إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فليتنافس المتنافسون جاب السؤال

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فليتنافس المتنافسون جاب السؤال

    إلى أن الآية (بنفسها) لا تدل على عصمة (الصادقين) المذكورين فيها، بزعم أنه يكفي صدق العنوان على شخص عرفاً لتنطبق عليه الآية فيكون المؤمنون مأمورون بالكون معه.. وعليه ينطبق عنوان (الصادق) المأمور بالاتباع على المعصوم وعلى غيره !!
    وهذا القول في غاية الغرابة !!
    ولا يشفع لصاحبه أنه يطرح ما عنده بصرف النظر عن الروايات المفسرة.. وسيأتي توضيح ذلك..

    وهذا الكلام مردود من وجوه:
    الوجه الأول: أنه لا يصح صرف النظر عن الروايات المفسرة للآية، ذلك أنها روايات صحيحة السند (بل في أسنادها أصحاب الإجماع) واضحة الدلالة في حصر الصادقين في الآية بالأئمة المعصومين عليهم السلام، فيكون في أي تفسير آخر مخالفة للأدلة التامة سنداً ودلالةً.
    ومن هذه الروايات ما ذكره الكليني في الكافي ج1 ص208 (باب ما فرض الله عز و جل و رسوله ص من الكون مع الأئمة ع‏)
    1- الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل (اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)

    قال: إيانا عنى.
    2- محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ع قال: سألته عن قول الله عز و جل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين‏)
    قال الصادقون هم الأئمة و الصديقون بطاعتهم.

    مضافاً إلى أحاديث أخرى تدل على أن الصادقين هم المعصومون كعد الدخول مع الصادقين من حدود الإيمان (كما في الخبر الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام في الكافي ج2ص18)
    وفي هذا المعنى روايات عديدة أخرى..
    ولا يصح رفع اليد عن دلالتها على انحصار الصادقين المقصودين في الآية بالأئمة المعصومين عليهم السلام
    بوجه من الوجوه.


    الوجه الثاني: أن علماء العامة قد رووا في كتبهم نزول الآية في علي عليه السلام، وعن بعضهم في آل محمد عليهم السلام، ومن هؤلاء:
    الثعلبي في تفسيره ج5 ص109 (مع علي في رواية، ومع آل محمد في رواية)
    الحسكاني في شواهد التنزيل ج1 ص342 : (قال: مع علي بن أبي طالب خاصة)، وص344.
    ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج42 ص361
    وغيرهم من علماء العامة..

    فدلت الآية على اختصاصها بعلي عليه السلام وآله الطيبين حتى وفق روايات المخالفين..

    ثم نقول: لو
    أعرضنا عن الروايات تنزّلاً كما فعل صاحب المقال (وإن كنا بيّنا عدم صحة ذلك) فإن لنا وجوهاً فيما نذهب إليه منها:

    الوجه الثالث: أن الأمر باتباع الصادقين مطلقاً يقتضي عصمتهم عن كل خطأ لئلا يلزم الأمر الإلهي بالخطأ والمعصية، ولئلا يلزم الأمر بالشيء والنهي عنه حيث أمر باتباعهم لو أخطؤوا هنا ونهى عن اتباع من يخطئ في آيات أخرى، ولقبح الأمر باتباع غير المعصوم اتباعاً مطلقاً، فتثبت عصمة الصادقين في الآية.(وقد تعرض المظفر لبعض هذه اللوازم)
    ولا يقال أن المعية لا تدل على الأمر بالاتباع، لأن المعية الخارجية لا معنى لها بعد الأمر بتقوى الله، فلا معنى للأمر بالوجود مع شخص في الخارج مقروناً بتقوى الله !!

    وأما ما قد يستشهد به من ذكر الصادقين في آيات أخرى وعدم اختصاصها بالمعصومين، فجوابه واضح من أنه ليس في تلك الآيات أمر بالاتباع حتى تدل على ما دلت عليه هذه الآية، والفرق بينهما بيّن واضح.

    الوجه الرابع: وقد ذكره صاحب الصراط المستقيم، وحاصله أنه لو كان المقصود هنا (الصادق في بعض الأمور) لصدق على كثير من الناس لاتصافهم بالصدق ولو في بعض الأمور، ويؤول إلى الأمر باتباع المتخاصمين والمختلفين وهو محال.

    الوجه الخامس: ذكره الشيخ المفيد، وحاصله أن الآية تُفرِّق بين المُتَّبِع والمُتَّبَع فتأمر الأول باتباع الثاني، وعلى هذا لا بدّ من تمييز الفريقين، وبالعودة إلى الآيات الدالة على صفات الصادقين كالآية 177 في سورة البقرة يتضح عدم اتصاف أحد غير المعصومين بهذه الصفات، فيتم التمييز بين التابع والمتبوع.

    هذا ما تيسر لنا ذكره في هذه العجالة. وفي المسألة وجوه أخرى.

    ونلفت إلى أن على كل متابع للشأن الإسلامي والعقائدي خاصة أن يتنبه إلى صحة وبطلان ما تسطره يمينه قبل طرحه إذ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.

    والحمد لله رب العالمين
    صيام مقبول وذنب مغفور

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X