عليه السلام) وذلك يكفي حجة على من يرى لزوم العهد من الخليفة السابق للاحق. أضف إلى ما تقدم: أن هذا العقد الذي تم بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية لا بُدَّ من الوفاء به حتى عند أهل الجاهلية. بل إن كل المجتمعات الإنسانية حتى التي لا تدين بدين اصلاً تحتم الإلتزام به، ولا تجيز نقضه. وذلك لأن المجتمعات الإنسانية تعتبر الوفاء بالالتزامات والعهود والعقود أساسا لبناء حياتهم في مختلف المجالات، حتى السياسية والإجتماعية منها، وعلى وفق هذه الرؤية ومن هذا المنطلق تنظم علاقاتها بالأمم والشعوب، والجماعات. ولا تجد أحدا يجيز لأحد الطرفين نقض العهد والعقد إلا بالتراضي والتوافق، والاتفاق مع سائر الأطراف.

    يزيد هوالباغي:

    وبذلك يتضح لكل أحد وفق هذا المنطق الشرعي، والعقلي، والعقلاني، والإنساني، أن يزيد بن معاوية هوالباغي على الحسين عليه السلام، وهوالخارج عليه، حتى لوأعلن أبوه معاوية نقضه للعهد. فإن العهد لا ينتقض بذلك. بل إن العهد نفسه قد سلب معاوية حق نقض العهد لوتوهم جاهل أن له أي حق في ذلك. وذلك حين صرح بقوله: ولا يحق لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.

    فترة تأسيس الدين:

    ومن جهة أخرى نقول: لقد كانت الفترة التي تلت وفاة رسول الله .. هي فترة تأسيس الدين، وترسيخ دعائمه، وتقرير أحكامه وشرائعه، وسياساته وقيمه. فكل ما يقال ويمارس في هذه الفترة سوف يصبح جزءاً من الدين، وستتداوله الأجيال، حقا كان أوباطلا. وحتى لا يبقى الباطل وحده هوسيد الموقف، والمطروح للتداول، كان لا بُدَّ لأمير المؤمنين عليه السلام والخلص من أصحابه من أن يشاركوا في هذا التأسيس، وأن يطرحوا للناس الحق الذي يسعى الآخرون، إما لتجاهله والابتعاد عنه، أوللعبث والتلاعب به. ولذلك دخل عمار، وسلمان، وحذيفة، ومالك الأشتر، وأضرابهم في مناصب الدولة، فتولى عمار الكوفة، وسلمان المدائن، وحذيفة كان قائداً للجيوش الفاتحة، في فتوح نهاوند المعروف بفتح الفتوح، وكان هوالسبب في زوال ملك الأكاسرة . وشارك الأشتر في الحروب معهم، وشترت عينه فيها فقيل له الأشتر ـ ولا شك في أن ذلك كان برضى من أمير المؤمنين عليه السلام، أوبتوجيه منه. وقد كان عليه السلام يسعى لحفظ التوازن والهدوء في العلاقة مع الخلفاء . وكان يحضر مجالسهم، ويشارك في بيان مسائل الدين، وحل معضلات الأمور، حتى لقد كثر قول عمر: لولا علي لهلك عمر.

    ولكن الأمر كان أعظم من ذلك أيضاً. فقد كان الخلفاء يدّعون: أن لهم ما للرسول ، وأنهم يقومون بما يقوم به، فلهم القضاء، والحكم، وقيادة الجيوش، وتعليم الناس أحكام دينهم، وتربيتهم، وسياستهم وتدبير أمورهم. تماماً كما كان ذلك لرسول الله . بل لقد زعموا أن لهم حق التشريع في الدين، والفتوى بآرائهم فيه. وقد مارسوا ذلك بالفعل، ومنعوا الناس من رواية حديث رسول الله ، ومن كتابته وتدوينه، وحبسوا كبار الصحابة بالمدينة، واستعاضوا عن سنة الرسول ، وأقواله وسيره، بثقافات أهل الكتاب، وملأوا عقول الناس بها، ومنعوا الناس من السؤال عن معاني القرآن، ومن كتابة تفسيره. ثم إنهم قد عملوا على أن يضفوا على أنفسهم هالة من القداسة، لا مجال لاختراقها، فكان من آثار هذه القداسة أن أصبحت سياسات الخلفاء هذه دينا يدان به وشرعاً يتبع. وكانت النتيجة هي ما ذكرنا من أنه لم يبق من الدين إلا رسمه، ومن الإسلام إلا اسمه.

    فكان لا بُدَّ من إسقاط هذه الهالة، وإسقاط قناع الزيف عن وجوه أولئك المجرمين. وقد قام أمير المؤمنين عليه السلام بما كان يمكن القيام به في هذا السبيل، فأعاد التأكيد على الخطوط العامة، وأصحر للناس بالعقائد الحقة، وبين سياسات الإسلام تجاه كل هذا الواقع الذي يواجهه.. وحارب الناكثين والمارقين والقاسطين. وجاء الإمام الحسن عليه السلام ليخطو الخطوات التي أتيح له أن يخطوها أيضاً في نفس هذا الإتجاه، فأنجز الصلح الذي تحدثنا عنه آنفاً. ولم يبق إلا أن يحدث الزلزال الذي فرض على الأمة أن تراجع حساباتها، بعد أن سقط القناع المزيّف الذي حاول الغاصبون والطامعون أن يستروا به حقيقتهم. وأفاق الناس على واقعهم المرير، ليجدوا أن ثقافة أهل الكتاب هي التي تهيمن عليهم، بعد أن سلبت منهم معارف الإسلام، وليجدوا أنهم يقدسون أشد الناس انحرافاً عن الله. أوأعظمهم طغياناً عليه. وليجدوا أن الذين يقدسونهم ليسوا هم الأمناء على وحي الله سبحانه وتعالى، ولا هم العالمون بشرايعه سبحانه.

    وليجدوا..

    وليجدوا.. إلى ما لا نهاية..

    وقد جاءت حركة الإمام الحسين عليه السلام الجهادية بصورة لا تقبل التأويل، ولا مجال فيها لإثارة أية شبهة أولبس، فأسقطت هالة القداسة، وفرضت على الناس أن يعيدوا النظر في كل شيء، وأن يبحثوا عن الإسلام وأهله، وأن يميزوا بين مصادر المعرفة فيه من جديد.. وأصبح هذا الأمر هوالوظيفة المفروضة على كل إنسان إلى يوم القيامة.

    لماذا الحسين ولماذا على يزيد بالذات:

    هذا، ولقد كان الناس يعرفون الكثير الكثير مما أخبر به النبي عن مصير أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وكانوا قد عرفوا أيضا الحسين عليه السلام، وأخاه وأباه صلى الله عليه وآله . . عرفوهم في ممارساتهم، وفي توجهاتهم، وفي كل حالاتهم . وعرفوا في مقابل ذلك: رموز الشجرة الملعونة وأهدافها، وسيرتها، ووقفوا على حالاتها. وكذلك على حالات وسير وأخلاق خصوم أهل البيت صلى الله عليه وآله بصورة عامة، الذين يريدون أن يكونوا ملوكاً جبارين. والناس أيضا.. قد عرفوا بنود صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية. وقرأوا على صفحات الواقع والتجربة، والمعايشة القريبة، خصائص الشخصية العلوية، والحسنية، والحسينية. وهم أهل بيت النبوةصلى الله عليه وآله . ثم إن الناس قد قرأوا أيضاً على صفحات الواقع والتجربة، والمعايشة القريبة خصائص خصوم أهل البيت صلى الله عليه وآله، من أمثال معاوية ويزيد وغيرهما. ثم إن الناس كذلك.. قد رأوا بأم أعينهم كيف أن هذا الباغي والمعتدي، والمدعي لمقام خلافة الرسول لا يتحمل حتى أن يرفض إنسان واحد الإنقياد له مع أنه هوالمعتدي على حق هذا الإنسان، ومع أن أباه بالذات قد سجل أن لا حق له، ولا لأحد من ولده في هذا الأمر، وأنه الحسين بالذات هوصاحب الحق. نعم.. إن يزيد لم يتحمل حتى أن يرفض هذا الإنسان بالذات والإنقياد له. فراح يلاحقه بثلاثين ألف مقاتل إلى قلب الصحراء، ليقتله مع أهل بيته، وثلة يسيرة جدا من أصحابه، ويسبي نساءه وأطفاله. رغم أنه من أهل بيت النبوة، وسيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام بالذات، فكيف ـ يا ترى ـ سيتعامل مع سائر الناس، لوبدرت منهم أية بادرة مهما كانت تافهة وصغيرة؟!.

    المعايير هي الأقوى والأبقى في الأمة:

    ثم إن الإمام الحسين عليه السلام قد أعطى للمعايير الفطرية والعقلية، والإنسانية قوتها وفاعليتها، حين قال للناس في بداية حركته الجهادية :

    "إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم. ويزيد رجل شارب الخمور، وقاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله".

    ولتوضيح هذه الكلمة الشريفة نقول:

    إنه لا ريب في أن قاتل النفس المحترمة لا يمكن أن يكون هوالأمين على دماء الناس، فهل يؤمن على أعراضهم وأموالهم؟!. ثم على مصيرهم ومستقبلهم، ويصبح هوالحاكم المتصرف في ذلك كله؟ ‍!.

    وهولا يملك ـ بسبب معاقرته للخمر ـ في أوقات كثيرة، حتى التوازن العقلي، الذي يحمي قراره من الضعف والرعونة، ومن أن يكون قرارا مدمرا للأمة، أوملحقاً بها وبمستقبلها أضرارا فادحة على أقل تقدير. هذا فضلا عن أن شارب الخمور، لا يمكن أن يحفظ الأسرار الخطيرة التي منها ما يلامس مستقبل الأمة وحياتها، حيث لا يجد الذي يتعاطى المسكرات أي وازع ورادع، من عقل أودين عن البوح بها لغير أهلها. ثم إنه إذا كان معلناً بالفسق أيضاً، ولا يخجل بفسقه وفجوره، فإنه لا يعتبر المنكر منكراً، ليتصدى لدفعه وإزالته من الواقع العام، كما أن من يكون كذلك لا يتوقع منه أن يربي الأمة على مكارم الأخلاق. ويغرس فيها خصال الخير والصلاح ويقودها إلى مواقع العزة والكرامة والسؤود. وفي الطرف المقابل نجد: أن الحسين عليه السلام هومن أهل بيت النبوة، على حد هذا التعبير المنقول عنه عليه السلام. واختيار كلمة النبوة قد جاء ليشير إلى الوحي الإلهي، الذي هومصدر المعارف والعلوم الغيبية، ولم يقل : "أهل بيت النبي" حتى لا يتوهم أن المراد الإشارة إلى الارتباط به كشخص، لأجل نسب، أوسبب عادي قد يناله أناس آخرون . فإذا كان يزيد أوغير يزيد يدّعي أنه خليفة لرسول الله ، وله صلاحياته، فمن أين يمكنه أن يثبت لنفسه هذا المقام إلا من طريق الوحي والنبوة؟

    وأهل بيت النبوة صلى الله عليه وآله ينكرون عليه ذلك . والحسين عليه السلام هوالمصدر والمرجع للناس كلهم، وهوالذي لا بُدَّ أن يؤخذ منه التشريع والأحكام الإلهية.. لأنه معدن الرسالة.. أي الأصل والمنشأ الذي تؤخذ منه سنن وأحكام الرسالة ومضامينها خالصة من الأغيار، وصافية من الشوائب، فلا يستطيع يزيد ولا غير يزيد أن يرد عليه ما يخبر به من أحكام الله سبحانه وتعالى وشرائعه، لأنه أعرف الناس بما يوافق الشرع أويخالفه. والحسين عليه السلام أيضا هومن نشأ في بيت الطهارة، والقداسة، والإيمان، البالغ أعلى الدرجات في ذلك، حتى صار بيته مختلف الملائكة. ولا يستطيع أحد أن يدّعي لنفسه أولبيته هذا المستوى من الطهارة أبداً، فهل يستطيع أن يدّعي ذلك يزيد الذي نشأ في بني كلب، حيث لا دين، ولا هدى، بل مفاهيم الجاهلية وأحكامها، هي المهيمنة، والطاغية . والأهواء والشهوات والمآثم هي السلوك العام، وهي القائد والسائق في مختلف الحالات، وفي شتى المجالات؟!.

    بنا فتح الله وبنا ختم:

    ويستمر الإمام الحسين في كلماته الهادية تلك فيؤكد على أن الله سبحانه قد فتح أبواب الهداية والصلاح والإصلاح للأمة بالحسين، وبأهل بيت النبوة صلى الله عليه وآله. وسيختم بهم صلى الله عليه وآله على يد ولي الله الأعظم الحجة القائم المهدي عليه السلام، فما معنى أن ينازع يزيد، أوغير يزيد هؤلاء الصفوة الذين يمثلون خط الهداية الإلهية للبشرية؟!. وإذا كان يزيد وغيره ممن سبقه أولحقه من غير أهل البيت يستطيع أن يدّعي للناس أنهم ليسوا أولى بالنبي منه، ولا أعرف بشرائعه، ولا أليق بمقامه، ولا أجمع للصفات والمزايا المطلوبة في من يفترض فيه أن يأخذ موقع الرسول ، ويضطلع بمهماته، فقد يجد من يصدقه في ذلك . ولكن هل يستطيع أن يدّعي هؤلاء ذلك في مقابل الحسين عليه السلام، ولاسيما بملاحظة كل هذا الذي ذكرناه، وبملاحظة: ما ذكرناه من دلالات صلح الإمام الحسن عليه السلام؟.


  • #2
    ربي صل على محمد وعلى آل بيت أحمد الطيبين الطاهرين

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل لواء صاحب الزمان على هذا النقل النافع والمفيد

    جعله الله لك في ميزان حسناتك إن شاء الله

    موفقين
    إن شاء الله
    sigpic

    تعليق


    • #3
      ربي صل على محمد وعلى آل بيت أحمد الطيبين الطاهرين

      شكرا جزيلا لك أخي الفاضل لواء صاحب الزمان على هذا النقل النافع والمفيد

      جعله الله لك في ميزان حسناتك إن شاء الله


      موفقين
      إن شاء الله

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X