إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في النصوص التأريخية لهدم المتوكل قبر الحسين(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في النصوص التأريخية لهدم المتوكل قبر الحسين(ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كثيرة هي النصوص التاريخية التي تثبت قيام الخليفة الناصبي المعروف بالمتوكل (لعنه الله تعالى) بهدم وحرث قبر الحسين عليه السلام ومع هذا نجد الأصوات النشاز تخرج من هنا وهناك لتنفي هذا الامر وكأنهم خلقوا لاجل تبرير تصرفات أعداء الله واهل البيت عليهم السلام وقد مر عليَ في الاونه الأخيرة بعض المقالات التي تنفي قيام هذا الناصبي بفعلته ولم يأت صاحب المقال بأي دليل الا انه كيف يعقل كهل من المعقول ونحو ذلك وهنا احببنا ان نذكر بعض النصوص التاريخية من كتب القوم لبيان هذه الحقيقة واني حيث اذكر هذه القضية ليس مقصودي الأساس الرد على هذه الدعوة لانها اقل من ان تستحق ذلك لاتفاق جميع المسلمين على قيامه بذلك لكني أحببت ان استفيد بعض النكات منها واليكم النصوص:
    قال الطبري في أحداث سنة مائتين وست وثلاثين : وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي(عليهما السلام) ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يحرث ويبذر ويُسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق ، فهرب الناس ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحُرث ذلك الموضع وزُرع ما حواليه.(1)
    وقال ابن كثير : ثمَّ دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين ، فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام) وما حوله من المنازل والدور ، ونودي في الناس : من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق ، فلم يبق هناك بشر ، واتخذ ذلك الموضع مزرعة تحرث وتستغل(2)، وذكر هشام بن الكلبي أن الماء لمَّا أجري على قبر الحسين(عليه السلام) ليمحي أثره نضُب.(3)
    وقال ابن الأثير : وكان المتوكل فيه نصبٌ وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر من يزرع ، ومنع الناس من إتيانه(4) ، وقال ابن خلكان : هكذا قاله أرباب التواريخ ، وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين عفَّى قبر الشهيد الحسين(عليه السلام)وما حوله من الدور ، فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ، قال : وكان المتوكل ظلوماً.(5)
    وقال الزركلي في سبب تسمية قبر الحسين(عليه السلام) بالحائر : الحائر : هو قبر الحسين الشهيد ، سُمِّي الحائر; لأنه لمَّا خرَّبه المتوكل وأرسل عليه الماء حار الماء ولم يعلُ عليه ، فسمِّي الحائر من ذلك الحين ـ المشرف.(6)
    هذا وقد سجَّل بعض الشعراء هذه الحادثة الأليمة ، وذكروها في أشعارهم ، وأنكروا على المتوكل فعاله الشنيعة ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ، ومن ذلك ما ذكره أبو الفرج الإصفهاني لبعضهم قال :
    بنفسي الأُلَى كَظَّتْهُمُ حَسَرَاتُكُمْ
    فَقَدْ عُزِلُوا قَبْلَ المَمَاتِ وَحُشْرِجُوا

    ولم تَقْنَعُوا حتى استثارت قُبُورُهُمْ
    كِلاَبَكُمُ منها بهيمٌ وَدَيْزَجُ
    وقال : الديزج الذي كان نبش قبر الحسين(عليه السلام) في أيام المتوكل ، ونبق فيه الماء ، ومنع الناس الزيارة إلى أن قُتل المتوكل.(7)
    ومنهم البسامي الشاعر ، وهو أبو الحسن ، المعروف بالبسامي ، الشاعر المشهور في زمن المقتدر العباسي ، فمن ذلك قوله في تخريب المتوكل قبر الحسين بن علي(عليه السلام) ، وأمره بأن يُزرع ويُمحى رسمه ، وكان شديد التحامل على علي وولده(عليهم السلام) ، قال ابن بسَّام هذا في ذلك :
    تَاللهِ إنْ كانت أُميَّةُ قَدْ أَتَتْ
    قَتْلَ ابنِ بِنْتِ نبيِّها مظلوما

    فَلَقَدْ أَتَاهُ بنو أبيه بمِثْلِهِ
    هذا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مهدوما

    أَسِفُوا على أَنْ لا يكونوا شَارَكوا
    في قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوه رَمِيما(8)
    وقال المسعودي : وكان آل أبي طالب قبل خلافة المنتصر في محنة عظيمة ، وخوف على دمائهم ، وقد منعوا زيارة قبر الحسين(عليه السلام) والغري من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكِّل سنة ست وثلاثين ومائتين ، وفيها أمر المعروف بالديزج بالسير إلى قبر الحسين بن علي(عليه السلام) وهدمه ، ومحو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدَّم على هذا القبر ، فكلٌّ خشي العقوبة ، وأحجم ، فتناول الديزج مسحاة وهدم أعالي قبر الحسين(عليه السلام) ، فحينئذ أقدم الفعلة فيه ، وإنهم انتهوا إلى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثر رمّة ولا غيرها ، ولم تزل الأمور.(9)
    وروى أبو الفرج الأصفهاني في ذكر أيام المتوكل ، ومن ظهر فيها فقتل أو حبس من آل أبي طالب(عليه السلام) ، قال : وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتمّاً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيدالله بن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين(عليه السلام) وعفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلاَّ أتوه به فقتله ، أو أنهكه عقوبة .
    قال : وبعث برجل من أصحابه يقال له : الديزج ـ وكان يهودياً فأسلم ـ إلى قبر الحسين(عليه السلام) ، وأمره بكرب قبره ومحوه ، وإخراب كل ما حوله ، فمضى إلى ذلك وخرَّب ما حوله ، وهدم البناء ، وكرب ما حوله نحو مائتي جريب ، فلمَّا بلغ إلى قبره لم يتقدَّم إليه أحد ، فأحضر قوماً من اليهود فكربوه ، وأجرى الماء حوله ، ووكَّل به مسالح ، بين كل مسلحتين ميل ، لا يزوره زائر إلاَّ أخذوه ووجَّهوا به إليه .
    قال : فحدَّثني محمد بن الحسين الإشناني ، قال : بَعُد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفاً ، ثمَّ عملت على المخاطرة بنفسي فيها ، وساعدني رجل من العطَّارين على ذلك ، فخرجنا زائرين ، نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا نواحي الغاضرية ، وخرجنا منها نصف الليل ، فسرنا بين مسلحتين وقد ناموا حتى أتينا القبر فخفي علينا ، فجعلنا نشمُّه ونتحَّرى جهته حتى أتيناه ، وقد قُلع الصندوق الذي كان حواليه وأُحرق ، وأُجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق ، فزرناه وأكببنا عليه ، فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشيء من الطيب ، فقلت للعطّار الذي كان معي : أيُّ رائحة هذه؟ فقال : لا والله ، ما شممت مثلها كشيء من العطر ، فودَّعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدّة مواضع ، فلمَّا قُتل المتوكل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين والشيعة حتى صرنا إلى القبر ، فأخرجنا تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه .
    واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي ، فمنع آل أبي طالب من التعرّض لمسألة الناس ، ومنع الناس من البرّ بهم ، وكان لا يبلغه أن أحداً أبرَّ أحداً منهم بشيء وإن قلَّ إلاَّ أنهكه عقوبة ، وأثقله غرماً ، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويّات يصلّين فيه واحدة بعد واحدة ، ثمَّ يرقعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر ، إلى أن قُتل المتوكِّل ، فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم ، ووجَّه بمال فرَّقه فيهم ، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ، ومضادّة مذهبه طعناً عليه ، ونصرة لفعله .(10)
    وللكلام بقية تأتي ان شاء الله تعالى.


    1. تاريخ الطبري : 7/365 .
    2. البداية والنهاية ، ابن كثير : 10/347 .
    3. البداية والنهاية ، ابن كثير : 8/221 .
    4. الكامل ، ابن الأثير : 7/55 ، وفي تاريخ الطبري : 7/365 ، وامتنعوا من المصير إليه . وفي فوات الوفيات : 1/291 ـ 292 : ومنع الناس من زيارته .
    5. وفيات الأعيان ، ابن خلكان : 3/365 .
    6. الأعلام ، خير الدين الزركلي : 8/30 .
    7. مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : 428 .
    8. البداية والنهاية ، ابن كثير : 11/143 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 12/35 ، ونسب البيت في النجوم الزاهرة : 2/284 ، و235 إلى يعقوب بن السكيت .
    9. مروج الذهب ، المسعودي : 4/51 .
    10. مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الأصفهاني : 394 ـ 397 .


  • #2
    طرح في قمة آلروؤوؤعة ..
    آإآختيـآإآر رآإآق لي كثيرآإآ ..
    تسلم لنآإآ ـآلانآإآمل ـآإآلذهبية على هيك طرح رآإآقي ..
    عطآإآك ـآإآلرب ـآإآلف ع ـآإآفية ..
    ودي وعبير وؤوؤردي













    تعليق


    • #3
      الاخت شعاع الحزن اسأل الله لكم دوام التوفيق واشكروركم على تعليقكم شرفتوني بمروركم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X