بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زلنا ندور في فلك نفحة من نفحات دعاء الافتتاح فوصلنا الى فقرة ((وأنت مسدّد للصواب بمنّك)) بعد أن تعطّرنا بذكر الفقرة الأولى منه ((اللّهم انّي أفتتح الثناء بحمدك))..
الامام عليه السلام عندما يدعو فهو بلحاظ مقامين، المقام الأول وهو دعاؤه عليه السلام بما هو إمام معصوم وهذه الفقرات التي يتناولها هي ما تتناسب وحاله عندما يقف بين يديّ خالقه ولها من المعاني الجسام التي لا نستطيع أن نتحمّلها نحن البسطاء من الناس..
والمقام الثاني هو أن يكون هذا الدعاء الصادر منه عليه السلام هو لأجلنا ولتعليمنا كيف ندعو وما هي الطرق التي يمكن أن نلج اليها لنصل الى القرب الإلهي، وكلّما كانت المعرفة أكثر بهذه الطرق كان العبد أقرب لله سبحانه وتعالى..
ما يهمّنا وحالنا هذه هو أن نعتني بما يريد إيصاله الامام عليه السلام الينا بما يناسبنا بواسطة هذه الأدعية..
لذا سنأخذ هذه الفقرات بما يتناسب وحالنا نحن العوام..
فبعد أن علّمنا الامام عليه السلام كيف ندخل بالكلام بين يدي الله تعالى عند طلبنا لحاجة منه بالثناء بالحمد عليه جاء عليه السلام بهذه الفقرة (وأنت مسدّد للصواب بمنّك) ليكون المراد من هذه الفقرة أحد الأمور التالية:
1- انّه يريد عليه السلام أن يقول انّ هذا الثناء الذي نتلفظ به هو أيضاً نعمة من نعم الله تعالى علينا، فلولا تسديده لنا بالقول والفعل لما استطعنا أن نصل لهذا الثناء، فهو إقرار منّا لخالقنا بأنّه حتى هذا الثناء فهو بفضلك ومنّك علينا..
2- أو لأنّني أثنيت عليك يا ربّ فأنت الذي ستسدّدني للصواب أيضاً بفضلك ومنّك عليّ..
3- أن يكون المراد من هذه الفقرة هو الدعاء، أي انّني أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يسدّدني للصواب في حاجتي بمنّه وفضله..
4- أنا بطبيعة الحال لا أعرف السر الغيبي بما ينفعني بطلب حاجتي، فقد أكون أطلب أمراً فيه هلاكي أو أمر يضرّني ولا ينفعني، فأنا في هذه الفقرة أطلب من اللّه سبحانه وتعالى أن يلبّي لي هذه الحاجة ان كان فيها صلاح لي فأطلب التسديد منه تعالى..
5- أو انّني عندما أطلب حاجة منه تعالى فأنا في نيّتي وحسب علمي بأنّها نافعة لي، فأطلب من خلال هذه الفقرة من الدعاء أن يسدّد الله طلبتي حسب نيّتي لا بما هو في الواقع الذي قد يكون فيه مفسدة أو مضرّة..
نسأل الله تعالى ان يمنّ علينا بفضله بتسديد وتصويب حاجاتنا بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام...
تعليق