إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحج محلّ ومظهر للعبادة الخالصة لله وحده

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحج محلّ ومظهر للعبادة الخالصة لله وحده

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    قال تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ){الرعد/36}.
    المخاطب في (قُلْ) هو رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
    (وإِنَّمَا) أداة حصر، وقد حصرت الآية دعوة النبي (صلّى الله عليه وآله) في مسألة التوحيد ورفض الشرك، فالتوحيد هو أساس دين الإنسان، وعلى أساسه يكون تحرّكه وانطلاقاته؛ فالموحِّد لله – سبحانه وتعالى – تكون عبادته وسلوكيّاته على طبق إرادته – عزّ وجلّ – دون سواه.
    وقال في سورة النمل الآيتين (91-92): ( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {91} وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ {92}.
    وفي هاتين الآيتين تأكيد على ما مرّ من حصر الدعوة، ولكنّه حصرها هنا في العبادة والتسليم لله.
    بعد هذه المقدمة البسيطة، نرى أنّ الله سبحانه وتعالى يخبر بأنّه جعل مكان البيت مرجعًا للتوحيد ولعدم الشرك به وللعبادة، فقال تعالى
    : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ {26} وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27}ï {الحج}.
    بوّأ له مكانًا كذا، أي جعله مباءة ومرجعًا له يرجع إليه ويقصده.
    والمكان ما يستقر عليه الشيء، فمكان البيت القطعة من الأرض التي بُني فيها، والمراد بالقائمين على ما يعطيه السياق هم الناصبون أنفسهم للعبادة والصلاة.
    وتَبوِئَتُهُ تعالى مكان البيت لإبراهيم هي جعل مكانه مباءة ومرجعًا لعبادته لا لأنْ يتخذه بيت سكنى يسكن فيه، ويلوح إليه قوله بعد( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ )بإضافة البيت إلى نفسه، ولا ريب أنّ هذا الجعل كان وحيًا لإبراهيم فقوله: ( بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ )في معنى قولنا: أوحينا إلى إبراهيم أنْ اتخذ هذا المكان مباءة ومرجعًا لعبادتي وإن شئت فقل: أوحينا إليه أنْ اقصد هذا المكان لعبادتي، وبعبارة أخرى أنْ اعبدني في هذا المكان.
    وبذلك يتضح أن (أَنْ)في قوله: (أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)مفسِّرة؛ تفسّر الوحي السابق باعتبار أنّه قول من غير حاجة إلى تقدير أوحينا أو قلنا ونحوه.
    ويتضح أيضًا أنّ المنهي عنه في قوله تعالى (أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا )هو الشرك في العبادة التي يأتي بها حينما يقصد البيت للعبادة، وبعبارة واضحة الشرك فيما يأتي به من أعمال الحج كالتلبية للأوثان والإهلال لها ونحوهما.
    فالمعنى بناءً على ما يهدي إليه السياق واذكر إذ أوحينا إلى إبراهيم أنْ اعبدني في بيتي هذا بأخذه مباءة ومرجعًا لعبادتي ولا تشرك بي شيئًا في عبادتي، وسُنّ لعبادي القاصدين بيتي من الطائفين والقائمين والركع السجود عبادة في بيتي خالصة من الشرك.
    وفي الآية تلويحٌ إلى أنّ عمدة عبادة القاصدين له طواف وقيام وركوع وسجود، وإشعارٌ بأنّ الركوع والسجود متقاربان كالمتلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر. (الميزان في تفسير القرآن، بالتصرف)

    إنّما جعل الله مكانَ البيتِ؛ ليكونَ مكانَ الانقطاعِ في العبادة الخالصةِ لله من الشرك.
    وهذا مما ينبغي للحاجِّ أنْ يلتفت إليه ويجعله أحد المطالب والغايات والأهداف الرئيسيّة له في الحجِّ إنْ لم يكن هو المطلب الرئيسيّ الوحيد.
    ولأجل ذلك نحن لبّينا النداء، تأمّلوا فيما نقوله في التلبية إذ نقول: (لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
    بل أمر الله رسوله بأن يعلن البراءة من المشركين في قوله تعالى:
    (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ){التوبة/3}.
    أذان: إيذان وإعلام.
    الحج الأكبر قيل إنّه: يوم العيد؛ لأنّ فيه تمام الحج ومعظم أفعاله، ولأنّ الإعلام كان فيه.
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في معنى الحج الأكبر، أنّه قال: «إنّما سُمِّيَ الأكبر؛ لأنها كانت سنةٌ حجَّ فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة»( ).
    وفي الكافي، والمعاني، والعياشي: عنه (عليه السلام) في عدّة أخبار يوم الحج الأكبر: هو يوم النحر، والحج الأصغر العمرة. إلى غيرها من الأقوال.
    والمتأمّل في العبادات والأحكام الشرعيّة سيرى أنّه ليس الهدف منها فقط هو توحيد الله ونفي الشرك عنه، بل المراد والمقصود منها إظهار ذلك؛ ففي الرواية عن الإمام الرضا (عليه السلام) بشأن صلاة الجماعة قال «إنما جعلت الجماعة لئلّا يكون الإخلاص والتوحيد والإسلام والعبادة لله إلاّ ظاهرًا مكشوفًا مشهورًا؛ لأنّ في إظهاره حُجَّة على أهل الشرق والغرب»( ).
    وممّا يستحب قراءته من التعقيبات من بعد كلِّ صلاة دعاء الوحدة.
    فعن كتاب مصباح المتهجّد وغيره: فإذا سلّمت وفرغت من الصلاة فقل الله أكْبَرُ ثلاث مرّات، رافعًا عند كلِّ تكبيرة يديك إلى حيال أذنيك ثمّ قل:
    لا إلهَ إلَّا الله إِلهًا واحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إلَّا الله وَلا نَعْبُدُ إلّا إِيّاهُ، مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرَهَ الْمُشْرِكُونَ… إلى أنْ قال:
    ثمّ قل: كذا
    ثمّ قل: كذا
    ثمّ سبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام).
    وقال المرجع الديني زين الدين في كلمة التقوى:
    (المسألة 661: يستحب بعد الفراغ من التسليم أنْ يكبـّر ثلاثًا، وأن يرفع يديه بالتكبير كما يرفعها في تكبير الصلاة، ويستحب أن يقول بعد ذلك: «لا إله إلَّا الله إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون، لا إله إلّا الله ولا نعبد إلّا إياه، مخلصين له الدّين ولو كره المشركون، لا إله إلّا الله ربُّنا وربُّ آبائنا الأولين، لا إله إلَّا الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، فله المُلك وله الحمد يُحيي ويُميت، ويُميت ويُحيي، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلِّ شيء قدير»، وظاهر الرواية أنّ هذا التكبير وهذا الدعاء يؤتى بهما قبل تسبيح الزهراء (عليها السلام)». انتهى كلامه.
    فلا إله إلَّا الله إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون
    لا إله إلّا الله ولا نعبدُ إلّا إيّاه، مخلصين له الدّين ولو كره المشركون
    لا إله إلّا الله ربُّنا وربُّ آبائنا الأولين
    لا إله إلَّا الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده

    فله المُلك وله الحمد يُحيي ويُميت، ويُميت ويُحيي، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلِّ شيء قدير.
    جعلنا الله من عباده الموحِّدين، ووفَّقَنا لطاعته ومرضاته، إنّه هو السميع العليم
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X