إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعض الحوادث التي تدل على قرب ظهور الامام المهدي (ع) والله العالم المقتدر على كل شي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض الحوادث التي تدل على قرب ظهور الامام المهدي (ع) والله العالم المقتدر على كل شي

    المهدي في القران الكريم
    القرآن الكريم أخبر عن الإمام المهدي عليه السلام وقيام حكومته في مواضع عديدة، وآيات متعددة.. وإن الآيات المؤولة بالإمام المهدي عليه السلام حسب ما ورد في الأحاديث كثيرة جداً، وقد جمع بعضها العلامة المعاصر السيد صادق الحسيني الشيرازي في كتاب سماه: (المهدي في القران) فذكر (106) من الآيات القرآنية الشريفة التي جمعها ونقلها عن مصادر أهل العامة فقط، أغلبها من كتاب (ينابيع المودة) للقندوزي.. شرحت: تفسيراً، أو تأويلاً، أو تنـزيلاً، أو تطبيقاً أو تشبيهاً في الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.. وسنستعرض في الفهرس القادم ما مجموعة (118) آية مؤولة في الإمام المهدي عليه السلام اعتمدنا في ذلك على كتاب المهدي في القران، وكتاب إلزام الناصب.
    المهدي في القرآن الكريم

    أرقام الآيات
    عدد الآيات
    السورة
    م
    2-3-60-124-148-155-261-285
    ثمان
    البقرة
    1
    83-141-200
    ثلاث
    آل عمران
    2
    47-59-69-83-159
    خمس
    النساء
    3
    12-14-54
    ثلاث
    المائدة
    4
    31-40-89-115-158
    خمس
    الأنعام
    5
    48-187
    اثنتان
    الأعراف
    6
    39-75
    اثنتان
    الأنفال
    7
    16-33-36
    ثلاث
    التوبة
    8


    أرقام الآيات
    عدد الآيات
    السورة
    م
    20
    واحدة
    يونس
    9
    8-21-80-86
    أربع
    هود
    10
    94-110
    اثنتان
    يوسف
    11
    29
    واحدة
    الرعد
    12
    5-24
    اثنتان
    إبراهيم
    13
    36-37-38-75
    أربع
    الحجر
    14
    5-6-13-33
    أربع
    الإسراء
    15
    12-13-105
    ثلاث
    الأنبياء
    16
    7-41-55-60-65-77-78
    سبع
    الحج
    17
    55
    واحدة
    النور
    18
    4-21
    اثنتان
    الشعراء
    19
    82-83
    اثنتان
    النمل
    20
    5-6
    اثنتان
    القصص
    21
    4-5-6
    ثلاث
    الروم
    22
    21-29
    اثنتان
    السجدة
    23
    33
    واحدة
    الأحزاب
    24
    18-51-52-53-54
    خمس
    سبا
    25
    39-79-80-81-88
    خمس
    ص
    26
    56-69
    اثنتان
    الزمر
    27





    الهوامش

    النجم الثاقب ج1 ص73، إلزام الناصب ج1 ص105، 107



    أرقام الآيات
    عدد الآيات
    السورة
    م
    7
    واحدة
    غافر
    28
    53
    واحدة
    فصلت
    29
    1-17-18-23
    أربع
    الشورى
    30
    61-66
    اثنتان
    الزخرف
    31
    10-11-12-13
    أربع
    الدخان
    32
    14
    واحدة
    الجاثية
    33
    18
    واحدة
    محمد
    34
    25-28
    اثنتان
    الفتح
    35
    31-42
    اثنتان
    ق
    36
    23
    واحدة
    الذاريات
    37
    1
    واحدة
    القمر
    38
    41
    واحدة
    الرحمن
    39
    10-11
    اثنتان
    الواقعة
    40
    17
    واحدة
    الحديد
    41
    22
    واحدة
    المجادلة
    42
    9-14
    اثنتان
    الصف
    43
    8
    واحدة
    التغابن
    44
    24
    واحدة
    الجن
    45
    8-9-10
    ثلاث
    المدثر
    46


    أرقام الآيات
    عدد الآيات
    السورة
    م
    15
    واحدة
    التكوير
    47
    1
    واحدة
    البروج
    48

    بعد ذكر هذا الكم الهائل من الآيات الشريفة المؤولة في الإمام المهدي عليه السلام ، هل هناك مجال للشك في أصل الموضوع، أم هل هي فكرة من أوهام وخيال الشيعة الإمامية؟!!!.
    وسنعرض بعض الآيات الكريمة، لتكون هداية لمن ألقي السمع وهو شهيد.. وهي غير الآيات التي سنستعرضها في دفات الفصل الثالث الموضحة علامات ظهوره عليه السلام وبعض الحوادث المرافقة لقيامة، كخسف البيداء والصيحة، إلى غير ذلك، إلماماً للفائدة المرجوة:
    1- قوله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (1)
    عن رفاعة بن موسى قال: سمعت الإمام جعفر الصادق عليه السلام يقول في قوله تعالى (و له أسلم...... وكرها) قال: (إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) (2).
    إن هذه الآية الكريمة إشارةٍ إلى عهد المهدي المنتظر عليه السلام إذ في زمانه الكلمة كلها لله على وجه الأرض، لأن كل من في الأرض، يُسلم ويخضع لله تعالى، ولم يتم هذا حتى اليوم، لا في عهد الأنبياء السابقين عليهم السلام ولا في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا في عهود بعده.
    2- قوله تعالى (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) (3)
    عن أبى جعفر عليه السلام قال:.. (فإذا خرج المهدي عليه السلام أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأول ما ينطق به هذه الآية (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثم يقول: أنا بقية الله وخليفته وحجته عليكم، فلا يسلم عليه أحد إلا قال السلام عليك يا بقية الله في الأرض) (4).
    3- قوله تعالى (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (5).
    عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (ويل هذه الأمة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهروا طاعتهم، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه يعرفهم بلقبه، (فإذا) أراد الله عز وجل أن يعيد الإسلام عزيزاً، قصم كل جبار عنيد، وهو القادر على ما يشاء، أن يصلح أمة بعد فسادها، ثم قال صلى الله عليه وآله: يا حذيفة، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، ثم قال صلى الله عليه وآله: لا يخلف الله وعده وهو سريع الحساب) (6).. هذا تطبيق من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله العالم بحقائق القران ومعاريضه ومراميه، لهذه الآية الكريمة على حفيده الإمام المهدي عليه السلام.
    4- قوله تعالى (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (7)
    عن الحسن بن خالد قال: قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ((إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) وهو يوم خروج قائمنا.. فقيل له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ومن القائم منكم أهل البيت؟.. قال الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور وظلم) (8)
    5- قوله تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (9)
    عن أبى الجارود عن الباقر عليه السلام قال: (هذه الآية نزلت في المهدي وأصحابه، يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الله بهم الدين، حتى لا يرى أثر من الظلم والبدع) وعنه عليه السلام قال: (هذه الآية لآل محمد صلى الله عليهم إلى آخر الأئمة، والمهدي عليه السلام وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهاء الحق حتى لا يرى أثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر) (10)
    6- قوله تعالى (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) (11)
    عن المفضل بن عمر قال: سألت الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن قوله عز وجل (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) الآية، قال: (هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو إنه قال (يارب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب عليه إنه التواب الرحيم فقلت له: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله فما يعني بقوله (فَأَتَمَّهُنَّ) قال: (يعني: أتمهن إلى القائم المهدي إثني عشر إماماً، تسعة من ولد الحسين) (12)



    الهوامش

    1. سورة آل عمران (83)
    2. المهدي في القرآن – الشيرازي ص15، مجموعتي ج2 ص327 - دخيل
    3. سورة هود (86)
    4. المهدي في القرآن – ص57
    5. سورة الروم (6)
    6. المهدي في القرآن ص108
    7. سورة الحجر (36-38)
    8. المهدي في القرآن ص64، الزام الناصب ج1 ص69
    9. سورة الحج (41)
    10. إلزام الناصب ج1 ص76، مجموعتي – دخيل ج2 ص329
    11. سورة البقرة (124)
    12. المهدي في القرآن ص6، إلزام الناصب ج1 ص179


    علماً بأنه يمكن القول، بأن القرآن الكريم حوى إشارات عديدة، تبشر بشكل عام بيوم موعود، ينتصر فيه عباد الله الصالحون، حيث يظهر الدين الإسلامي على الدين كله.. مثل الآيات الشريفة: الأنبياء آية (105)، النور آية (55)، القصص آية (5)، التوبة آية (33)، الصف آية (9).. إلى غير ذلك، وكل هذه الآيات تبشر المؤمنين بنصر الله، وأنه سيحل اليوم، الذي يسود فيه الإسلام ربوع الأرض، وستحل عبادة الله وحده، محل الشرك والكفر، وسينعم العالم بعصر مشرق، مفعم بالإيمان والسلام على يدي منقذ البشرية المهدي المنتظر عليه السلام.
    ثانياً: المهدي في الأحاديث الشريفة:
    تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام حول الإمام المهدي عليه السلام ، ونقلها الشيعة والسنة في كتبهم.. وهذه الأحاديث بكثرة وبتواتر يقطع بصحتها، فلا يكاد يخلو منها كتاب في الحديث أو معجم في التراجم والسير.. وإن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، كان يبشر الأمة الإسلامية بظهوره في كل ناد ومحفل ومنتدى ومجمع، فتارة يبشر المسلمين بالإمام المهدي عليه السلام في ضمن الإئمة الاثني عشر، وإنه هو الثاني عشر، وتارة أخرى، يخبر عنه ويؤكد أنه من ولد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وأنه من صلب الإمام الحسين عليه السلام ، وأنه الإمام التاسع من ولد الحسين عليه السلام.. ومن خلال البحث والتدقيق، يتضح لكل ذي لب أن موضوع المهدي عليه السلام كان من المسائل المسلم بها في عهد الرسول صلى الله عليه وآله، وكان المسلمون ينتظرون ظهور رجل يقيم العدل، ويمحق الظلم، ويصلح شأن العالم، ولهذا لم يكونوا يتساءلون عن أصل الموضوع.. وكانت معظم استفساراتهم، تدور حول مسائل فرعية، عن أصله ونسبه، عن اسمه وكنيته، عن صفاته وخصاله، عن علامات ظهوره، عن سبب غيبته وماينبغي عمله يومئذ.. إلى غير ذلك من الإستفسارات.
    إن الأحاديث الشريفة المروية حول الإمام المهدي عليه السلام كثيرة جداً وواضحة بحيث لا تعطي مجالاً للشك في أصله ونسبه وولادته إلى غير ذلك، من الإثارات التي يحاول المشككون أن يثيروها حول اعتقادات الشيعة في هذا الموضوع، وسأعرض بعض الإحصائيات، موضحاً الكَم الهائل من الروايات، معتمداً في ذلك على كتاب (منتخب الأثر) للسيد لطف الله الصافي الكلبايكاني.
    المهدي في الأحاديث الشريفة
    عدد الأحاديث
    معاني الأحاديث
    م
    91
    الأئمة اثنا عشر، أولهم علي عليه السلام وآخرهم المهدي عليه السلام
    1
    94
    الأئمة اثنا عشر، وآخرهم المهدي عليه السلام
    2
    139
    الأئمة اثنا عشر، تسعة منهم من ولد الحسين عليه السلام
    3
    107
    الأئمة اثنا عشر، تسعة منهم من ولد الحسين وتاسعهم قائمهم
    4
    50
    الأئمة اثنا عشر بأسمائهم
    5
    389
    المهدي من أهل البيت (عترة النبي)
    6
    214
    المهدي من ولد أمير المؤمنين عليه السلام
    7
    192
    المهدي من ولد فاطمة عليها السلام
    8
    185
    المهدي من ولد الحسين عليه السلام
    9
    148
    المهدي تاسع أولاد الحسين عليه السلام
    10
    185
    المهدي من ولد علي بن الحسين عليه السلام
    11
    103
    المهدي من ولد الباقر عليه السلام
    12
    103
    المهدي من ولد الصادق عليه السلام
    13
    99
    المهدي السادس من ولد الصادق عليه السلام
    14
    101
    المهدي من ولد موسى الكاظم عليه السلام
    15
    98
    المهدي الخامس من ولد الكاظم عليه السلام
    16
    95
    المهدي الرابع من ولد الرضا عليه السلام
    17
    عدد الأحاديث
    معاني الأحاديث
    م
    90
    المهدي الثالث من ولد محمد الجواد عليه السلام
    18
    90
    المهدي من ولد الهادي عليه السلام
    19
    146
    المهدي ابن الحسن العسكري عليه السلام
    20
    147
    المهدي اسم أبيه الحسن عليه السلام
    21
    48
    المهدي يواطيء اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وكنيته أيضاً
    22
    9
    المهدي ابن سيدة الإماء
    23
    136
    المهدي هو الثاني عشر من الإئمة وخاتمهم
    24
    123
    المهدي يملأ الأرض عدلاً
    25
    10
    المهدي له غيبتان
    26
    25
    المهدي يؤم المسلمين بالصلاة بحضور عيسى بن مريم عليه السلام
    27
    214
    في ولادته وتاريخها وبعض حالات أمه
    28
    657
    التي تبشر بظهوره
    29
    راجع الفصل الثالث
    في علامات ظهوره
    30

    بعد ذكر هذا العدد الضخم من إحصائيات الأحاديث الشريفة الموضحة لنسب الإمام المهدي عليه السلام ، لم يبقَ مجال للشك في ولادته ونسبه.. وسأكتفي بعرض بعض الأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السلام:
    النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
    عن أبى بصير، عن الصادق عليه السلام ، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وهو أشبه الناس بي خلقا وخلقاً، يكون له غيبة وحيرة في الأمم حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك، يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجورا). (1)
    أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
    عن أبى جعفر الثاني الإمام الجواد عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (للقائم منا غيبة، أمدها طويل، كإني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا: فمن ثبت منهم على دينه، ولم يقسُ قلبه لطول مدة غيبة إمامه، فهو معي، وفي درجتي يوم القيامة، ثم قال: إن القائم منا، إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه). (2)
    فاطمة الزهراء عليها السلام:
    عن يونس بن ظبيان عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه الإمام محمد بن علي عليه السلام عن أبيه الإمام علي بن الحسين عليه السلام عن أبيه الإمام الحسين عليه السلام قال: (قالت لي أمي فاطمة عليها السلام لما ولدتك دخل إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله، فناولتك إياه في خرقة صفراء، فرمى بها، وأخذ خرقة بيضاء لفك بها، وأذن في أذنك الأيمن وأقام في الأيسر، ثم قال: يا فاطمة خذيه، فإنه أبو الأئمة، تسعة من ولده أئمة أبرار والتاسع مهديهم) (3)
    الإمام الحسن عليه السلام:
    عن أبى سعيد عقيصا عن الإمام الحسن عليه السلام أنه قال: (أما علمتم أنه مامنا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه، فإن الله عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذاك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير) (4)
    الإمام الحسين عليه السلام:
    عن أبى عبد الله بن عمر قال: (سمعت الحسين بن علي بن أبى طالب عليه السلام قال: لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، حتى يخرج رجل من ولدي، فيملأها عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً كذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول) (5)
    الإمام السجاد عليه السلام:
    عن سعيد بن جبير قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول: (في القائم منا سنن من الأنبياء عليهم السلام، سنة من أبينا آدم، وسنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من أيوب، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله: فأما من آدم ونوح فطول العمر، وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأما من موسى فالخوف والغيبة، وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى، وأما من محمد فالخروج بالسيف) (6)
    الإمام الباقر عليه السلام:
    عن أبى الجارود زياد بن المنذر عن أبى جعفر الباقر عليه السلام قال: (قال لي: يا ابا الجارود، إذا دار الفلك وقال الناس: مات القائم أو هلك، بأي واد سلك؟ وقال الطالب: أنى يكون ذلك؟ وقد بليت عظامه فعند ذلك فارجوه، فإذا سمعتم به فاتوه ولو حبواً على الثلج) (7)
    8- الإمام الصادق عليه السلام:
    عن صفوان بن مهران عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي، كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً صلى الله عليه وآله نبوته، فقيل له: يأبن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته) (8)
    9- الإمام الكاظم عليه السلام:
    عن يونس بن عبد الرحمن قال: (دخلت على موسى بن جعفـر عليه السلام فقلت له: يابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون، ثم قال عليه السلام: طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة) (9)
    10- الإمام الرضا عليه السلام:
    دخل دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت على الإمام علي الرضا عليه السلام وأنشد قصيدته التائية الشهيرة:
    (مدارس آيات خلت من تلاوة) إلى أن قال: قال لي الرضا: أفلا ألحق بيتين بقصيدتك؟ قلت بلى يابن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
    وقبر بطوس يالها من مصيبـة ألحت على الأحشاء بالزفرات
    إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً يفرج عنا الهـم والـكربات
    قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده، فلما انتهيت إلى قولي:
    خروج إمام لا محالة خـارج يقـوم على اسم الله والبركات
    يميز فينا كل حـق وباطـل ويجزي على النعماء والنقمات
    بكى الإمام الرضا عليه السلام بكاءً شديداً، ثم رفع رأسه إلى دعبل، وقال له: يا خزاعي.. نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين.. فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ فقال: لا يامولاي.. إلا إنى سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
    فقال الإمام: يادعبل.. الإمام بعدي: محمد ابني، وبعد محمد: ابنه علي، وبعد علي: ابنه الحسن، وبعد الحسن: ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لولم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت. لقد حدثني أبى عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة)(10)
    11- الإمام الجواد عليه السلام:
    عن الصقر بن أبى دلف قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام يقول:
    (أن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي، ثم سكت، فقلت له يابن رسول الله فمن الإمام بعد علي؟ قال: ابنه الحسن، قلت يابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى عليه السلام بكاءً شديداً ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر، فقلت له يابن رسول الله، ولم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقاتون، ويهلك فيه المبطلون، وينجو فيه المسلمون) (11)



    الهوامش

    (1) إعلام الورى ص399، منتخب الأثر ص182، المهدي من المهد إلى الظهور ص54، كمال الدين ج1 ص286

    (2) إعلام الورى ص400، منتخب الأثر ص255، المهدي من ا لمهد إلى الظهور ص63، كمال الدين ج1 ص303

    (3) منتخب الأثر ص89

    (4) إعلام الورى ص400، منتخب الأثر ص206، المهدي من المهد إلى الظهور ص68، كمال الدين ج1 ص316

    (5) إعلام الورى ص402، المهدي من المهد إلى الظهور ص69، كمال الدين ج1 ص318، الإرشاد للمفيد ج2 ص340

    (6) إعلام الورى ص402، منتخب الأثر ص300، المهدي من المهد إلى الظهور ص74، كمال الدين ج1 ص322

    (7) إعلام الورى ص402، المهدي من المهد إلى الظهور ص77، كمال الدين ج1 ص326

    (8) كمال الدين ج2 ص333، إعلام الورى ص403، منتخب الأثر ص218، المهدي من المهد إلى الظهور ص80

    (9) كمال الدين ج2 ص361، إعلام الورى ص407، منتخب الأثر ص219، المهدي من المهد إلى الظهور ص83

    (10) كمال الدين ج2 ص372، إعلام الورى ص318، منتخب الأثر ص221، المهدي من المهد إلى الظهور ص84، ديوان دعبل الخزاعي الدجيلي ص143، حوارات حول المنقذ ص49، مجموعتي ج2 ص343

    (11) كمال الدين ج2 ص 378، إعلام الورى ص409، منتخب الأثر ص 224



    12- الإمام الهادي عليه السلام:
    عن عبد العظيم عن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي ومولاي علي بن محمد عليه السلام فلما أبصرني قال لي: (مرحبا بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقا، فقلت له: يابن رسول الله إنى أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضياً ثبت عليه حتى ألقي الله عز وجل فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إنى أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء، خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه، وإن محمداً عبده ورسوله وخاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة، إن شريعته خاتمة الشرايع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة، وإن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي عليهم السلام، ثم أنت يا مولاي، فقال ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده، قال: فقلت: وكيف ذلك يامولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، قال: فقلت: أقررت وأقول: إن وليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وأقول: إن المعراج حق والمسألة في القبر حق، وان الجنة حق، والنار حق، والصراط حق، والميزان حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وإن الله يبعث من في القبور، وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: علي بن محمد عليه السلام يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (1)
    13- الإمام العسكري عليه السلام:
    عن أحمد بن إسحق الأشعري قال: (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة الله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض قال: فقلت: يابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كانَّ وجهه الفجر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سميِّ برسول الله صلى الله عليه وآله وكنيِّه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد بن إسحق مثله في هذه الأمة مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه فقال: أحمد بن إسحق فقلت: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه ولا تطلب أثراً، بعد عني يا أحمد بن إسحق قال: أحمد بن إسحق فخرجت مسروراً فرحاً، فلما كان من الغد عدت إليه فقلت: يابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به عليّ، فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين قال: طول الغيبة يا أحمد قلت: يابن رسول الله وإن غيبته لتطول قال: أي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولا يبقى إلا من أخذه الله عز وجل عهده لولايتنا وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه يا أحمد بن إسحق هذا أمر من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، فخذ ما أتيتك واكتمه، وكن من الشاكرين، تكن معنا غداً في عليين)(2)
    14- الإمام المهدي عليه السلام:
    ذكر في التوقيع الصادر من الناحية المقدسة إلى إسحق بن يعقوب: (.. وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله تعالى عز وجل يقول (لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (3) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني أمان لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فان ذلك فرجكم) (4)
    بعد استعراض هذا القدر الوافي من الآيات الكريمة المؤولة بالإمام عليه السلام والروايات الشريفة المتواترة الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام حول الإمام الحجة عليه السلام.. هل يبقى مجال - بعد ذلك - للخلاف أو الاختلاف أو الشك أو الاجتهاد في موضوع الإمام المهدي عليه السلام أو ولادته؟.. إذ من المستحيل عقلاً وعرفاً أن تكون هذه الأخبار والأحاديث صحيحة وأن يكون الإمام المهدي عليه السلام لم يولد بعد.. وكل من لم يقتنع بعد بكل هذه النصوص، فمن الواجب عليه أن يؤمن بولادته الآن.. وإلا فاليرمِ برأيه في سلة المهملات، وليخرج من ملة رسول الله صلى الله عليه وآله حيث جاء في الحديث الشريف: (عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني). (5)
    الفصل الأول
    القسم الأول: الغيبة: (الصغرى- الكبرى)
    اعتاد المسلمون والمؤمنون منهم خاصة، منذ بداية دعوة الرسول صلى الله عليه وآله على تلقي الأحكام الإسلامية والتعاليم الشرعية مباشرة من الرسول صلى الله عليه وآله، ومن بعده على يد الأئمة المعصومين الأطهار، ولم يكن هناك أي حاجز يمنعهم من تلقي تلك الأحكام مباشرة. وبالتالي لم يكن ينتاب المؤمنين أو القاعدة الشعبية المؤمنة أي شك بتلك الأحكام، فهي صادرة من إمام معصوم، وان بدأ لهم أي ارتياب بالحكم الشرعي فمن السهل التأكد من صحة الأمر بالاتصال بالمعصوم عليه السلام مباشرة حيث وجودهم عليهم السلام بين ظهرانيهم، وحينها لا بدّ من تطبيق الحكم الشرعي من غير تردد.. هكذا كان الحال الذي اعتاده المؤمنون من زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وحتى زمن الإمام العسكري عليه السلام، (260سنة).
    اختلف الحال في زمن إمامة المهدي عليه السلام، فبعد أن كان متاحاً للمؤمنين أن يلتقوا بالإمام المعصوم مباشرة، يتلقون على يديه الأحكام الشرعية، أصبح من العسير رؤية الإمام المعصوم.. لذا بدا يدب الشك في نفوس كثير من المسلمين عندما يسمعون الحكم الشرعي من الفقيه وخاصة للأحكام التي ليس فيها نص صريح يدل عليها � كاجتهاد من قبل عالم الدين � وتلك المرحلة جديدة بالنسبة للمؤمنين، لم يعتادوا عليها طوال مائتين وستين سنة، وان كان الأئمة عليهم السلام يهيئون أصحابهم باستمرار للتأقلم مع مثل هذه الظروف في السفر والغزوات، إلا أن المعصوم يظل قريب المنال، من السهل الرجوع إليه ولو في أحلك الظروف.
    وعلى إثر هذا الوضع الجديد في زمن إمامة المهدي عليه السلام، ولكونها مرحلة جديدة، لم يألفها الناس ولم يكونوا مهيئين نفسياً لها، حيث لا يلتقون بالمعصوم ولا يستطيعون الرجوع إليه في المستجدات من الأحكام والمسائل الإسلامية.. لذا بدأ ترتيبات عصر الغيبة الصغرى، عصر إمامة المهدي عليه السلام وقيادته للمجتمع بتعين سفراء، وان لم يكن أمر السفارة غريبا على أذهان الموالين بعد أن كان نظام الإمامين العسكريين قائما على ذلك بشكل معتاد.
    لذا بدا تهيئة الناس تدريجياً لتقبل فكرة الغيبة الكبرى واحتجاب الإمام عليه السلام عن الأنظار، من خلال ترتيبات ظروف الغيبة الصغرى، وتعيين السفراء الأربعة:
    السفير الأول: عثمان بن سعيد العمري - بداية عام (260هـ)، ولمدة (5 سنوات).
    السفير الثاني: ابنه محمد بن عثمان العمري، ولمدة (40 سنة).
    السفير الثالث: أبو القاسم حسين بن روح النوبختي، ولمدة (21 سنة).
    السفير الرابع: علي بن محمد السمري حتى عام (329هـ)، ولمدة (3 سنين).
    ففترة الغيبة الصغرى دامت على التحديد تسعا وستين عاما وستة أشهر وخمسة عشر يوما. (6)
    إن الهدف الأساسي من السفارة هو تهيئة الأذهان للغيبة الكبرى وتعويد الناس تدريجيا على احتجاب الإمام عليه السلام، وفي نفس الوقت تهدف السفارة كذلك إلى القيام بمصالح المجتمع، وخاصة القواعد الشعيبة الموالية للأئمة عليهم السلام تلك المصالح التي تقضي بطبيعة الحال بانعزال الإمام واختفائه عن مسرح الحياة.. منها:
    أولا: أخذ الأحكام مباشرة من المعصوم بلقائه مباشرة (في زمن عصر الأئمة عليهم السلام).
    ثانيا: لقاء مباشر بفقيه أو سفير للمعصوم عليه السلام (الفقيه أو السفير يلتقي بالمعصوم عليه السلام) - الغيبة الصغرى -.
    ثالثا: لقاء أو أخذ الأحكام من فقيه (الفقيه لا يلتقي بالمعصوم عليه السلام) - الغيبة الكبرى -.
    فلولا هذا التدرج إذاً لاختلف الحال أو قد يؤدي الوضع إلى نتيجة سيئة، فمثلا قد يؤدي إلى الإنكار المطلق لوجود المهدي عليه السلام ولكن هنا تنبع حكمة الأئمة عليهم السلام في هذا التدرج.
    بعد هذا التمهيد البسيط عن الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى، بخروج توقيع مقدس من الإمام المهدي عليه السلام يقول فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن محمد السمري: أعظم الله أجر إخوانك فيك، فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة. فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً. وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة، إلا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كذاب مفتر. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)(7)
    نصل إلى آخر جزء من المخطط الذي سار عليه الإمام المهدي عليه السلام للوصول إلى الغيبة الكبرى، ليكون الإمام المهدي عليه السلام مذخوراً لليوم الموعود.. فقد كانت الغيبة الصغرى كافية لاثبات وجود المهدي عليه السلام بما يصل إلى الناس عن طريق سفرائه، كما أوجبت بكل وضوح أن يعتاد الناس على غيبة الإمام ويستسيغون فكرة اختفائه، بعد أن كانوا يعاصرون عهد ظهور الأئمة عليهم السلام، وإمكان الوصول إلى مقابلة الإمام.
    وللعلم فان الإمام المهدي عليه السلام كان متدرجا في الاحتجاب، فهو أقل احتجاباً في أول هذه الفترة، وكلما مشى الزمان زاد احتجابه، حتى لا يكاد ينقل عنه المشاهدة في زمن السفير الرابع لغير السفير نفسه، وحينما كانت هذه الفترة مشارفة على الانتهاء، كان الجيل المعاصر لزمن ظهور الأئمة عليه السلام قد انتهى، وبدأت تظهر أجيال جديدة اعتادت غيبة الإمام عليه السلام وفكرة القيادة وراء حجاب، وأصبحت معدة ذهنيا بشكل كامل لتقبل فكرة الغيبة الكبرى واحتجاب الإمام عن قواعده الشعبية تماما.
    فان ظهور الإمام عليه السلام ينقسم كذلك إلى قسمين:
    الظهور الأصغر.
    الظهور الأكبر (الفجر المقدس).

    اخيرآ قد انتهينآ من عرض هذا الموضوع ونتمنى من الله ان يكون
    قد وفقنآ في عرض هذآ الموضوع دون ان نغفل في اى جآنب من جوانبة
    نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X