إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الربُّ الكريم يمدُّ يدهُ إلينا مرتين في اليوم ونحنُ...!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الربُّ الكريم يمدُّ يدهُ إلينا مرتين في اليوم ونحنُ...!!!

    كانت فاطمة جالسة حين إستقبلت والدتها جارتها التي قدِمت لزيارتها،كادت الأم تصعق،وهي ترى إبنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت_برغم_ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة.
    لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة،وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلّا أن تصرخ فيها:قومي وسلّمي على خالتكِ،ردت فاطمة بنظرات لامبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها!.
    أحسّت الجارة بحرج شديد تجاه مافعلتهُ فاطمة ورأت فيها مسّاً مباشراً بكرامتها،وإهانة لها،فطوت يدها الممدودة،وألتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول:يبدو أنني زرتكم في وقتٍ غير مناسب.
    هنا قغزت فاطمة من مقعدها وأمسكت بيد الجارة وقبّلت رأسها وهي تقول:سامحيني ياخالة..فوالله لم أكن أقصد الإساءة إليكِ،وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة وإحترام ودعتها لتقعد وهي تقول لها:تعلمين ياخالتي كم أحبكِ وأحترمكِ؟!
    نجحت فاطمة في تطييب خاطرالجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب،غير المفهوم،بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه إبنتها.
    قامت الجارة مودعة فقامت فاطمة على الفور وهي تمد يدها وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول:ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدكِ إليَّ لأدركَ قبح مافعلتهُ تجاهكِ.
    لكن الجارة ضمّت فاطمة إلى صدرها،وقبّلت رأسها وهي تقول لها:لاعليكِ يأبنتي لقد أقسمتُ إنكِ ماقصدتِ الإساءة.
    ماإن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم:مالذي دفعكِ إلى هذا التصرف؟
    قالت أعلم أنني سببتُ لكِ الحرج ياأمي فسامحيني.
    ردت أمها:تمد إليك يدها وتبقين في مقعدكِ فلا تقفين لتمدي يدكِ وتصافحيها؟!
    قالت فاطمة:أنت ياأمي تفعلين هذا أيضاً ! صاحت أمها:أنا أفعل هذا يافاطمة؟!
    قالت: نعم تفعلينه في الليل والنهار.
    ردت أمها في حدة:وماذا أفعل في الليل والنهار؟
    قالت فاطمة:يمد إليكِ يده فلا تمدين يداكِ إليه!
    صرخت أمها في غضب:من هذا الذي يمد يده إليَّ ولاأمدُّ يدي إليه؟؟
    قالت فاطمة:الله ياأمي..الله سبحانه يبسط يده إليكِ في النهار لتتوبي..وأنتِ لاتتوبين..لاتمدين يدكِ إليه،تعاهدينه على التوبة..صمتت الأم وقد أذهلها كلام إبنتها!
    واصلت فاطمة حديثها:أما حزنتِ ياأمي حينما لم أمد يديً لمصافحة جارتنا،وخشيتِ من أن تهتزالصورة الحسنة الي تحملها عني؟أنا ياأمي أحزن كل يوم وأنا أجدكِ لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليكِ بالليل والنهار.يقول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في الحديث:إنَّ الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
    فهل رأيتِ ياأمي:ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين،وأنتِ تقبضين يدكِ عنه،ولاتبسطينها إليه بالتوبة.أغرورقت عينا الأم بالدموع...
    واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبتهُ:أخاف عليكِ ياأمي وأنتِ لاتصلّين،وأول ماتحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة،وأحزن وأنا أراكِ تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمركِ به الله تعالى،ألم تُحرجي من تصرفي تجاه جارتنا!!أنا ياأمي أحرج من صديقاتي حين يسألنَني عن سفوركِ وتبرجكِ بينما أنا محجبة!
    سااااالت دموع التوبة مدراراً على خدّي الأم،وشاركتها إبنتها فإندفعت الدموع غزيرة من عينيها،ثمَّ قامت إلى أمها التي إحتضنتها في حنوٍ بالغ وهي تردد:تُبْتُ إليكَ ياربْ...تُبْتُ إليكَ ياربْ...
    والحمد لله ربِّ العالمين.
    نسألكم الدعاء.

  • #2
    أحسنتِ أختي الكريمة فعلاً قصة مؤثرة بوركت أناملكِ
    أُسعِدنا بحضوركِ معنا ومشاركاتكِ القيمة .

    ِ
    الملفات المرفقة
    (الخـفــاجــي)


    تعليق


    • #3
      أحسن الله لكم مشرفنا الكريم..
      أسعدني كثيراً مرورك الطيّب وشكراً جزيلاً وأسأل الله التوفيق لنا ولكم..
      مع أطيب الأمنيات*

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X