بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى في سورة سبأ مخاطبا مجموع الإنسانية: «قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ، قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ، قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ».
كل ما في الوجود يحاور الإنسان، وكل ما في الإنسان يحاور الكون، ولكي يكون هذا الحوار مدركا لفاعليته المنسجمة مع ابعاده الوجودية الحقيقة كان ولا بد من فاعل الإنسان الكامل المهدي (عليه السّلام) يوجه هذا الحوار الى كشف حقائق الإنسان الكبرى، فهوية الإنسان الضائعة في التاريخ وفعل الإنسان فيه تجعل الإنسان العاقل يطرح سؤالا جوهريا هل مسار الإنسان على مسرح الحياة كله صراع وحروب ودمار؟ ام ان الإنسان سوف يجعل من تجربته الوجودية التاريخية حوارا يكون من خلاله انسانا واعيا بحقيقة كينونته الفاعلة في الكون.
(الإنسان مخلوق حواري)
الحوار يخلق في كينونة الإنسان الوعي بالمعرفة الحقيقة التي خلق لتكون حقيقته المبلغة لأهدافه الكبرى، فكان بذلك أكثر الأشياء جدلا، فكل الأشياء خلقت من اجله وكان هو فيها فاعلا بوعيه، لكن ما معنى ان يكون الإنسان واعيا؟ ان يكون الإنسان واعيا ذلك يعني بكل بساطة تعقل العقل العاقل، اي أن يكون في دوره فاعلا في تعقل الحقيقة الوجودية.
(فما معنى تعقل الحقيقة الوجودية؟)
كل مخلوق له رجلين ولسان وعينين وهو على هيئة الإنسان هو آدم بالقوة غير انه ليس آدم بالفعل، فآدم علم الاسماء كلها غير ان اغلب الآدميين اليوم لو سألتهم واحدا تلو الآخر، ما معنى انك علمت الأسماء كلها فهل يستطيع الفرد الآدمي تعقل هذه الحقيقة الملازمة لوجوده الاستخلافي الارضي؟ بدون تعقل هذه الحقيقة تبقى حقيقته مفقودة في وعيه الذاتي لذاته، فيكون في ذلك جاهلاً لدوره الوجودي الذي يجعل منه انسانا حقيقيا يحمل صفات خالقه في فعله.
(الحكم العدل والحوارية الكونية)
الإنسانية مرّت بحقب تاريخية عايشت فيها كل الصعوبات الطبيعية والاجتماعية فهل خلصت تجربتها على مسرح الارض على وعي انساني، يجعل من الفرد الآدمي، الرقي في درجات وجوده السامية؟ ام انها ما زالت تعاود تجاربها الماضية والمسحوقة في الحقب التاريخية في جهل معرفي لقيمة وجودها على الارض التي جعلت فيها مستخلفة من طرف الرب الباري والرب الخالق؟
ان هوية الإنسان الآدمي المستخلف على وجه الارض تحدد في وجهتين لأسمين إلهيين وهما الرب الباري والرازق الفتاح، فمن جهة الرب الباري يكون الآدمي في توجه الى اصوله الإلهية وفي الرازق الفتاح تكون هوية الإنسان في سمو معرفي ورقي وجودي يجعل هذا المخلوق الإلهي يدرك ما عليه ادراكه في سبيل الدخول في العوالم الإلهية التي منحت له منذ البداية وفي كل ذلك يوجد حوار كوني يمنح للانسان المستخلف على الارض التناغم مع كل القوى الوجودية الفاعلية في المنظومة الوجودية.
جاء في احد الادعية المرتبطة بالامام المهدي (عليه السلام) ما معناه: انه (عليه السلام) سوف يقيم العدل طولا وعرضا؟ فما هما العرض والطول المقصودان في هذا الدعاء؟
فإقامة العدل العرضي يعني إقامة العدل الارضي بين الاجناس بين الديانات بين الحاكمين والمحكومين بين الطبقات الاجتماعية بين جميع الناس فيكون سواسية في محضر الشريعة الإلهية المنسجمة مع طبيعة الفطرة السليمة التي سوف تنسجم مع النظام الكوني واسماء الله الحسنى في اظهار عدله المقدس سبحانه وتعالى للجميع، فعدل الله القائم بين ازلية ال آزال وابدية الآباد لا بد له من ظهور في مسرح الحياة.
اما اقامة العدل الطولي فذلك يحتاج الى شرح عميق للعلاقة التي تربطنا طولياً مع الله سبحانه وتعالى رب الارباب جميعاً.
جاء في مصباح الهداية الى الخلافة والولاية للامام الخميني انه سبحانه لما عين الاعيان الثابتة الحاملة لأسمائه الحسنى تنازعت فيما بينها فكان خلافها حول الدور المنوط بها في تعيناتها فالتجأت اليه سبحانه وتعالى اي الى موجدها واصلها الإلهي طالبة منه ان يجعل لها حكما عدلا تحتكم اليه حتى تستطيع تأدية دورها الوجودي الإلهي الموجودة من اجله.
فتنازع المدارس الفكرية الظاهرية والباطنية والوجودية والتاريخية اليوم هو نفسه ذلك التنازع الذي كان في التعينات الالهية الاولى في اسمائه، فكثرة المدارس الوجودية اليوم يجعل الباحث عن الحقيقة الدينية والإنسانية في حيرة من امره فالاسماعيلي وجد ان الباطن هو الاصل وانه هو كل الحقيقة وما الظاهر إلا التابع، والزيدي يجد ان مسألة عدالة الصحابة لا نزاع فيها مع السنة، والسني يرى ان اصول الدين ثلاثة وهي التوحيد، والنبوة، والميعاد، كما ان اصوله الكلامية فيها اختلاف كبير مع كل المناهج فهو يميل الى الجبر في فعله حتى وان لم يعتقد به صراحة في فكره، وذلك ناتج عن خلل في الاعتقاد النظري لديه، كما يوجد في نفس الاتجاه اختلافا عميقا بين! جميع النحل والملل الموجودة في ديانات العالم فالهندوسي مثلا يرى ان كل شيء هو براهما اي كل شيء حق، والبوذي يرى نفسه متحدا مع كل العالم في النيرفانا فيجد نفسه عابدا لله بذلك الاتحاد عبر رياضات روحية خطيرة، والدرزي يجد ان العقل المدرك هو كل شيء، والزرادشي يجد ان العالم يتقاسمه إلهين متفقين في كل شيء واحد إله الشر والآخر إله الخير وهما شيء واحد في الاصل.
والمسيحي يعتقد ان إلهه ينقسم الى ثلاثة اقانيم روح القدس، الاب، والابن. واليهود يجدون ان يهوه هو الإله الذي يمكنهم ان يفهموا احسن منه.
ان هذا الصراع الفكري الخطير والمفارق يجعل من الكائن الإنساني، كائنا مليئا بالتناقضات الموضوعية فهل سوف يحسم هذا الصراع الخطير القائم في مملكة الإنسان الباطنية والظاهرية ليخلص الى هوية إلهية تمكن هذا الكائن الإلهي الى معرفة ابعاده الوجودية؟ سؤال يصعب الإجابة عليه ما دام الكل يدعي الحقيقة لنفسه ويجدها الوحيدة لبقائه.
ان دور مولانا الامام المهدي (عليه السلام) في ظل كل هذه الصراعات الفكرية والتصورية والذهنية هو الحكم بين كل هذه الاتجاهات والعدل فيما بينها فيكون هو بمنزلة اسم الله الاعظم (الحكم العدل) فترجع الدائرة الوجودية من حيث بدأت لتطلق كل اسرارها في كل الآفاق وفي كل الانفس لتظهر الابداع الإلهي في احسن تقويم إلهي مصداقا للحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فاردت ان اعرف فخلقت الخلق لأعرف) فيكون هذا الظهور المتجلي في قلب مولانا المهدي الخاتم للولاية التكوينية بمثابة تمامية الظهور الإلهي لكل النفوس وفي جميع الآفاق.
(الخلاصة)
سئل المرتضى (عليه السلام) بم عرفت ربك؟
فقال: بما عرفني نفسه:
قيل: وكيف عرفك نفسه؟
فقال: لا تشبهه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه، اما م كل شيء ولا يقال له امام، داخل في الاشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج من الاشياء لا كشيء خارج، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.
ان جواب امير المومنين هذا لهو لب جوهر الحوار القائم في مملكة الإنسان منذ الأزل لذا فكل هذه التيارات الفكرية والاديولوجية والسياسية والإنسانية ما هي الا صراع باطني من اجل معرفة رب الارباب والتحقق به في آخر حوارها مع الوجود والكون والحياة والطبيعة فظهور الامام المهدي اليوم في عصر الاعلام والسرعة والتواصل هو من اجل هذا الحوار ومن اجل هذا الإنسان فهو الذي سوف يفتح للفقيه فقهه وللفيلسوف فلسفته وللعارف عرفانه فيوحد كل ذلك في نهج إلهي سليم يجعل توحيد الفقيه الظاهري يتساوق مع توحيد الفيلسوف العقلي يساوق توحيد العارف الكشفي الشهودي.
فهل يا ترى تجد المدارس الفكرية الإنسانية اليوم بعدما خلصت تجربتها الفكرية الى صراع وحوار كوني بين جميع اتجاهاتها الى فهم حقيقي للعلاقة التي تربطها مع مصيرها الغائي والاصلي؟
ان رب أمير المومنين (عليه السلام) هو رب الامام المهدي (عليه السلام) وهو الفتاح العليم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى في سورة سبأ مخاطبا مجموع الإنسانية: «قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ، قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ، قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ».
كل ما في الوجود يحاور الإنسان، وكل ما في الإنسان يحاور الكون، ولكي يكون هذا الحوار مدركا لفاعليته المنسجمة مع ابعاده الوجودية الحقيقة كان ولا بد من فاعل الإنسان الكامل المهدي (عليه السّلام) يوجه هذا الحوار الى كشف حقائق الإنسان الكبرى، فهوية الإنسان الضائعة في التاريخ وفعل الإنسان فيه تجعل الإنسان العاقل يطرح سؤالا جوهريا هل مسار الإنسان على مسرح الحياة كله صراع وحروب ودمار؟ ام ان الإنسان سوف يجعل من تجربته الوجودية التاريخية حوارا يكون من خلاله انسانا واعيا بحقيقة كينونته الفاعلة في الكون.
(الإنسان مخلوق حواري)
الحوار يخلق في كينونة الإنسان الوعي بالمعرفة الحقيقة التي خلق لتكون حقيقته المبلغة لأهدافه الكبرى، فكان بذلك أكثر الأشياء جدلا، فكل الأشياء خلقت من اجله وكان هو فيها فاعلا بوعيه، لكن ما معنى ان يكون الإنسان واعيا؟ ان يكون الإنسان واعيا ذلك يعني بكل بساطة تعقل العقل العاقل، اي أن يكون في دوره فاعلا في تعقل الحقيقة الوجودية.
(فما معنى تعقل الحقيقة الوجودية؟)
كل مخلوق له رجلين ولسان وعينين وهو على هيئة الإنسان هو آدم بالقوة غير انه ليس آدم بالفعل، فآدم علم الاسماء كلها غير ان اغلب الآدميين اليوم لو سألتهم واحدا تلو الآخر، ما معنى انك علمت الأسماء كلها فهل يستطيع الفرد الآدمي تعقل هذه الحقيقة الملازمة لوجوده الاستخلافي الارضي؟ بدون تعقل هذه الحقيقة تبقى حقيقته مفقودة في وعيه الذاتي لذاته، فيكون في ذلك جاهلاً لدوره الوجودي الذي يجعل منه انسانا حقيقيا يحمل صفات خالقه في فعله.
(الحكم العدل والحوارية الكونية)
الإنسانية مرّت بحقب تاريخية عايشت فيها كل الصعوبات الطبيعية والاجتماعية فهل خلصت تجربتها على مسرح الارض على وعي انساني، يجعل من الفرد الآدمي، الرقي في درجات وجوده السامية؟ ام انها ما زالت تعاود تجاربها الماضية والمسحوقة في الحقب التاريخية في جهل معرفي لقيمة وجودها على الارض التي جعلت فيها مستخلفة من طرف الرب الباري والرب الخالق؟
ان هوية الإنسان الآدمي المستخلف على وجه الارض تحدد في وجهتين لأسمين إلهيين وهما الرب الباري والرازق الفتاح، فمن جهة الرب الباري يكون الآدمي في توجه الى اصوله الإلهية وفي الرازق الفتاح تكون هوية الإنسان في سمو معرفي ورقي وجودي يجعل هذا المخلوق الإلهي يدرك ما عليه ادراكه في سبيل الدخول في العوالم الإلهية التي منحت له منذ البداية وفي كل ذلك يوجد حوار كوني يمنح للانسان المستخلف على الارض التناغم مع كل القوى الوجودية الفاعلية في المنظومة الوجودية.
جاء في احد الادعية المرتبطة بالامام المهدي (عليه السلام) ما معناه: انه (عليه السلام) سوف يقيم العدل طولا وعرضا؟ فما هما العرض والطول المقصودان في هذا الدعاء؟
فإقامة العدل العرضي يعني إقامة العدل الارضي بين الاجناس بين الديانات بين الحاكمين والمحكومين بين الطبقات الاجتماعية بين جميع الناس فيكون سواسية في محضر الشريعة الإلهية المنسجمة مع طبيعة الفطرة السليمة التي سوف تنسجم مع النظام الكوني واسماء الله الحسنى في اظهار عدله المقدس سبحانه وتعالى للجميع، فعدل الله القائم بين ازلية ال آزال وابدية الآباد لا بد له من ظهور في مسرح الحياة.
اما اقامة العدل الطولي فذلك يحتاج الى شرح عميق للعلاقة التي تربطنا طولياً مع الله سبحانه وتعالى رب الارباب جميعاً.
جاء في مصباح الهداية الى الخلافة والولاية للامام الخميني انه سبحانه لما عين الاعيان الثابتة الحاملة لأسمائه الحسنى تنازعت فيما بينها فكان خلافها حول الدور المنوط بها في تعيناتها فالتجأت اليه سبحانه وتعالى اي الى موجدها واصلها الإلهي طالبة منه ان يجعل لها حكما عدلا تحتكم اليه حتى تستطيع تأدية دورها الوجودي الإلهي الموجودة من اجله.
فتنازع المدارس الفكرية الظاهرية والباطنية والوجودية والتاريخية اليوم هو نفسه ذلك التنازع الذي كان في التعينات الالهية الاولى في اسمائه، فكثرة المدارس الوجودية اليوم يجعل الباحث عن الحقيقة الدينية والإنسانية في حيرة من امره فالاسماعيلي وجد ان الباطن هو الاصل وانه هو كل الحقيقة وما الظاهر إلا التابع، والزيدي يجد ان مسألة عدالة الصحابة لا نزاع فيها مع السنة، والسني يرى ان اصول الدين ثلاثة وهي التوحيد، والنبوة، والميعاد، كما ان اصوله الكلامية فيها اختلاف كبير مع كل المناهج فهو يميل الى الجبر في فعله حتى وان لم يعتقد به صراحة في فكره، وذلك ناتج عن خلل في الاعتقاد النظري لديه، كما يوجد في نفس الاتجاه اختلافا عميقا بين! جميع النحل والملل الموجودة في ديانات العالم فالهندوسي مثلا يرى ان كل شيء هو براهما اي كل شيء حق، والبوذي يرى نفسه متحدا مع كل العالم في النيرفانا فيجد نفسه عابدا لله بذلك الاتحاد عبر رياضات روحية خطيرة، والدرزي يجد ان العقل المدرك هو كل شيء، والزرادشي يجد ان العالم يتقاسمه إلهين متفقين في كل شيء واحد إله الشر والآخر إله الخير وهما شيء واحد في الاصل.
والمسيحي يعتقد ان إلهه ينقسم الى ثلاثة اقانيم روح القدس، الاب، والابن. واليهود يجدون ان يهوه هو الإله الذي يمكنهم ان يفهموا احسن منه.
ان هذا الصراع الفكري الخطير والمفارق يجعل من الكائن الإنساني، كائنا مليئا بالتناقضات الموضوعية فهل سوف يحسم هذا الصراع الخطير القائم في مملكة الإنسان الباطنية والظاهرية ليخلص الى هوية إلهية تمكن هذا الكائن الإلهي الى معرفة ابعاده الوجودية؟ سؤال يصعب الإجابة عليه ما دام الكل يدعي الحقيقة لنفسه ويجدها الوحيدة لبقائه.
ان دور مولانا الامام المهدي (عليه السلام) في ظل كل هذه الصراعات الفكرية والتصورية والذهنية هو الحكم بين كل هذه الاتجاهات والعدل فيما بينها فيكون هو بمنزلة اسم الله الاعظم (الحكم العدل) فترجع الدائرة الوجودية من حيث بدأت لتطلق كل اسرارها في كل الآفاق وفي كل الانفس لتظهر الابداع الإلهي في احسن تقويم إلهي مصداقا للحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً فاردت ان اعرف فخلقت الخلق لأعرف) فيكون هذا الظهور المتجلي في قلب مولانا المهدي الخاتم للولاية التكوينية بمثابة تمامية الظهور الإلهي لكل النفوس وفي جميع الآفاق.
(الخلاصة)
سئل المرتضى (عليه السلام) بم عرفت ربك؟
فقال: بما عرفني نفسه:
قيل: وكيف عرفك نفسه؟
فقال: لا تشبهه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه، اما م كل شيء ولا يقال له امام، داخل في الاشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج من الاشياء لا كشيء خارج، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.
ان جواب امير المومنين هذا لهو لب جوهر الحوار القائم في مملكة الإنسان منذ الأزل لذا فكل هذه التيارات الفكرية والاديولوجية والسياسية والإنسانية ما هي الا صراع باطني من اجل معرفة رب الارباب والتحقق به في آخر حوارها مع الوجود والكون والحياة والطبيعة فظهور الامام المهدي اليوم في عصر الاعلام والسرعة والتواصل هو من اجل هذا الحوار ومن اجل هذا الإنسان فهو الذي سوف يفتح للفقيه فقهه وللفيلسوف فلسفته وللعارف عرفانه فيوحد كل ذلك في نهج إلهي سليم يجعل توحيد الفقيه الظاهري يتساوق مع توحيد الفيلسوف العقلي يساوق توحيد العارف الكشفي الشهودي.
فهل يا ترى تجد المدارس الفكرية الإنسانية اليوم بعدما خلصت تجربتها الفكرية الى صراع وحوار كوني بين جميع اتجاهاتها الى فهم حقيقي للعلاقة التي تربطها مع مصيرها الغائي والاصلي؟
ان رب أمير المومنين (عليه السلام) هو رب الامام المهدي (عليه السلام) وهو الفتاح العليم
تعليق