لأنها تجعل عند الإنسان مربي، عند الإنسان المؤمن روح الوثبة والتطلع إلى الحياة الفضلى، إلى الحياة العادلة فتراه يدعو الله بهذا الدعاء: (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة)، طبعاً هذا منطق لا يروق للأمويين، هذا منطق لا يروق لبني العباس الذين يريدون من الناس أن يعيشوا الخمول والكسل والخنوع والتسكع والذل.
وهكذا كل نمط من السلوك التربوي في مدرسة أهل البيت مرفوض عندهم، تربية أهل البيت الذين غلغلوا في أعماقنا وفي ضمائرنا وفي تربيتنا الفكرَ الثوري المتوثب الذي يقف بوجه الباطل، موقف التحدي وموقف الصراحة والجرأة.
لذلك حوصرت قضية الإمام المهدي هذه المحاصرة، وقُسّمت وحُجّمت هذا التحجيم على أنها من مختصات الفكر الشيعي، والحال أنها إسلامية عامة لا تخصّص للشيعة فيها أبداً.
تعليق