إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فن الاستماع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فن الاستماع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فن الإستماع وصفة أخلاقية ومهارة ضرورية
    المراجع:
    العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية. ستيفن كوفي.
    في حياتنا، ومنذصغرنا نتعلم كيف نتصل مع الناس الآخرين بالوسائل المتعددة، الحديث والكتابة والقراءة، ويتم التركيز على هذه المهارات في المناهج المدرسية بكثافة، لكن بقية وسيلة اتصالية لم نعرها أي اهتمام مع أنها من أهم الوسائل الاتصالية، ألا وهي الاستماع.
    لا بد لكل الإنسان أن يقضي معظم حياته في هذه الوسائل الاتصالية الأربعة، الحديث،الكتابة، القراءة، والاستماع، لأن ظروف الحياة هي التي تفرض هذا الشيء عليه.

    والاستماع يعد أهم وسيلة اتصالية، فحتى تفهم الناس من حولك لا بد أن تستمع لهم، وتستمع بكل صدق، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً على الإطلاق، في كتاب ستيفن كوفي العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية، تحدث الكاتب عن أب يجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام، فقال لستيفن: لاأستطيع أن أفهم ابني، فهو لا يريد الاستماع إلي أبداً.

    فرد ستيفن: دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك؟
    فرد عليه "هذا صحيح"
    ستيفن: دعني أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه -هو- لا يريد الاستماع إليك أنت؟
    فردعليه بصبر نافذ: هذا ما قلته.
    ستيفن: أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له.
    فقال الأب: أوه (تعبيراً عن صدمته) ثم جاءت فترة صمت طويلة، وقال مرةأخرى: أوه!
    إنهذا الأب نموذج صغير للكثير من الناس، الذي يرددون في أنفسهم أو أمامنا: إنني لاأفهمه، إنه لا يستمع لي! والمفروظ أنك تستمع له لا أن يستمع لك!

    إن عدم معرفتنا بأهمية مهارة الاستماع تؤدي بدورها لحدوث الكثير من سوء الفهم، الذي يؤدي بدوره إلى تضييع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات التي كنا نتمنا ازدهارها، ولو للاحظت مثلاً المشاكل الزوجية، عادة ما تنشء من قصور في مهارة الاستماع خصوصاً عندالزوج، وإذا كان هذا القصور مشتركاً بين الزوجين تتأزم العلاقة بينهم كثيراً، لأنهم لا يحسنون الاستماع لبعضهم البعض، فلا يستطيعون فهم بعضهم البعض، الكل يريد الحديث لكي يفهم الطرف الآخر! لكن لا يريد أحدهم الاستماع!!

    إن الاستماع ليست مهارة فحسب، بل هي وصفة أخلاقية يجب أن نتعلمها، إننا نستمع لغيرنا لا لأننا نريد مصلحة منهم لكن لكي نبني علاقات وطيدة معهم.

    تكلمنا في ما سبق عن أهمية الاستماع والإنصات، وفي هذا الجزء نتحدث عن الأسلوب العملي الذي علينا اتباعه في أثناءالاستماع للآخرين، ولنتذكر أننا إذا أردنا فهم الآخرين فعلينا أولاً أن نستمع لهم،ثم سيفهمونا هم إن تحدثنا إليهم بوعي حول ما يدور في أنفسهم.
    1-استمع استمع استمع!نعم عليك أن تستمع وبإخلاص لمن يحدثك، تستمعله حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه.

    2-لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له،ولاتستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوءالفهم.

    3-اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك،فإن لم يكن،فبوجهك على الأقل، لأن المتحدث يتضايق ويحس بأنك تهمله إن لم نتظر له أو تتجه له،وفي حادثة طريفة تؤكد هذا المعنى، كان طفل يحدث أباه المشغول في قراءة الجريدة،فذهب الطفل وأمسك رأس أبيه وأداره تجاهه وكلمه!!

    4-بين للمتحدث أنك تستمع،أنا أقول بين لا تتظاهر! لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع لمن يحدثك فسيكتشف ذلك إن آجلاً أو عاجلاً، بين له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم... صحيح أو تهمهم، أوتومئ برأسك، المهم بين له بالحركات والكلمات أنك تستمع له.

    5-لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديث لساعات! وهذه نصيحة مجربة كثيراًولطالما حلت مشاكل بالاستماع فقط، لذلك لا تقاطع أبداً واستمع حتى النهاية، وهذه النصيحة مهمة بين الأزواج وبين الوالدين وأبنائهم وبين الإخوان وبين كل الناس.

    6-بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذاوكذا.... صحيح؟ فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يوضح أكثر، وهذاخير من أن تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم.

    7-لا تفسر كلام المتحدث منوجهة نظرك أنت،بل حاول أن تتقمص شخصيته وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هولا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم مع الغير.

    8-حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية،فإن كان غاضباً فلا تطلبمنه أن يهدئ من روعه، بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنسان حزينا ًفاسأله ما يحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له.

    9-عندما يتكلم أحدنا عن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر,لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكل مشاعر يحس بها هو،وهنا مثالاً من كتاب ستيفن كوفي "العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية"

    الابن: أبي لقد اكتفيت! المدرسة لصغار العقول فقط
    الأب: يبدوأنك محبط فعلاً
    الابن: أنا كذلك بكل تأكيد
    في هذا الحوار الصغير لم يغضب الأب، ولم يأنب ابنه ويتهمه بالكسل والتقصير، بل عكس شعور الابن فقط، وفي الكتاب تكملة للحور علىهذا المنوال حتى وصل الابن إلى قناعة إلى أن الدراسة مهمة وإلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين مستواه في الدراسة.

    ملاحظة أخيرة: الاستماع متعب حقاً لكنه بالتأكيد خير من وجود خلاف وسوء تفاهم.


    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 29-01-2010, 04:34 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بالفعل يجب علينا أن نحترم الشخص الماثل أمامنا
    وذلك بالإنصات والاستماع وعدم مقاطعته
    أرجو من الإخوة الأعضاء الكرام قراءة الموضوع بتمعن
    لما فيه من معاني كثيرة تساهم في بناء شخصية الفرد
    بارك الله بالأخت الفاضلة عاشقة كربلاء على المواضيع المميزة التي تنيرنا بها باستمرار

    تعليق


    • #3
      شكراً جزيلا لك اخي الكريم على مرورك وتعليقك
      وفقك الله لكل خير وسدد خطاك

      تعليق


      • #4
        مشكوووووووووور اختي على الطرح المميز جدا

        بورك الله لك الانجاز
        التعديل الأخير تم بواسطة الغدير; الساعة 03-02-2010, 01:21 AM.

        تعليق


        • #5
          شكراً لكم اخوتي على المرور
          وفقكم الله لكل خير

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X