إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بناء المجتمع في ظلّ يقظة الشعوب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بناء المجتمع في ظلّ يقظة الشعوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    لقد وصل المجتمع الإسلامي بعد كفاح طويل ضد قوى الشر والتكبر الى تخوم النصر ولم يبقى أمامه إلا العمل على بناء مجتمعه الأمثل والتغلب على منعطفات المكر الغربي والغل الصهيوني والرجوع الى الدستور السماوي الذي يؤمن حاجة المجتمع في كل الظروف مهما تشعبت متطلباتها.



    لقد وصل المجتمع الإسلامي بعد كفاح طويل ضد قوى الشر والتكبر الى تخوم النصر ولم يبقى أمامه إلا العمل على بناء مجتمعه الأمثل والتغلب على منعطفات المكر الغربي والغل الصهيوني والرجوع الى الدستور السماوي الذي يؤمن حاجة المجتمع في كل الظروف مهما تشعبت متطلباتها، وعندما تريد الشعوب الإسلامية أن تبني ذاتها وترجع هويتها الضائعة الى أبنائها وترسم بيدها خرائط مستقبل أجيالها لابد لها من القيام بانتفاضات ثلاث:
    الأولى: وهي انتفاضة فكرية وثقافية تعيد الى الأمة حضارتها المسلوبة منها وترجع لها دورها التقدمي في مجال المعرفة والعلم، خصوصا وأنها تحمل نظرية إلهية لم يسبقها إليها أحد ولا يستطيع أن يلحق بها لاحق حيث أنها صادرة من إله السماوات والأرض، وإذا لاحظنا الماضي نرى أن الأمة الإسلامية قدمت للشعوب أنموذجا متطورا في شتى ميادين الحياة وتعايشت مع الشعوب والحضارات التي كانت قائمة وقتها على أسس العدالة والاحترام ولم تسع الى رفض الأخر وإلغائه بل دعت الى التعارف بين القبائل والشعوب،
    ولابد من بذل الطاقات والجهد العلمي والتقني والاستفادة من وسائل الإعلام والإعلان وإقامة المؤتمرات الدولية والعلمية لتعريف الشعوب المسلمة بالإسلام وبثقافته وتعاليمه وترشيد هذه المسألة في برامج التعليم والتربية حتى تصبح من أسس المجتمع وتصبح المحرك الأساسي لحركة المجتمع المسلم، ولا يمكننا أن ننسى أو نتناسى حجم الهجمة الثقافية العلمانية على بلادنا التي تسعى الى رفض الأحكام الإسلامية وتبديل الأعراف الشرعية.
    الثانية: وهي انتفاضة فقهية من ذوي الاختصاص أرباب العلوم الدينية تسعى الى سدّ الثغرات التي تولدها حركة المجتمع خصوصا في هذه العصور التي تشهد تقدما علميا وتقنيا وتشعبا في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، فإن الشبهة التي يطرحها الأعداء تقول أن النظرية الإسلامية قد طواها الزمن فقد نزلت على قوم كانوا في غاية البدائية والآن قد تزاحمت الدنيا بالمصانع والمصالح وقد توسعت البشرية وكثرت حاجاتها وتشعبت متطلباتها ولم يعد بمقدور الإسلام الذي نزل منذ قرون بعيدة أن يغطي كل حاجات المجتمع، وهذه الشبهة تبعث اليأس في نفوس المسلمين فلابد في عملية بناء المجتمع من ثورة فقهية تكرس النظرية الإلهية في الأرض رغم أنوف الحاقدين المغرضين.

    وطبعا فإن هذه الانتفاضة الفقهية والعلمية عند أرباب الشريعة لا بد لها أن تعمل على ترشيد الأمة وتثقيفها وتعريفها بواجباتها وأحكام دينها وعليها أيضا أن تسد الطريق أمام الحركات الفقهية الضالة التي تحمل عقلا تكفيريا والتي تفسد في أرض الله تعالى. ومن هنا نعلم مدى أهمية هذه الانتفاضة لأنها تدفع الشبهات عن الدين وتقنن مصادر الشريعة وتسد الطريق على العابثين بهذا المجال الواسع المتعلق مباشرة بحياة المجتمع، فمثلا عندما يظهر للعلن ظاهرة مريبة كالحركة التكفيرية الضالة تكون الانتفاضة الفقهية لها بالمرصاد لأن هذه الظاهرة تضر بالإسلام والمسلمين وتشوه صورة الدين عند الأجيال الناشئة والمجتمعات الأخرى.

    الثالثة: وهي انتفاضة في مجال السياسة والحكم وتعتبر هذه حركة مهمة في نهوض الأمة وبناء مجتمعها لأن الحاكم إذا صلح صلح المجتمع وإذا فسد يسري فساده الى المجتمع فمن هنا كان لابد لمن يتصدى لمسألة الحكم والسياسة في الوطن الإسلامي من العمل على عدة نقاط:
    1- العمل على توحيد جهود الأمة الإسلامية ورص صفوفها حتى تصبح كالجبل الشامخ لا تزيله العواصف،
    2- العمل على رفض النزاعات الطائفية والمذهبية التي لا تخدم إلا الأعداء ولا تصب إلا في سبيل إضعاف المجتمع وتمزيق أواصل اجتماعه، فإن الشيء المشترك بين المذاهب والطوائف الإسلامية هو الكثير الكثير من أحكام وتعاليم الدين، ومن هنا فكان اجتماعنا سهل المنال وداني القطاف ولكن الأعداء بفعل سمومهم قد وسعوا رقعت الخلاف وغذوا الشقاق وزرعوا بذور الفتنة.
    3- العمل على إنشاء منظمة إسلامية قوية يجتمع تحت رايتها جميع الجيوش الإسلامية بعد أن نغذي فكرة الدولة الواحدة التي تضم جميع شعوب القطر الإسلامي حسب النظام الفدرالي وهذه المنظمة تتولى الدفاع عن المسلمين ورعاية مصالحهم في كل الأرض وتكون سندا لهم في السراء والضراء.
    4- العمل على إنشاء منظمة اقتصادية تعمل على توحيد الاقتصاد الإسلامي حتى لا تخرج خيرات المسلمين الى الغرب والشرق..،
    هذه الانتفاضات هي التي تساهم في بناء مجتمع إسلامي قوي متطور يسعى الى الرقي بالأمة الى أدراج التقدم والرفاه، وأما العمل خارج هذه الانتفاضات لن يتاح للمسلمين أن يجسدوا رسالة دينهم وأن يتحولوا الى مكون أساسي يساهم في صنع القرار العالمي ولم يستطيعوا أن يتخلصوا من الهيمنة الغربية الورقية على بلادهم.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X