إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نزول سورة هل أتى في أهل بيت المصطفى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نزول سورة هل أتى في أهل بيت المصطفى

    من طرق الخاصه :

    حدثنا سلمة بن خالد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (يوفون بالنذر) * قال: " مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه رجلان فقال أحدهما: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا إن عافاهما الله فقال: أصوم ثلاثة أيام لله شكرا لله عز وجل وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام) وقال الصبيان: ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت جاريتهم فضة فألبسهما الله العافية فأصبحوا صائمين وليس عندهم طعام فانطلق علي (عليه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير قال: نعم، فأعطاه فجاء بالصوف والشعير وأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص، وصلى علي (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه وآله) المغرب ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي (عليه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب
    فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال:

    فاطم ذات المجد واليقين يا بنت خير الناس أجمعين
    أما ترين البائس المسكين جاء إلى الباب له حنين
    يشكوا إلى الله ويستكين يشكو إلينا جائع حزين
    كل أمرء بكسبه رهين من يفعل الخير يكن حسين
    موعده في جنة رهين حرمها الله على الضنين
    وصاحب البخل يقف حزين تهوي به النار إلى سجين
    شرابه الحميم والغسلين

    فأقبلت فاطمة تقول:

    أمرك سمع يا بن عم وطاعة ما بي من لؤم ولا ضراعة
    غذيت باللب وبالبراعة أرجو إذا أشبعت من مجاعة
    إن الحق الأخيار والجماعة وأدخل الجنة في شفاعة

    وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا وأصبحوا صياما لم يذوقوا إلا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى علي (عليه السلام) المغرب مع النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أتى إلى منزله فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي (عليه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع علي (عليه السلام) اللقمة من يده ثم قال:

    فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالزنيم
    قد جائنا الله بذا اليتيم من يرحم اليوم فهو رحيم
    موعده في جنة النعيم حرمها الله على اللئيم
    وصاحب البخل يقف ذميم تهوي به النار إلى الجحيم
    شرابه الصديد والحميم

    فأقبلت فاطمة تقول:

    فسوف أعطيه ولا أبالي وأوثر الله على عيالي
    أمسوا جياعا وهم أشبالي أصغرهما يقتل في القتال
    بكربلاء يقتل باغتيالي لقاتليه الويل مع وبال
    يهوي في النار إلى سفالي كبوله زادت على الأكبال

    ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا إلا الماء القراح فأصبحوا صياما وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص وصلى علي (عليه السلام) المغرب مع النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أتى منزله فقرب إليه الخوان فجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي (عليه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي (عليه السلام) اللقمة من يده ثم قال:

    فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيد مسود
    قد جائك الأسير ليس يهتد مكبلا في غله مقيد
    يشكو إلينا الجوع قد تقدد من يطعم اليوم يجده في غد
    عند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزارع سوف يحصد
    فأعطيه ولا تجعليه ينكد

    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:

    لم يبق مما كان غير صاع قد دبرت كفي مع الذراع
    شبلاي والله هما جياع يا رب لا تتركهما ضياع
    أبوهما للخير ذو اصطناع عبل الذراعين طويل الباع
    وما على رأسي من قناع إلا عباء نسجها بصاع

    وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ، قال شعيب في حديثه: وأقبل علي (عليه السلام) بالحسن والحسين (عليهما السلام) نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " يا أبا الحسن أشد ما يسؤني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة (عليها السلام) " فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمها إليه وقال: " وا غوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى " فهبط جبرائيل (عليه السلام): فقال: " يا محمد خذ ما هيأ لك في أهل بيتك " فقال: " وما آخذ يا جبرائيل؟
    قال: * (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) * حتى بلغ * (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) *.
    وقال الحسن بن مهران في حديثه فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكي وقال: " أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم " فهبط جبرائيل بهذه الآيات * (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) * قال: هي عين في دار النبي (صلى الله عليه وآله) تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين * (يوفون بالنذر) * يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهما فضة * (ويخافون يوما كان شره مستطيرا) * عابسا كلوحا * (ويطعمون الطعام على حبه) * يقول على شهوتهم: الطعام وإيثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، وأسيرا من أسارى المشركين ويقولون: إذا أطعموهم * (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) * قال: والله ما قالوا أهذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم يقولون * (لا نريد منكم جزاء) * تكافوننا به * (ولا شكورا) * تثنون علينا به ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره: * (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا) * نضرة في الوجوه، وسرورا في القلوب * (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) * جنة يسكنونها وحريرا يفرشونه ويكسونه * (متكئين فيها على الأرائك) * والأريكة السرير عليه الحجلة
    * (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) * قال ابن عباس: فبينا أن أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب إنك قلت في كتابك * (لا يرون فيها شمسا) * فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرائيل (عليه السلام) فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت * (هل أتى) * فيهم... إلى قوله: * (وكان سعيكم مشكورا) *(1).
    sigpic

  • #2
    دلالة الحديث :

    قال العلاّمة الحلّي طاب ثراه في نزول سورة الدهر ودلالتها على إمامة أميرالمؤمنين عليه السّلام: « وهي تدلّ على فضائل جمّة لم يسبقه إليها أحد ولا يلحقه أحد، فيكون أفضل من غيره، فيكون هو الإمام ».


    رد بعض علماء العامه لهذه الفضيله :

    قال ابن تيميه « إنّ هذا الحديث من الكذب الموضوع باتّفاق أهل المعرفة بالحديث، الّذين هم أئمّة هذا الشأن وحكّامه، وقول هؤلاء هو المعوّل في هذا الباب، ولهذا لم يُروَ هذا الحديث في شيء من الكتب التي يرجع إليها في النقل، لا في الصحاح ولا في المسانيد ولا في الجوامع ولا السنن، ولا رواه المصنّفون في الفضائل وإن كانوا قد يتسامحون في رواية أحاديث ضعيفة...
    إنّ الدلائل على كذب هذا كثيرة، منها: إنّ عليّاً إنّما تزوّج فاطمة بالمدينة... وسورة (هَلْ أَتَى) مكّيّة باتّفاق أهل التفسير والنقل، لم يقل أحد منهم إنّها مدينّة » (2)


    « قال الحكيم الترمذي: هذا حديث مزوّق مفتعل لا يروج إلاّ على أحمق جاهل.
    ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي عبدالله السمرقندي، عن محمّد بن كثير، عن الأصبغ بن نباتة... فذكره بشعره وزيادة ألفاظ.
    ثمّ قال: وهذا لا نشكّ في وضعه ».

    أقول:
    ويتلخّص هذا الكلام في كلمتين:
    الأُولى: إنّ سورة الدهر مكّية، نزلت قبل أن يتزوّج أميرالمؤمنين من الزهراء في المدينة، وقبل ولادة الحسنين، بسنين كثيرة.
    والثانية: إنّ هذا الحديث مفتعل عند الحكيم الترمذي، وموضوع عند ابن الجوزي.
    والعمدة هي الكلمة الأُولى...

    والأصل في هذا الكلام، هو ابن تيمية المُلقّب عند أتباعه بـ « شيخ الإسلام ».


    من أسانيد الحديث المعتبرة عند العامه :

    ثمّ إنّ جملةً من أسانيد الحديث صحيحة معتبرة، على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل المعتمدين عند القوم... من ذلك:
    الحديث في تفسير الحبري، الذي رواه الحافظ الحسكاني عن طريقه حيث قال:
    «أخبرنا أبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد الجوهري ـ قراءةً عليه ببغداد من أصله ـ حدّثنا أبو عبيدالله محمّد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني ـ قراءةً عليه في شعبان سنة 311 ـ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيدالله الحافظ ـ قراءةً عليه في قطيعة جعفر ـ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري، حدّثنا حسن بن حسين، حدّثنا حِبّان بن عليّ، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس... »(3).
    فأمّا الحسكاني فستأتي ترجمته.
    وأمّا أبو محمّد الجوهري، المتوفّى سنة 454:
    فقد قال الخطيب: « كتبنا عنه وكان ثقة أميناً كثير السماع »(4).
    وقال ابن الجوزي: « كان ثقة أميناً »(5).
    وقال ابن الأثير: « بغدادي، ثقة، مكثر »(6).
    وأما المرزباني، المتوفّى سنة 384:
    فقد ذكر الخطيب: « ليس حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عيب عليه مذهبه، وتدليسه للإجازة »(7).
    وقال العتيقي: « كان معتزليّاً ثقة »(8).
    وأما أبو الحسن عليّ بن محمّد المذكور، المتوفّى سنة 330:
    فقد ترجمه الخطيب كذلك وقال: « روى عنه الدار قطني ومن بعده، وحدّثنا عنه أبو الحسين بن المتيّم، وكان ثقة أميناً، حافظاً عارفاً.
    أخبرني عبيدالله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمّد بن جعفر، قال: مات أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد الحافظ الثقة، في شوّال سنة 330 وكان عنده بيت علم »(9).
    و «قطيعة جعفر » محلّة من محلاّت بغداد كان يسكنها.
    وأمّا الحبري، المتوفّى سنة 286: فهو ثقة عند الحاكم والذهبي، بل حكما بالصحّة على شرط الشيخين لِما هو في سنده(10).
    وأمّا حسن بن حسين: فهو العرني الكوفي، وهو أيضاً من رجال المستدرك حيث روى عنه وحكم بصحّة الحديث، ووافقه الذهبي في تلخيصه(11)... وتكلُّم بعضهم فيه لأجل تشيّعه غير مسموع.
    وأمّا حِبّان بن عليّ، المتوفّى سنة 171: فمن رجال ابن ماجة.
    وقال ابن خراش: « قال يحيى بن معين: حبّان بن عليّ ومندل بن عليّ صدوقان ».
    وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن سليمان بن أبي شيخ، عن حجر ابن عبد الجبّار بن وائل بن حجر: « ما رأيت فقيهاً بالكوفة أفضل من حبّان ابن عليّ ».
    وقال عبدالله بن أحمد، عن أبيه: « حِبّان أصحّ حديثاً من مندل ».
    وقال الخطيب: « كان صالحاً ديّناً ».
    وقال العجلي: « صدوق ».
    وذكره ابن حبّان في الثقات.
    وقال الذهبي ـ بعد كلام من ضعّفه ـ: « قلت: لكنّه لم يترك »(12).
    وأمّا الكلبي، فهو محمّد بن السائب، المتوفّى سنة 146: وهذا الرجل ـ وإن تكلّم فيه بعضهم ـ من رجال أبي داود والترمذي وابن ماجة.
    وقال ابن حجر، عن ابن عديّ: « حدّث عنه ثقات من الناس ورضوه في التفسير ».
    فيظهر من مجموع كلماتهم أنّ الطعن عليه يختصّ بأحاديثه في غير التفسير، أمّا في التفسير فمرضيّ عندهم، وقد روى عنه أكابر الأئمّة، كسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبدالله بن المبارك، وابن جريج، وشعبة، ومحمّد بن إسحاق، وغيرهم(13)، وفيهم من لا يروي إلاّ عن ثقة، كشعبة بن الحجّاج، كما ذكروا بتراجمه.
    وأمّا أبو صالح: فهرو باذام مولى أُمّ هانىء بنت أبي طالب عليه السلام، وهو من رجال أربعة من الكتب الستّة، ووثّقه غير واحد من الأئمّة.
    وعن يحى القطّان: « لم أرَ أحداً من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أُمّ هانىء ».
    وهذا القدر يكفينا للاحتجاج بحديثه.
    وتكلّم فيه بعضهم لأجل التدليس.
    أقول:
    وهكذا يمكن تصحيح غيره من الأسانيد... ولكنّا لضيق المجال نرجىء ذلك إلى وقت آخر، فنكتفي بما ذكرناه، وبتصحيح السند الذي طعن فيه ابن الجوزي. وبالله التوفيق.
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الامام الحسن; الساعة 05-10-2014, 02:35 PM.
    sigpic

    تعليق


    • #3
      هل سورة الدهر مكّيّة؟

      يقول ابن تيميّة: « مكّية باتّفاق أهل التفسير والنقل، لم يقل أحد منهم إنّها مدنيّة ».


      لكن في تفسير البغوي: «
      مدنيّة، وآياتها إحدى وثلاثون »(14).

      وكذا في غيره من التفاسير، كالآلوسي، قال: « قال مجاهد وقتادة مدنيّة كلّها.
      وقال الحسن وعكرمة والكلبي: مدنيّة إلاّ آية واحدة فمكيّة وهي (وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)(15).
      وقيل: مدنيّة إلاّ من قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ...)(16) »(17).
      بل كونها « مدنيّة » هو قول الجمهور، كما قال الإمام القاضي الشوكاني(18)... ونسبه إلى الجمهور أيضاً القرطبي في تفسيره(19) والإمام ابن عادل، فيما نقله عنه الآلوسي وقال: « وعليه الشيعة »(20) .
      أقول:
      فكيف يقال: « هي مكّية باتّفاق أهل التفسير والنقل »؟! و « لم يقل أحد منهم إنّها مدنيّة »؟!
      ولا بأس بالتنويه بشأن « البغوي » بين المفسّرين القائلين بكون سورة الدهر مدنيّة لا مكيّة، وذلك لأن ابن تيميّة يعتمد على تفسيره في منهاج السُنّة، وينصُّ على أنّ البغوي لم يذكر فيه شيئاً من الأحاديث الموضوعة ـ بزعمه ـ التي يرويها الثعلبي(21).

      وتلخص: أنّ سورة الدهر مدنيّة، وليست بمكيّة.

      فسقط عمدة دليلهم على ردّ الحديث.


      فوائد في الحديث و كلمات العلماء فيه :

      الاولى : الاحتجاج به على افضلية الامير (ع) :
      روى ابن عبدربه القرطبي المالكي ـ المتوفّى سنة 328 ـ خبراً طويلا في احتجاج المأمون العبّاسي على أربعين فقيهاً في مسألة المفاضلة، وكان من جملة ما احتجّ به المأمون عليهم نزول سورة (هل أتى) في أميرالمؤمنين عليه السّلام، وذلك أنّه قال من كان يخاطبه منهم ـ وهو الراوي للخبر ـ:
      « يا إسحاق! هل تقرأ القرآن؟!
      قلت: نعم.
      قال: إقرأ علَيَّ (هَلْ أَتَى عَلَى الاِْنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً).
      فقرأت منها حتّى بلغت: (يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) إلى قوله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً).
      قال: على رسلك، في من أُنزلت هذه الآيات؟
      قلت: في عليّ.
      قال: فهل بلغك أنّ عليّاً حين أطعم المسكين واليتيم والأسير قال: إنّما نطعمكم لوجه الله؟! وهل سمعت الله وصف في كتابه أحداً بمثل ما وصف به عليّاً؟
      قلت: لا.
      قال: صدقت، لأنّ الله جلّ ثناؤه عرف سيرته.
      يا إسحاق! ألست تشهد أنّ العشرة في الجنّة؟!
      قلت: بلى يا أميرالمؤمنين.
      قال: أرأيت لو أنّ رجلا قال: والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا؟ ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله؟ أكان عندك كافراً؟!
      قلت: أعوذ بالله.
      قال: أرأيت لو أنّه قال: ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا؟كان كافراً؟
      قلت: نعم.
      قال: يا إسحاق! أرى بينهما فرقاً »(22).

      الثانية: فضل فضه (رض) جارية اهل البيت (ع) :
      أثبت غير واحد من أكابر الحفّاظ ـ بالاستناد إلى هذا الحديث ـ وجود « فضّة » خادمة أهل البيت، فذكروها في كتبهم في « السحابة » كما سيأتي.

      الثالثة: مقام الحسن و الحسين و صبرهما و هما في سن الطفوله :
      قال سبط ابن الجوزي ـ بعد رواية الحديث ـ:
      « فإن قيل: فقد أخرج هذا الحديث جدّك في (الموضوعات) وقال: أخبرنا به ابن ناصر...
      ثمّ قال جدّك: قد نزّه الله ذينك الفصيحين -يعني علي و فاطمه عليهما السلام- عن هذا الشعر الركيك، ونزّهمهما عن منع الطفلين -يعني الحسن و الحسين عليهما السلام- عن أكل الطعام. وفي إسناده الأصبغ بن نباتة متروك الحديث.
      والجواب: أمّا قوله: (قد نزّه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر الركيك) فهذا على عادة العرب في الرجز كقول القائل: والله لو لا الله ما اهتدينا، ونحو ذلك، وقد تمثّل به النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.
      وأمّا قوله عن الأصبغ بن نباتة، فنحن ما رويناه عن الأصبغ، ولا له ذكر في إسناد حديثنا، وإنّما أخذوا على الأصبغ زيادة زادوها في الحديث، وهي أنّ رسول الله قال في آخره: اللّهمّ أنزل على آل محمّد كما أنزلت على مريم بنت عمران. فإذا جفنة تفور مملوءةً ثريداً مكلّلةً بالجواهر. وذكر ألفاظاً من هذا الجنس.
      والعجب من قول جدّي وإنكاره، وقد قال في كتاب (المنتخب): يا علمآء الشرع! أعلمتم لِمَ آثرا وتركا الطفلين عليهما أثر الجوع؟! أتراهما خفي عليهما خبر: ابدأ بمن تعول؟! ما ذاك إلاّ لأنّهما علما قوّة صبر الطفلين، وأنّهما غصنان من شجرة الظلّ عند ربّي، وبعضٌ من جملة: فاطمة بضعة منّي. وفرخ البطّ سابح »(23) .

      الرابعة: سقوط إحدى شبه النواصب :
      ذكر غير واحد من العلماء: أنّ السؤال كانوا ملائكة من عند ربّ العالمين، أراد بذلك امتحان أهل البيت(24).
      وبهذا وسابقه أيضاً تسقط شبهة بعض النواصب بأنّ الإفاق وتجويع النفس إلى هذا الحدّ غير جائز. كما سيأتي.

      الخامسة: مقام فاطمة الزهراء (ع) عند الله :
      قال غير واحد: إن الله تعالى ذكر في هذه السورة جميع ما يتعلّق بنعيم الجنّة ولذّاتها إلاّ الحور، وما ذلك إلاّ غيرةً على الزهراء عليها السلام، واحتراماً لها(25).
      sigpic

      تعليق


      • #4
        مكابرات اخرى :

        فظهر أنّ ما ذكروه إن هو إلاّ مكابرات عن قبول الحقّ، لأنّ السورة كما تقدّم مدنيّة لا مكّية، ولأنّ الاستدلال إنّما هو بأصل الخبر لا بالأشعار الواردة في أحد ألفاظه... لو سلّمنا ورد الإشكال فيها.

        الاستدلال على نقض هذه الفضيله بعدم وجود جاريه للزهراء بإسم فضه :

        * وكأنّ ابن تيمية يعلم بأنّ ما ذكره لا يكفي لردّ الحديث، فيضطرّ إلى أن يكذب ; فينفي وجود خادمة لأهل البيت اسمها « فضّة » ليكون دليلا على كذب أصل الخبر!

        إنّه يقول: « إّ عليّاً وفاطمة لم يكن لهما جارية اسمها فضّة، بل ولا لأحد منم أقارب النبيّ صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم، ولا نعرف أنّه كان بالمدينة جارية اسمها فضّة، ولا ذكر ذلك أحد من أهل العلم، الّذين ذكروا أحوالهم دقّها وجلّها، ولكن فضّة هذه بمنزلة ابن عقب الذي يقال: إنّه كان معلّم الحسن والحسين، وأنّه أُعطي تفّاحةً كان فيها علم الحوادث المستقبلة، ونحو ذلك من الأكاذيب التي تروج على الجهّال... وهكذا هذه الجارية فضّة... »(26).
        أقول:
        انظر إصراره على التكذيب بقلّة حياء... وهو الكاذب!!
        وإليك عبارة الحافظ ابن الأثير: « فضّة النوبيّة، جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم: أخبرنا أبو موسى كتابةً... » فأورد الحديث بإسناده عن ابن عبّاس(27).
        وعبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني: « فضّة النوبيّة، جارية فاطمة الزهراء... أخرج أبو موسى في الذيل، والثعلبي في تفسير سورة (هل أتى)، من طريق عبدالله بن عبدالوهّاب الخوارزمي ابن عمّ الأحنف... » قال: « وذكر ابن صخر في فوائده وابن بشكوال في كتاب المستغيثين من طريقه، بسند له من طريق الحسين بن العلاء، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخدم فاطمة ابنته جاريةً اسمها فضّة النوبيّة، وكانت تشاطرها الخدمة، فعلّمها رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم دعاءً تدعو به... »(28).
        هذا، وكأنّ بعض أتباع ابن تيميّة يقصرون عنه في الصلافة، فلا يقلّدونه في كلّ شيء، خوفاً من الفضيحة!!

        الإستدلال بحرمة تجويع النفس لرد هذه الفضيله:
        * ومكابرة أُخرى، تجدها عند ابن روزبهان الخنجي ـ وهو الآخر صاحب الردّ على العلاّمة الحلّي في كتابه نهج الحقّ.
        إنّه يقول: « ذكر بعض المفسّرين في شأن نزول السورة ما ذكره، ولكن أنكره على هذه الرواية كثير من المحدّثين وأهل التفسير، وتكلّموا في أنّه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصدقة إلى هذا الحدّ، ويجوّع نفسه وأهله، حتّى يشرف على الهلاك؟ وقد قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)(29) والعفو ما كان فاضلا من نفقة العيال، وقال رسول الله الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم: خير الصدقة ما يكون صفواً عفواً »(30).
        أقول:
        فهو لا يدّعي كون السورة مكّيّة، ولا يدّعي كون الحديث موضوعاً... وإنّما يشكّك فيه من هذه الناحية، ولو كان هناك ومجالٌ لأن يقال مثل هذا في مقابلة استدلال الإماميّة لقاله المتأخّرون والمعاصرون، الّذين لا يوجد عندهم إلاّ الاجترار والتكرار!!
        وهذا التشكيك واضح الاندفاع نقضاً وحلاًّ، ويكفي للجواب عنه ما تقدّم في الفوائد.


        الحديث في الأشعار:

        ثمّ إنّ بعض العلماء والشعراء نظموا هذه المنقبة العظيمة والفضيلة الكريمة في أشعارهم، فمن ذلك:
        * الشعر الذي ذكره السيّد رحمة الله.
        * وقول السيّد الحميري:
        ومن أنزل الرحمن فيهم (هل أتى) *** لمّا تصدّوا للنذور وفاءا
        من خمسة جبريل سادسهم وقد *** مدّ النبيّ على الجميع عباءا
        من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً *** فأثابه ذو العرض منه ولاءا

        * وقول ابن الجوزي، قال سبطه: سمعت جدّي ينشد في مجالس وعظه ببغداد في سنة 596 بيتين ذكرهما في كتاب تبصرة المبتدي وهما:


        أهوى عليّاً وإيماني محبتّه *** كم مشرك دمه من سيفه وكفا

        إن كنت ويحك لم تسمع فضائله *** فاسمع مناقبه من (هل أتى) وكفى

        * وقول ابن طلحة الفقيه الشافعي:

        هم العروة الوثقى لمعتصم بها *** مناقبهم جاءت بوحي وإنزالِ
        مناقب في الشورى وسورة (هل أتى) *** وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي
        وهم أهل بيت المصطفى فودادهم *** على الناس مفروض بحكم وإسجالِ

        وقول آخر:

        إلى مَ إلى مَ وحتى متى *** أعاتب في حبّ هذا الفتى
        وهل زوّجت غيره فاطمةٌ *** وفي غيره هل أتى (هل أتى)
        sigpic

        تعليق


        • #5
          المصادر و المراجع :

          (1) تأويل الآيات: 2 / 750 - 752 ح 6.
          (2) منهاج السُنّة 7/177 ـ 179، الطبعة الحديثة.
          (3) تفسير الحبري: 326، شواهد التنزيل 2/406.
          (4) تاريخ بغداد 7/393.
          (5) المنتظم 8/127.
          (6) اللباب في الأنساب 1/313.
          (7) تاريخ بغداد 3/135.
          (8) سير أعلام النبلاء 16/448.
          (9) تاريخ بغداد 12/73 ـ 74.
          (10) المستدرك على الصحيحين وتلخيصه 1/13، 507، 3/138 و 151 و 211.
          (11) المستدرك على الصحيحين وتلخيصه 3/211.
          (12) تهذيب الكمال 5/339، تاريخ بغداد 8/255، ميزان الاعتدال 1/449.
          (13) تهذيب الكمال 25/246، تهذيب التهذيب 9/159، طبقات المفسّرين 2/149.
          (14) معالم التنزيل 5/495.
          (15) سورة الدهر 76:24.
          (16) سورة الدهر 76:24.
          (17) روح المعاني 29/150.
          (18) فتح القدير 5/343.
          (19) تفسير القرطبي 19/118.
          (20) روح المعاني 29/150.
          (21) منهاج السُنّة 7/12 الطبعة الحديثة.
          (22) العقد الفريد 5/59.
          (23) تذكره خواصّ الأُمة: 315 ـ 316.
          (24) تفسير النيسابوري ـ بهامش تفسير الطبري 29/112، كفاية الطالب: 348 عن الحافظ أبي عمرو ابن الصلاح وغيره.
          (25) تذكرة خواصّ الأُمّة: 316، روح المعاني 29/157.
          (26) منهاج السُنّة 7/182 ـ 183 الطبعة الحديثة.
          (27) أُسد الغابة في معرفة الصحابة 5/530.
          (28) الإصابة في معرفة الصحابة 4/387.
          (29) سورة البقرة: 2:219.
          (30) إبطال الباطل. راجع: إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل 3/170.


          من كتاب (( نزول سورة هل أتى في اهل بيت المصطفى ))

          للسيد علي الميلاني
          sigpic

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم


            السلام عليكم


            وفـقـكم الله على هذا المجهـود المبارك

            وجعـلكِ الله من أنصار محمد و آل محمد

            سلمكم الله من كل شر بحق علي سيد البشر

            اللهم أنصر علي (ع) و شيعته

            والسلام عليكم




            تعليق


            • #7
              و عليكم السلام

              كل الشكر لك اخي ( الكف الذهبي ) على هذا المرور الرائع من جنابكم و على دعواتك الطيبه لك مثلها ان شاء الله
              sigpic

              تعليق


              • #8
                الخامس والعشرون من ذي الحجة تفضيل وبرهان بذكرى نزول سورة الإنسانبسم الله الرحمن الرحيم
                الخامس والعشرون من شهر ذي الحجة الحرام ذكرى نزول سورة الإنسان وهذه السورة رغم قصرها فإن لها محتويات عميقة ومتنوعة وجامعة أو بالأحرى هي على أقسام خمسة:
                الأول: يتحدث عن إيجاد الإنسان وخلقه من نطفة أمشاج (مختلطة) وكذلك عن هدايته وحرية إرادته.
                الثاني: يتمحور حول جزاء الأبرار والصالحين، وسبب النزول الخاص بأهل البيت عليهم السلام.
                الثالث: تكرار الحديث عن دلائل استحقاق الصالحين لذلك الثواب في عبارات قصيرة ومؤثرة.
                الرابع: يشير إلى أهمية القرآن وسبيل إجراء أحكامه ومنهج تربية النفس الشاق.
                الخامس: الحديث عن حاكمية المشيئة الإلهية مع حاكمية الإنسان.

                أسماء السورة ومحل نزولها:
                لهذه السورة أسماء عديدة أشهرها الإنسان والدهر وهل أتى وهي سورة مدنية، فالمفسرون ومنهم علماء الشيعة أجمعوا على أن السورة بتمامها أو على الأقل ما جاء في صدورها والتي تتحدث عن الأبرار والأعمال الصالحة هي مدنية.

                سبب النزول:
                البرهان العظيم على فضيلة أهل بيت النبي عليهم السلام:
                قال ابن عباس: إنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما الرسول صلى الله عليه وآله في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام (طبقاً لبعض الروايات أنّ الحسن والحسين أيضاً قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كن معهم شيء، فاستقرض علي عليه السلام ثلاث أصواع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل: وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً.
                فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (وباتوا مرة أخرى لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً) ووقف عليم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك.
                فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: «ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.

                إشباع الجياع من أفضل الحسنات:
                ليست هذه الآيات مورد البحث هي الآيات الوحيدة التي عدّت إطعام الطعام من الأعمال الصالحة للأبرار وعباد الله، بل إنّ كثيراً من آيات القرآن اعتمدت هذا المعنى وأكّدت عليه، وأشارت إلى أنّ لهذا العمل محبوبية خاصّة عند الله، وإذا ألقينا نظرة على عالم اليوم والذي يموت فيه بسبب الجوع حسب الأخبار المنتشرة ملايين الأشخاص في كل عام، والحال انّ بقية المناطق تلقي بالغذاء في القمامة تتّضح أهمية هذا الأمر الإسلامي من جهة، وابتعاد عالم اليوم عن الموازين الأخلاقية من جهلة أخرى.
                ونورد هنا من باب المثال عدداً من الأحاديث الإسلامية التي أكّدت على هذا الجانب قال النبي صلى الله عليه وآله: «من اطعم ثلاث نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات»أصول الكافي: ج2 ص200 ح3.
                وفي حديث للإمام الصادق عليه السلام قال: «من أطعم مؤمناً حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلاّ الله ربّ العالمين»أصول الكافي: ج2 ص201 ح6.
                وفي حديث آخر عنه عليه السلام قال: «لئن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبّ إليّ من ان أزوره، ولئن أزوره أحبّ إليّ من أن أعتق عشر رقاب»أصول الكافي: ج2 ص203 ح18.
                والجدير بالذكر أنّ الروايات لم تؤكد على إطعام المحتاجين والجياع فحسب، بل صرّحت بعض الروايات أنّ إطعام المؤمنين وإن لم يكونوا محتاجين هو كعتق رقبة العبد، وهذا يدلّ على أنّ الهدف لا يقتصر على رفع الاحتياج، بل جلب المحبّة وتحكيم وشائج المودة بعكس ما هو السائد في عالم اليوم المادي، كدخول صديقين إلى المطعم ودفعهما حساب الطعام كلّ على انفراد وكأنّ استضافة الأفراد سيما إذا كثروا مدعاةً للعجب في تلك المجتمعات!!
                وورد في بعض الروايات أنّ إطعام الجياع بصورة عامة من أفضل الأعمال (وإن لم يكونوا مسلمين ومؤمنين) كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله إذ قال: «من أفضل الأعمال عند الله إبراد الكباد الحارة وإشباع الكباد الجائعة والذي نفس محمد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان وأخوه ـ أو قال جاره ـ المسلم جائع»بحار الأنوار: ج74 ص369.
                بالرغم من أنّ ذيل هذا الحديث الشريف ذكر اشباع الإنسان المسلم، ولكن صدره يشمل كل عطشان وجائع، ولا يبعد اتساع مفهوم الحديث ليشمل حتى الحيوانات.
                وهناك روايات عديدة في هذا الباب.

                sigpic

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X