إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نفحات رمضانية (اليقين بأنّه تعالى أشد المعاقبين)...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نفحات رمضانية (اليقين بأنّه تعالى أشد المعاقبين)...


    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ((وأشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة))..

    هنا في هذه الفقرة الشريفة عطف الامام عليه السلام على الجملة التي قبلها، فيكون المعنى ((وأيقنتُ أنّك أنت أشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة))..

    أي انّه لابد أن نصل الى مرحلة اليقين بأنّ الله سبحانه وتعالى أشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة..

    وهذه هي مرحلة الخوف مرحلة الرهبة، وهي فعلاً رهيبة ولابد من الخوف منها خوفاً يتوقّف القلب لهولها، لأنّنا مهما تصوّرنا من أنواع العذاب والانتقام الذي يجري على أيدي خلقه، فانّه تعالى يكون أشد منها، ولكن إذا اقتضت الحكمة لذلك..


    والانسان بيده يستطيع أن يكون في أحد هذه المواضع، إمّا موضع العفو والرحمة أو موضع النكال والنقمة، فالميزان هو أن تكون تحت مظلّة العبودية أو الخروج منها، فمتى كنت معترفاً بأنّك عبد حقير بائس فقير وانّ الله تعالى هو الخالق بيده ملكوت كلّ شيء فانّك ما زلت متعرّضاً لموضع العفو والرحمة وان صدر منك الذنب أو المعصية لغلبة الهوى أو الشهوة، ولكن القاعدة هو أن لا تصرّ عليها متحدّياً بها خالقك فتجعله أهون الناظرين اليك، وأن تسارع بالمغفرة والتوبة لتدخل تحت تلك المظلّة، لأنّ الخوف كلّ الخوف أن تتمادى وتستصغر ذلك الذنب أو تلك المعصية فتتراكم عندك حتى تكون محلاً للانتقام فتخرج من مظلّة العفو والرحمة فتدخل تحت مظلّة النكال والنقمة..


    وهنا يشير الامام عليه السلام الى نكتة مهمة بقوله ((وأشدّ المعاقبين))، وهذا يعني انّ الله سبحانه وتعالى يعاقب نتيجة أفعال العبد، فهو بيده الذي أدخل نفسه في هذه المرحلة فكان مستوجباً لنزول النكال والنقمة ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))يونس: 44، ..

    أي يا سيدي ويا مولاي أنا متيقّن من انّك لا تتهاون مع من يتمادى في غيّه وطغيانه، ويا ويله من يصبح محلاً لغضبك يا ربّ، فالامام عليه السلام هنا ينزّه الله تعالى عن صفة العذاب والظلم، وإنّما سبحانه وتعالى يعذّب ويعاقب نتيجة لظلم العباد لأنفسهم..

    فما دام العبد مقرّاً لله تعالى بالعبودية ولنفسه بالذلّ والاحتقار فهو باقٍ تحت قبّة العفو والرحمة، ولكن لا أن يرجو ذلك الرجاء الذي لا خوف بعده ويأمن من عذاب الله ((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ))الأعراف: 99..
    وفي نفس الوقت لا يقنط من رحمة الله تعالى مهما كبر ذنبه او معصيته (كما أسلفنا) ((وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ))يوسف: 87..
    أي انّ العبد لا يزال بين الخوف والرجاء في كلّ أعماله وسلوكياته طوال عمره، وهذا ما أشار اليه الامام الصادق عليه السلام حينما قال: كان أبي عليه السلام يقول: ((إنه ليس من عبد مؤمن إلا [و] في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا))..



    نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يدخلنا تحت مظلّة عفوه ورحمته ويبعد عنّا عذابه ونقمته بفضل الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام...






  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ((وأشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة))..

    هنا في هذه الفقرة الشريفة عطف الامام عليه السلام على الجملة التي قبلها، فيكون المعنى ((وأيقنتُ أنّك أنت أشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة))..

    أي انّه لابد أن نصل الى مرحلة اليقين بأنّ الله سبحانه وتعالى أشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة..

    وهذه هي مرحلة الخوف مرحلة الرهبة، وهي فعلاً رهيبة ولابد من الخوف منها خوفاً يتوقّف القلب لهولها، لأنّنا مهما تصوّرنا من أنواع العذاب والانتقام الذي يجري على أيدي خلقه، فانّه تعالى يكون أشد منها، ولكن إذا اقتضت الحكمة لذلك..


    والانسان بيده يستطيع أن يكون في أحد هذه المواضع، إمّا موضع العفو والرحمة أو موضع النكال والنقمة، فالميزان هو أن تكون تحت مظلّة العبودية أو الخروج منها، فمتى كنت معترفاً بأنّك عبد حقير بائس فقير وانّ الله تعالى هو الخالق بيده ملكوت كلّ شيء فانّك ما زلت متعرّضاً لموضع العفو والرحمة وان صدر منك الذنب أو المعصية لغلبة الهوى أو الشهوة، ولكن القاعدة هو أن لا تصرّ عليها متحدّياً بها خالقك فتجعله أهون الناظرين اليك، وأن تسارع بالمغفرة والتوبة لتدخل تحت تلك المظلّة، لأنّ الخوف كلّ الخوف أن تتمادى وتستصغر ذلك الذنب أو تلك المعصية فتتراكم عندك حتى تكون محلاً للانتقام فتخرج من مظلّة العفو والرحمة فتدخل تحت مظلّة النكال والنقمة..


    وهنا يشير الامام عليه السلام الى نكتة مهمة بقوله ((وأشدّ المعاقبين))، وهذا يعني انّ الله سبحانه وتعالى يعاقب نتيجة أفعال العبد، فهو بيده الذي أدخل نفسه في هذه المرحلة فكان مستوجباً لنزول النكال والنقمة ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))يونس: 44، ..

    أي يا سيدي ويا مولاي أنا متيقّن من انّك لا تتهاون مع من يتمادى في غيّه وطغيانه، ويا ويله من يصبح محلاً لغضبك يا ربّ، فالامام عليه السلام هنا ينزّه الله تعالى عن صفة العذاب والظلم، وإنّما سبحانه وتعالى يعذّب ويعاقب نتيجة لظلم العباد لأنفسهم..

    فما دام العبد مقرّاً لله تعالى بالعبودية ولنفسه بالذلّ والاحتقار فهو باقٍ تحت قبّة العفو والرحمة، ولكن لا أن يرجو ذلك الرجاء الذي لا خوف بعده ويأمن من عذاب الله ((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ))الأعراف: 99..
    وفي نفس الوقت لا يقنط من رحمة الله تعالى مهما كبر ذنبه او معصيته (كما أسلفنا) ((وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ))يوسف: 87..
    أي انّ العبد لا يزال بين الخوف والرجاء في كلّ أعماله وسلوكياته طوال عمره، وهذا ما أشار اليه الامام الصادق عليه السلام حينما قال: كان أبي عليه السلام يقول: ((إنه ليس من عبد مؤمن إلا [و] في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا))..



    نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يدخلنا تحت مظلّة عفوه ورحمته ويبعد عنّا عذابه ونقمته بفضل الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام...
    نعم نقر ونعترف ولكن هي وسوسة الشيطان ومداخلة النفس الامارة بالسوء هي التي تتغلب في بعض الاحيان فيغفل الانسان عن هذه الحقيقة
    فيرتكب مايرتكبه من الذنوب
    فنسال المولى الكريم بعفوه ومغفرته ان يغفر لنا زلاتنا وغفلتنا
    دمتم موفقين من الله واهل بيت النبوة صلوات الله عليهم
    راجيا قبول مروري................

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو منتظر مشاهدة المشاركة
      نعم نقر ونعترف ولكن هي وسوسة الشيطان ومداخلة النفس الامارة بالسوء هي التي تتغلب في بعض الاحيان فيغفل الانسان عن هذه الحقيقة
      فيرتكب مايرتكبه من الذنوب
      فنسال المولى الكريم بعفوه ومغفرته ان يغفر لنا زلاتنا وغفلتنا
      دمتم موفقين من الله واهل بيت النبوة صلوات الله عليهم
      راجيا قبول مروري................
      وفقكم الله تعالى وسدّد خطاكم وأنجح أعمالكم..
      شاكر لكم هذا المرور الطيّب...

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X