إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مولــد الأحــزان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مولــد الأحــزان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد


    مولــد الأحــزان



    الزواج هي سنة الله التي جعلها السبب للتكاثر السكاني او التكاثر البشري ، وزرع في قلوب الجنسين الحب والمودة والألفة لتكوين أسرة تسودها الوئام والاحترام ، فيتم الزواج بفرحة عظيمة وبهجة ، و يُخيم الفرح ليس فقط على العروسين وإنما العائلتين والأقارب ، والأكثر فرح عندما يثمر هذا الزواج بمولود الذي يدخل البهجة والسرور على الزوجين .

    سؤال هل رأيتم او سمعتم ان إنسان لم يفرح بمولوده ، او ان يرزقه الله الأحفاد لا يفرح بهم ؟
    نعم ..كان رسول الله (ص) ! ساده الحزن بعد ما غمرته فرحت الوليد الثاني سلام الله على الحسن والحسين

    روى ابن عساكر بإسناده عن شداد أبي عمّار، قال: «قالت أم الفضل بنت الحرث زوجة العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله رأيت رؤيا أعظمك أن أذكرها لك! قال: اذكريها قالت: رايت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري! فقال صلّى الله عليه وسلّم: ان فاطمة حبلى تلد غلاماً أسميه حسيناً وتضعه في حجرك، قالت: فولدت فاطمة حسيناً فكان في حجري أربيه فدخل علي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوماً وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة، ثم ذرفت عيناه! فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال هذا جبرئيل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا»(1).

    من اين يحصل على السرور بمولده المبارك ، وقد اخبره جرئيل ان امته ستقتله ؛ هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ، (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى) .. الحقيقة الأمة كافأة رسول الله مكافأة عظيمة ، ألا وهي ؛ قتل الذريتة الطاهرة ، وهل يوجد أفضل من هذا الأجر ، تعساً لهذه الأمة التي قتلت ذرية نبيها .
    وروى باسناده عن أسماء قالت: «فلما كان بعد حول من مولد الحسن ولدت الحسين فجاءني النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في اذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى قالت أسماء: فقلت: فداك أبي وأمي، مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا، قلت: انه ولد الساعة، قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته .... (2)

    ساعد الله قلبك يا حبيبنا يا رسول الله ، وساعد الله قلبك يا مولاي يا أمير المؤنين وساعد الله قلبكِ يا سيدتي يا فاطمة ... لستم كباقي الناس ، اذ البشر بصورة عامة تفرح بمولودها وانتم تبكون حزناً على مواليدكم ...!

    قال الخوارزمي: «فلما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة، هبط على رسول الله اثنا عشر ملكاً وهم يقولون: يا محمّد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل، قال: ولم يبق في السماء ملك الاّ ونزل على النبي صلّى الله عليه وآله يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته، والنبي يقول: اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع، ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشاطىء الفرات يقال لها كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين ابن فاطمة فقيل: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل يقال له يزيد لا بارك الله في نفسه، وكأني أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها وقد أهدي رأسه، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلا خالف الله بين قلبه ولسانه، يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة، قال: ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموماً فصعد المنبر، فخطب ووعظ والحسين بين يديه مع الحسن فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللّهم اني محمّد عبدك ونبيك، وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن اخلفهما في أمتي، اللهم وقد أخبرني جبرئيل بأن ولدي هذا مقتول مخذول، اللّهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء انك على كل شيء قدير، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله قال: فضج الناس في المسجد بالبكاء فقال النبي: أتبكون ولا تنصرونه. اللهم فكن له أنت ولياً وناصراً»(3).

    روى نصر بن مزاحم بإسناده عن هرثمة بن سليم قال: «غزونا مع علي بن أبي طالب غزوة صفين فلما نزلنا بكر بلا صلى بنا صلاة، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها، ثم قال: واهاً لك أيتها التربة، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته وهي جرداء بنت سمير ـ وكانت شيعة لعلي ـ فقال لها زوجها هرثمة ألا أعجبّك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلا رفع اليه من تربتها فشمها وقال: واهاً لك يا تربة، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، وما علمه بالغيب؟ فقالت: دعنا منك أيها الرجل فان أمير المؤمنين لم يقل الاّ حقاً. فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه الى الحسين بن علي وأصحابه، قال: كنت فيهم في الخيل التي بعث اليهم، فلما انتهيت الى القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا علي فيه والبقعة التي رفع اليه من ترابها، والقول الذي قاله فكرهت مسيري، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين، فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين: معنا أنت أو علينا؟ فقلت: يا ابن رسول الله لا معك ولا عليك، تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد فقال الحسين: فول هرباً حتى لا ترى لنا مقتلا، فوالذي نفس محمّد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجلٌ ولا يغيثنا أدخله الله النار، قال: فأقبلت في الأرض هارباً حتى خفي علي مقتله»(4).

    روى الخوارزمي باسناده عن عبدالله بن المبارك «أن يحيى الحضرمي كان صاحب مطهرة علي بن أبي طالب فلما سار إلى صفين وحاذى نينوى، وهو منطلق إلى صفين نادى: صبراً أبا عبدالله صبراً أبا عبدالله وهو بشط الفرات فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعيناه تفيضان، فقلت: بأبي وأمي أنت ما لعينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل آنفاً فأخبرني أن الحسين يقتل بالفرات وقال: فهل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فقبض قبضة من تراب وأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا»(5).

    وقال: «وذكر شيخ الإسلام الحاكم الجشمي أن أميرالمؤمنين علياً لما سار إلى صفين نزل بكربلا، وقال لابن عباس: أتدري ما هذه البقعة؟ قال: لا قال: لو عرفتها لبكيت بكائي، ثم بكى بكاء شديداً، ثم قال: ما لي ولآل أبي سفيان. ثم التفت إلى الحسين، وقال: صبراً يا بني، فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده»(6).

    طبيعة البشر ان يصبوا الى اولادهم ويراقبه متى يكبر فيرمي حموله عليه ليعينه على قضاء حاجته ، وكل لحظة تمر في مراحل نمو الولد تدخل السرور على قلب الوالدين و يستأنسا به ويُسرا بالنظر إليه .
    بينما رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلي وفاطمة عليهما السلام ، كانوا كلما بنظرون الى أولادهم ، يغتمون لما سينال أبناءهم من تقتيل ومن قبل امته التي بذل وجاهد صلى الله عليه وآله من اجل انقاذهم من السعير ، فأن حرارة دموع رسول الله صلى الله عليه وآله والألم ليس فقط ألم القتل وإنما من الخيانة ومن المقربين المسمون بالصحابة ومن المسلمون المخلصين كما يزعمون ، الشيء بالشىء يذكر : - هنالك شخص حكم عليه بالرجم فوضع في الحفرة بدأت تنهال عليه الحجارة دون ان يظهر عليه الجزع او يصرخ من الألم ، فمر شخص بيده وردة فرجمه بها وعندما وقعت الوردة على المرجوم صرخ من ألم الوردة ، فالمراقبون أوقفوا الرجم ، وسألوا المرجوم ؛ كل هذه الحجارة التي رميت بها لم تصرخ منها ولم تشعر بآلامها ، وكيف شعرت بألم رمية الوردة ؟ فقال: رميت الوردة لم تؤلمني ولكن رامي الوردة أوجعني ، أنه صديق عمري وموضع سري وأكلنا بإناء واحد وشربنا بقدح واحد ، وبيتي وبيته واحد إلا ما حرم الله ,,, يرميني بوردة ,,, ، ما كنت اظن ان يقف ويرميني بالوردة ، إنها كانت أثقل من الجبال عليَّ وألمها أكثر من ألم سلخ الشاة وهي حيَّ – (المثل يضرب ولا يقاس) فهكذا حال رسول الله و آله عليهم الصلاة والسلام فيما وقع من ظلم وتقتيل عليهم ومن قبل امة محمد ... لعنة الله على ظالمي محمد وآل محمد من الأولين الى قيام الساعة ....
    السلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    (1) ترجمة الحسين من تاريخ دمشق ص182، رقم 231، ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج3 ص176، والخوارزمي في مقتل الحسين، ج1، ص159 والسيوطي في الخصائص ج2، ص449 مع فرق يسير.
    (2) مقتل الحسين ج1 ص88.
    (3) مقتل الحسين ج1 ص163.رسول
    (4) وقعة صفين ص140.
    (5) مقتل الحسين ج1 ص170، ورواه أحمد في المسند ج1 ص85، والهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص187، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل ص741، والسيوطي في الخصائص ج2 ص451 مع فرق.
    (6) مقتل الحسين ج1 ص161 وص162.







    نســألكم الدعـــــاء
    التعديل الأخير تم بواسطة m_ali; الساعة 04-06-2014, 05:52 PM.
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X