إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشعائر.. درجات في التعبير عن المودّة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعائر.. درجات في التعبير عن المودّة




    الشعائر الحسينية.. ممارسات تذكّر بالقيم الإسلامية والأهداف الإصلاحية التي دعا إليها الإمام الحسين (ع) وضحّى لأجلها بأغلى ما بيده وأقصى ما في وسعه.. فهي مصداق عمليّ لقوله عزّوجل: { ذَكِّرْ فإنّ الذّكْرى تَنْفَعُ المُؤمِنين}. ولذلك فإذا وضعنا فوق إحيائنا لهذه الشعائر آية {ذلك وَمَن يُعَظِّم شعائِرَ اللهِ فإنها مِن تقوى القُلوب} فلم نكن قد جئنا بشيء يخالف كتاب الله.. وعلى مَن لا يفهم المغزى أن يبحث أوّلاَ في معنى التقوى.. ولا يجده في قواميس اللغة بل في قلوب العاشقين للحسين والذائبين في حُبّ محمّد وآله العترة الطاهرة...
    وللممارسات الشعائرية ومصاديقها المتوالدة عبر الزمن خيوط متصلة بالثوابت الشرعية إلا ما كان منها واضح التسلّل ولم يكن يتصل بشيء من الجذور ولا يمكن دخوله تحت غطاء معقول. لأن الشعائر كلّ ممارسة للمفردات الواردة في أحاديث النبيّ وأهل بيته وسيرتهم تجاه مظلوميّة الحسين (ع) ومقتله الفجيع في كربلاء.. مثل حضور مجالس العزاء ، وإظهار الحزن ومحاولة البكاء ، ولبس السّواد ، وإعلان الحداد في يوم عاشوراء ، والمشاركة في مواكب اللطم ، والإنفاق المالي لكلّ حاجة تصبّ في إحياء الذكرى العاشورائية، وتنطوي تحت هذه العناوين أيضاً كلّ مفردة تعبّر عن الغاية من الشعائر وفلسفتها التعبيرية حتى لو لم يرد فيها نصّ نبويّ أو رواية عترويّة.. شأنها شأن الكثير من المستحدثات التي خلقتْها الأزمنة تحت عين المتشرّعة ونظر المرجعية، أفهل وردتْ رواية في صناعة فيلم عن واقعة كربلاء أو جواز العمل المسرحي أو المرسم الحسيني أو الرسوم المتحرّكة؟! ولكن الزمن استحسن ذلك وصنّفه عقل المتشرّعين وفتاوى المراجع في قائمة الشعائر الحسينية وبالأدلّة الكلّية. ولازالت الشريعة المحمّدية السهلة السمحاء تستوعب المزيد من الجديد في دائرة الحرّية وتوظيف المباحات على مسار الحق وتطوير الوسائل فيه. ومن هنا جاء تأييد مراجع الدّين لشعيرة التطبير وهو الشعيرة الوحيدة التي جمعتْ بين التضامن العملي مع جرح الحسين وبين تجسيد الحدث والإعلان عن حالة الإستعداد للتضحية من أجله. فليس لأحد أن يحرّم شعيرةً من الشعائر قد حصلتْ على ترخيص المتشرّعة أو فتاوى صريحة أو دخلتْ تحت عنوان من العناوين الفقهيّة العامّة، ولو افترضنا فقيهاً أفتى بذلك فلا يعني فرض رأيه على غير مقلّديه ليسبّب النزاع بينه وبين أتباع المراجع الآخرين.. فالحدود واضحة ولا داعي للمزايدات وترويج الكذبيات وتشغيل الناس بجدليات محرَّمة في الدّين وحالقةْ لوحدة المؤمنين...
    وبما أنّ الإمام الحسين قربان آل محمّد على طريق الله وتسديد الأمّة بالعدل والأخلاق والتقوى فقد وجب على محبّيه والمعزّين والمطبّرين (زاد الله في توفيقاتهم) أن يراعوا رضا الله وموازين العدل وقيم الأخلاق والتقوى للحفاظ على هدفيّة الذكرى ورساليّة العزاء ومعنويّة التطبير.. وأن لا يعطوا للمتربّصين من خارج المذهب وللمشكّكين المستهزئين من داخل المذهب ما يبرّر بغض أولئك وجهل هؤلاء ويشجّعهم على التمادي والتطاول.
    وبخصوص مراسم التطبير الحسيني نوصي إخواننا الأعزاء في كلّ مكان بنظم صفوفهم في موكب المهابة بدرجة عالية من نيّة الإخلاص لله تعالى وضبط الأعصاب على كلّ حال.. فليتذكّر المطبّر هذه الآداب والشروط والأخلاقيات لينتقل بذهنه وتصوّره العميق إلى واقعة كربلاء الحقيقية (عام 61 الهجري) فيشاهد نفسه على أرض الحدث حتى يكون صادقاً مع الحسين سيّد الشهداء حينما يخاطبه وأصحابه في زيارتهم: "يا ليتني كنتُ معكم فأفوز معكم فوزاً عظيماً".
    بذلك فإنّ إصلاح العمل المأتميّ وترشيد مسيرة الشعائر والتحديث في وسائلها يصبح عملاً من صميم المعرفة الولائية ولكن بعيداً عن الحفر تحت ثوابتها، كما يفعله التشكيكيّون الذين ظنّوا نجاحاً في ثورتهم المخمليّة على المذهب من داخله، وراح عن بالهم أنّ الولاية وقوّة الشعائر أقوى من تسلّل فكرٍ دخيلٍ يتعارض مع الأئمة الصادقين وفتاوى مشهور المراجع والفقهاء السابقين - كما تجد تفاصيل ذلك في كتابنا الجديد (الثوابت الولائية عند الإمام جعفر بن محمد الصادق) والطبعة الجديدة من كتابنا (لماذا التطبير)-.
    حقاً.. لقد سقط على درب الإختبار كثير من الذين لم يستيقنوا أنّ الشعائر الحسينية تعبيرٌ عن المودّة لذي القربى وهي عامل من أهم عوامل خلود الولاء لأهل البيت في طول التاريخ وبها تتحقق فتوحات النهضة الحسينية إلى يوم القيامة. فلا تكن أنت يا أخي الغيور إلا أسداً في حريم الولاية وعرين الشعائر.. مستلهماً في قلبك المطمئنّ بذكر الله من الوقفة الفاطميّة والشجاعة العلويّة والحكمة الحسنيّة والبطولة الحسينيّة و...
    فهذا هو معنى التواصل مع أئمّتك الأطهار.. وهذه هي المرابطة التي أمرتنا الآية المباركة: {يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطوا وَاتّقُوا اللهَ لعَلّكُم تُفْلِحُون}.
    قاسوك ابا حسن بسواك
    وهل بالطود يقاس الذر أنىّ ساووك بمن ناووك وهل ساووا نعلي قنبر
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X