إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(وحسن السيرة وثبوت الريح )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (وحسن السيرة وثبوت الريح )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.

    ومن جملة ما يطلب الإمام السجاد سلام الله عليه من الله تبارك اسمه من الأخلاق الفاضلة في دعاء مكارم الاخلاق التي تعدّ من حلية الصالحين وزينة المتّقين: حسن السيرة وسكون الريح.
    يقول سلام الله عليه في دعائه: (وحسنِ السيرة وسُكونِ الرّيح).


    السريرة الطيبة تعكس السيرة الحسنة

    وحسن السيرة إنما يتحقق بحسن السريرة. فإذا كان باطن المرء طيباً طاهراً كان ظاهره كذلك أيضاً. أي أن السريرة الطيبة تعكس على شخصية الفرد وتصرفاته مصاديق طيبة، والعكس بالعكس، حتى أن الإنسان ليلمسها في نفسه ويراها رأي العين.
    فمن كانت سريرته طيبة، لا تصدر عنه تصرّفات تنمّ عن الكبر والغضب والعنف، سواء كان ذلك من خلال العين أو اللسان أو سائر جوارحه، حين تعامله مع أسرته، أو ما يحيط به من أفراد المجتمع على مختلف أطيافهم وأصنافهم.
    وبما أنّ قضية حسن السيرة مهمة ومصيرية في حياة الفرد، لذا فمن الجدير بالإنسان المؤمن أن يدعو الله تعالى لينعم عليه بهذه الصفة الخيّرة، ويكون دعاؤه دعاء المضطر، فيدعو من كلّ قلبه وبكلّ صدق وثقة ليحصل على ما يريد.


    سكون الريح

    أما عبارة «سكون الريح» فقد تعددت تفاسيرها العلمية والأدبية، ولكن الأرجح هو أن كلمة «سكون» تعني الثبوت أو الثبات. أما استعارة كلمة «الريح» فهي لغرض التعبير عن شخصية الإنسان، فيكون معنى سكون الريح ثبات الشخصية وعدم تزعزعها، كما قال سبحانه وتعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)(1) أي تتبخر قوة شخصيتكم ويتفتت كيانكم وتباح حرمتكم؛ بفعل التنازع والاختلاف القائمَين على قواعد غير أخلاقية.

    وعليه؛ فحريّ بالإنسان أن يعرف بأن حسن السيرة وسكون الريح من صفات الصالحين وحلية المتقين، أي أن التصرف اللائق وقوة الشخصية، والاتزان في المواقف والسلوك تأخذ بالإنسان نحو التقوى والصلاح. فإنك لن تجد صالحاً تقياً يميل مع الرياح أينما تميل، أو يعتنق اليوم مذهباً وغداً يؤمن بآخر، أو يدافع عن جهة أو شخص ما دون أن يزن موقفه وفق موازين التقوى والصلاح المذكورة في كتاب الله وسيرة النبي وآل بيته عليهم الصلاة والسلام.

    بينما الضعيف الإيمان يتحرك وفق هواه وما تركن إليه نفسه، لذلك تراه وبدافع حب المال مثلاً، يضطرّ إلى مدح هذا أو ذاك للحصول على قدرٍ من المال، بمعنى أنه لا يرى شخصه ولا يهتمّ لكرامته بقدر اهتمامه بمن حوله وشدّة حرصه على تحصيل المكاسب الآنية الزائلة، فهو لا يهتمّ فيما إذا كان هذا الموقف حقاً أم باطلاً، لأنه لا يجد متسعاً - تحت وطأة ميوله وهوى نفسه - لاحترام هذه القاعدة الشرعية والإنسانية التي تحثّه على صيانة حرمة نفسه، لأن نفسه قد استولت على شخصيته وكرامته حتى أعمته عن الرؤية الثاقبة للحياة تلك الرؤية التي يجب عليه أن يرى من خلالها الواقع بمنظار الصلاح والتقوى.. حتى أصبح كائناً مجرداً عن قوة الشخصية؛ تلك التي تختزل بين طياتها الوعي والبصيرة والإدراك.

    منقول من كتاب شرح دعاء مكارم الاخلاق لآية الله السيد صادق الشيرازي دام ظله .



    مع تحيات ابوعلي

  • #2
    احسنتم مولانا الفاضل
    بارك الله بجهودكم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X