اللهم صل على محمد وآل محمد
بسمهِ تعالى :
المسألة: بسمهِ تعالى :
قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، وواضح أن العروة الوثقى لا انفصام لها كما هو مفاد الآية الكريمة، ولكننا نسمع من الخطباء في ليلة استشهاد الأمير (ع) أن جبرئيل (ع) نادى بين السماء والأرض "تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى"، فكيف نفهم هذا التعارض؟!
الجواب:
ثمة روايات كثيرة واردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع) أفادت بأن من أجلى مظاهر الاستمساك بالعروة الوثقى هو الإيمان بولاية علي بن أبي طالب (ع).
والتعبير بانفصام العروة الوثقى عند استشهاد علي (ع) إنما هو لغرض بيان حجم ما اقترفته هذه الأمة في حقِّه وانَّ قتلهم لعلي (ع) أشبه شيء بقطع الوصلة التي تربطهم بالله جلَّ وعلا ودينه القويم.
فالفقرة المذكورة محمولة على التشبيه أو ما يعبر عنه بالاستعارة شأنها في ذلك شأن ما ورد من انَّه "إذا مات العالم ثلمت في الإسلام ثلمة"، والحال ان دين الله تعالى تام كامل لا يطرأ عليه النقص، فما أُريد من هذا المأثور هو بيان حجم الخسارة المترتبة على موت العالم، فموته المقتضي لفوات انتفاع الأمة بعلمه كأنه خدش أصاب الدين نظراً لكونه من الأدلاء عليه والدعاة إلى هديه.
وهكذا الشأن في استشهاد علي (ع) فلأنه من أجلى مظاهر الاستمساك بالعروة الوثقى فقتله أشبه شيء بقطعها.
تعليق