سر تعلق الابن بوالديه
السلام جميعا
موضوع ربما لم يخطر في ذهننا بقوة , نبحث عنه بسطحية ودون معالجة عميقة وعلمية.
سر تعلق الابن بوالديه
لانسأل دوما لماذا يتعلق الولد بامه أكثر من أبيه؟او العكس؟
نبدأ من البداية:
هل هناك قاسم مشترك ثقافي بينهما؟أو الأب ، هو ألتصاق الطفل بالوالدين في جميع المناسبات وخلال جميع النشاطات التي يمارسها في حياته اليومية ، فيتحول الأمر الى عادة سلوكية غير مرغوبة .
ينشأ التعلق عادة عندما تكون عملية الأتصال الأجتماعية محدودة أو قليلة جدا ، فلا يرى الطفل سوى والديه أمامه .. فالطفل بحكم حاجته الفسيولوجية يكون كثير الألتصاق بالأم خلال سنوات حياته الخمس الأولى ، فهي مصدره الأول للأمان ، ولتلبية متطلبات حياته من غذاء وملبس ونوم ، فتنشأ علاقة وطيدة بين الطفل ووالدته ، .. يزداد تعلقه بها عندما تكون الأم متفرغة تماما له ، إذ تكثر حالات التعلق الشديد عندما تكون الأم غير عاملة ... حيث يمنح الخروج المؤقت للأم والمنتظم ، الفرصة للطفل ، للتجربة في البقاء لوحده لفترة من الزمن ، فيصبح ذلك بمثابة التمرين الأول الذي توفره ظروف الأم العاملة أمام الطفل كي يبدأ عملية الأستقلال التي غالبا ما تبدأ بعد أن يعتمد الطفل على نفسه في قضاء حاجته وتناول طعامه ،...الخ
وللتعلق أسباب كثيرة منها :
1- التنشئة الأسرية المحدودة / حيث أن الأسر التي يغلب على أسلوب حياتها البساطة وقلة العلاقات الأجتماعية وأنحسار الأتصال مع الآخرين والقدرة على تكوين الصداقات ، .. ذلكم من الأمور التي تزيد من شدة التعلق بالأهل ، فمحيط هؤلاء غالبا ما يكون محصورا بوالديهم ، وتميل هذه الأسر الى الأنكفاء على الذات وعدم التواصل مع الأبناء والآخرين ، فينشأ الأبناء نشأة منعزلة ، لا يجدون الأمان في الحياة إلا في أحضان الوالدين .كذلك يكثر التعلق في حالات أجتماعية مختلفة كالطلاق أو خسارة أحد الوالدين ، فيميل الطفل الى مضاعفة التعلق مع الطرف الذي يتعامل معه .
2- الحب الزائد والعناية الفائقة والخوف الشديد على الأبناء / إن هذا الحب والخوف والعناية ومحاولة تلبية جميع رغبات الأطفال ، يدفعهم الى الأكثار من التعلق بالوالدين ، لما يوفراه لهم من رعاية وتلبية لأحتياجاتهم .
كما أن الحب الزائد يبني شخصية ضعيفة غير قادرة على أكتشاف مالديها من قدرات ومواهب متنوعة ، فالحب ضروري في جميع الأحوال ، ولكن التحكم بكمية الحب وأعطاءه في وقته وفي مكانه المناسب ، يدفع الأبناء الى تجربة الجديد وزيادة الثقة في نفوسهم وتحفيزهم على التقدم .
إن حرص الوالدين على سلامة أبنائهم ، لايكون بأحاطتهم بأسوار عالية من العزلة ، بل في فتح الأبواب أمامهم للتواصل الأنساني مع الاخرين ومع أنفسهم .
3- الشخصية / يكتسب الأطفال شخصياتهم من تقليدهم لنماذج مختلفة في الحياة ، أقربها اليهم ، والديهم والناس المحيطين بهم ، .. إن الكبار هم من يعطي القدوة والمثل للطفل الصغير ، فأذا ما نشأ الطفل في أسرة يتكل أفرادها بعضهم على بعض ، نشات شخصياتهم ضعيفة مترددة غير قابلة على مواجهة الوقع والمجتمع الذي يعيشون فيه ، وقد يميل الوالدين الى الأطفال الأكثر هدوءاً ، فلا يوقدوا فيهم حب التجربة والأبتعاد عنهم نحو تجربة واقع جديد ، كالمدرسة مثلا أو اللعب مع الجماعة
4- الخوف / إن تعرض الأطفال لمواقف مخيفة ، يسهم في زيادة نسبة التعلق بالوالدين وخاصة الأم ، فالصراخ والمشاجرات وسياسة التخويف التي يتبعها الكبار مع الأطفال في بعض الأحيان ، للكف عن القيام بالأعمال المتعبة بالنسبة للقائمين على تربية الطفل ، يترك في نفس الطفل الصغير مساحة لا بأس بها لتواجد الخوف الذي قد ينمو ويتطور مع تطور الطفل العام ، ويصبح مشكلة خطيرة قد تلازمه طيلة حياته
5- العنف / استخدام العنف ضد الطفل في بعض الأحيان ، يسبب تعلقا شديدا بالأم ، وحتى لو أستخدم هذا العنف من قبل الأم ، يظل الطفل متعلقا بوالدته ، مذكـّرا إياها بحاجته الملحة الى الأمان والمحبة الضرورية لنموه ، فإذا ما سقته بعض الحنان ، زاد في ثقته بنفسه ، وقل تعلقا مضطربا ، وبقي التعلق الطبيعي الذي يجمع الأم بالطفل .
كيف نتخلص من عواقب التعلق ؟
1- تشجيع الطفل على اللعب الجماعي المتعاون مع الآخرين والمشاركة الفعالة في تأدية الدور الذي يلعبه مع الأطفال الآخرين .
2- تشجيع الطفل على التحدث أمام الآخرين وإلقاء التحية وإبداء آرائه ومشاعره بدون خوف .
3- يجب على الأم أن تتحلى بالحزم ، فلا تلبي للطفل طلب البقاء معه والتخلي عن الذهاب الى المدرسة أو اللعب أو لقاء الأصدقاء ، إلا إذا كانت هناك أسبابا مقنعة ومنطقية ، إذ أن تلبية الأم لرغبات طفلها يدفعه الى التعلق بها أكثر وأكثر .
4- زيادة الثقة بين الأم والطفل من خلال الألتزام بمواعيد العودة والذهاب لقضاء الأعمال والأحتياجات وتعويده على البقاء لوحده من خلال منحه مسؤوليات محددة وواجبات معينة يقوم بها في غياب الأم
هل هناك تفاهم على عامل التربية؟
هل هناك تكافؤ في الأداء التربوية بينهما؟
من هنا نبدا ونسرد بعض الاخطاء:
حجر الوالد على الام وعلى انكلاقتها الفكرية او هواياتها يكرس الفجوة الفكرية والتطورية لديها
حتى لما يتحجر تفكيرها في عالم الخضار وحديث النساء يجد الابن نفسه منفصلا عنها بقوة ويتحول للوالد الذي عركته الحياة بقوة..
ولما يفقد الاب مرونته الفكرية في تفهم التطور الفكري العصري يجد نفسه لايتفهم الابن وربما حاول الحجر عليه أيضا وتأطيره بإطاره...
من هنا تبدأ المشكلات...
تعلق الولد بوالديه هو محاولة مستمرة من الوالدين لدخول العالم الجديد الذي يظهر للواد من جراء التطورات الحاصلة حتى ولو لم يدخلها بقوة..
فمثلا عالم التقنيات كالحاسب ليس بالضرورة تفهم الوالد عالم البرمجيات لكن استعمالا بسيطا يكرس له قناة حوار هامة تجذب اوللد وتكرس قواسم مشتركة تهضم وتقصر المسافات التي تتباعد يوما بعد يوم..
**************
نعود لسؤال عكسيا:
هل هناك تعلق مرضي بالوالدين من جراء ربط خاطئ للوالدين لابنهما بجعله لايرى سوى مايراه الأهل؟
إذا فالسؤال هل نحن قادرين على تحقيق تعلق إيجابي بناء بين أطراف العائلة الواحدة؟
يتبع مواضيع ذات
السلام جميعا
موضوع ربما لم يخطر في ذهننا بقوة , نبحث عنه بسطحية ودون معالجة عميقة وعلمية.
سر تعلق الابن بوالديه
لانسأل دوما لماذا يتعلق الولد بامه أكثر من أبيه؟او العكس؟
نبدأ من البداية:
هل هناك قاسم مشترك ثقافي بينهما؟أو الأب ، هو ألتصاق الطفل بالوالدين في جميع المناسبات وخلال جميع النشاطات التي يمارسها في حياته اليومية ، فيتحول الأمر الى عادة سلوكية غير مرغوبة .
ينشأ التعلق عادة عندما تكون عملية الأتصال الأجتماعية محدودة أو قليلة جدا ، فلا يرى الطفل سوى والديه أمامه .. فالطفل بحكم حاجته الفسيولوجية يكون كثير الألتصاق بالأم خلال سنوات حياته الخمس الأولى ، فهي مصدره الأول للأمان ، ولتلبية متطلبات حياته من غذاء وملبس ونوم ، فتنشأ علاقة وطيدة بين الطفل ووالدته ، .. يزداد تعلقه بها عندما تكون الأم متفرغة تماما له ، إذ تكثر حالات التعلق الشديد عندما تكون الأم غير عاملة ... حيث يمنح الخروج المؤقت للأم والمنتظم ، الفرصة للطفل ، للتجربة في البقاء لوحده لفترة من الزمن ، فيصبح ذلك بمثابة التمرين الأول الذي توفره ظروف الأم العاملة أمام الطفل كي يبدأ عملية الأستقلال التي غالبا ما تبدأ بعد أن يعتمد الطفل على نفسه في قضاء حاجته وتناول طعامه ،...الخ
وللتعلق أسباب كثيرة منها :
1- التنشئة الأسرية المحدودة / حيث أن الأسر التي يغلب على أسلوب حياتها البساطة وقلة العلاقات الأجتماعية وأنحسار الأتصال مع الآخرين والقدرة على تكوين الصداقات ، .. ذلكم من الأمور التي تزيد من شدة التعلق بالأهل ، فمحيط هؤلاء غالبا ما يكون محصورا بوالديهم ، وتميل هذه الأسر الى الأنكفاء على الذات وعدم التواصل مع الأبناء والآخرين ، فينشأ الأبناء نشأة منعزلة ، لا يجدون الأمان في الحياة إلا في أحضان الوالدين .كذلك يكثر التعلق في حالات أجتماعية مختلفة كالطلاق أو خسارة أحد الوالدين ، فيميل الطفل الى مضاعفة التعلق مع الطرف الذي يتعامل معه .
2- الحب الزائد والعناية الفائقة والخوف الشديد على الأبناء / إن هذا الحب والخوف والعناية ومحاولة تلبية جميع رغبات الأطفال ، يدفعهم الى الأكثار من التعلق بالوالدين ، لما يوفراه لهم من رعاية وتلبية لأحتياجاتهم .
كما أن الحب الزائد يبني شخصية ضعيفة غير قادرة على أكتشاف مالديها من قدرات ومواهب متنوعة ، فالحب ضروري في جميع الأحوال ، ولكن التحكم بكمية الحب وأعطاءه في وقته وفي مكانه المناسب ، يدفع الأبناء الى تجربة الجديد وزيادة الثقة في نفوسهم وتحفيزهم على التقدم .
إن حرص الوالدين على سلامة أبنائهم ، لايكون بأحاطتهم بأسوار عالية من العزلة ، بل في فتح الأبواب أمامهم للتواصل الأنساني مع الاخرين ومع أنفسهم .
3- الشخصية / يكتسب الأطفال شخصياتهم من تقليدهم لنماذج مختلفة في الحياة ، أقربها اليهم ، والديهم والناس المحيطين بهم ، .. إن الكبار هم من يعطي القدوة والمثل للطفل الصغير ، فأذا ما نشأ الطفل في أسرة يتكل أفرادها بعضهم على بعض ، نشات شخصياتهم ضعيفة مترددة غير قابلة على مواجهة الوقع والمجتمع الذي يعيشون فيه ، وقد يميل الوالدين الى الأطفال الأكثر هدوءاً ، فلا يوقدوا فيهم حب التجربة والأبتعاد عنهم نحو تجربة واقع جديد ، كالمدرسة مثلا أو اللعب مع الجماعة
4- الخوف / إن تعرض الأطفال لمواقف مخيفة ، يسهم في زيادة نسبة التعلق بالوالدين وخاصة الأم ، فالصراخ والمشاجرات وسياسة التخويف التي يتبعها الكبار مع الأطفال في بعض الأحيان ، للكف عن القيام بالأعمال المتعبة بالنسبة للقائمين على تربية الطفل ، يترك في نفس الطفل الصغير مساحة لا بأس بها لتواجد الخوف الذي قد ينمو ويتطور مع تطور الطفل العام ، ويصبح مشكلة خطيرة قد تلازمه طيلة حياته
5- العنف / استخدام العنف ضد الطفل في بعض الأحيان ، يسبب تعلقا شديدا بالأم ، وحتى لو أستخدم هذا العنف من قبل الأم ، يظل الطفل متعلقا بوالدته ، مذكـّرا إياها بحاجته الملحة الى الأمان والمحبة الضرورية لنموه ، فإذا ما سقته بعض الحنان ، زاد في ثقته بنفسه ، وقل تعلقا مضطربا ، وبقي التعلق الطبيعي الذي يجمع الأم بالطفل .
كيف نتخلص من عواقب التعلق ؟
1- تشجيع الطفل على اللعب الجماعي المتعاون مع الآخرين والمشاركة الفعالة في تأدية الدور الذي يلعبه مع الأطفال الآخرين .
2- تشجيع الطفل على التحدث أمام الآخرين وإلقاء التحية وإبداء آرائه ومشاعره بدون خوف .
3- يجب على الأم أن تتحلى بالحزم ، فلا تلبي للطفل طلب البقاء معه والتخلي عن الذهاب الى المدرسة أو اللعب أو لقاء الأصدقاء ، إلا إذا كانت هناك أسبابا مقنعة ومنطقية ، إذ أن تلبية الأم لرغبات طفلها يدفعه الى التعلق بها أكثر وأكثر .
4- زيادة الثقة بين الأم والطفل من خلال الألتزام بمواعيد العودة والذهاب لقضاء الأعمال والأحتياجات وتعويده على البقاء لوحده من خلال منحه مسؤوليات محددة وواجبات معينة يقوم بها في غياب الأم
هل هناك تفاهم على عامل التربية؟
هل هناك تكافؤ في الأداء التربوية بينهما؟
من هنا نبدا ونسرد بعض الاخطاء:
حجر الوالد على الام وعلى انكلاقتها الفكرية او هواياتها يكرس الفجوة الفكرية والتطورية لديها
حتى لما يتحجر تفكيرها في عالم الخضار وحديث النساء يجد الابن نفسه منفصلا عنها بقوة ويتحول للوالد الذي عركته الحياة بقوة..
ولما يفقد الاب مرونته الفكرية في تفهم التطور الفكري العصري يجد نفسه لايتفهم الابن وربما حاول الحجر عليه أيضا وتأطيره بإطاره...
من هنا تبدأ المشكلات...
تعلق الولد بوالديه هو محاولة مستمرة من الوالدين لدخول العالم الجديد الذي يظهر للواد من جراء التطورات الحاصلة حتى ولو لم يدخلها بقوة..
فمثلا عالم التقنيات كالحاسب ليس بالضرورة تفهم الوالد عالم البرمجيات لكن استعمالا بسيطا يكرس له قناة حوار هامة تجذب اوللد وتكرس قواسم مشتركة تهضم وتقصر المسافات التي تتباعد يوما بعد يوم..
**************
نعود لسؤال عكسيا:
هل هناك تعلق مرضي بالوالدين من جراء ربط خاطئ للوالدين لابنهما بجعله لايرى سوى مايراه الأهل؟
إذا فالسؤال هل نحن قادرين على تحقيق تعلق إيجابي بناء بين أطراف العائلة الواحدة؟
يتبع مواضيع ذات