إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوحي ليس وليد نبوغ الأنبياء وتفكرهم الخاص

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوحي ليس وليد نبوغ الأنبياء وتفكرهم الخاص

    : الوحي ليس وليد نبوغ الأنبياء وتفكرهم الخاص

    إن الذين يريدون مقايسة كل شيء، وتفسيرها بالمقاييس المادية والأدوات الحسية، ويريدون صب الحقائق الغيبية في قوالب حسية يفسرون ظاهرة الوحي بصور مختلفة، جميعها باطلة في نظرنا،

    وفيما يأتي نقد هذه التفسيرات والتحليلات في عدة نقاط: ألف: ثمة فريق يعتبر الأنبياء من نوابغ البشر، ويعتبرون الوحي حصيلة التفكير، ونتيجة لفعاليات حواسهم الباطنية. إن حقيقة الروح الأمين

    تصور هذا الفريق هي روح هؤلاء النوابغ الزكية، ونفوسهم الصافية النقية، وإن الكتب السماوية كذلك ليست سوى أفكارهم السامية وتصوراتهم الراقية. إن هذا النوع من التفسير والتحليل لظاهرة الوحي ليس سوى الانبهار بالعلم التجريبي الجديد الذي يعتمد الأساليب الحسية - لا غير -

    1. البقرة / 2.

    وسيلة لتفسير كل حقائق الوجود. إن المشكلة الهامة في هذه النظرية هي منافاتها لما قاله الأنبياء والرسل الإلهيون. فالأنبياء والرسل يصرحون ويعلنون باستمرار بأن ما أتوا به إلى البشر ليس إلا الوحي الإلهي. وعلى هذا الأساس يكون التفسير السالف للوحي مستلزما لتكذيب الأنبياء، وهذا مما لا يليق بمقام الأنبياء الرفيع ومنزلتهم المرموقة، وصدقهم، وصلاحهم الذي أخبر بها التاريخ

    الثابت. وبعبارة أخرى: إن المصلحين على نوعين: مصلحون ينسبون برامجهم إلى الله، ومصلحون

    آخرون ينسبون برامجهم إلى أنفسهم، ويطرحونها على المجتمع على أنها وليدة عقولهم،

    وأفكارهم. وقد تكون كلتا الطائفتين مخلصتين، تتسمان بالإخلاص والخير. وعلى هذا لا يمكن عد هذين الصنفين من رجال الإصلاح صنفا واحدا

    . ب: ثمة فريق آخر يعتبر الوحي - منطلقا من نفس الدافع الذي ذكر في النظرية المتقدمة - نتيجة تجلي الحالات الروحية في النبي. إن النبي - حسب زعم هذا الفريق - بسبب إيمانه القوي بالله، وفي ضوء عبادته الكثيرة لله يصل إلى درجة يجد في ذاته طائفة من الحقائق العالية ويتصور أن هذه الحقائق أفيضت وألقيت إليه من عالم الغيب فيما لا يكون لما توصل إليه من الحقائق المذكورة من

    منشأ سوى نفسه ذاته ليس إلا. إن أصحاب هذه النظرية يقولون: نحن لا نشك مطلقا في صدق الأنبياء بل نعتقد بأنهم شاهدوا حقائق عالية، ولكن الكلام هو في منشأ هذه الحقائق العالية.

    فالأنبياء يتصورون أن منشأ هذه الحقائق هو عالم الغيب، الخارج عن هذا العالم المادي، أي أن هذه الحقائق قد ألقيت إليهم من ذلك العالم، على حين يكون منشأ ذلك أنفسهم، لا غير. إن هذه

    النظرية ليست كلاما جديدا بل هي في الحقيقة طرح مجدد لإحدى النظريات التي كانت مطروحة في العهد الجاهلي حول الوحي ولكن في لباس جديد. وحاصل هذه النظرية هو أن الوحي ما هو

    إلا حصيلة تخيلات الأنبياء، ورجوعهم إلى بواطنهم وتعمقهم في نفوسهم، وأنهم بسبب كثرة التفكر في الله، وعبادته، والتفكر في إصلاح أممهم، وأقوامهم تمثلت هذه الحقائق دفعة أمام عيونهم، فظنوا أنها ألقيت إليهم من عالم الغيب. (1) وهذا هو - بشكل من الأشكال وبنحو ما - نفس تصور الجاهليين
    حول الوحي إذ قالوا: *(أضغاث أحلام)*(1). إن القرآن الكريم رد على هذه النظرية بشدة وأكد على أن النبي صدق في ادعائه رؤية ملك الوحي، فهو لم يخطأ لا في قلبه ولا في بصره إذ يقول

    (ما كذب الفؤاد ما رأى)*(2).

    ويقول: *(ما زاغ البصر وما طغى)* (3)


    وهذا يعني أن النبي رأى حقا (ملك الوحي) بعين الرأس وبعين القلب، بعين الظاهر وبعين الباطن.






    التعديل الأخير تم بواسطة ~ أين صاحب يوم الفتح ~; الساعة 20-03-2014, 10:54 AM.

























  • #2
    احسنت اختي ( اين صاحب يوم الفتح ) ، بحث راقٍ ...

    و هؤلاء القائلين بهذه الآراء تنطبق عليهم الاية الكريمه « افتأمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض » ؟!! ،
    و قد نسبوا الى الانبياء (ع) ما لا يليق نسبته للعقلاء فكيف بالرسل و الانبياء (ع) ؟!!

    و سلامٌ على محمد و آل محمد و على جميع النبيين و المرسلين .
    sigpic
    عن الامام المهدي صلوات الله عليه قال { نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا }(( الأنوار البهية - ص293 ))

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      احسنت بارك الله فيك... في ميزان حسناتك
      حسين منجل العكيلي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X