تويت
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
_____________
عند التدبر في هذا المقطع القرآني الشريف نتيقّن أنّ الدين في مرتبة الجعل عقيدةً وشريعةً ومنهاجاً
يتوافر على مستوى عالٍ من الرفعة المعنوية والشأنية والدلالية والقصدية
بحيث يستعمل القرآن الكريم إسم الإشارة (ذلك ) لإلفات نظر المُتدبّر .
ف( ذلك ) هو إسم إشارة يُستعمل في الدلالة على المُشارِ إليه البعيد
وقد يستبطن مفهوم الإشارة إلى البعيد معنى التعظيم والتبجيل
والمعنى البلاغي المُترشح من هذه الصياغة هو أنّ ذلك الدين الحق
والمستقيم الذي لازيغ فيه ولاميل عن الحق .
قد بلغ من الرفعة والقيمة الجعليّة والسيادة ما يُقطعُ بيقينيّة الأخذ به وبقوة
ليكون سائس الأمور تطبيقاً وقيّمها في هذه الحياة الدنيا .
قال الله تعالى
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (30)الروم
لتعطِ هذه الآية الشريفة فَهماً قويماً ينبغي تلقيه في قطعيّة التعاطي
المُطلق مع يُقدّمه الدين القيّم من عقيدة وشريعة ومنهاج للناس أجمعين .
وذلك يتحقق بفعل تنشيط حَراك التدين الواعي المقرون بالإيمان والعمل الصالح والعلم المستقيم
ولكن تبقى إشكاليّة الجهل (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وعدم الإيمان بقيّمة ومصلحة
وملاك الجعل التشريعي مانعاً من الأخذ بالدين تديّنا وتطبيقا
علماً إنّ هذا المقطع القرآني الشريف قد تكرر ثلاث مرات في الكتاب العزيز وجاء في ذيل الآيات التشريعية والعقديّة
قال الله تعالى
(( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) (36)التوبة
((مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (40) يوسف
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
_____________
عند التدبر في هذا المقطع القرآني الشريف نتيقّن أنّ الدين في مرتبة الجعل عقيدةً وشريعةً ومنهاجاً
يتوافر على مستوى عالٍ من الرفعة المعنوية والشأنية والدلالية والقصدية
بحيث يستعمل القرآن الكريم إسم الإشارة (ذلك ) لإلفات نظر المُتدبّر .
ف( ذلك ) هو إسم إشارة يُستعمل في الدلالة على المُشارِ إليه البعيد
وقد يستبطن مفهوم الإشارة إلى البعيد معنى التعظيم والتبجيل
والمعنى البلاغي المُترشح من هذه الصياغة هو أنّ ذلك الدين الحق
والمستقيم الذي لازيغ فيه ولاميل عن الحق .
قد بلغ من الرفعة والقيمة الجعليّة والسيادة ما يُقطعُ بيقينيّة الأخذ به وبقوة
ليكون سائس الأمور تطبيقاً وقيّمها في هذه الحياة الدنيا .
قال الله تعالى
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (30)الروم
لتعطِ هذه الآية الشريفة فَهماً قويماً ينبغي تلقيه في قطعيّة التعاطي
المُطلق مع يُقدّمه الدين القيّم من عقيدة وشريعة ومنهاج للناس أجمعين .
وذلك يتحقق بفعل تنشيط حَراك التدين الواعي المقرون بالإيمان والعمل الصالح والعلم المستقيم
ولكن تبقى إشكاليّة الجهل (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وعدم الإيمان بقيّمة ومصلحة
وملاك الجعل التشريعي مانعاً من الأخذ بالدين تديّنا وتطبيقا
علماً إنّ هذا المقطع القرآني الشريف قد تكرر ثلاث مرات في الكتاب العزيز وجاء في ذيل الآيات التشريعية والعقديّة
قال الله تعالى
(( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) (36)التوبة
((مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (40) يوسف
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف