بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
من العبارات البليغة في نهج البلاغة لامير البيان هي:
(فان الغاية أمامكم وإن وراءكم الساعة تحدوكم . تخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر بأولكم آخركم)
وله كلام هو: اذا قيل للمخفين جوزوا. فان هؤلاء لا ثقل لهم فيحطوا .
قال الشريف الرضي واصفاً الكلام: أقول إن هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه وبعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله بكل كلام لمال به راجحا وبرز عليه سابقا . فأما قوله عليه السلام تخففوا تلحقوا فما سمع كلام أقل منه مسموعا ولا أكثر محصولا وما أبعد غورها من كلمة . وأنقع نطفتها من حكمة ) [1]
وقال البيهقي: هذه الفاظ علويّة يحكى ، تورّد الاشجار ، وتنفّس الاسحار ، ودرر السّحاب ودرر السّخاب . فيها ملح كيواقيت السّحر ، وفقر كالغنى بعد الفقر ، ومواعظ يقود المستعمين الى الطاعة والانقياد والاذعان ، يجرى فى القلوب جرى المياه فى عروق الاغصان . لو تليت على الحجارة لانفجرت منها عيون الماء ، او على الكواكب لانتشرت من آفاق السماء[2]
معنى الكلام:
قال العلامة ابن ميثم البحراني: قوله تخفّفوا وكنّى بهذا الأمر عن الزهد الحقيقيّ الَّذي هو أقوى أسباب السلوك إلى اللَّه سبحانه وهو عبارة عن حذف كلّ شاغل عن التوجّه إلى القبلة الحقيقيّة والإعراض عن متاع الدنيا وطيّباتها وتنحية كلّ ما سوى الحقّ الأوّل عن مستن الإيثار فإنّ ذلك تخفيف لأثقال الأوزار المانعة عن الصعود في درجات الأبرار الموجبة لحلول دار البوار وهي كناية باللفظ المستعار ، وهذا الأمر في معنى الشرط ، والثانية قوله تلحقوا وهو جزاء الشرط أي أن تخفّفوا تلحقوا ، والمراد تلحقوا بدرجات السابقين الَّذين هم أولياء اللَّه والواصلون إلى ساحل عزّته ، وملازمة هذه الشرطيّة قد علمت بيانها فإنّ الجود الإلهيّ لا بخل فيه ولا قصور من جهته والزهد الحقيقيّ أقوى أسباب السلوك إلى اللَّه كما سبق فإذا استعدّت النفس بالإعراض عمّا سوى الحقّ سبحانه[3]
وقال حبيب الله الخوئي: وأمّا قوله : ( تخفّفوا تلحقوا ) فأصله أنّ الرّجل يسعى وهو غير مثقل بما يحمله فيكون أجدر أن يلحق الذين سبقوه لأنّ التّخفيف وقطع العلايق في الاسفار سبب السّبق والفوز بلحوق السّابقين وكذلك الزهد في الدنيا وتخفيف المؤنة فيها توجب اللَّحوق بالسّالفين المقرّبين[4]
وقال الشيخ مغنية: ( تحففوا تلحقوا ) بفتح التاء ، ومن كان خفيف الجسم والحمل أسرع في في خطاه، ولحق بالذين سبقوه ، ومراد الإمام ( ع ) ان من تحرر من الذنوب والأوزار لحق بالسلف الصالح ، وحشر معهم وفي زمرتهم [5]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
من العبارات البليغة في نهج البلاغة لامير البيان هي:
(فان الغاية أمامكم وإن وراءكم الساعة تحدوكم . تخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر بأولكم آخركم)
وله كلام هو: اذا قيل للمخفين جوزوا. فان هؤلاء لا ثقل لهم فيحطوا .
قال الشريف الرضي واصفاً الكلام: أقول إن هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه وبعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله بكل كلام لمال به راجحا وبرز عليه سابقا . فأما قوله عليه السلام تخففوا تلحقوا فما سمع كلام أقل منه مسموعا ولا أكثر محصولا وما أبعد غورها من كلمة . وأنقع نطفتها من حكمة ) [1]
وقال البيهقي: هذه الفاظ علويّة يحكى ، تورّد الاشجار ، وتنفّس الاسحار ، ودرر السّحاب ودرر السّخاب . فيها ملح كيواقيت السّحر ، وفقر كالغنى بعد الفقر ، ومواعظ يقود المستعمين الى الطاعة والانقياد والاذعان ، يجرى فى القلوب جرى المياه فى عروق الاغصان . لو تليت على الحجارة لانفجرت منها عيون الماء ، او على الكواكب لانتشرت من آفاق السماء[2]
معنى الكلام:
قال العلامة ابن ميثم البحراني: قوله تخفّفوا وكنّى بهذا الأمر عن الزهد الحقيقيّ الَّذي هو أقوى أسباب السلوك إلى اللَّه سبحانه وهو عبارة عن حذف كلّ شاغل عن التوجّه إلى القبلة الحقيقيّة والإعراض عن متاع الدنيا وطيّباتها وتنحية كلّ ما سوى الحقّ الأوّل عن مستن الإيثار فإنّ ذلك تخفيف لأثقال الأوزار المانعة عن الصعود في درجات الأبرار الموجبة لحلول دار البوار وهي كناية باللفظ المستعار ، وهذا الأمر في معنى الشرط ، والثانية قوله تلحقوا وهو جزاء الشرط أي أن تخفّفوا تلحقوا ، والمراد تلحقوا بدرجات السابقين الَّذين هم أولياء اللَّه والواصلون إلى ساحل عزّته ، وملازمة هذه الشرطيّة قد علمت بيانها فإنّ الجود الإلهيّ لا بخل فيه ولا قصور من جهته والزهد الحقيقيّ أقوى أسباب السلوك إلى اللَّه كما سبق فإذا استعدّت النفس بالإعراض عمّا سوى الحقّ سبحانه[3]
وقال حبيب الله الخوئي: وأمّا قوله : ( تخفّفوا تلحقوا ) فأصله أنّ الرّجل يسعى وهو غير مثقل بما يحمله فيكون أجدر أن يلحق الذين سبقوه لأنّ التّخفيف وقطع العلايق في الاسفار سبب السّبق والفوز بلحوق السّابقين وكذلك الزهد في الدنيا وتخفيف المؤنة فيها توجب اللَّحوق بالسّالفين المقرّبين[4]
وقال الشيخ مغنية: ( تحففوا تلحقوا ) بفتح التاء ، ومن كان خفيف الجسم والحمل أسرع في في خطاه، ولحق بالذين سبقوه ، ومراد الإمام ( ع ) ان من تحرر من الذنوب والأوزار لحق بالسلف الصالح ، وحشر معهم وفي زمرتهم [5]
تعليق