أن الاسرة التي يسودها الاحترام المتبادل وترتكز علاقاتها على المحبة والتعاون ستحمل للروابط والعلاقات هما كبيرا
وينعكس هذا في سلوك ابنائهم في المنزل او خارج المنزل
ويترجم كل فرد عمق تلكم الصبغة الطيبة من خلال الالفة مع الاخرين وكثرة الاصدقاء والتواصل معهم وبذل المساعده للقريب والبعيد
ويستشعر طاقم هذه الاسرة الحزن والالم فيما اذا صار خلاف او شجار او خصام
سواء داخل الاسرة او خارجها
بين الاب والام او بين احد الاولاد او الارحام او بين الجار او الصديق
فنلاحظ الحزن يخيم على قلب ذلك الفرد و لايدع الايام تمر دونما ان يفكر بروحية الاعتذار وعودة المياه الى مجاريها
فلا يحب القطيعه ولا يدع للخصومة ان تفرق بينهما فيبادر الى الاعتذار
والاعتذار .. دواء تورم القلوب المنكسرة .. وعطر يطيب الاجواء المشحونه .. ومهدء يروض الاعصاب المنفعله ويغير مجرى الامور بلحضة
فمن المناسب ان نفهم اطفالنا وقرة عيوننا
اهمية يوم عرفة
وانه يوم للاعتذار مع الخالق سبحانه
وان شرف هذا اليوم يجعلنا نعيش شعور الاعتذار مع الخالق ومع من اخطئنا بحقهم
وان يفهم الطفل ان الاعتذار صفه ترفع من قدر الانسان وتجعله محبوبا في نظر الاخرين
ومثل الخصومة مثل قطع حبل بينك وبين اخوك او صديقك والاعتذار عبارة عن اصلاح ذلك الحبل وشده من جديد فإحرص على ان لاتكثر عقد الشد في الحبل فإن تلك العقد ستكون عرضة للقطع يوما ما
روي عن الإمام الحسين (عليه السلام): إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسئ ولا يعتذر، والمنافق كل يوم يسئ ويعتذر.
فإن الحرص على سلامة العلاقات مع الاخرين و ترك تكديرها اهم من الاعتذار
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى. فرُجوعُها بعدُ التَّنافُرِ يَصعُبُ.
إِنّ القُلوبَ إذا تَنافَرَ ودُّها. شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كَسْرُها لا يُشْعَبُ { الامام علي عليه السلام }
ومع ذلك فإن إشاعة ثقافة الاعتذار امرا ندب اليه الاسلام وشجع عليه
واكد على قبول عذر المسيء المعتذر حتى وان كان كاذبا ونهى عن رد المعتذر او اهانته بالرد
فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي .
فمن الضروري طرح هكذا مفاهيم امام الاطفال وخلق روح المودة فيما بينهم وفي اعماقهم و تذويب العدوانية والكره والنزاعات في بواطنهم
فإن قلوبهم الرقيقة تستقبل الكلمات الطيبة والمعاني الرحيمية ما دام لم تلوثها قذرات المعاصي و الذنوب ولم تلئها تقيحات المشاحنات والغيظ
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تعليق