إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طَبيعيُّ التذكُّر وثنائيّة العَقلِ والسَمع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طَبيعيُّ التذكُّر وثنائيّة العَقلِ والسَمع


    طَبيعيُّ التذكُّر وثنائيّة العَقلِ والسَمع
    ___________________

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاةُ والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين


    قال اللهُ تعالى في مُحكمِ كتابه العزيز


    (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) (37) ق


    إنّ من أروع ما قدمه القرآن الكريم في موضوعة نظرية المعرفة وتكونها هو بيانه لمنافذها الرئيسة وأهمها العقل والسمع

    وهذان الإثنان (العقل + السمع ) قد سيقا في هذه الآية الشريفة مَساقَ التقسيم بحرف (أو ) الذي يفيد العطف في صورة التخيير أو الإباحة أو بيان الأقسام في تكوينها مَقسمها الأساس .

    والذي يعنينا هو القسم الثالث (بيان الأقسام في تكوين مَقسمها المعرفي الأساس )

    وهو (طبيعي التذكر ) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى )


    وهذا القسم الثالث يعني أنّ الآية الشريفة أرادتْ أن تبيِّن قسمي تكون المعرفة مُطلقا في عصر التلقي والحضور أو في وقت الغياب والمُشافهة .


    والدليل على ذلك أنّ الآية الشريفة جعلتْ السمعَ المُلقى قريناً وقَسيماً للقلب (العقل الواعِِ )

    وعطف النسق ب (أو ) يقتضي المغايرة المفهوميّة بين المتعاطفين

    لدرجة أنّ القرآن الكريم قد وضّحَ ذلك في آية أخرى بحيث أثبت قسمي تكون المعرفة وثمرتهما وأثرهما الكبير والخطير على مصير الإنسان.



    قال الله تعالى



    (( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ )) (10)

    (( فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ )) (11) الملك




    وهنا أيضا إستعمل القرآن الكريم عطف النسق ب( أو ) إشارةً صريحةً منه إلى معنى التقسيم المُباين وأثره في تكوين المعرفة .

    وإنّ من أبلغ ما يترشّح دلالةً وقصداً ومراداً من الآية محل البحث


    هو أنّ طبيعي التذكر موجودٌ ومُنحفظٌ مُطلقا في حَراك المعرفة لِمَن كان له (قلبٌ)

    عقلٌ واعٍ يتفهم ويتدبر لما قدّمه القرآن الكريم من معارف قيّمة ومواعظ حسنة وبُنى عقدية وتشريعية سديدة تنظم شأن الحياة الدنيا وتبصّر الإنسان بمصيره وآخرته .

    بدليل إبتداء الآية الشريفة بإنّ (أم المؤكِدات ) والتي تفيد تقرير وثبوت الحكم ودفع الشك فيه
    (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ))


    سواءٌ أكان حَراك الإنسان بعقله اللبيب أو بإلقاء سمعه إلقاءً سريعا وقوياً وحاضراً

    في منطقة الأمور الظاهرة حضورا فعليّا وهذا هو مفاد الجملة الحاليّة

    (وهو شهيد) إذ أنها رفعتْ الإبهام والغموض عن صاحبها في هيئة وكيفية التعاطي مع منابع المعرفة وتلقيها تلقيا دائميا وثابتاً .

    وهنا يمكن إستظهار الحَراك الإرادي في قسم التلقي الإستماعي في منطقة التعاطي الظاهري مع ما قدّمه القرآن الكريم مُطلقا .

    ذلك كون القرآن الكريم قد تركَ خيار التذكر للإنسان ولم يلزمه به

    كما في قوله تعالى



    (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ )) (21)

    (( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ )) (22)الغاشية




    فالتلقي الإستماعي الإرادي فيه من القبول الطوعي المُنتِج فكراً وسلوكا ومصيرا .

    بخلاف ما لو تُرِكَ الحَراك الإستماعي في تكوين المعرفة فإنه سينتج الخسارة والضلال لا محالة .




    والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

    ______________________

    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف




    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 28-05-2014, 11:13 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X