إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استدلال جديد في حقيقة الذين آمنوا وأولي الامر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استدلال جديد في حقيقة الذين آمنوا وأولي الامر

    بسم الله اقرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين




    يقول الله سبحانه وتعالى :
    ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .)




    ويقول تعالى في محل اخر:
    ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )




    الاية الاولى يخاطب الذين آمنوا ، ويأمرهم بأطاعة الله وأطاعة الرسول وأولي الامر.
    واولي الامر هنا بالضرورة من المؤمنين ولكن اختصوا بشيء وصّفوا لاجله بولاة الامور. فيكونون ولاة الامور من المؤمنين.


    الاية الثانية تحصر الولاية بالله تعالى وتعطف عليها الرسول والذين آمنوا
    هنا الذين آمنوا لها محتملان لا اكثر ، فاما قصد عموم المؤمنين ، فيكون المعنى بان حصر الولاية ستكون بالله والرسول والمؤمنين عموما ويخرج عنه من لم يتلبس به عنوان الايمان ولو ظاهرا. كالمشركين والكفار.
    ولعل القرآن بالعموم يؤيد مثل هذا الامر في اية اخرى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ .
    الا انه اذا كان حقا هذا المقصد فانه يستشكل عليه ان الاية كان المفروض منها ان تكون كالتالي: انما وليكم الله ورسوله والمؤمنين ( وليس: والذين آمنوا) .


    وهذا يعني ان الذين آمنوا ليس هم عموم المؤمنين بل هم من خصوص المؤمنين ،
    فاذا كانوا من خصوص المؤمنين ، فالحصر بهم يقتضي تميزهم عن باقي المؤمنين ،
    وملاك التميز لا بد وان يكون بالايمان الذي عليه مدار الفضل والاصطفاء.
    وحيث ان الذين آمنوا وردت بصيغة الماضي ، فهنا لا بد وان ورائه اختبار جرى عليهم ثبت به ايمانهم من قبل فكان القول الذين آمنوا.


    فمن هؤلاء الذين اختبر الله ايمانهم ، فآمنوا ، فاصطفاهم الله لما علم من صدق وسبق ايمانهم ، ثم حصر بهم الولاية فقال انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.


    نرجع بذالك لجوابه الى ما هو من اقدم اختبار جرى على بني آدم ، وكما في قوله تعالى:
    وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ


    ورد بخصوصها عمّا فسره ال البيت ع ما يلي:
    عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله*(عليه السلام)*قال: سألته عن قول الله عز و جل:*«فطرة الله التي فطر الناس عليها»*ما تلك الفطرة؟ قال: هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد قال: أ لست بربكم؟ و فيه المؤمن و الكافر. و في تفسير العياشي، و خصائص السيد الرضي، عن الأصبغ بن نباتة عن علي*(عليه السلام)*قال: أتاه ابن الكواء فقال: أخبرني يا أمير المؤمنين عن الله تبارك و تعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى؟ فقال علي*(عليه السلام)*قد كلم الله جميع خلقه برهم و فاجرهم و ردوا عليه الجواب فثقل ذلك على ابن الكواء و لم يعرفه فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال له: أ و ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه:*«و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم - و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى»*فقد أسمعهم كلامه و ردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يا ابن الكواء*«قالوا بلى»*فقال لهم إني أنا الله لا إله إلا أنا و أنا الرحمن الرحيم فأقروا له بالطاعة و الربوبية، و ميز الرسل و الأنبياء و الأوصياء و أمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين


    اقول: قول الامام ع بان الله ميز الرسل والانبياء والاوصياء ، هو بسبب ومن ذالك الموقف/ الاختبار ، ولولا انهم كان لهم سبق لما كان لهم تميز فالله عادل حكيم.
    اذن كان لبعض الذين آمنوا واقروا لله في موقف عالم الذر سِبقْ استحقوا عليه من الله تفضلا اصطفائهم من بقية المؤمنين.


    من هنا نرجع هذا الفهم على الاية الكريمة ، فسيكون القوق: انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، فهؤلاء الذين آمنوا من جملة المصطفين في عالم الذر وقد بينهم المعصوم بقوله :


    ( فأقروا له بالطاعة و الربوبية، و ميز الرسل و الأنبياء و الأوصياء و أمر الخلق بطاعتهم )
    فتامل من اين اتى الذين آمنوا بصيغة الماضي ومن هم وكيف استحقوا ذالك الفضل والاصطفاء على باقي المؤمنين.


    فاذا كان ذالك. فان الامر باطاعة الله ورسوله واولي الامر منكم / الاية ، وكما قلنا اول الامر ان الخطاب موجه للمؤمنين ، وضرورتا ان اولي الامر من المؤمنين ، ووصفهم بولاية الامر عنوان يميزهم عن باقي المؤمنين.
    ولكن يبقى مسالة اخرى يمكن لنا بها الوصول لمصداق من هم اهل لهذا العنوان اي اولي الامر
    وهو اما ان يكون العنوان لصفة في اولي الامر او لعمل / وضيفة ، ومنه جعل الله اولي الامر محل فرض طاعتهم على بقية المؤمنين
    فان قلنا عمل/ وضيفة ، كان يكون ولي الامر هو من يتزعم القوم ويرأسهم كما عرفا وهذا سبب تميزه عن بقية المؤمنين ، فيكون ولي امرهم في قيادتهم. وهنا سيكون ظاهرا ممكن القول انه صحيح ولكن حقيقتا لا يتم ، لانه خارج عدل ومقتضى هداية الله للبشر ، لان من تولى امر الناس وتراس عليهم وان كان مؤمنا ولكن لا يُضمن خطأه ، والامر بطاعة من يحتمل خطأه خلاف الحكمة والعدل وتبطل تمام الحجة على الخلق. فسيكون هادي لعله للضلال.


    ولذالك لا بد وان يكون عنوان اولي الامر يعود لصفة في اولي الامر . وحيث امر الطاعة يقتضي عدم الاخلال بالهداية كما سبق واثبتنا ، فهنا محل الصفة متعلقها العصمة ، والمعصوم لا يعلم به ويختاره الا الله ، فاما ان يكون نبي او رسول او وصي ، وهذا كما اثبته الامام من اختبار عالم الذر وما نتج عنه من تميزهم على باقي المؤمنين بالاصطفاء.


    وعليه سيكون اولي الامر في الاية الاولى هم الذين آمنوا في الاية الثانية.


    ومصداقهم في امة محمد ص هم اوصياء الرسول وعترته من ال بيته المعصومين.


    والسلام عليكم
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    الأستدلال علمي ومنطقي وراقـــــــــي
    وهو في أطار الأيات والأحاديث
    كالعادة مولاي الباحث
    قلمكم لا غبار عليه
    قلمكم وفكركم وتحليكم
    يمتع القارئ
    بارك الله فيكم

    صن النفس وأحملها على ما يزينها---------تعش سالماً والقول فيك جميلٌ

    sigpic

    تعليق


    • #3
      أحسنتم اخونا الفاضل الطائي هذا الأستدلال منطقي جدا وراقي بوركتم وسدد الله تعالى قلمكم

      تعليق


      • #4
        بسمه تعالى

        الفاضلتان شجون فاطمـــة - العقيلة زينـــــب ، اكرمهما الله.
        تشرفنا بمروركما وثقتكما بالطرح
        اتمنى من شيخنا الهادي رعاه الله بيان رأيه العلمي بذالك اذا امكن.


        كما وارجو من السيد المشرف تصحيح عبارة( لا يُضمن خطأه) بــ ( لا يُضمن عدم خطأه) ، كما في المقطع ادناه المقتبس من اخر الاستدلال:

        【لان من تولى امر الناس وتراس عليهم وان كان مؤمنا ولكن لا يُضمن خطأه ، والامر بطاعة من يحتمل خطأه خلاف الحكمة والعدل وتبطل تمام الحجة على الخلق. فسيكون هادي لعله للضلال. 】
        التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 12-08-2014, 11:30 AM.
        لا إله إلا الله محمد رسول الله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        الباحــ الطائي ـث

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X