إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صلاة التراويح بين السنة والبدعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صلاة التراويح بين السنة والبدعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    موضوع/ صلاة التراويح بين السنة والبدعة

    مقدمة
    مما لاشك فيه ولا ريب ان الشريعة المقدسة جاءت لتاسس القانون الممنهج لدستور السماء وتوضّف ذلك المنهج على جميع طيات الارض ومن يعيش عليها لينعم الانسان بسعادة الدين الذي اراده الله تعالى وذلك, لانه النظام الانسب والدستو الاكمل من كونه شريعة دينية ودنيوية صادرة من اللطيف الخبير وعليه انت لاتجد في جميع ارجاء العالم احسن واكمل من نظام الشريعة الاسلامي, لكن من الذي يدير شؤن العباد وانقيادهم الى هذه الشريعة ؟
    لاشك عندنا ان الله تعالى جعل في الارض من يكون واسطة في التبليغ والفيض الالهي
    على الصعيدين الديني والدنيوي ليركن مناهج هذا الدين الى ماهو حلال وحرام الى يوم القامة من غير تبديل ولا تحويل .
    ((فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا )) فاطر(43)
    ((سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا)) الاسراء (77)
    وان لايدع شيء الاّ ويبيّن حكمه ومنهجه وما لم يكن منه فليس بقران ولاسنة متبعة والاّ لكان ذلك بدعة وضلالة, ومنها صلاة التراويح .
    ((وذلك أن صلاة التراويح ما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله ولا كانت على عهده بل لم تكن على عهد أبي بكر ولا شرع الله الاجتماع لأداء نافلة من السنن
    غير صلاة الاستسقاء .وإنما شرعه في الصلوات الواجبة كالفرائض الخمس اليومية ، وصلاة الطواف ، والعيدين والآيات وعلى الجنائز ))[1].


    التعريف بصلاة التراويح
    ((عقب عَقِبُ كُلِّ شيءٍ وعَقْبُه وعاقِبتُه وعاقِبُه وعُقْبَتُه النافلة بعد التراويح))[2]
    ((وفي حديث الأَسود بن يزيد إِن الجمل الأَحمر لَيُرِيحُ فيه من الحرّ الإِراحةُ ههنا الموتُ والهلاك ويروى بالنون وقد تقدم والتَّرْوِيحةُ في شهر رمضان سمِّيت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات وفي الحديث صلاة التراويح لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين والتراويح جمع تَرْوِيحة وهي المرة الواحدة من الراحة تَفْعِيلة منها مثل تسليمة من السَّلام والراحةُ العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها وراحةُ البيت ساحتُه))[3]

    اول من سنّها
    ان اول من سنّها هو عمر بن الخطاب حيث جاء في كتاب الاستيعاب ((وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه وأرخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم))[4]
    ((وفي حديث التَّراويح قال عمر لو جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب))[5]
    وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِىِّ أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - لَيْلَةً فِى رَمَضَانَ ، إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّى الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ ، وَيُصَلِّى الرَّجُلُ فَيُصَلِّى بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ فَقَالَ عُمَرُ إِنِّى أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ . ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ ، قَالَ عُمَرُ نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ، وَالَّتِى يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِى يَقُومُونَ . يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ[6]
    وقال بن سعد:
    ((نحن المؤمنون وعمر أميرنا ...، وهو أول من سن قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك وكتب به إلى البلدان، وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة، وجعل للناس بالمدينة قارئين، قارئا يصلي بالرجال وقارئا يصلي بالنساء))[7]


    الاستشهاد بطائفة من الروايات
    لقد استشهدوا القوم بجملة من الروايات وتأولوها وعلى غرارها صارت هذه الصلاة ـ التي سماها عمر بدعة ! بل نعمة البدعة ــ منهجاً عبادياً الى يومنا هذا ليوافق ذلك بما جاءت به الشريعة المقدسة على لسان نبينا الكريم (صلى الله عليه واله) .

    منها : )) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَتُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِى خِلاَفَةِ أَبِى بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ - رضى الله عنهما))[8]
    اقول : والحديث واضح الدلالة على ان المراد منه من قام في هذا الشهر الفضيل , وهو مجرد عن كل قرينة تدل على ان المراد منه صلاة التراويح او لا اقل صلاة الجماعة

    ومنها : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
    [ ش ( إيمانا واحتسابا ) معنى إيمانا تصديق بأنه حق معتقدا فضيلته ومعنى احتسابا أن يريد به الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح واتفق العلماء على استحبابها ][9]
    اقول : كيف تسنى للشارح ان يفهم الاجماع من قوله : ((من قام)) دلالة على الاجماع بصلاة التراويح ! فهل( للقيام) دلالة على الجماعة ؟ خصوصاً وان لفظ الحديث كان بصيغة المفرد سلمنا لكن اين الدليل على ان ذلك وارد في زمنه (صلى الله عليه واله)؟
    ومنها : (( حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
    : صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم قال وذلك في رمضان .

    وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال
    : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال أما بعد فإنه لم يخف على شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ))[10]
    اقول : ان الحديث الاول كان مورده صلاة الليل ويدل عليه نفس مظمون الحديث الثاني , وعلى ان الحديث يدل على عدم خروج رسول الله (صلى الله عليه واله) الى المسجد لكي لا يتصور انها فرض .
    اللهم الاّ ان يقول قائل : ان رسول الله كان يصلي صلاة الليل جماعة وفي ذلك دلالة على اقامة الصلاة المندوبة جماعة .
    قلنا : نمنع من ذلك الاّ ان يثبت خصوصاً وان لفظ الحديث (فصلى بصلاته ناس) اي مثل صلاته فلم يرد مثل خلفه او قام بهم او من العبارات التي تشعر انه (صلى الله عليه واله) قد ائتم بهم .

    والحمد لله رب العالمين

    العمّاري




    [1] النص والاجتهاد للسيد عبد الحسين شرف الدين :المورد[26]

    [2] لسان العرب

    [3] نفس المصدر

    [4] الاستيعاب لابن عبد البر

    [5] لسان العرب

    [6] صحيح البخاري: باب من قام رمضان

    [7] الطبقات الكبرى: لابن سعد ج3


    [8] صحيح البخاري باب :فضل من قام رمضان

    [9] صحيح مسلم باب: الترغيب في قيام رمضان تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي


    [10] نفس المصدر
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X