إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مؤسسون عظماء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مؤسسون عظماء





    1 ـ علاقته بالله تعالى :

    بمقدورنا أن نستجلي عمق علاقة الحسين (ع) بربّه الاعلى سبحانه ، إذا أخذنا بنظر الاعتبار كونه قد تعاهده الرسول (ص) بالانشاء الروحي والفكري جنباً إلى جنب مع عليّ والزّهراء (ع) ، لتحديد إطار شخصيته ومسارها في الحياة .
    ? فقد قيلَ له يوماً ما أعظمَ خوفِكَ مِنْ ربِّك ؟ فقال : «لا يأمنُ مِنْ يومِ القيامةِ إلاّ مَنْ خافَ اللهَ في الدُّنيا» .
    ? وكان (ع) إذا توضّأ تغيّر لون وجهه ، وارتعدت مفاصله ، فقيل له في ذلك ، فقال : «حقٌّ لِمَنْ وقفَ بين يدي الملكِ الجبّارِ أنْ يَصفَرَّ لونُهُ وتَرْتَعِدَ مَفاصِلُه».
    ? في ليلة العاشر من محرّم الحرام ، طلبَ الامام الحسين (ع) من الجيش الاموي أن يمهله تلك العشيّة قائلاً : «إنّا نُريدُ أنْ نُصلِّيَ لِرَبِّنا اللّيلة ونستغفرَهُ ، فهوَ يعلمُ أنِّي اُحِبُّ الصّلاةَ لهُ وتلاوةَ كتابِهِ وكثرةَ الدُّعاء والاستغفار» .
    ? وفي أرهب الساعات وأحرجها ، تحل صلاة الظهر في نهار العاشر مِنَ المحرّم ، فيطلب الحسينُ من المعتدين أن يوقفوا عنهم الزحف حتّى يُصَلُّوا لله تعالى . إنّ هذا السّلوك يعكس لنا عمق العلاقة الّتي تربط الحسين بالله سبحانه، ومدى حُبِّ الحسين لله تبارك وتعالى .
    ? وكان يدعو ربّه تعالى بهذا الدُّعاء :
    «اللّهمّ ارزقني الرّغبةَ في الاخرةِ حتّى أعرفَ صِدْقَ ذلكَ في قلبي بالزّهادةِ منِّي في دنياي،اللّهمّ ارزقني بَصَراً في أمرِ الاخرةِ حتّى أطلبَ الحسناتِ شَوْقاً وأفرَّ مِنَ السيِّئاتِ خَوْفاً يا ربّ».
    هذه بعض مصاديق العلاقة الروحيّة بين الحسين وربّه سبحانه وتعالى وسوف نتحدّث بشيء من التفصيل عن هذه العلاقة بالذات في مجال ثورة الحسين وتضحيته البطولية الفذّة في سبيل الله تعالى .

    2 ـ علاقته بالناس :

    حين نتطلّع إلى الجانب الخلقي من شـخصية الامام الحسـين (ع) نلمس مدى تفاعله مع الاُمّة بمختلف قطّاعاتها باعتباره قدوتها المثلى ، ولا نقصـد بحال أنّ الحسين (ع) يباين سواه من الائمّة(ع)في طبيعة التفاعل مع الجماهير،فإنّ لون التفاعل مع الاُمّة وطبيعته بالنسبة للائمّة(ع)تحدِّدها رسـالة الله تعالى والّتي يمثِّل الائمّة صورتها التطبيقية في دنيا الواقع.

    ولكنّنا حين نشير إلى الجانب الاخلاقي من شخصية الامام الحسين (ع) ، فانّما نطرح بعض المصاديق لذلك التفاعل السامي المشرق :

    أ ـ تواضعه (عليه السلام) :

    إنّه مرَّ بمساكين وهم يأكلون كِسَراً لهم على كسـاء ، فسلّم عليهم ، فدعوه إلى طعامهم ، فجلس معهم ، وقال :
    « (لولا أ نّه صدقةٌ لاََكَلْتُ معكم) ثمّ قال (ع) : (قومـوا إلى منزلي) ، فأطعـمهم وكساهم وأمرَ لهُم بِدَراهم ».
    وبمقدرونا أن نكتشف مدى تواضعه وعمقه من خلال هذا المصداق العملي الّذي ذكرناه ، إذا أعدنا إلى الاذهان ما يتمتّع به الحسين (ع) من مستوى قيادي في الاُمّة ، فهو مرجعها الفكري والقيادي ، وإمامها المنصوص عليه من الله ورسوله (ص) .
    ومكانته الاجتماعية لايرقى إليها رجل في عصره قط، حتّى أنّ ابن عباس الصحابي الجليل ـ وهو أسنّ منه ـ كان يمسك له الركاب حتّى يركب فرسه إجلالاً له وإعظاماً.
    ولعظم منزلته كان الناس إذا التقوا به أثناء مسيره إلى الحج ماشياً ، ينزلون عن ركائبهم إجلالاً طالما هو يسير .
    أقول إنّ ادراكنا لمكانة الحسين (ع) الاجتماعية في دنيا المسلمين ، يجعلنا ندرك مدى تواضعه ، إذا ألفيناه يتعامل مع أبسط الناس في المجتمع بذلك السلوك الانساني الرفيع .
    ومن المصاديق العملية على تواضعه (ع) كذلك ، أ نّه مرَّ على مساكين يأكلون في الصفّة ، فدعوه للطعام ، فنزل (ع) وقال :
    « (إنّ الله لا يحبّ المستكبرين) ثمّ تناول معهم الطعام وقال لهم : (قد أجبتكم فأجيبوني) ، قالوا : نعم ، فمضى بهم إلى منزله ، وقال للرباب : (اخرجي ما كنت تدّخِرين) ».
    وممّا يدل على مدى تفاعله الايجابي مع الناس ، ورعايته لشؤون الاُمّة ما رواه شعيب بن عبدالرّحمان ، قال :
    « وُجِدَ على ظهرِ الحسين بن عليّ يوم الطف أثر ، فسألوا زين العابدين عن ذلك . فقـال : (هـذا ممّا كان ينقلُ الجرابَ على ظهره إلى منـازل الارامل واليتـامى والمساكين) ».
    الامر الّذي يشـير إلى تواضع منقطع النظير ، واهتمام بشـؤون الاُمّة ووعي للمسؤولية وشعور عميق بها لا نظير له .

    ب ـ عفوه عن المسيء :

    ارتكب غلام له ما يستوجب التأديب ، فأراد تأديبه ، فقال له الغلام :
    « يا مولاي : (وَا لْكَاظِمِينَ ا لْغَيْظَ ) ، قال الامـام : (خَلّوا عنه) . قال الغلام : (وَا لْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) ، فقال الامام : (قد عفوتُ عنك). قال : يا مولاي (وَاللهُ يُحِبُّ المحْسِنِينَ ) قال (ع) : (وأنت حرٌّ لوجهِ الله ، لكَ ضعفُ ما كنتُ اُعطيك) ».
    هذه نتفٌ يسيرة استلهمنا من خلالها الجانب الخلقي في شخصيته (ع)

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل قائمهم واجعلنا من أنصار وجنوده
    مواليد أبطال كربلاء
    نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب العصر والزمان عليه أفضل الصلاة و السلام وعجل الله فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام وإلى الأمة الإسلامية جمعاءوالسيد عدنان جلوخان ومقدمة البرنامج والكادر والمستمعات والمنتدى الكرام بمناسبة ذكرى ميلاد أبطال كربلاء الإمام الحسين والإمام السجاد و أبوالفضل العباس عليهم جميعا سلام الله وكل عام وأنتم بألف ألف خير


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X