تويت
الشخصية الإسلامية المتوازنة
الشخصية الإسلامية المتوازنة
انطلق ديننا وإسلامنا الحنيف بأفكاره في بناء ركائز هذا المجتمع ووضع القوانين التي تسير عليها العباد لتكوين بناء متماسك للشخص المنتمي لهذا المجتمع ، بحيث كل شخص لدية سلوك يعبر عن شخصه ضمن دائرة المسؤولية الاسلامية ، ولبناء شخص متوازن ملتزم يأتي الاسلام بوجهة نظر فيها نوع من الشمولية تريد بناء شخص الانسان المسلم وتربيته وتوعيته بغية الوصول الى الارتقاء والتسامي في سلم الشخصية الاسلامية ، ومعرفة مدى تفاعل هذه الافكار الاسلامية مع شخصية وعقل كل مسلم ، وطرح الدين لهذه الافكار لإيمانه بقابلية الانسان وما يمتلكه من القدرات الجبارة والإمكانات التي تمكنه من وصول وبلوغ مكانه سامية وعظيمة في العلم والحكمة لما يجعل هذا الفرد المسلم من المؤثرين في بناء هذا المجتمع باعتباره احد ركائزه المؤثرة في قيامه وديمومته .
وعظم الانسان المسلم على غيره من البشر وكان هذا المصداق في حديثه القدسي الذي يقول : " عبدي أطعني تكن مَثَلي، تقول للشيء: كنْ، فيكون " (1) . فعظم وفضل الله الانسان وخلقه بأحسن صورة وكرمه بالعقل والحكمة والعلم نعمة منه علينا .
وقال الامام علي (عليه السلام) " أتزعم أنّك جرم صغير؟ *** وفيك انطوى العالم الأكبر " (2) . هذه الاحاديث والآيات والدلائل التي تهتم في بناء سلوك الفرد في المجتمع وجعله فاعلاً في بناء مجتمعه ملتزماً بقوانينه هي ضابطة من الضوابط التي يسير الفرد عليها الفرد المسلم بغية بناء علاقة تربوية وثيقة وراسخة بين الفرد المسلم ومسؤولياته الملقاة على عاتقه اتجاه مجتمعه ونفسه ليتحول في المجتمع الى داعية الى التعاليم الاسلامية يتعامل مع القيم والمبادئ التي فرضها الاسلام بحكمة وعقل لصناعة الاسلام الحقيقي الداعي لحفظ كرامة المسلم وصيانة حقوقه .
وهكذا يرى الانسان المسلم انه مسؤول عن نفسه واقرانه المسلمين بحفظ كرامتهم واموالهم باعتباره وواجب تكليفي ملقى عليه وهذا الواجب ليس له كفرد وحده وانا مناط للجميع تحت دائرة المسؤولية ،
قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) " : ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم (3).
الهم اجعل عملنا في سبيلك ومنتهي اليك مبتغين بذلك رضاك واحسانك علينا اقول قولي هذا وادعوا الله لي ولكم بصلاح الاعمال وحسن خواتيمها .
_______________________________________
1- انظر: الجواهر السَنيّة في الأحاديث القدسية ، للحر العاملي : 361.
2- تفسير الأمثل ، ناصر مكارم الشيرازي : ج14، ص147.
3- ميزان الحكمة ، الريشهري : ج4 ، باب المسؤولية ، ح1211.
والحمد لله رب العالمين