سيد حيدر الحلي
وإنّ أعجبَ شيءٍ أن أبُثَّكَه ما خلتُ تقعدُ حتّى تستَثار لهم أسيافُهم مِنكم على ابنِ تُقىً فلا وصفحِكَ إنّ القومَ ما صَفَحوا أُمِّكَ قِدماً أسقطوا حَنَقا لا صبرَ أو تضعُ الهيجاءُ ما حملتْ هذا المحرّمُ قد وافَتْكَ صارخةً يملأنَ سمعَك مِن أصواتِ ناعية تنعى إليكَ دماءً غاب ناصرُها تدعو وجُرد الخيلِ مُصغيةٌ وتكادُ ألسنةُ السيوفِ تُجيبُ فصُدورُها ضاقتْ بسرٍّ ماتَ التصبُّر في انتظا فانهَضْ فما أبقى التحمُّلُ قد مزَّقتْ ثوبَ الأسى فالسيفُ إنّ به شفاءَ فسِواهُ مِنهم ليس يُنعِشُ كَم ذا القُعود ودِينُكم تَنعى الفُروعُ أُصولَه فيه تحكَّمَ مَن أباحَ اليـ ماذا يهيجكَ إن صبرتَ أترى تجيء فجيعةٌ حيثُ الحسينُ على الثَّرى قَتَلتْهُ آلُ أُميّة ورَضيعُهُ بدمِ الوريدِ |
كأنّ قلبَك خالٍ وهو مُحتدِمُ وأنتَ أنتَ وهم فيما جَنَوْهُ هُمُ لم تُبقِ فكيف تُبقي عليهمْ لا أباً لَهُمُ ولا وحلمِكَ إنّ القومَ ما حلموا فحملَ وطفلَ جدِّك في سهمِ الرَّدى فَطَموا بطلقةٍ معها ماءُ المخاضِ دمُ مَمّا استحلُّوا به أيّامُه الحُرمُ في مسمعِ الدهرِ مِن إعوالِها صمَمُ حتّى أُريقتْ ولم يُرفَع لكم عَلَمُ لدعوتِها سَميعَه دَعوتَها سَريعة الموت فأْذَنْ أن تُذيعَه رِكَ أيُّها المُحيي الشَّريعه غيرَ أحشاءٍ جَزوعه وشَكَتْ لواصلِها القَطيعَه قلوبِ شيعتِكَ الوَجيعَه هذه النفسِ الصَريعَة هُدِمَت قواعِدُه الرَفيعه وأُصولُه تنعى فُروعَه ـوم حُرمتَه المَنيعة لوقعةِ الطفِّ الفَظيعه بأمضّ مِن تلكَ الفَجيعة خَيلُ العُدى طَحَنتْ ضُلوعه ظامٍ إلى جنبِ الشَّريعَه مُخَضّبٌ فاطْلُبْ رَضيعَه |
تعليق