تويت
س : ماذا تقولون في حديث (اصحابي كالنجوم بايهم اقتديت اهتديت) و حديث ( من سب اصحابي فعليه لعنه الله وملائكة والناس اجمعين)؟
ج : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى سيدنا محمد وآله الطبيين الطاهرين
أما الحديث الأول الذي حكم عليه الناصبي ابن تيمية خذله الله بالوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد أصاب في ذلك بعد أن فسره بالصحابة الذين كانوا يتقاتلون ويتباغضون ويتنافسون على حطام الدنيا ويكفر بعضهم بعضا ، فهؤلاء من المحال أن يكون كل منهم مصيبا في رأيه ، وقد سبق ابن تيمية كثير من أئمة الطائفة المحقة ، وصار هذا المعنى الذي يستدل به علماء السنة أضحوكة في كتب علمائنا رحمهم الله ، قال السيد ابن طاووس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص523
: " ومن طريف رواياتهم أنهم قالوا عن نبيهم أنه قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وقد علمنا أن الصحابة كان يكفر بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالضلال ويستحل بعضهم دماء بعض ، وقد تقدم بعض ذلك وكما جرى في قتل عثمان وحرب البصرة وصفين وغيرهما من المناقضات والاختلافات فلو كان الاقتداء بكل واحد منهم صوابا لكان الاقتداء بكل واحد منهم خطأ لشهادة بعضهم على بعض بالخطأ ولكان ذلك يقتضى وجوب ضلالهم أو قتلهم جميعا ، فما أقبح هذه الروايات وأبعدها من عقول أهل الديانات ".
وأما لو فسرنا الصحابة بما يثبته نص الحديث –إن صح- من أنهم لا يخطؤون فلاريب هذا النوع من الصحابة غير موجود في نظر ابن تيمية لذلك اضطرب وصار يقذف الحديث بالتكذيب والطعن على عقل من يعتقده !!
وقد جاء المعنى الصحيح له في روايات الطائفة المحقة رفع الله رايتها كما في بصائر الدرجات ص31 " عن جعفر عن أبيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لازم لا عذر لكم في تركه وما لم يكن في كتاب الله وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فخذوه فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم فبأيها اخذ اهتدى وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة ، قيل : يا رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أصحابك ؟ قال : أهل بيتي ".
وذكر المجلسي في بحار الأنوار ج2ص220 تعليق الشيخ الصدوق على اختلاف أهل البيت رحمة لنا :
" قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي رضوان الله عليه : إن أهل البيت لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق ، وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة".
وفي هامش ص307 ج22 من بحار الأنوار علق على قول الصدوق ( وربما أفتوهم بالتقية ) : " قد كان كثيرا أهل السنة يحضرون مجلس الامام أبى عبد الله ( عليه السلام ) فيسألونه عن مسائل ، فكان ( عليه السلام ) يعلم أنهم ليسوا من شيعته ومقلديه فيجيبهم على مذهبهم على قول مالك ، أو أبي حنيفة مثلا ، مخالفا لنظره وفتواه ، وربما كان بعض الحاضرين في المجلس ينقل ما سمع إلى غيره من دون ان يبين وجه الخلاف غفلة عن حقيقة الحال ، فهذا وجه ما يرى من الاختلاف في الأحاديث ، ومعنى ما يقال : ان الحكم الفلاني صدر تقية ".
فالحديث قد يكون صادرا في الواقع ولا يخالف معناه العقل إلا إن فسرنا الصحابة بالمعنى المتبادر أما لو فسرناه كما جاء في الحديث كاملا عند الطائفة المحقة وهم أهل البيت عليهم السلام ، فإنه معنى صحيح ويتوافق مع كونهم معصومين والحكم بكونهم معصومين قرينة واضحة في أن المقصود غير الصحابة كمعاوية وعمرو بن العاص ! ولا نظن أحد ممن له عقل من الرواة قصد أن الحق مع أمير المؤمنين ومع معاوية !
وأما حديث من سب أصحابي الذي جاء في قصته أن خالد بن الوليد سب عبد الرحمن بن عوف فقال النبي لخالد بن الواليد ( لا تسب أصحابي ) كما في صحيح مسلم ، فهذا يدل على أن من كان حول النبي صلى الله عليه وآله بعضهم صحابته وبعضهم ليس من صحابته وخالد لم يكن من صحابته كما يفهم من الحديث ، وعلى أية حال ، نحن لا نسلم بصحة هذا الحديث.
والحمد لله وحده
ج : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى سيدنا محمد وآله الطبيين الطاهرين
أما الحديث الأول الذي حكم عليه الناصبي ابن تيمية خذله الله بالوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد أصاب في ذلك بعد أن فسره بالصحابة الذين كانوا يتقاتلون ويتباغضون ويتنافسون على حطام الدنيا ويكفر بعضهم بعضا ، فهؤلاء من المحال أن يكون كل منهم مصيبا في رأيه ، وقد سبق ابن تيمية كثير من أئمة الطائفة المحقة ، وصار هذا المعنى الذي يستدل به علماء السنة أضحوكة في كتب علمائنا رحمهم الله ، قال السيد ابن طاووس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص523
: " ومن طريف رواياتهم أنهم قالوا عن نبيهم أنه قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وقد علمنا أن الصحابة كان يكفر بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالضلال ويستحل بعضهم دماء بعض ، وقد تقدم بعض ذلك وكما جرى في قتل عثمان وحرب البصرة وصفين وغيرهما من المناقضات والاختلافات فلو كان الاقتداء بكل واحد منهم صوابا لكان الاقتداء بكل واحد منهم خطأ لشهادة بعضهم على بعض بالخطأ ولكان ذلك يقتضى وجوب ضلالهم أو قتلهم جميعا ، فما أقبح هذه الروايات وأبعدها من عقول أهل الديانات ".
وأما لو فسرنا الصحابة بما يثبته نص الحديث –إن صح- من أنهم لا يخطؤون فلاريب هذا النوع من الصحابة غير موجود في نظر ابن تيمية لذلك اضطرب وصار يقذف الحديث بالتكذيب والطعن على عقل من يعتقده !!
وقد جاء المعنى الصحيح له في روايات الطائفة المحقة رفع الله رايتها كما في بصائر الدرجات ص31 " عن جعفر عن أبيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لازم لا عذر لكم في تركه وما لم يكن في كتاب الله وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فخذوه فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم فبأيها اخذ اهتدى وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة ، قيل : يا رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أصحابك ؟ قال : أهل بيتي ".
وذكر المجلسي في بحار الأنوار ج2ص220 تعليق الشيخ الصدوق على اختلاف أهل البيت رحمة لنا :
" قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي رضوان الله عليه : إن أهل البيت لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق ، وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة".
وفي هامش ص307 ج22 من بحار الأنوار علق على قول الصدوق ( وربما أفتوهم بالتقية ) : " قد كان كثيرا أهل السنة يحضرون مجلس الامام أبى عبد الله ( عليه السلام ) فيسألونه عن مسائل ، فكان ( عليه السلام ) يعلم أنهم ليسوا من شيعته ومقلديه فيجيبهم على مذهبهم على قول مالك ، أو أبي حنيفة مثلا ، مخالفا لنظره وفتواه ، وربما كان بعض الحاضرين في المجلس ينقل ما سمع إلى غيره من دون ان يبين وجه الخلاف غفلة عن حقيقة الحال ، فهذا وجه ما يرى من الاختلاف في الأحاديث ، ومعنى ما يقال : ان الحكم الفلاني صدر تقية ".
فالحديث قد يكون صادرا في الواقع ولا يخالف معناه العقل إلا إن فسرنا الصحابة بالمعنى المتبادر أما لو فسرناه كما جاء في الحديث كاملا عند الطائفة المحقة وهم أهل البيت عليهم السلام ، فإنه معنى صحيح ويتوافق مع كونهم معصومين والحكم بكونهم معصومين قرينة واضحة في أن المقصود غير الصحابة كمعاوية وعمرو بن العاص ! ولا نظن أحد ممن له عقل من الرواة قصد أن الحق مع أمير المؤمنين ومع معاوية !
وأما حديث من سب أصحابي الذي جاء في قصته أن خالد بن الوليد سب عبد الرحمن بن عوف فقال النبي لخالد بن الواليد ( لا تسب أصحابي ) كما في صحيح مسلم ، فهذا يدل على أن من كان حول النبي صلى الله عليه وآله بعضهم صحابته وبعضهم ليس من صحابته وخالد لم يكن من صحابته كما يفهم من الحديث ، وعلى أية حال ، نحن لا نسلم بصحة هذا الحديث.
والحمد لله وحده
تعليق