بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد نور الانوار و مشكاة الاسرار
مــبــارك على شيعة الإمام الباقر (ع) ولادة الإمام الباقر (ع)
الإمام الباقر صلوات الله عليه هو الإمام الخامس من ائمة المسلمين و المعصوم السابع من اهل بيت العصمة و الطهاره سلام الله عليهم ،
والده فهو مولانا الامام السجاد (ع) ،
أما والدته فهي السيدة الصديقه ( فاطمه بنت الحسن المجتبى ) ( عليهما السلام ) .
و الامام الباقر (ع) هو اول فاطميٍّ من فاطميَين بل أول علويٍّ من عَلَويَين ، حيث ان والده و والدته كلاهما علويان فاطميان . و يكون جدُّ الامام الباقر (ع) لأبيه هو الامام الحسين (ع) و جدُّه لأمه هو الامام الحسن (ع) .
و بذلك يكون الامام الباقر (ع) هو الإمام الوحيد الذي ينتمي و ينحدر من جَدَّين إمامين هما الحسن و الحسين صلوات الله عليهما ! .
أمُّ الإمام الباقر (ع) :
إسمها : فاطمه
أبوها : أكبر الأسباط و سيد شباب اهل الجنه الامام الحسن المجتبى (ع)
أمها : أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي
كنيتها : أم عبد الله و أم الحسن
لقبها : الصّدِّيقه
وفاتها : توفيت سلام الله عليها سنة ( 117 ) هجريه ( 1 ) .
زواجها و اولادها : زوجها هو الامام السجاد (ع) و قد استشهد قبلها بأكثر من عشرين سنه ، و لها اولاد غير الامام الباقر (ع) .
مقاماتها و مزاياها ( عليها السلام ) و خصائصها :-
اولاً : إبنة إمام و زوجة إمام و أم إمام : و هذه الميزه كونها إبنة إمام اضافةً الى أمومتها و زوجيتها لإمامين (ع) هي ميزة خاصة بها وحدها ، فباقي أمهات الائمه ( عليهم و عليهن السلام ) { بإستثناء الزهراء (ع) التي لا تقاس بأحد } لم تحصل لهنَّ فضيلة الانتماء الى أب معصوم ، بل ان السيده فاطمه الصديقه (ع) تنحدر من صميم العصمة و روح الطهاره ، حيث ان جَديها امير المؤمنين و فاطمة الزهراء عليهما السلام كلاهما معصومان مطهران ، و جد أبيها رسول الله (ص) فهو سيد المعصومين .
كذلك فأن السيده فاطمه (ع) بالإضافة الى تميزها بالإنتماء الى آباء معصومين ، فإنها قد تميزت بعمٍّ معصوم ، و هو سيد الشهداء الامام الحسين صلوات الله عليه ، فهي الوحيدة من بين جميع أمهات الأئمه (ع) تتصل بعمٍّ معصوم هو شقيق والدها الامام الحسن عليه السلام .
و هذه الفضيله ليست مجرد كرامة نسبيه ، فلاشك ان الانتماء الى هذا البيت المقدس يكسب صاحبه من مراتب القرب الإلهي و درجات التقوى و الفضل الكثير الكثير ، فإن من كان والده سيد شباب اهل الجنه الامام الزكي التقي النقي الإمام الحسن المجتبى (ع) لابد انه سوف يكسب من خصاله الكريمه و مزياه العظيمه ، ليصبح ذا خصال حسنيه زكيةٍ مباركه ، و كذلك كانت السيده الصديقه (ع) ، حاملةً للنور الحسني و مشتملةً على كثير من الصفات و المزايا الحسنيه .
ثانياً :مقام الصدِّيقيه و مناداة زوجها الإمام السجاد (ع) لها بالـ "صدِّيقه" : فقد جاء في الدر النظيم لجمال الدين الشامي : 603، مؤسسة النشر الإسلامي ، (( و كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) يسمّيها: { الصدّيقة } )) ، و قال عنها حفيدها الامام الصادق (ع) : { كانت صدِّيقه }( 2 ) . ، و تسمية الامام السجاد (ع) لها بالـ "صديقه" يختلف عن تصريح الامام بأنها ( صديقه ) و ينتهي الامر ، بل ان هذا يدل على إتخاذ الإمام (ع) هذا اللقب إسماً لندائها ، اي ان الامام (ع) كان يلقبها به على الدوام ، و هذا لا يأتي الا من استحقاقٍ وَصَلَتْ اليه ، بحيث اصبحت تُنادى بالصديقه ، و هو وصف وصف الله به مريم عليها السلام ، و الذي يناديها به هو الامام المعصوم صلوات الله عليه ، فهذا يعني انها وصلت في جلالها و كمالها و فضلها و تقاها و ورعها بحيث ان زوجها و هو امام يُجلُّها و يحترمها و يناديها بالصديقه .
ثالثاً :مقام عبدي أطعني تكن مثلي : عن أبي الصباح عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال: «كانت اُمّي قاعدة عند جدار فتصدّع الجدار وسمعنا هدّة شديدة، فقالت بيدها: لا وحقّ المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلّقاً في الجو حتّى جازته، فتصدّق أبي عنها بمائة دينار» . ( 3 ) . ، و قولها (ع) للجدار ( ما آذن لك بالسقوط ) يدل على وصولها الى ذلك المقام الرفيع بحيث حين لم تأذن للجدار قام و لم يسقط ، و هذا من مقامات "الولاية التكوينيه" ، التي لا يصلها العبد الا بالطاعة المطلقه لله تعالى حيث لا يعصيه ابداً كما جاء في نفس الحديث القدسي {{ عبدي أطعني }} ، و هو مقام شبيه و قريبٌ بعض الشيء بمقام "العصمه" ، و هي مقام الطاعه التي تخلو من العصيان ، و كيف لا تكون كذلك و هي ربيبة اهل العصمه و حليلة المعصوم و ام المعصوم ، و قد انحدر من نسلها ثمانية ائمة معصومين صلوات الله عليهم .
رابعاً :أفضليتها على جميع ذرية الامام الحسن (ع) : و ذلك وفقاً لما قاله فيها حفيدها الامام الصادق (ع) : « كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها » ( 4 ) . ، و هذا يدل على كونها افضل نسل الامام الحسن (ع) من الذكور و الإناث من اول ذريته صلوات الله عليه الى يوم القيامه ، و ذلك ملاحظ من خلال اطلاق الامام الصادق (ع) في اللفظ و عدم التحديد في ذكور او اناث او زمانٍ معين « لم يدرك في آل الحسن مثلها » ، و قوله (ع) "مثلها" يدل على كونها (ع) الافضل اطلاقاً بحيث لم يشاركها او يماثلها في مقامها أحد .
خامساً :شبهها بمريم (ع) : و تتشابه السيده الصديقه فاطمه (ع) بالسيده مريم (ع) من عدة اوجه ، منها كونها صديقه و كذلك كانت مريم (ع) ، و منها كونهما والدتي معصومَين ، فمريم والدة النبي المعصوم عيسى (ع) و السيده فاطمه والدة الامام المعصوم (ع) الباقر صلوات الله عليه ، الا ان السيده فاطمه قد فاقت مريم من هذه الناحيه ، حيث ان السيده فاطمه والدة الامام الباقر (ع) و هو افضل و اعظم من عيسى (ع) .
سادساً :شبهها بجدتها و سيدتها الصديقة الكبرى فاطمه صلوات الله عليها : و ذلك من خلال اسمها ، و يا له من نسب عظيم ( فاطمه بنت الحسن بن فاطمه ) !!!! ، كذلك من اوجه الشبه ، انها كانت حلقة الوصل و الرابطه بين الائمة (ع) و بين الامام الحسن (ع) ، كما كانت الصديقة الكبرى (ع) حلقة الوصل الرابطه بين الائمة (ع) و بين جدهم رسول الله صلى الله عليه و آله ، و بذلك يتصل الائمه (ع) بالامام الحسن بنفس الصلة التي يرتبطون بها برسول الله (ص) ، و هي صلة اولاد البنت او الاسباط ، و كذلك بالنسبة لكونها ابنة و زوجة و ام معصوم ، فالزهراء (ع) كانت كذلك ، ابنةً للنبي (ص) و زوجةً لعلي (ع) و اماً للحسنين (ع) المعصومين المطهرين .
فسلام الله عليك سيدتي و مولاتي يا فاطمه يا والدة باقر علوم الاولين و الآخرين من النبيين و المرسلين .
_____________________________
( 1 ) ( الكامل في التاريخ 5/195 ) .
( 2 ) ( الكافي: ج1 ص469 ) .
( 3 ) ( الكافي: ج1 ص469 باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام) ح1 ) .
( 4 ) ( الكافي: ج1 ص469 باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام) ح1 ) .
تعليق