أحد الأمور التي يمتاز بها الشيعة من غيرهم هو الدعاء. فللشيعة مثل الصحيفة السجادية التي تُسمى زبور آل محمد (ص). وزبور أهل البيت هذا هو كتاب دعاء. أي أن الإمام الرابع (ع) عندما وقع في طريق مسدود ولم يستطع التبليغ وقول الحق فقال في ثنايا أدعية الصحيفة السجادية كل ما أراد أن يقوله. ولكن بالإضافة إلى ذلك فان الصحيفة السجادية تعني إيقاظ الفطرة.
وللشيعة كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي وكتاب الإقبال للسيد ابن طاووس، وأخيراً كتاب مفاتيح الجنان للمحدث القمي وكتاب زاد المعاد للعلامة المجلسي. لا تحسبوا مفاتيح الجنان للمحدث القمي قليلاً. كتاب المفاتيح بنظر إمام الأمة قدس سره كتاب أخلاق. معمل لصناعة الإنسان. ومفاتيح الجنان بنظر هذا الرجل الكبير كلام صاعد والقرآن الكريم كلام نازل، وكلاهما حديث مع الله. يقول الإمام قدس سره: القرآن الكريم نازل. أي أنه نازل من الله عز وجل إلى عباده، وتنزل من الحجب النورانية والظلمانية ليكون قابلاً للفهم، قابلاً للرؤية والاستماع. مفاتيح المحدث القمي كلام صاعد، أي كلام يذهب من ناحيتنا إلى رب العزة. أي أن قولكم يا رب يا رب وقراءتكم لدعاء ابي حمزة الثمالي وقولكم يا الله في هذه الليلة تذهب جميعها إلى حضرة الباري جل وعلا. الكلام الصاعد يعني الكلام الذاهب إلى الأعلى. وأخيراً فان القرآن الذي هو الكلام النازل مفيد جداً لتهذيب النفس، والمفاتيح التي هي كلام صاعد مهمة جداً لصناعة الإنسان. وكلاهما كلام مع الله. فعندما يقرأ شخص القرآن فان الله يتكلم معه، ولكن للأسف ان الأذن لا إصغاء لها لتسمع.
ولذا من المستحب عندما تصلوا إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا) أن تقولوا: "لبيك"، أي أن الله تعالى حين يناديكم يا أيها المؤمنؤن! قولوا "نعم"، كما أن الله سبحانه قد وعدكم الإجابة حينما تتكلمون معه وتدعونه: (ادعوني استجب لكم) قولوا "نعم" حين يناديكم الله لتسمعوا "نعم" الله حين تدعونه.
تعليق