إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أربعون حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أربعون حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أربعون حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله
    منقول من موقع يا زهراء
    وهذه مجموعة من الأحاديث الشريفة الواردة عن سيد الخلق رسول الله إلى الخلائق أجمعين أبي القاسم محمد –صلى الله عليه وآله وسلم-:
    1- قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: (الدنيا دار بلاء، ومنزلة بُلغة وعناء، قد نزعت عنها نفوس السعداء، وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء، فأسعد الناس بها أرغبهم عنها، وأشقاهم بها أرغبهم فيها، فهي الفاتنة لمن استقبلها، والمُغوية لمَن أطاعَها، والخاتِرة لمَن انقاد إليها، والفائز مَن أعرَضَ عنها، والهالك مَن هوى فيها، طُوبى لعبد اتّقى فيها ربّه، وقدّم توبته وغَلَب شهوته، مِن قبل أنْ تُلقيه الدنيا إلى الآخرة، فيُصبح في بطنٍ موحشة، غبراء مدلهمّة، ظلماء، لا يستطيع أنْ يزيد في حسنةٍ، ولا ينقص مِن سيئة، ثم يُنشر فيُحشر، إمّا إلى الجنّة يدومُ نعيمها، أو إلى نار لا ينفد عذابها.)
    2- وقال –صلى الله عليه وآله-: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفيّة تطفئ غضب الله، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكلّ معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأوّل من يدخل الجنّة أهل المعروف.)
    3- وقال –صلى الله عليه وآله-: (خافوا من الله وصِلوا الرّحم، فإنّهما في الدنيا بركة، وفي العّقبى مغفرة، وفي صِلة الرحم عشر خصال: رضا الرب، وفرح القلوب، وفرح الملائكة، وثناء النّاس، وترغيم –أي اذلال- الشّيطان، وزيادة العمر، وزيادة الرزق، وفرح الأموات، وزيادة الثواب.)
    4- وقال –صلى الله عليه وآله-: (العفاف زينة النساء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والعدل زينة الإيمان، والسكينة زينة العبادة، والحفظ زينة الرواية، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة العلم، والإيثار زينة الزّهد، وبذل الموجود زينة اليقين، والتقلّل زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف، والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعنيه زينة الورع.)
    5- وقال –صلى الله عليه وآله-: ( نِعم المؤازة المشاورة، وبِئس الإستعداد الإستبداد، الأحمق من قطعه العُجب عن الاستشاره والاستبداد عن الاستخارة، من شاور الأوِدّاء أمِن مِن الأعداء)
    6- وقال –صلى الله عليه وآله-: ( ما اكتسب ابن آدم أفضل من عقلٍ يهديه إلى هُدىً أو يردّه عن رَدىً)
    7- وقال –صلى الله عليه وآله-: ( ثلاث مُهلِكات: شُحٌّ مُطاع، وهَوىً مُتّبع، واعجابُ المرء بنفسهِ)
    8- وقال -صلى الله عليه وآله-: (من عدّ غدًا من أجله فقد أساء صحبة الموت)، وقال –صلى الله عليه وآله-: (أغفل الناس: من لم يتّعظ بتغيّر الدنيا مِن حالٍ إلى حال.)
    9- وقال –صلى الله عليه وآله-: (إذا رأيتم المؤمن صَمُوتًا فادنُوا مِنه، فإنّه يلقى الحكمة. والمؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل).
    10- وقال –صلى الله عليه وآله-: ( إذا تطيّرت فامض، وإذا ظننت فلا تقضِ، وإذا حسدت فلا تبغِ).
    11- وقال -صلى الله عليه وآله-: (أربع من علامات الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب).
    12- وقال -صلى الله عليه وآله-: ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عزّ وجلّ خيرا له من زوجةٍ صالحةٍ: إنْ أمَرَها أطاعته، وإنْ نظر إليها سرّته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها حفظته في نفسه وماله).
    13- وقال -صلى الله عليه وآله-: (طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره).
    14- وقال -صلى الله عليه وآله-: (الطاعم الشاكر أفضل من الصائم الصامت).
    15- وقال –صلى الله عليه وآله-: (الصّلاة عماد الدين، وفيها عشر خصال: زين الوجه، ونور القلب، وراحة البدن، وأنس القبور، ومنزل الرحمة، ومصباح السماء، وثقل الميزان، ومرضاة الربّ، وثمن الجنّة، وحجابٌ من النّار، ومن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين.)
    16- وقال -صلى الله عليه وآله-: (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق، ومن سعادة المرء خفة لحيته).
    17- وقال -صلى الله عليه وآله-: (إنّكم لن تَسَعُوا النّاس بأموالكم، فسَعُوهم بِبَسطِ الوجه وحُسن الخُلُق).
    18- وقال -صلى الله عليه وآله-: (استعينوا على أموركم بالكتمان، فإنّ كل ذي نعمة محسود).
    19- وقال -صلى الله عليه وآله-: ( إنّ مَنْ تعلّم العلم ليُماري به السفهاء أو يُباهي به العلماء أو يصرف وجوه النّاس إليه ليُعظّمُوه فليَتَبَوّء مقعده مِن النّار، فإنّ الرّئاسة لا تصلح إلا لله ولأهلها. ومَنْ وَضَعَ نفسه في غير الموضع الذي وضعَهُ الله فيه مَقَته الله. ومَنْ دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم وليس هو كذلك لمْ ينظر الله إليه حتى يرجِع عمّا قال ويتوب إلى الله ممّا ادّعى.)
    20- وقال -صلى الله عليه وآله-: (الحياء حياء‌ان: حياء عقل وحياء حُمْق، فحياء العقل: العلم، وحياء الحُمْق: الجهل.)
    21- وقال -صلى الله عليه وآله-: (قيّدوا العلم) قيل: وما تقييده؟ قال: (كتابته).
    22- وقال -صلى الله عليه وآله-: (العلم خزائن، ومفاتيحه: السؤال، فاسألوا رحمكم الله، فإنه تؤجر أربعة: السائل والمتكلم والمستمع والمحب لهم.) وقال –صلى الله عليه وآله-: (أربعة تلزم كلّ ذي حجىً وعقلٍ من أمّتي: إستماع العلم، وحفظه، ونشره، والعمل به.)
    23- وقال -صلى الله عليه وآله-: (تعلّموا العلم، وتعلّموا للعلم السّكينة والوقار، وتواضعوا لمن تتعلّمون منه) وقال –صلى الله عليه وآله-: (من تعلّم العلم للتكبّر مات جاهلاً، ومن تعلّمه للقول دون العمل مات منافقاً، ومن تعلّمه للمناظرة مات فاسقاً، ومن تعلّمه لكثرة المال مات زنديقاً، ومن تعلّمه للعمل مات عارفاً.)
    24- وقال -صلى الله عليه وآله-: (علامة رضى الله عن خلقه رخص أسعارهم وعدل سلطانهم وعلامة غضب الله على خلقه جور سلطانهم وغلاء أسعارهم).
    25- وقال –صلى الله عليه وآله-: ( لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويُخوّن الأمين، ويُؤتمن الخائن، وتهلك الوُعول، وتظهر التُّحوت).
    26- وقال -صلى الله عليه وآله-: (إن عظيم البلاء يكافئ به عظيم الجزاء، فإذا أحب الله عبدًا ابتلاه، فمَن رضي قلبه فله عند الله الرضى ومن سخط فله السخط).
    27- وقال -صلى الله عليه وآله-: (ملعون من ألقى كلّه على الناس) .
    28- وقال -صلى الله عليه وآله-: (إنّ الله يحبّ أن يُؤخذ برُخَصِه كما يُحبّ أنْ يُؤخذ بعزائمه).
    29- وقال -صلى الله عليه وآله-: (من أعطي أربعًا لم يُحرم أربعًا: من أعطي الإستغفار لم يُحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة).
    30- وقال -صلى الله عليه وآله-: (من رَضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل، وإنتظار الفرج عبادة).
    31- وقال -صلى الله عليه وآله-: (ما فُتح لأحد باب دعاء إلا فتح الله له فيه باب إجابة، فإذا فُتح لأحدكم باب دعاء فليجهد، فإن الله عزّ وجلّ لا يملّ حتى تملّوا) .
    32- وقال -صلى الله عليه وآله-: (نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة).
    33- وقال –صلى الله عليه وآله-: (أفضل النّاس مَن عشق العبادة، فعانقها، وأحبّها بقلبه، وباشرها بجسده، فهو لا يُبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسر أم على يسر.)
    34- وقال -صلى الله عليه وآله-: كيف بكم إذا فسد نساؤكم وفسق شبّانكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ ! قيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم وشرّ من ذلك، وكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ ! قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشر من ذلك، وكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا.
    35- وقال -صلى الله عليه وآله-: (أقلِل من الشّهوات يسهُل عليك الفقر، وأقلِل من الذُنوب يسهل عليك الموت). قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مدح سعد بن معاذ: "يا عباد الله هذا سعد بن معاذ من خيار عباد الله آثر رضى الله على سخط قراباته وأصهاره من اليهود، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وغضب لمحمد رسول الله، ولعلي ولي الله ووصي رسول الله، أن يخاطبا بما لا يليق بجلالتهما، فشكر الله له تعصبه لمحمد وعلي، وبوأه في الجنة منازل كريمة، وهيأ له فيها خيرات واسعة لا تأتي الالسن على وصفها، ولا القلوب على توهمها والفكر فيها، ولسلكة من مناديل موائده في الجنة خير من الدنيا بما فيها من زينتها ولجينها وجواهرها، وسائر أموالها ونعيمها. فمن أراد أن يكون فيها رفيقه وخليطه، فليتحمل غضب الاصدقاء والقرابات وليؤثر عليهم رضى الله في الغضب لرسول الله [محمد]. وليغضب إذا رأى الحق متروكا، ورأى الباطل معمولا به، وإياكم والهوينا فيه مع التمكن القدرة وزوال التقية، فان الله تعالى لا يقبل لكم عذرا عند ذلك".
    36- وقال -صلى الله عليه وآله-: أوصاني ربي بتسع، أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصِل مَن قطعني، وأن يكون صمتي فكرًا، ومنطقي ذكرًا، ونَظَري عبرًا).
    37- وقيل له -صلى الله عليه وآله-: أي الأصحاب أفضل؟ قال: (من إذا ذكرتَ أعانَك وإذا نسيتَ ذكّرّك)
    38- وقال صلى الله عليه وآله: (ودّ المؤمن المؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ومن أحبّ في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من الأصفياء)، وقال –صلى الله عليه وآله-: (الإيمان حبّ وبغض).
    39- وقال –صلى الله عليه وآله-: ( المؤمن ليّن هيّن سمح، له خلق حسن، والكافر فظّ غليظ، له خلق سيّء وفيه جبريّة). وقال -صلى الله عليه وآله-: (مروء‌تنا أهل البيت العفو عمّن ظلمنا، وإعطاء مَن حَرَمنا).
    40- وقال –صلى الله عليه وآله- في خطبةٍ له: (الحمدُ لله الذي كان في أوليّته وحدانيّاً، وفي أزليّته متعظّماً بالإلهيّة، متكبّراً بكبريائه وجبروته، إبتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خلق على غير مثالٍ كان سبق لشيءٍ ممّا خلق، ربّنا القديم بلطف ربوبيّته، وبعلم خُبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق، وبنور الإصباح فلق، فلا مبدّل لخلقه، ولا مغيّر لصنعه، ولا معقّب لحكمه، ولا رادّ لأمره، ولا مستراح عن دعوته، ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدّته، وهو الكينون أوّلاً، والدّيموم أبداً، المحتجب بنوره دون خلقه، في الأفق الطامح، والعزّ الشامخ، والمُلك الباذخ، فوق كلّ شيءٍ علا، ومن كلّ شيءٍ دنا، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يرى، وهو بالمنظر الأعلى، فأحبّ الإختصاص بالتّوحيد، إذ إحتجب بنوره، وسما في علوّه، وإستتر عن خلقه، وبعث إليهم الرّسل لتكون له الحجّة البالغة على خلقه، ويكون رسله إليهم شهداء عليهم، وإبتعث فيهم النبيّين مبشّرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيا من حيّ عن بيّنة، وليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيّته بعدما أنكروا، ويوحّدوه بالإلهيّة بعدما عندوا.)
    أهم المصادر:
    1- كلمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله للسيد حسن الشيرازي قدس
    2- بحار الأنوار للعلامة المجلسي رضوان الله عليه
    3- تحف العقول لابن شعبة
    حديث (من حفظ من أمّتي أربعين حديثاً ... )
    عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الحسين بن علي -عليه السلام- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وآله- أوصى إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- وكان فيما أوصى به أن قال له: (يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثاً يطلب بذلك وجه الله عز وجل، والدار الآخرة، حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً). فقال علي -عليه السلام-: أخبرني ما هذه الأحاديث؟ فقال: أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ، في مواقيتها، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل، وتؤدي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً. وأن لا تعقّ والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلماً، ولا تأكل الرِبا، ولا تشرب الخمر، ولا شيئاً من الأشربة المُسكرة، ولا تزني، ولا تلوط، ولا تمشي بالنميمة، ولا تحلف بالله كاذباً، ولا تسرق، ولا تشهد شهادة الزور لأحد، قريباً كان أو بعيداً، وأن تقبل الحق ممن جاء به كان صغيراً أو كبيراً، وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميماً قريباً، وأن لا تعمل بالهوى، ولا تقذف المحصنة، ولا تُرائي، فإن أيسر الرياء شرك بالله عزّ وجل، وأن لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل، تريد بذلك عيبه، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله، وأن تصبر على البلاء والمصيبة، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله، وأن تتوب إلى الله عزّ وجل، من ذنوبك، فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له، وأن لا تصرّ على الذنوب مع الإستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله، وأن تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين، وأن لا تغضب إذا سمعت حقاً، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة، وأن تعمل بما علمت، ولا تعاملن أحداً من خلق الله عزّ وجل، إلا بالحق، وأن تكون سهلاً للقريب والبعيد، وأن لا تكون جبّاراً عنيداً، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت، وما بعده من القيامة والجنّة والنار، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات، وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك، فلا تفعله بأحد من المؤمنين، ولا تملّ من فعل الخير، ولا تثقل على أحد، ولا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه، وأن تكون الدنيا عندك سجناً حتى يجعل الله لك جنّة. فهذه أربعون حديثاً من إستقام عليها وحفظها عنّي من أمتي دخل الجنّة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عزّ وجل، بعد النبيين والصّدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
    كلمة الرسول الأعظم ص ، نقلا عن البحار، الجزء الأول، صفحة 110
    وصايا الرسول الأكرم –صلى الله عليه وآله- لأبي ذرّ الغفاري – رضوان الله
    عليه-
    1- عن أبي ذر -رحمه الله-، قال : دخلت يوماً على رسول -صلى الله عليه وآله- وهو في المسجد جالس وحده، فإغتنمت خلوته،
    فقال لي: يا أباذر! إن للمسجد تحيّة ، قلت : وما تحيّته؟ قال : ركعتان تركعهما ،
    فقلتُ : يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة ؟
    قال : خير موضوع، فمَن شاء أقلّ ومن شاء أكثر ،
    قلتُ : يارسول الله أيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزوجل ؟
    فقال : إيمان بالله وجهاد في سبيله [ قلت أي المؤمنين أكمل إيمانًا ؟ قال : أحسنهم خُلقًا ،
    قلت : وأي المؤمنين أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده ، قلت وأي الهجرة أفضل ؟ قال : من هجر السوء ]
    قلت : فأي الليل أفضل ؟ قال : جوف الليل الغابر ، قلت : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت ،
    قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد من مُقِلّ إلى فقير في سر
    قلت : ما الصوم ؟ قال : فرض مجزيّ وعند الله أضعاف كثيرة ،
    قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها ،
    قلت : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه في سبيل الله ،
    قلت : فأي آية أنزلها الله عليك أعظم ؟
    قال آية الكرسي.ثم قال : يا أباذر! ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة .
    قلت : يا رسول الله كم النبيون ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي قلت : كم المرسلون منهم ؟ قال : ثلاثة عشر جماء غفيراء قلت : من كان أول الأنبياء ؟ قال آدم قلت وكان من الأنبياء مرسلًا ؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه .
    ثم قال : يا أباذر! أربعة من الانبياء سريانيون : آدم وشيث واخنوخ - وهو إدريس عليه السلام وهو أول من خط بالقلم - ونوح عليه السلام وأربعة من الانبياء من العرب هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك محمد ، وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى [ بينهما ] ستمائة نبي .
    قلت : يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب ؟ قال : مائة كتاب وأربعة كتب أنزل الله على شيث خمسين صحيفة ، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة ، وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان ،
    قلت : يارسول الله فما كانت صحف إبراهيم قال : كانت أمثالا كلها وكان فيها " أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عنّي دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وإن كانت من كافر .
    وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون له [ أربع ] ساعات ساعة يناجي فيها ربة عزوجل وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر فيما صنع الله عزوجل إليه ، وساعة يخلوفيها بحظ نفسه من الحلال ، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات وإستجمام للقلوب وتوزيع لها ، وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه ، مقبلًا على شأنه ، حافظا للسانه ، فإن من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه ، وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث مرمّة لمعاش أوتزود لمعاد ، أو تلذذ في غير محرم .
    قلت : يارسول فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرًا كلها وفيها : " عجب لمَن أيقن بالموت، كيف يفرح؟ ، ولمن أيقن بالنار لمَ يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها، لم يطمئن إليها؟ ، ولمن يؤمن بالقدر، كيف ينصب؟، ولمن أيقن بالحساب، لم لا يعمل؟ " .
    قلت : يا رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله عليك شيء ممّا كان في صحف ابراهيم وموسى ؟ قال : يا أباذر! اقرأ " {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى}{صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} (1)
    قلت : يارسول الله أوصني،
    قال : أوصيك بتقوى الله فإنّه رأس الأمر كله ،
    قلت : زدني! قال : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيراً فإنّه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض ،
    قلت : زدني! قال : الصمت فإنّه مطردة للشياطين وعون لك على أمردينك ،
    قلت : زدني! قال: إيّاك وكثرة الضحك فإنّه يُميت القلب [ ويُذهب بنورالوجه ]
    قلت : زدني! قال : انظر إلى مَن هو تحتك ، ولا تنظر إلى مَن هو فوقك فإنّه أجدر أن لا تزدري نِعمة الله عليك ،
    قلت : يا رسول الله، زدني! قال : صلْ قرابتك وإنْ قطعوك ، قلت: زدني! قال : أحبّ المساكين ومجالستهم ،
    قلت : زدني! قال : قل الحق وإن كان مرًا ، قلت : زدني! قال : لا تخف في الله لومة لائم، قلت : زدني! قال : ليحجزك عن النّاس ما تعلم مِن نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي .
    ثم قال : كفى بالمرء عيبًا أن يكون فيه ثلاث خصال : يعرف من النّاس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم ممّا هو فيه، ويؤذى جليسه بما لا يعينه.
    ثم قال -عليه السلام- يا أباذر! : لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكفّ ، ولا حَسَب كحُسن الخلق .
    ****************
    2- عن أبي ذر –رضوان الله عليه- قال : أوصاني رسول الله -عليه السلام- بسبع : أوصاني أنْ أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى مَن هو فوقي، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم ، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرًا ، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبَرَت ، وأوصاني أنْ لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أستكثر من قول " لاحول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم " فإنّها من كنوز الجنة .
    ****************
    3- عن وهب بن عبدالله الهنائي، قال : حدثني أبو حرب ابن أبي الاسود الديلي، عن أبي الأسود، قال : قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب بن جنادة -رضي الله عنه- فحدثني أبوذر .
    قال : دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله -صلى الله عليه وآله- في مسجده فلم أرَ في المسجد أحدًا مِن النّاس إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي! أوصني بوصيّة ينفعني الله بها ، فقال: نعم، وأكرم بك يا أباذر! ! إنك منا أهل البيت! وإني موصيك بوصيّة فاحفظها فإنها جامعة لطرق الخير وسبله ، فإنك إن حفظتها كان لك بها كِفلان .
    يا أباذر! اعبد الله كأنّك تراه فإنْ كُنت لا تراه فإنّه يراك ، واعلم أنّ أول عبادة الله المعرفة به ، فهو الأول قبل كل شيء فلا شيء قبله ، والفرد فلا ثاني له، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، وهو الله اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير ، ثم الإيمان بي والإقرار بأنّ الله تعالى أرسلني إلى كافة النّاس بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه ، وسراجاً مُنيرًا ، ثم حبّ أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً .
    واعلم يا أباذر! ! أنّ الله عزّ وجل جعل أهل بيتي في أمّتي كسفينةِ نوح مَن ركبها نَجى ومَن رَغب عنها غرق ، ومِثل باب حِطّة في بني إسرائيل من دخله كان آمنا .
    يا أباذر! ! احفظ ما أُوصيك به تكن سعيدًا في الدنيا والآخرة .
    يا أباذر! ! نعمتان مَغبون فيهما كثيرٌ مِن النّاس : الصحة والفراغ .
    يا أباذر! ! اغتنم خمسًا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك .
    يا أباذر! ! إيّاك والتسويف بأملك فإنّك بيومك ، ولست بما بعده، فإنْ يَكُن غدُ لك فكنْ في الغد كما كنت في اليوم ، وإن لم يكن غدُ لك لمْ تندم على ما فرّطت في اليوم .
    يا أباذر! ! كم من مستقبل يومًا لا يستكمله ، ومنتظر غدًا لا يبلغه .
    يا أباذر! ! لو نظرت إلى الأجل ومصيره لأبغضت الأمل وغروره .
    يا أباذر! ! كن كأنك في الدنيا غريب ، أو كعابر سبيل ، وعُدّ نفسك من أصحاب القبور .
    يا أباذر! ! إذا أصبحت فلا تُحدّث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تُحدّث نفسك بالصباح ، وخُذ مِن صحتك قبل سقمك ، وحياتك قبل موتك فإنّك لا تدري ما اسمك غدًا .
    يا أباذر! ! إياك أنْ تدركك الصرعة عند العثرة ، فلا تُقال العثرة ولا تمكن من الرجعة ، ولا يحمدك من خلفت بما تركت ، ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به.
    يا أباذر! ! كنْ على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك .
    يا أباذر! ! هل ينتظر أحد إلا غنى مطغيًا ، أو فقرًا منسيًا ، أو مرضًا مفسدًا ، أوهرمًا مفندًا أوموتًا مجهزًا ، أو الدجّال فإنه شر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر .
    يا أباذر! ! إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه ، ومن طلب علمًا ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنة .
    يا أباذر! ! من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنة .
    يا أباذر! ! إذا سُئِلت عن علمٍ لا تعلمه، فقل : لا أعلمه، تنجُ مِن تبعة ، ولاتُفتِ بما لا عِلم لك به تنجُ مِن عذاب الله يوم القيامة .
    يا أباذر! ! يَطّلِع قوم من أهل الجنّة على قوم من أهل النار، فيقولون : ما أدخلكم النار وقد دخلنا الجنة لفضل تأديبكم وتعليمكم ؟ فيقولون : إنّا كنّا نأمر بالخير ولا نفعله .
    يا أباذر! ! إنّ حقوق الله جلّ ثناؤه أعظم مِنْ أنْ يقوم بها العِباد، وإنّ نِعم الله أكثر مِن أنْ يُحصيها العباد ، ولكن أمسُوا واصبحوا تائبين .
    يا أباذر! ! إنكم في مَمَرّ الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة ، ومن يزرع خيرًا يوشك أن يحصد خيرًا ، ومن يزرع شرًا يوشك أن يحصد ندامة ، ولكلّ زارع مثل ما زرع .
    يا أباذر! ! لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص ما لم يُقدّرله ، ومن أعطى خيرًا فإن الله أعطاه ، ومن وقي شرًا فإن الله وقاه .
    يا أباذر! ! المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة ، إنّ المؤمن ليرى ذنبه كأنّه تحت صخرة يخاف أنْ تقع عليه ، وإنّ الكافر ليرى ذنبه كأنّه ذباب مرّ على أنفه .
    يا أباذر! ! إنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرًا جعل ذنوبه بين عينيه ممثلة، والإثم عليه ثقيلًا وبيلًا ، وإذا أراد بعبد شرًا أنساه ذنوبه .
    يا أباذر! ! لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت .
    يا أباذر! ! إنّ نفس المؤمن أشد ارتكاضًا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه.
    يا أباذر! ! من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظّه ، ومن خالف قوله فعله فإنّما يُوبّخ نفسه.
    يا أباذر! ! إنّ الرجل ليُحرم رزقه بالذنب يُصيبه .
    يا أباذر! ! دع ما لست منه في شيء ، ولا تنطق فيما لايعنيك ، وأخزن لسانك كما تخزن ورقك .
    يا أباذر! ! إنّ الله جلّ ثناؤه ليُدخل قومًا الجنّة فيعطيهم حتى يملّوا ، وفوقهم قوم في الدرجات العلى فإذا نظروا إليهم عرفوهم، فيقولون : ربّنا إخواننا كنّا معهم في الدنيا، فبم فضّلتهم علينا ؟ فيقال : هيهات! هيهات! إنّهم كانوا يجوعون حين تشبعون ، ويظمؤون حين تروون ، ويقومون حين تنامون ، ويشخصون حين تحفظون .
    يا أباذر! ! جعل الله جلّ ثناؤه قرّة عيني في الصلاة وحَبّب إليّ الصلاة كما حَبّب إلى الجائع الطعام ، وإلى الظمآن الماء، وإنّ الجائع إذا أكل شبع وإن الظمآن إذا شرب روى ، وأنا لا أشبع من الصلاة .
    يا أباذر! ! أيّما رجل تطوّع في يوم وليلة إثنتي عشر ركعة سوى المكتوبة كان له حقًا واجبًا بيت في الجنة .
    يا أباذر! ! مادمت في الصلاة فإنّك تقرع باب الملك الجبار ، ومن يُكثر قرْع باب المَلك يُفتح له .
    يا أباذر! ! ما مِن مؤمن يقوم مُصلّيًا إلا تناثَر عليه البِرّ ما بينه وبين العرش ووُكّل بهِ مَلَك يُنادي: يا ابن آدم لو تعلم مالَك في الصلاة ومَن تُناجي ما انفتلت!.
    يا أباذر! ! طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون النّاس إلى الجنّة ألا وهُم السابقون إلى المساجد بالأسحار وغير الأسحار.
    يا أباذر! ! الصلاة عماد الدين واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر ، والصوم جُنّة من النار واللسان أكبر ، والجهاد نباهة واللسان أكبر.
    يا أباذر! ! الدرجة في الجنّة كما بين السماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك ، فيقول : ما هذا ؟ فيُقال : هذا نور أخيك ، فيقول : أخي فلان كنّا نعمل جميعاً في الدنيا وقد فضّل عليّ هكذا ؟ فيُقال له : إنّه كان أفضل مِنك عملًا ، ثم يُجعل في قلبه الرضى حتى يرضى .
    يا أباذر! ! الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر ، وما أصبح فيها مؤمن إلا حزينًا فكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله جلّ ثناؤه أنّه وارد جهنّم ولم يعده أنّه صادر عنها وليلقينّ أمراضًا ومصيبات وأمورًا تغيظه وليُظلمنّ فلا ينتصر، يبتغي ثوابًا من الله تعالى فما يزال فيها حزينًا حتى يفارقها ، فإذا فارَقَها أفضى إلى الراحة والكرامة .
    أباذر! ما عُبد الله عزّ وجل على مثل طول الحزن .
    يا أباذر! ! من أوتي من العلم ما لا يُبكيه، لحقيقٌ أنْ يكون قد أوتي علم ما لاينفعه، لأنّ الله نعت العلماء، فقال عزّ وجل: "إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدًا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا ".
    يا أباذر! ! مَن استطاع أنْ يبكي فليبكِ ، ومَنْ لمْ يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك، إنّ القلب القاسي بعيدٌ مِن الله تعالى ولكن لا تشعرون .
    يا أباذر! ! يقول الله تبارك وتعالى : لا أجمع على عبد خوفين ولا أجمع له أمنين فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة .
    يا أباذر! ! إنّ العبد ليُعرض عليه ذنوبه يوم القيامة [ فيمن ذنب ذنوبه ] فيقول : أما إنّي كُنت مُشفقا ، فيُغفر له .
    يا أباذر! ! إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتّكِل عليها، ويعمل المُحقرات حتى يأتي الله وهو عليه غضبان، وإنّ الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها، فيأتي الله عزّ وجل آمِنًا يوم القيامة .
    يا أباذر! ! إنّ العبد ليُذنِب الذنب فيدخل به الجنة! فقلت: وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: يكون ذلك الذنب نَصْب عينيه تائبًا مِنه، فارًا إلى الله عزّ وجل حتى يدخل الجنّة .
    يا أباذر! ! الكيّس مَن دانَ نفسه وعمِل لما بعد الموت، والعاجز من اتّبع نفسه وهواها وتمنى على الله عزّ وجل الأماني .
    يا أباذر! ! إن أول شيء يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعًا .
    يا أباذر! ! والذي نفس محمد بيده لو أنّ الدنيا كانت تعدل عِنْد الله جناح بعوضة أو ذباب ما سقى الكافر منها شربة من ماء .
    يا أباذر! ! الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا من ابتغى به وجه الله ، وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من الدنيا، خلقها ثم عرضها فلم ينظر إليها ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة ، وما مِن شيء أحبّ إلى الله تعالى من الإيمان به وترك ما أمر بتركه .
    يا أباذر! ! إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى أخي عيسى -عليه السلام- : يا عيسى! لا تحبّ الدنيا فإنّي لستُ أحبّها ، وأحبّ الآخرة فإنّما هي دار المعاد .
    يا أباذر! ! إنّ جبرئيل أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء، فقال لي : يا محمد هذه خزائن الدنيا ولا ينقصك مِن حظك عند ربك، فقلت: يا حبيبي جبرئيل لا حاجة لي فيها، إذا أشبعت شكرت ربي، وإذا جعت سألته.
    ياأباذر! إذا أراد الله عزّ وجل بعبدٍ خيرًا فقّهه في الدين، وزهّده في الدنيا، وبصّره بعيوب نفسه .
    يا أباذر! ! ما زهد عبد في الدنيا إلا أنبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ويبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها وأخرجه منها سالمًا إلى دار السلام .
    يا أباذر! ! إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع مِنه فإنه يلقي الحكمة، فقلت : يا رسول الله من أزهد الناس؟ قال: من لم ينس المقابر والبِلى، وترك فضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقى على ما يفنى، ولم يَعُدّ غدًا من أيامه، وعدّ نفسه في الموتى .
    يا أباذر! ! إن الله تبارك وتعالى لم يوح إليّ أن أجمع المال، ولكن أوحى إليّ أن " {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (1)
    يا أباذر! ! إني ألبس الغليظ، وأجلس على الأرض، وألعق أصابعي، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي، فمن رغب عن سُنّتِي فليس منّي .
    يا أباذر! ! حُبّ المال والشرف أذهب لدين الرجل من ذئبين ضاريين في زرب الغنم فأغارا فيها حتى أصبحا فماذا أبقيا منها .
    قال: قلتُ: يا رسول الله الخائفون الخائضون المتواضعون الذاكرون الله كثيرًا أهم يسبقون الناس إلى الجنة؟ فقال: لا ولكن فقراء المسلمين فإنهم يتخطون رقاب الناس، فيقول لهم خزنة الجنة كما أنتم حتى تحاسبوا فيقولون بم نحاسب فوالله ما ملكنا فنجود و نعدل ، ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط ولكنّا عَبدنا ربنا حتى دعانا فأجبنا .
    يا أباذر! ! إن الدنيا مشغلة للقلوب والأبدان، وإنّ الله تبارك وتعالى سائلنا عمّا نعمنا في حلاله! فكيف بما نعِمنا في حرامه؟! .
    يا أباذر! ! إني قد دعوت الله جلّ ثناؤه أن يجعل رزق من يُحِبّني الكفاف، وأنْ يُعطِي من يُبغضني كثرة المال والولد .
    يا أباذر! ! طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بِساطًا ، وترابها فراشًا ، وماءها طيبًا ، واتخذوا كتاب الله شعارًا ودعاءه دثارًا يقرضون الدنيا قرضًا .
    يا أباذر! ! حرث الآخرة العمل الصالح ، وحرث الدنيا المال والبنون .
    يا أباذر! ! إن ربي أخبرني فقال : وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون درك البكاء وإني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرًا لا يشاركهم فيه أحد .
    قال : قلت : يا رسول الله أي المؤمنين أكيس قال : أكثرهم للموت ذكرًا وأحسنهم له استعدادًا .
    يا أباذر! إذا دخل النور القلب انفسح القلب واستوسع ، قلت : فما علامة ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله .
    يا أباذر! اتق الله ولا تُري الناس أنك تخشى الله فيكرموك وقلبك فاجر .
    يا أباذر! ليكن لك في كل شيء نية حتى في النوم والأكل .
    يا أباذر! ليعظم جلال الله في صدرك فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب اللهم إخزه وعند الخنزير اللهم إخزه .
    يا أباذر! إن لله ملائكة قيامًا من خيفته ، ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة فيقولون جميعًا : سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تُعبد .
    يا أباذر! ولو كان لرجل عمل سبعين نبيًا لاستقل عمله من شدّة مايرى يومئذ ولو أن دلوا صبت من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من مغربها ولو زفرت جهنم زفرة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثيًا على ركبتيه يقول : رب نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق -عليهما السلام- يقول : يا رب أنا خليلك إبراهيم فلا تنسني .
    يا أباذر! لو أن إمرأة من نساء أهل الجنة أطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيئها القمر ليلة البدر ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض ولو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم .
    يا أباذر! اخفض صوتك عند الجنائز ، وعند القتال ، وعند القرآن .
    يا أباذر! إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولًا بالتفكر والخشوع واعلم أنك لاحق به .
    يا أباذر! اعلم كل شيء إذا فسد فالملح دواؤه فإذا فسد الملح فليس له دواء .
    واعلم أن فيكم خلقين : الضحك من غير عجب والكسل من غير سهو .
    يا أباذر! ركعتان مقتصدتان في تفكّر خير من قيام ليلة والقلب ساه .
    يا أباذر! الحق ثقيل مر والباطل خفيف حلو ، ورُبّ شهوة ساعة تورث حزنًا
    يا أباذر! لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يرى الناس في جنْب الله تبارك وتعالى أمثال الأباعر ثم يرجع إلى نفسه ، فيكون هو أحقر حاقر لها .
    يا أباذر! لا تصيب حقيقة الإيمان حتى ترى الناس كلهم حمقاء في دينهم عقلاء في دنياهم .
    يا أباذر! حاسب نفسك قبل أن تُحاسب فهو أهون لحسابك غدًا ، وزن نفسك قبل أن توزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية .
    يا أباذر! استحي من الله فإنّي والذي نفسي بيده لأظلّ حين أذهب إلى الغائط متقنعًا بثوبي أستحي من الملكين اللذين معي .
    يا أباذر! أتحب أن تدخل الجنة ؟ قلت : نعم فداك أبي ، قال : فأقصر من الأمل وإجعل الموت نصب عينيك وإستح من الله حق الحياء ، قال : قلت : يا رسول الله كلنا نستحي من الله ؟ قال : ليس ذلك الحياء ولكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى والجوف وما وعى والرأس ومن حوى ، ومن أراد كرامة الآخرة فليدع زينة الدنيا فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله .
    يا أباذر! يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح .
    يا أباذر! إن الله يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته والدور حوله مادام فيهم .
    يا أباذر! إنّ ربك عزّ وجل يباهي الملائكة بثلاثة نفر : رجل في أرض قفر فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي فيقول ربك للملائكة إنظروا إلى عبدي يصلي ولا يراه غيري ، فينزل سبعين ألف ملك يصلون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم .
    ورجل قام من الليل فصلى وحده فسجد ونام وهو ساجد فيقول الله تعالى إنظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده ساجد .
    ورجل في زحف فرّ أصحابه وثبت هو ويقاتل حتى يقتل .
    يا أباذر! ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة وما من منزل ينزله قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم .
    يا أباذر! ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضًا يا جار هل مربك ذاكر لله تعالى أو عبد وضع جبهته عليك ساجدًا لله ؟ فمن قائلة لا ومن قائلة نعم ، فإذا قالت نعم إهتزّت وإنشرحت وترى أنّ لها الفضل على جارتها .
    يا أباذر! إنّ الله جلّ ثناؤه لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم يكن في الارض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة ، فلم تزل الأرض والشجر كذلك حتى تتكلم فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة قولهم "وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا " فلما قالوها إقشعرّت الأرض وذهبت منفعة الأشجار .
    يا أباذر! إن الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحًا .
    يا أباذر! إذا كان العبد في أرض قي [ يعني قفر ] فتوضأ أو تيمم ثم أذّن وأقام وصلى أمر الله عزّ وجل الملائكة فصفوا خلفه صفًا لايرى طرفاه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنون على دعائه .
    يا أباذر! من أقام ولم يؤذن لم يصل معه إلا ملكاه اللذان معه .
    ياأباذر ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر إثنين وسبعين صديقًا .
    ياأباذر الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين .
    يا أباذر! الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء وإملاء الخير خير من السكوت والسكوت خيرمن إملاء الشر .
    يا أباذر! لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ولا تأكل طعام الفاسقين .
    يا أباذر! أطعم طعامك من تحبه في الله وكل طعام من يحبك في الله عزّ وجل .
    يا أباذر! إنّ الله عزّ وجل عند لسان كل قائل فليتق الله أمرء وليعلم مايقول .
    يا أباذر! إترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك .
    يا أباذر! كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما يسمع .
    يا أباذر! ما من شيء أحق بطول السجن ، من اللسان .
    ياأباذر إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وإكرام حملة القرآن العالمين ، وإكرام السلطان المقسط .
    ياأباذر ما عمل من لم يحفظ لسانه .
    يا أباذر! لاتكن عيابًا ولا مداحًا ولا طعانًا ولا مماريًا .
    ياأباذر لايزال العبد يزداد من الله بعدًا ما ساء خلقه .
    يا أباذر! الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة .
    يا أباذر! من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف تعمّر مساجد الله ؟ قال : لا ترفع فيها الأصوات ولا يخاض فيها بالباطل ، ولايشتر فيها ولا يباع وأترك اللغو مادمت فيها فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك .
    يا أباذر! إن الله تعالى يعطيك مادمت جالسا في المسجد بكل نفس تنفست درجة في الجنة وتصلي عليك الملائكة وتكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات وتمحى عنك عشر سيئات .
    يا أباذر! أتعلم في أي شيء أنزلت هذه الآية {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (3) قلت : لا [ أدري ] فداك أبي وأمي ، قال : في إنتظار الصلاة خلف الصلاة .
    يا أباذر! إسباغ الوضوء في المكاره من الكفّارات ، وكثرة الإختلاف إلى المساجد فذلكم الرباط .
    يا أباذر! يقول الله تبارك وتعالى : إن أحب العباد إلي المتحابون من أجلي المتعلقة قلوبهم بالمساجد ، والمستغفرون بالأسحار ، أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم .
    يا أباذر! كل جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثة قراءة مصل أو ذكر الله أو سائل عن علم .
    يا أباذر! كن بالعمل بالتقوى أشد إهتماما منك بالعمل فإنه لا يقل عمل بالتقوى وكيف يقل عمل يتقبل ، يقول الله عزّ وجل :{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (4)
    يا أباذر! لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مطعمه ومن أين مشربه ومن أين ملبسه ، أمن حلال ذلك أم من حرام .
    يا أباذر! من لم يبال من أين إكتسب المال لم يبال الله عزّ وجل من أين أدخله النار .
    يا أباذر! من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله عزّ وجل .
    يا أباذر! إن أحبكم إلى الله جل ثناؤه أكثر كم ذكرًا له ، وأكرمكم عند الله عزّ وجل أتقيكم له وأنجاكم من عذاب الله أشد كم له خوفًا .
    يا أباذر! إن المتقين الذين يتقون [ الله عزّ وجل ] من الشيء الذي لا يتقي منه خوفًا من الدخول في الشبهة .
    يا أباذر! من أطاع الله عزّ وجل فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن .
    يا أباذر! أصل الدين الورع ورأسه الطاعة .
    يا أباذر! كن ورعًا تكن أعبد الناس ، وخير دينكم الورع .
    يا أباذر! فضل العلم خير من فضل العبادة ، وإعلم أنكم لوصليتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ما ينفعكم ذلك إلا بورع .
    يا أباذر! إن أهل الورع والزهد في الدنيا هم أولياء الله حقًا .
    يا أباذر! من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر ، قلت : وما الثلاث فداك أبي وأمي ؟ قال : ورع يحجزه عما حرم الله عزّ وجل عليه ، وحلم يرد به جهل السفيه ، وخلق يداري به الناس .
    يا أباذر! إن سرك أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ، وإن سرك أن تكون أكرم الناس فإتق الله ، وإن سرك أن تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله عزّ وجل أوثق منك بما في يديك .
    يا أباذر! لو أنّ الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم " {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} (5)
    يا أباذر! يقول الله جلّ ثناؤه : وعزتي وجلالي لا يؤثر عبدي هواي على هواء إلا جعلت غناه في نفسه وهمومه في آخرته وضمنت السماوات والأرض رزقه وكففت عليه ضيعته وكنت له من وراء تجارة كل تاجر .
    يا أباذر! لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت .
    يا أباذر! ألا أعلمك كلمات ينفعك الله عزّ وجل بهن ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فإسأل الله عزّ وجل ، وإذا إستعنت فإستعن بالله فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فلو أن الخلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتب لك ما قدروا عليه ، ولو جهدوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه ، فان إستطعت أن تعمل لله عزّ وجل بالرضى في اليقين فإفعل ، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا ، وإنّ النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا .
    يا أباذر! إستعن بغنى الله يغنك الله ، فقلت : وما هو يا رسول الله ؟ قال ، غذاءة يوم وعشاءة ليلة فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس .
    يا أباذر! إنّ الله عزّ وجل يقول : إني لست كلام الحكيم أتقبل ولكن همه وهواه ، فإن كان همه وهواه فيما أحب وأرضى جعلت صمته حمدًا لي وذكًرا [ ووقارًا ] وإن لم يتكلم .
    يا أباذر! إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
    يا أباذر! التقوى ههنا ، التقوى ههنا - وأشار إلى صدره - .
    يا أباذر! أربع لا يصيبهن إلا مؤمن : الصمت وهو أول العبادة ، والتواضع لله سبحانه ، وذكر الله تعالى على كل حال ، وقلة الشيء يعني قلة المال .
    يا أباذر! همّ بالحسنة وإن لم تعملها لكيلا تكتب من الغافلين .
    يا أباذر! من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنة ، قلت يا رسول الله إنّا لنؤخذ بما ينطق به ألسنتنا ، قال : يا أباذر! وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ، إنك لا تزال سالمًا ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك .
    يا أباذر! إنّ الرجل يتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوى في جهنم ما بين السماء والأرض .
    يا أباذر! ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له [ ويل له ] .
    يا أباذر! من صمت نجا فعليك بالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدًا، قلت: يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدًا ؟ فقال : الإستغفار وصلوات الخمس تغسل ذلك .
    يا أباذر! إياك والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا ، قلت : يا رسول الله ولم ذاك بأبي أنت وأمي ؟ قال : لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه ، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .
    يا أباذر! سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ما له كحرمة دمه ، قلت : يا رسول الله وما الغيبة ؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي يذكربه ؟ قال : إعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد إغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته .
    يا أباذر! من ذبّ عن أخيه المسلم الغيبة كان حقًا على الله عزّ وجل أن يعتقه من النار .
    يا أباذر! من إغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله عزّ وجل في الدنيا والآخرة ، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والآخرة .
    يا أباذر! لا يدخل الجنة قتات ، قلت : وما القتات ؟ قال : النمّام .
    يا أباذر! صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجل في الآخرة .
    يا أباذر! من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا فهو ذو لسانين في النار .


    وأسألكم الدعاء
    من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدما

  • #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد
    السَـلامُ عَـلَـيـكَ يـا قَـمَـر الـعَـشِـيِـرة





    sigpic

    تعليق


    • #3
      أحسنتم،،، بارك الله فيكم لما فيه تذكرة للمؤمنين

      تعليق


      • #4
        سبحان الله

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X