إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاقوال في الحروف المقطعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاقوال في الحروف المقطعة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى اله الهداة الاطهار
    نعرض هنا أقوال الاعلام حول الحروف المقطعة في بداية السور القرانية

    وأن هذه الحروف قد وردت في تسع وعشرين سورة، ستة وعشرون منها نزلت في مكة، وثلاث منها نزلت في المدينة.

    قول السيد المرتضى:
    قد ذكر الناس في معنى الحروف المقطعة التي افتتحت بها السور وجوها " كثيرة ، فبعضها صحيح وبعضها فاسد ، ونحن نذكر الصحيح الذي نختاره وننبه على ما فيه اختلاف وفساد . فمن أصح ما ذكر في ذلك وأبعده من الفساد أن يكون هذه الحروف أسماء للسور وشعارا " لها(
    [1])

    السيد ابن طاووس:
    قال عليه السلام : أما " ألم " في أول البقرة فمعناه : أنا الله الملك(
    [2])
    من تفسير الحروف المقطعة آلم اختلف قوم من المفسرين ومؤلفي الكتب في تأويل الحروف في سور القرآن فذكر قوم انها أسماء للسور وقال قوم ان لكل حرف معنى يخصه وقال قوم ان ذلك
    لأسماء السور التي هي منها خاصة ليعلم ان كل سورة قبلها انقضت وقال بعضهم إنما المشركون كانوا تواصوا الا يسمعوا القرآن فجائت هذه الحروف غريبة في عاداتهم ليسمعوها ويسمعوا ما بعدها وقال الشعبي انها حروف مقطعة من أسماء الله تعالى إذا جمعت صارت اسما وذكر عن قطرب انه حكى عن العرب انها افتتاح للكلام وقال بعض المتكلمين ان الله تعالى علم أنه يكون في هذه الأمة مبتدعين وانهم يقولون إن القران ما هو كلام ولا حروف فجعل الله تعالى هذه الحروف تكذيبا لهم ثم قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني في الرد على هؤلاء كلهم ما معناه انها لو كانت أسماء للسور ما كنا نرى من السور خاليا منها ولا كانت تكون من القرآن وكان المسلمون قد سموها بها قال ومحال أن يكون الله جعلها أسماء للسور ولو كان كذلك لما اختلف المسلمون فيها قال واما قول من ذكر انها تقتضي كل حرف معبر بشبهه فلم يرد في ذلك خبر عن النبي مقطوع به ولا في لسان العربية ما يقتضيه قال ولو كان بغير لغة العرب لكان النبي قد فسره لهم ودفع الاختلاف فيه قال ويبطل ذلك قوله تعالى بلسان عربي مبين قال ومن قال إنها علامة على أن السور التي قبلها انقضت فما في هذه الحروف ما يقتضى
    ذلك ولا يفهم منه هذا أو يبطله ما ذكره على ابطال انها أسماء للسور قال واما من قال إنه من المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله فان الله لم يخبرنا انه استأثر علينا بشئ من علم المتشابه ثم قد بين لنا في كتابه ما انفرد به من(
    [3])

    العلامة الطباطبائي:
    إنّ بين هذه الحروف المقطّعة وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصاً, ويؤيّد ذلك ما نجد أنّ سورة الأعراف المصدرة بـ {آلمص} في مضمونها, كأنّها جامعة بين مضامين الميمات وص. وكذا سورة الرعد المصدّرة بـ {آلمر} في مضمونها, كأنّها جامعة بين مضامين الميمات والراءات. ويستفاد من ذلك أنّ هذه الحروف رموز بين الله سبحانه ورسوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) خفيت عنّا ولا سبيل لأفهامنا العادية إليها, إلا بمقدار أن نستشعر أنّ بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً .
    وقال ايضاً دعوى كون الحروف المقطعة من المتشابهات لا يصح، وذلك لأن التشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية على مداليلها، وليست الحروف المقطعة من هذا القبيل.

    الشيخ السبحاني:
    لقد شغلت الحروف المقطعة بال المفسرين فضربوا يمينا ويسارا ، وقد أنهى الرازي أقوالهم فيها في أوائل تفسيره الكبير إلى قرابة عشرين قولا ، ولكن الإمام عليه السلام يعالج تلك المعضلة بأحسن الوجوه وأقربها للطبع ، فقال : كذبت قريش واليهود بالقرآن ، وقالوا سحر مبين تقوله .فقال الله : * ( ألم * ذلك الكتاب ) * . [ فقل : ] يا محمد ، هذا الكتاب الذي نزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها " ألف " ، " لام " ، " ميم " ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين ، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ،ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) وقد روي هذا المعنى عن أبيه الإمام الهادي عليه السلام (
    [4])

    الشوكاني:
    "فإن قلت : هل ثبت عن رسول الله في هذه الفواتح شيء يصلح للتمسك به؟
    قلت : لا أعلم أن رسول الله تكلم في شيء من معانيها ، بل غاية ما ثبت عنه هو مجرد عدد حروفها ، فأخرج البخاري في تاريخه ، والترمذي وصححه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله : « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف » وله طرق عن ابن مسعود . وأخرج ابن أبي شيبة ، والبزار بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي نحوه مرفوعاً (5)


    يتبع .......


    [1] ـ رسائل الشريف المرتضى: ج3، ص300

    [2] ـ معاني الاخبار:ص22

    [3] ـ سعد السعود:ص300

    [4] ـ مفاهيم القران:ج10،ص348

    (5) ـ موقع ملتقى التفسير


  • #2
    الاقول في الحروف المقطعة(2):


    قال القرطبي في تفسيره:
    : اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السور فقال الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين : هي سر الله في القرآن ، ولله في كل كتاب من كتبه سر ، فهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ولا نحب أن نتكلم فيها ولكن نؤمن بها ، وتمد كما جاءت .


    وروي هذا القول عن أبي بكر وعلي بن أبي طالب .


    قال : وذكر أبو الليث السمرقندي عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا : الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر .


    وقال أبو حاتم : لم نجد الحروف في القرآن إلا في أوائل السور ، ولا ندري ما أراد الله عز وجل .


    قال : وقال جمع من العلماء كثير : بل نحب أن نتكلم فيها ونلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها .


    واختلفوا في ذلك على أقوال عديدة ، فروي عن ابن عباس وعلي أيضا أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها .


    وقال قطرب والفراء وغيرهما : هي إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي التي بناء كلامهم عليها ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم إذ لم يخرج عن كلامهم .


    قال قطرب : كان ينفرون عند استماع القرآن ، فلما نزل الم المص استنكروا هذا اللفظ ، فلما أنصتوا له صلى الله عليه وآله وسلم أقبل عليهم بالقرآن المؤتلف ليثبته في أسماعهم وآذانهم ويقيم الحجة عليهم .


    وقال قوم : روي أن المشركين لما أعرضوا عن القرآن بمكة وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه [ فصلت : 26 ] فأنزلها استغربوها فيفتحون أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة .


    وقال جماعة : هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحذفت بقيتها ، كقول ابن عباس وغيره الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد .


    وذهب إلى هذا الزجاج فقال : أذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى .


    وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة كقوله :
    فقلت لها قفي ، فقالت قاف
    أي وقفت .


    وفي الحديث من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة قال شقيق : هو أن يقول في اقتل : اق كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : كفى بالسيف شا أي شافيا ، وفي نسخة شاهدا .


    وقال زيد بن أسلم : هي أسماء للسور .


    وقال الكلبي : هي أقسام أقسم الله بها لشرفها وفضلها وهي من أسمائه .


    ومن أدق ما أبرزه المتكلمون في معاني هذه الحروف ما ذكره الزمخشري في الكشاف فإنه قال : واعلم أنك إذا تأملت [ ص: 23 ] ما أورده الله عز سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر سواء : وهي الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم ، ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف .
    مجلة البحوث الاسلامية:
    1 - أنها علم استأثر الله تعالى به ، ونسب هذا القول إلى الخلفاء الأربعة في روايات ضعيفة .
    2 - أنها حروف مقتضبة من أسماء الله تعالى وصفاته المفتتحة بأحرف مماثلة لهذه الحروف المقطعة ، فالألف إشارة إلى
    (الجزء رقم : 50، الصفحة رقم: 149)
    أحد ، واللام إلى لطيف ، والميم إلى ملك ، ونحو ذلك .
    3 - أنها رموز إلى أسماء الله تعالى ، أو أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو أسماء الملائكة ، فالألف مثلا من الله واللام من جبريل والميم من محمد .
    4 - أنها أسماء الملائكة .
    5 - أنها رموز لمدة بقاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحساب الجمل .
    6 - أنها رموز لمعان مختلفة ف ( الم ) أنا الله أعلم . و ( المر ) أنا الله أرى . . . ونحو ذلك .
    7 - أنها إشارات إلى أحوال من تزكية القلب ، وحاصله أن جملة الحروف الواقعة في أوائل سور القرآن على تكرار الحروف ثمانية وسبعون حرفا ، فهي إشارة إلى شعب الإيمان الواردة في الحديث : الإيمان بضع وسبعون شعبة فهذه الحروف هي شعب الإيمان .
    8 - أنها أسماء للسور الواقعة فيها .
    9 - أنها أسماء للقرآن الكريم .
    10 - أن المركب من هذه الحروف هو من أسماء الله ! ! ورووا عن علي أنه كان يقول يا كهيعص يا حم عسق ! ! وهو من الأقوال المنكرة .
    11 - أنها أفعال وليست بأسماء ، فإن حروف ( الم ) هي حرف
    (الجزء رقم : 50، الصفحة رقم: 150)
    ( المّ ) بمعنى نزل . فالمراد : المّ ذلك الكتاب ، أي نزل عليكم ، ومع ظهور بطلانه فإنه لا يتأتى في بقية الأحرف .
    12 - أنها قسم أقسم الله تعالى به كما أقسم بالقلم تنويها بها لأن مسمياتها تألفت منها أسماء الله تعالى وكتابه الكريم وغير ذلك .
    13 - أنها تعليم للحروف المقطعة حتى إذا وردت عليهم بعد ذلك مؤلفة كانوا قد علموها كـما يتعلم الصبيان الحروف المقطعة .
    14 - أنها للتنبيه مثل النداء المقصود به التنبيه في قولك : يا فتى لإيقاظ ذهن السامع .
    15 - أنها علامة لأهل الكتاب وعدوا بها من قبل أنبيائهم أن القرآن يفتتح بحروف مقطعة .
    16 - أن كل حرف منها في مدة أقوام وآجال آخرين بحساب الجمل .
    17 - أنها للدلالة على انقطاع كلام واستئناف آخر ، فالمراد بها الدلالة على انتهاء سورة وابتداء أخرى .

    التعديل الأخير تم بواسطة حسن الجوادي; الساعة 22-09-2014, 01:55 AM.

    تعليق


    • #3
      الاقوال في الحروف المقطعة (3):

      إستدراك
      الشيخ الشيرازي:

      تحقيق في الحروف المقطعة في القرآن
      تسع وعشرون سورة من سور القرآن تبدأ بحروف مقطعة، وهذه الحروف ـ كما هو واضح من اسمها ـ لا تشكل كلمة مفهومة.
      هذه الحروف من أسرار القرآن، وذكر المفسرون لها تفاسير عديدة، وأضاف لها العلماء المعاصرون تفاسير جديدة من خلال تحقيقاتهم.
      جدير بالذّكر أن التاريخ لم يحدثنا أنّ عرب الجاهلية والمشركين عابوا على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجود هذه الحروف المقطعة في القرآن. ولم يتخذوا منها وسيلة للطعن والإستهزاء. وهذا يشير إلى أنّهم لم يكونوا جاهلين تماماً بأسرار وجود الحروف المقطعة.
      اخترنا من التفاسير الكثيرة لهذه الحروف، عدداً من التفاسير باعتبار مسنديتها وانسجامها مع آخر الدراسات في هذا المجال. وسنذكر هذه التفاسير بالتدريج في بداية هذه السّورة، وسورة آل عمران، وسورة الأعراف، إن شاء الله.
      وكان للأدب سوق رائجة تدلّ على اهتمام العرب بلغتهم وآدابهم، و(سوق عكاظ) وأمثالها من الأسواق الأدبية تعكس هذا الإهتمام بوضوح.
      والسوق المذكور كان يشهد ـ إضافة إلى المعاملات الإقتصادية والقضايا الإجتماعية ـ حركة أدبية تعرض خلالها أفضل مقطوعات الشعر والنثر، ويتم فيها انتخاب أفضل ما قيل من النظم خلال العام، و (المعلقات السبع) أو (العشر) نموذج لذلك، وكانت القصيدة الفائزة تعدّ فخراً كبيراً للشاعر ولقبيلته.
      في مثل هذا العصر من الإنتعاش الأدبي، يتحدى القرآن النّاس أن يأتوا بمثله، ولكنهم عجزوا (سنذكر مزيداً من إعجاز القرآن في مجال التحدي لدى تفسير الآية 23 من هذه السّورة).
      شاهد ناطق:
      الشاهد الناطق على هذا المنحى من تفسير الحروف المقطعة، حديث عن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) حيث يقول: «كَذَّبَ قُرَيْشُ وَالْيَهُودُ بِالْقُرْآنِ وَقَالُوا هذَا سِحْرٌ مُبِينٌ، تَقَوَّلَهُ، فَقَالَ الله: (آلم، ذَلِكَ الْكِتَابُ ...): أيّ يَا محمّد، هذا الْكِتَابُ الَّذِي اَنْزَلْتُهُ إلَيْكَ هُوَ الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعةُ الَّتي مُنْهَا اَلِفٌ وَلامٌ وَميمٌ، وَهُوَ بِلُغَتِكُمْ وَحُرُوفِ هِجَائِكُمْ فَأتوا بِمِثْلِهِ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ...»(1).
      وَثم شاهد آخر عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في قوله: «ثُمَّ قَالَ اِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَنْزَلَ هذَا الْقُرْآنَ بِهذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي يَتَدَاوَلُهَا جَمِيعُ الْعَرَبِ،)... وهناك ملاحظة تؤيد ما ذهبنا إليه في تفسير معنى الحروف المقطعة، وهي أن هذه الحروف في السور الأربع والعشرين التي ذكرناها، يتلوها مباشرة ذكر لعظمة القرآن، وهذا يدل على الإرتباط بين الحروف المقطعة وعظمة القرآن. وعلى سبيل المثال نذكر الآيات التالية:
      1 ـ (الر، كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكيم خَبِير)(2).
      2 ـ (طَس، تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَاب مُبين)(3).
      3 ـ (الم، تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)(4).
      4 ـ (آلمصَ، كِتَابٌ أُنْزِلَ إلَيْكَ)(5).
      * * *
      بعد البسملة وذكر الآية الاُولى من سورة البقرة يقول تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ). قد يشير هذا التعبير إلى أن الله تعالى وعد نبيّه أن ينزّل عليه كتاباً يهتدي به من طلب الحق، ولا يشك فيه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير، وها هو سبحانه قد وفى بوعده الآن.
      وقوله: (لاَ رَيْبَ فِيهِ) ليس ادعاءً، بل تقرير لحقيقة قرآنية مشهودة، هي إنّ القرآن يشهد بذاته على حقّانيته. وبعبارة اُخرى فإن مظاهر الصدق والعظمة والإنسجام والإستحكام وعمق المعاني وحلاوة الألفاظ والعبارات وفصاحتها من الوضوح بدرجة تبعد عنه كلّ شك.
      قال بعضهم:

      الحروف المقطَّعة
      قد اختلف المفسرون من القدماء و المتأخرين في تفسير الحروف المقطَّعة -وهي التي كلَّ حرف ينطق بمفرده- و قد جمع أمين الإسلام الطبرسي- رضوان الله تعالى عليه-(3) تلك الأقوال في أحد عشر قولاً ملخصها :
      "1-إنَّها من المتشابهات التي استأثر الله بعلمها ، ولا يعلم تأويلها إلا هو .
      2-إنَّها أسماء السور ومفاتحها .
      3-إنَّ المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى.
      4-إنَّها أسماء الله تعالى منقطعة، لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم .
      5- إنها أسماء القرآن .
      6- إنها أقسام أقسم الله تعالى بها، و هي من أسمائه.
      7- إن كلَّ حرف منها مفتاح اسم من أسماء الله تعالى، و ليس فيها حرف إلا وهو في آلائه و بلائه، و ليس فيها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجال آخرين.
      8- إن المراد بها مدة بقاء هذه الأمة.
      9- إن المراد بها حروف المعجم، استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور، عن ذكر بواقيها التي هي تمام الثمانية و العشرين حرفاً.
      10- إنها تسكيت للكفار، لأن المشركين كانوا تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا لهذا القرآن، و أن يلغوا فيه، كما روى به التنزيل من قوله "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه" الآية. فربما صفروا، وربما صفقوا، وربما لغطوا ليغلطوا النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فأنزل الله تعالى هذه الحروف حتى إذا سمعوا شيئاً غريباً، استمعوا إليه، و تفكروا واشتغلوا عن تغليطه، فيقع القرآن في مسامعهم، ويكون ذلك سبباً موصلاً لهم إلى درك منافعهم

      قال السيد مصطفى الخميني:
      وقد وردت في أذيال الحروف المقطعة القرآنية ما يتعجب منه الإنسان أكثر من التعجب من خلق السماوات والأرض، فإن الأسرار المكنونة فيها أكثر وأوفر من أسرار عالم الشهادة، فإن فيها سر الغيب والذات والشهادة والصفات، وفيه كل الشئ وكل الشئ في كل الشئ. ولو شئنا نقل جميع ما ورد عن الأئمة المعصومين - عليهم صلوات المصلين - وما نسب إليهم (عليهم السلام) لخرجنا عن الوظيفة في هذه الوجيزة، وسيظهر في طي المباحث حول الحروف والأعداد في المواقف المناسبة، مايزيدك علما وحكمة، فانتظر.ج1،ص163

      تعليق


      • #4
        الاقوال في الحروف المقطعة (4)

        السيد رياض الحكيم:
        ج ـ اختلف المفسّرون فيها على أقوال، فمنهم من جعلها تعبيراً عن التحدي القرآني للبشر، فانّ القرآن رغم تأليفه من الحروف العربية المألوفة إلاّ أن البشر يعجزون عنه. ومنهم من قال إنها رموز لأسماء أو معاني سامية لا يعلمها إلاّ الله والراسخون في العلم، ويشهد لهذا الرأي مجموعة من النصوص والأدعية والأذكار التي تتضمن التكريم و التوسل بمقام أو مضمون هذه الحروف المقطّعة.(1)
        السيد محمد باقر الحكيم

        ولم يؤثر عن الرسول (ص) شيء صحيح في تفسير هذه الحروف بل يكاد ان لا يؤثر عنه شيء في ذلك مطلقاً ليكون هو القول الفصل فيها. لعل هذا هو السبب في تعدد آراء العلماء واختلاف وجهاتالنظر فيما بينهم بصدد تفسير هذه الحروف :
        وهناك اتجاهان رئيسان في تفسير هذه الحروف :
        الاتجاه الاول :
        هو الذي يرى ان هذه الحروف من الاشياء التي استأثر اللّه سبحانه بعلمها. ولذا فليس من الممكن لاحد ان يصل الى معرفة المراد منها. ويؤيد هذا الاتجاه ما روي عن عدد من الصحابة والتابعين.. من ان الفواتح سر القرآن وانها سر اللّه فلا تطلبوه. وذهب اليه كثير من العلماء والمحققين. كما جاء ذلك في بعض الروايات عن طريق اهل البيت (ع)
        والاتجاه الآخر :هو الذي يرى انه ليس في القرآن الكريم شيء غير مفهوم لنا او معروف لدى العلماء والمحققين. وذلك انطلاقاً من حقيقة ان اللّه سبحانه وتعالى وصف القرآن الكريم بصفات متعددة لا تتفق مع هذا الخفاء والاستئثار فهو جاء بلسان عربي مبين كما انه نزل تبياناً لكل شيء وهدى للناس وغير ذلك. وحين يكون القرآن بهذه الصفة لا يمكن الا ان يكون مفهوماً للناس واضحاً لهم. وقد نسب هذا الاتجاه الى المتكلمين من علماء الاسلام. وموقفنا من هذه المذاهب يتحدد على ضوء بعض الظواهر العامة التي عاشتها مسألة (فواتح السور) وهي :
        1 - عدم ورود تفسير واضح للفواتح عن الرسول.
        2 - سكوت الصحابة عن سؤال الرسول بصدد هذا الموضوع.
        3 - عدم تعارف استعمال العرب لهذا الاسلوب في كلامهم.
        وهذه الظواهر الثلاث تجعلنا نؤمن بأن الموقف تجاه هذه الحروف من قبل معاصري الوحي والنبوة كان واضحاً وجلياً الامر الذي ادى الى سكوت النبي والصحابة معاً. وحينئذ فاما ان يكون هذا الوضوح نتيجة توضيحالنبي بأنها من المتشابهات التي يحسن السكوت والتسليم عندها. او انه كان نتيجة ان الغاية من استعمالها كانت جارية على نهج المذهب السابع. فأنه المذهب الوحيد الذي شرح القضية بشكل ينسجم مع هذه الظواهر ولا يستلزم السؤال والاستفسار.
        ويكون هذا الاسلوب في الالفات من الاساليب التي برع القرآن في استعمالها(2)
        الشيخ الصدوق:
        فقد عقد باباً في كتابه معاني الاخبار بعنوان (معنى الحروف المقطعة في أوايل السور من القرآن)
        حدثنا محمد بن القاسم الاسترابادي المعروف بأبي الحسن الجر جاني المفسر - رضي الله عنه - قال: حدثني أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبوالحسن علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال: كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا: سحر مبين تقوله، فقال الله: " الم ذلك الكتاب " أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها " الف، لام، ميم " وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوابمثله إن كنتم صادقين واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم، ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله: " قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا(3)
        تحليل كلام السيد محمد باقر الصدر:
        فتعددت الاراء على ضوء ذلك في تفسير الحروف المقطعة هذه، وحين يحدد الامام الشهيد موقفه من هذه المذاهب والاراء فهو ينطلق في ضوء بعض الظواهر العامة التي تقول بعدم ورود تفسير واضح للفواتح عن الرسول وسكوت الصحابة عن السؤال عنها، وعدم تعارف استعمال العرب لهذا الاسلوب في كلامهم. ويفسر الامام الصدر ذلك في كونه امّا واضحاً جلياً مما ادى الى سكوت النبي والصحابة عنه او انها من المتشابهات التي يحسن السكوت عندها، او انه كان نتيجة ان الغاية من استعمالها كانت جارية على نهج أن هذه الحروف جاء ليفتح القرآن اسماع المشركين الذين تواصوا بعدم الانصات اليه كما جاء في قوله تعالى: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه)فكانت هذه الحروف بطريقة عرضها وغموضها سبباً للفت انظار المشركين الى استماع القرآن الكريم، فانه المذهب الوحيد الذي شرح القضية بشكل ينسجم مع هذه الظواهر ولا يستلزم السؤال والاستفسار(4)
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        1ـ مراجعات قرانية:ص6
        2ـ علوم القران: ص438

        3ـ معاني الاخبار:ج1/ص38
        4ـ محمد باقر الصدر دراسة في حياته وأفكاره


        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X