الزهراء الاسوة الحسنة - 8

[ابو محمد السيلاوي]

وقد أيده سبحانه بمعجزات وكتب سماوية وهذا النبي أو الرسول لم يكن اختياره من قبل الحق سبحانه عشوائياً أو جزافاً أو لمصلحة خاصة بينهما بل كان الاختيار وفق معايير تحمل بين طياتها درجات عالية من الكمال والرفعة والسمو النفس والتدبر والتعقل والفهم والإدراك بما تمكنه من أن يكوم مرآة عاكسة لكل صفات الخالق سبحانه وتعالى والعلة في ذلك كله هو أن يستطيع من تلك الفضائل أن يرشد الناس ويهديهم إلى طريق الحق بموجب أساليب كثيرة ومنها الأسوة الحسنة التي تعتبر المحور الأساس الذي تستندعليها باقي الأساليب المتبعة في دعوة الأمة , لأن بدونها لا يمكن لأي نبي أو رسول أن يؤثر في سلوك الناس .
أما الأمر الآخر فهو المعاد (الآخرة) الذي تؤول أليه كل العباد (بارها وفاجرها) قال تعالى )كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (^([1])بعد طول العيش في هذه الدنيا أو قصرها.
لقد جاء في كتاب المحاسن عن أبي بصير عن احدهما (عليهماالسلام) قال : إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ست صور , فيهن صورة أحسنهن وجها وأبهاهن هيئة وأطيبهن ريحا وأنظفهن صورة , قال فتقف صورة عن يمينه وأخرى عن يساره, وأخرى بين يديه وأخرى خلفه وأخرى عند رجله , وتقف التي هي أحسنهن فوق رأسه , فان أوتي عن يمينه منعته التي عن يمينهثم كذلك إلى آن يؤتى من الجهات الست قال : فتقول أحسنهن صورة : ومن انتم جزاكم عني الله خيرا ؟ فتقول التي عن يمين العبد أنا الصلاة , والتي عن يساره :أنا الزكاة , وتقول التي بين يديه أنا الصيام, وتقول التي خافه أنا الحج والعمرة ,وتقول التي عند رجليه أنا بر من وصلت الأخوان . ثم يقلن : من أنتِ , فأنتِ أحسننا وجها وأطيبنا ريحا وأبهانا هيبة ؟ فتقول أنا الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله)^([2]) .

---

[1] - سورة الرحمن آية /26

[2]- تسلية الفؤاد – عبد الله شبر – ص 93

[من نسل عبيدك احسبني ياحسين]

وفقك الباري كاتبنا