إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بن كارسون والأم المكافحة، قصة نجاح.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بن كارسون والأم المكافحة، قصة نجاح.

    بن كارسون والأم المكافحة


    في ديترويت ولد الطفل الأسود الفقير بنيامين كارسون في 18 سبتمبر عام 1951 لأب موظف بمصنع سيارات وأم مدبرة وأخ أكبر منه، في وقت كانت فيه أمريكا ترزح تحت أغلال الفصل العنصري، كانوا يعيشون في منزل جميل، ولكن وكما يقول في سيرته الذاتية عن والده (كانت لديه وظيفة جيدة في أحد المصانع، وكانت والدتي مدبرة جيدة للمال، وبالفعل تمكنت من أن توفر بعض المال الذي كان يكسبه وأن تستثمره، ولكنه تورط لاحقاً في تناول المخدرات، وأفسد كل شيء).


    لم تجد الأم مفرا من طلب الطلاق في ظل الفقر المدقع الذي أصبحوا يعيشون في ظلاله إضافة إلى إدمان الأب الذي أضاع كل شيء، صحبت ولديها الصغيرين كورتيس وبن للعيش بجانب أقرباء لها في بوسطن بولاية مساتشوسيتس. وعاشوا هناك في شقة متواضعة بائسة كانت تمتلئ بالجرذان والحشرات وفي أحياء سكنية تنتشر فيها الجريمة، لم تكن الأم تمتلك سوى شهادة الصف الثالث لذلك اضطرت للعمل كخادمة في المنازل لمدة سنتين، ادخرت خلالهما مالاً يكفي لأن تعود بطفليها مرة أخرى إلى موطنهما ديترويت، حيث عاشت معهما في شقة صغيرة ولم تكن تعتمد على أي أحد لمساعدتها حيث كافحت وحيدة وحتى المساعدات الحكومية التي كانت تمنحها الدولة للفقراء لم تطلبها.


    يقول عنها ابنها بن كارسون في سيرته الذاتية (لقد كانت تعمل كثيراً، وفي بعض الأحيان كنا حتى لا نراها طوال أسبوع كامل، كانت تغادر المنزل عند الخامسة صباحاً وتعود عند الساعة الحادية عشرة ليلاً أو في منتصف الليل متنقلة من وظيفة إلى أخرى فقد كانت مصممة على ألا تكون واحدة من أولئك الأمهات اللواتي يعتمدن على الرعاية الاجتماعية).


    في ظل انشغالها بالكفاح المتواصل من أجل صغيريها، فإنها لم تتمكن من متابعتهما باستمرار مما جعلهما لا يحققان أي نجاح مشرّف بمدرستهما، وفي تلك اللحظات العميقة التي تستغرق المرء في تقييم حياة من يحبهم ويكدح من أجلهم، فقد قررت الأم أن تخطط لأمر معين كانت تدرك بأعماقها أنه سيُحدث تغييرا في حياة صغيريها، فقد لاحظت من خلال عملها في منازل البيض الأثرياء أن أولادهم كانوا يقضون ساعات ما بعد المدرسة وهم يقرؤون الكتب بنهم شديد، بينما كان ابناها يضيعان وقتهما باللعب ومشاهدة البرامج التلفزيونية، حين عادت إلى المنزل أخبرت طفليها بقرارها (سوف تبدآن بمطالعة الكتب، وسوف تطفئان جهاز التلفزيون السخيف هذا، ولكي أتأكد من أنكما تطالعان سوف تزوداني بتقارير حول الكتب التي تطالعانها أسبوعيا) كانت شديدة وحازمة في تنفيذ قرارها رغم معارضة ابنيها لذلك في بداية الأمر، ولكن أمام إصرارها وحتى لا يحرما من اللعب ومشاهدة التلفاز رضخا لقرارها بمطالعة كتابين في الأسبوع سيستعيرانهما من المكتبة العامة، ويكتبان تقريرا حول كل كتاب.


    يقول كارسون فيما بعد وحين قام بتطبيق قرار والدته الحكيم (وصلت إلى نقطة بحيث إنه إذا توافرت لي خمس دقائق كنت أطالع كتاباً، لا يهم المكان الذي أكون فيه أنتظر الباص، أو راكباً في الباص، أو حول مائدة العشاء، والدتي التي كانت دائماً تحثنا على المطالعة كانت تزجرني ''بنيامين، ضع الكتاب جانباً وتناول طعامك).


    أصبح كارسون الأول على صفه وحين تخرج من المدرسة الثانوية كان حاصلا على سجل أكاديميي قوي بما يكفي لكي يلتحق بالجامعة، وكان حلمه أن يصبح طبيبا وفعلا سجل بكلية الطب وتميز فيها، بدأ تدريبه بعد التخرج كطبيب في مركز الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز وأكمله في مستشفى سير شارلز جاردنر في مركز الملكة إليزابيث الثانية الطبي في مدينة بيرت بأستراليا، ومن ثم عاد إلى مركز الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز مرة أخرى ليصبح رئيس قسم جراحة أعصاب الأطفال، وكان في الواقع الطبيب الجراح الوحيد في ذلك المركز آنذاك وكان قد بلغ سن 33.


    حصلت ترقية كارسون في عمر شاب نسبياً بسبب المهارة الكبيرة التي أظهرها في غرفة العمليات، يعزو فضل ذلك إلى الإعداد الشديد الدقة، والتنسيق الاستثنائي بين اليد والعين، وقدرة غير اعتيادية على تصور الدماغ بثلاثة أبعاد، حتى عندما تكون أجزاء من هذا العضو غير مرئية، أجرى كارسون أول عملية جراحية لاستئصال نصف الدماغ في عام 1985 على مرندا فرانسيسكو، التي كانت في سن الرابعة حينذاك، وتعيش في ولاية كولورادو. وكانت العملية الجراحية ناجحة. تمكنت هي ومئات من المرضى اللاحقين من العيش دون نصف دماغهم لأنه في السن المبكرة تتكيف خلايا النصف المتبقي من الدماغ بدرجة كافية لتقوم بوظائف نصف الدماغ المفقود.


    ولم يطل الأمر كثيراً حتى بدأ أهالي الأطفال من جميع أرجاء الولايات المتحدة والعالم بتسليم أولادهم المصابين إصابات خطيرة إلى يديه الموهوبتين من بعد قدرة الله وفضله. بعد قضاء ثلاثة عقود في مركز الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور، ولاية ماريلاند، لم يتعد عدد النتائج السيئة للعمليات الجراحية الدقيقة التي أجراها جراح الأعصاب البارع، على أدمغة الأطفال الذين يعانون من مشكلات عصبية، عدد أصابع يديه، حقق كارسون إنجازات طبية رئيسة في وقت مبكر من حياته المهنية في هذا المستشفى الجامعي التعليمي الشهير، وفي عام 1985 أتقن إجراء عملية استئصال نصف دماغ الأطفال الصغار المصابين بنوبات صرع مزمنة دون الإضرار بنموهم أو بوظائف أعضائهم بدرجة كبيرة، فبعد أن كانت عمليات استئصال الدماغ تُعتبر في السابق عملية خطيرة ومؤذية جداً، أصبحت ممارسة طبية عادية، وساعد كارسون أكثر من 100 طفل من خلال إجراء هذه العملية الجراحية وبعد مضي سنتين على هذا الاختراع الطبي، قاد كارسون فريقاً جراحياً مؤلفاً من 70 عضواً أجروا أول عملية جراحية ناجحة لفصل توأمين متصلين عند الرأس وعاش التوأمان الألمانيان بعد عملية جراحية دامت يوماً بكامله تقريباً.




    مجرد تساؤل لا أكثر:
    إذا كانت أم مكافحة بسيطة لم تحصل إلا على شهادة الصف الثالث الابتدائي وعت وأدركت أن المطالعة سوف تؤثر بهذا الشكل المثير للدهشة في مسيرة علمية بأكملها لطفلها الفقير الذي لم يكن يحقق نتائج مرضية بمدرسته وصنعت منه معجزة حقيقية فهل نعي وندرك نحن كآباء وأمهات ومربين ومجتمع أهمية المطالعة في حياة أبنائنا .. وهل هي موجودة بالفعل الآن على خريطة حياتنا وحياتهم؟!



    المرجع/ كينيت جاي كوبر...سلوى العضيدان

    هنالك مقولة شائعة بأنه اذا اردت ان تخبئ شئ ولاتريد ان يصل اليه احد خبأه في كتاب فهذه الامة لاتفتح كتاباً
    هل نعي كم الثقافة الشبابية بعد هذه المقولة؟!
    اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X