إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مكانة الأم في الإسلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكانة الأم في الإسلام



    الأمومة رسالة مقدّسة من أدق الوظائف في الحياة. وللمرأة بعاطفتها الفياضة دافع يعينها على تحمّل مهام هذا الدور ومشاكله.

    قبل الإسلام، كانت الأمم تولي اهتماماً خاصاً لاختيار الأم وانتقائها من بين مئات من النساء. فقد كان يتفق للرجل قبل الإسلام أن يقتني العديد من الجواري والزوجات ولكنه يحدد نسله في واحدة يكون على ثقة من عراقة أصلها وأصالة فرعها، ولكن ذلك كله كان لحساب الولد.

    وجاء الإسلام ليفتح أمام الأم آفاقاً جديدة تخص شخصها وكيانها الخاص. فمكانة الأم قبل الإسلام مكانة آلة الإنتاج التي يحرص على أن تكون سليمة مستحكمة لكي تنتج الإنتاج السليم. ومكانة الأم بعد الإسلام مكانة الواهبة للحياة بما يستلزم ذلك من حقوق والتزامات. كما جعل الولد يشعر بأنه مدين بحياته ونشأته للأم. وبذلك ارتفع بها من دائرتها الضيقة في الأمومة إلى أفقٍ عال من الرفعة والمكانة. وأصدق دليل على ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : الجنة تحت أقدام الأمهات. فهل هناك غاية في السمو أعلى من أن تكون الأم طريقاً للجنة ومن أن يكون رضاؤها باباً يلج منه المؤمن إلى جنات النعيم.

    نعم الجنة التي وعد المتقون بها والتي هي غاية كل مسلم وحصيلة عمر ينقضي بالخير والصلاح تكون تحت أقدام الأمهات، وتكون الأم هي الطريق المؤدي إليها برضاها عن الولد وبإرضائه لها. فالإسلام يعلم أن الأم وبما تكابده لأجل وليدها من آلام ومحنٍ وأسقام جديرة بأن تكون وسيلة لولدها في دخول الجنة، وأن يكون إرضاؤها شرطاً أساسياً من شروط الإيمان الكامل والإسلام الحقيقي، سواء أكانت الأم أرفع من الولد أصلاً أو دونه في الأصل والنسب فهي أمٌ وكفى.

    هذه هي حكمة الإسلام ورحمته تجاه الأم، فالإسلام لا يقر لولد مهما كان شريف الحسب والنسب أن يتطاول على أمه وإن كانت جارية. فحق الأمومة في شريعة الإسلام حق مقدس لا يتغير ولا يتبدل مهما اختلفت الظروف والأحوال. والواقع أن العقل والمنطق يؤيدان هذا ويؤكدانه. فإن الولد لا يمكن له أن ينال الحياة إلا بعد أن تغذيه الأم من دمها وبعد أن تحمله معها في أحشائها وتحميه في كل جارحة من جوارحها. ولا يمكن له أن يعيش أيضاً إلا إذا كفلته أمه في رعايتها وغذته من لبنها وأحلته في أحضانها.

    وعلى هذا فإن الولد في الواقع قطعة من الأم قد انفصلت عنها وتكونت إلى جنين، فهل يمكن لبعض الشيء أن يعلو على بعضه ؟ وهل يمكن للثمرة أن تسمو على الشجرة ؟ وهل يمكن للوردة أن تباهي الغصن ؟ ولولا الغصن لما كان هناك زهرة على وجه الأرض.

    جاء في الروايات الشريفة أن رجلاً سأل رسول الله ( ص ) عن حق الوالدين فأجابه الرسول قائلاً : أمك ثم أمك، ثم أمك ثم أبوك. فالأم بطبيعتها الأنثوية ورقتها الطبيعية تهب لوليدها من حنانها وعطفها أكثر مما يعطي الأب بل أكثر مما يتمكن أن يعطيه الأب، نظراً لتكوينه الخاص الذي لا يمكنه من الاندفاع وراء عواطفه في الوقت الذي تكون فيه الأم سريعة الاندفاع وراء عواطفها قليلة التمكن من التحكم في مشاعرها. فعلى هذا فإن الولد يستهلك من عطف الأم وحنانها أكثر مما يستهلك من عطف الأب وحنانه، وإن كان الحب الواقعي عند الوالدين في حد سواء.وهذا هو السبب في تأكيد رسول الله على حق الأم ثلاث مرات.

    ونحن لا ننكر أن على الأم أيضاً أن تحسن تربية ولدها وتغذي روحياته وتحميه من مهاوي الانزلاق بالمقدار الذي تمكنها منه قابلياتها ومعارفها. وعلى الاٌم أن تشعر بخطر مسؤولياتها وهي تضطلع بدور الأمومة. وعليها أيضاً أن تعرف أنها مسؤولة عن النشىء الذي تنشئه أمام الله وأمام المجتمع. ولذلك فإن من ضرورات الأمومة الصالحة أن لا تكون الأم جاهلة لكي تتمكن من معرفة الطرق السليمة في التربية. وأنا لا أريد أن أقول أن على كل أم أن تأخذ دبلوماً من معاهد التربية مثلاً.

    ولا أقصد مثل هذا من قريب أو بعيد ولكني أعني أن الأم يجب أن تكون بصيرةً بأمور دينها ومجتمعها، تتمكن من تفهم المشاكل الاجتماعية بسهولة وتتمكن من معرفة الأخطار التي تترتب من جراء تلك المشاكل بسرعة لكي تجنّب وليدها تلك المشاكل. وعلى العموم فالأم يجب أن تكون واعية وعياً إسلامياً كاملاً لكي تتمكن من أن تنشىء وليدها على أسس الإسلام ومفاهيمه الواقعية.


    المرأة مع النبي (ص)، الشهيدة بنت الهدى


    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

  • #2
    السلام عليكم و رحمة الله ،
    احسنت اختي ... وفقك الله تعالى ، و جعله في ميزان حسناتك .
    sigpic
    عن الامام المهدي صلوات الله عليه قال { نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا }(( الأنوار البهية - ص293 ))

    تعليق


    • #3
      جعله الله في ميزان حسناتك

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          احسنت بارك الله فيك وجزيت خيرا

          حسين منجل العكيلي

          تعليق


          • #6
            شكرا أم طاهر
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X