إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

?ربلاء و قبور الشهداء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ?ربلاء و قبور الشهداء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤ?د أن جثث شهداء بني هاشم ?انت توضع في م?ان معين وهو خيمة معينة. ولا نستطيع أن نؤ?د إن ?انت جثث الشهداء من غير الهاشميين ?انت توضع في نفس الخيمة أو في م?ان آخر، أو أنها ?انت تبقى في ساحة المعر?ة.
    ونقدّر أنها ?انت تنقل من ساحة المعر?ة ?ما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال ?ان مبارزة، و?ان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، و?انت ساحة المعر?ة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة. ول?ننا لا نستطيع أن نؤ?د ما إذا ?انت تنقل إلى الم?ان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها ?انت توضع في م?ان آخر.

    يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤ?د أن جثث شهداء بني هاشم ?انت توضع في م?ان معين وهو خيمة معينة. ولا نستطيع أن نؤ?د إن ?انت جثث الشهداء من غير الهاشميين ?انت توضع في نفس الخيمة أو في م?ان آخر، أو أنها ?انت تبقى في ساحة المعر?ة.
    ونقدّر أنها ?انت تنقل من ساحة المعر?ة ?ما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال ?ان مبارزة، و?ان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، و?انت ساحة المعر?ة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة. ول?ننا لا نستطيع أن نؤ?د ما إذا ?انت تنقل إلى الم?ان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها ?انت توضع في م?ان آخر.
    ولعل الذي حدث إنها ?انت توضع في م?ان آخر، فربما ?ان الإمام الحسين قدر - وهو يعلم نتيجة المعر?ة - أن الرؤوس ستقطع، وأن هذا سيؤدي إلى صعوبات في تمييز، هوية الشهداء من أصحابه وأهل بيته، فجعل م?انين أحدها لحفظ جثث الشهداء الهاشميين، والآخر لحفظ جثث الشهداء غير الهاشميين.
    ولعل ثمة أمراً آخر يشجع على ترجيح هذا الرأي، وهو أن الشهداء الهاشميين ?انوا مع أسرهم أو بعض أسرهم، بحيث لا نعرف شهيداً منهم لم ي?ن له بين النساء الهاشميات أم أو أخت أو زوجة أو بنت، أو هن مجتمعات؛ وهذا يؤدي إلى مراعاة الإعتبارات العاطفية والأسرية في هذه الحالة، وهي تقضي بأن يحمل الشهيد، ليتم?ن النسوة، في غمرة المعر?ة، من مشاهدة جسده، والب?اء عليه، وهذا الإعتبار يدعو إلى إفراد الشهداء الهاشميين في م?ان خاص. أما الشهداء غير الهاشميين فإن العدد الأ?بر منهم لم يصحبوا معهم نساءهم.
    والنصوص في ما ذ?ره الطبري عند ذ?ره استشهاد علي بن الحسين الأ?بر، وهو:
    (.. وأقبل الحسين إلى أبنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: أحملوا أخا?م، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي ?انوا يقاتلون أمامه (1).
    وما ذ?ره في الحديث عن استشهاد القاسم بن الإمام الحسن بن علي، وهو.
    (.. ثم احتمله (الحسين عليه السلام) ف?أني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض، وقد وضع الامام حسين عليه السلام صدره على صدره، قال (الراوي حميد بن مسلم) فقلت في نفسي: ما يصنع به! فجاء به حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته..) - (2).
    وأورد الشيخ المفيد نصين مماثلين لما عند الطبري (3).
    ويؤيد هذا الرأي النص التالي الذي ذ?ره الشيخ المفيد في حديثه عن ?يفية دفن الشهداء:
    (.. وحفروا - بنو أسد - للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً). (4)
    فإن ?لمة (جمعوهم) توحي بأنهم (الهاشميين وغير الهاشميين) ?انوا متفرقين. وهذا القول يعزز الرأي بأن بني هاشم ?انوا في موضع منفرد. ول?ن ?لمة (حوله) في هذا النص ربما توحي بأن جثث الشهداء من غير الهاشميين ?انت متفرقة لم تجمع في م?ان واحد، أو في مجموعات، وهو أمر بعيد جداً لما ذ?رناه آنفاً. وسنرى أن ?لام المفيد مضطرب في هذا الشأن.
    دفن الشهداء وقبورهم:
    قال المسعودي.. ودفن أهل الغاضرية - وهم قوم من بني عامر، من بني أسد الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم). (5)
    وهذا يعني أن الدفن ?ان بعد ظهر اليوم الحادي عشر من محرم، فإن نص الشيخ المفيد الآتي يدل على أن بني اسد دفنوا الشهداء بعد رحيل عمر بن سعد، وقد رحل عمر بن سعد بعد زوال اليوم الحادي عشر.
    وقال الشيخ المفيد :
    (ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد ?انوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه، فصلوا عليهم ودفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه عليّ بن الحسين الأصغر عند رجله. وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً. ودفنوا العباس بن علي عليهما السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن). (6).
    وقال الشيخ المفيد في موضع آخر :
    (.. وهم (شهداء بني هاشم) ?لهم مدفونون مما يلي رجلي الامام الحسين (عليه السلام) في مشهده، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا وسوّي عليهم التراب، إلا العباس بن علي (عليهما السلام) فإنه دفن في موضع مقتله على المسناة بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر، وليس لقبور أخوته وأهله الذين سميناهم أثر، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الامام الحسين (عليه السلام) ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم، وعلى الامام علي بن الحسين (عليهما السلام) في جملتهم، ويقال إنه أقربهم دفناً إلى الامام الحسين (عليه السلام). (7).
    (فأما أصحاب الامام الحسين (عليه وعليهم السلام) رحمة الله عليهم الذين قتلوا معه، فإنهم دفنوا حوله، ولسنا نحصّل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل، إلا أنا لا نش? أن الحائر محيط بهم. رضي الله عنهم وأرضاهم، وأس?نهم جنات النعيم).
    وهنا ملاحظتان.
    الملاحظة الأولى:
    إن هذا النص يخالف سابقة من حيث إن النص الأول صريح في أن جميع الشهداء - من هاشميين وغير هاشميين - دفنوا وحدهم في قبر واحد، وغير الهاشميين من الشهداء دفنوا - ?ما يوحي به النص - في قبور جماعية متعددة حول الحسين (عليه السلام).
    الملاحظة الثانية:
    أنه يوجد قبر أن أحدهما قبر منسوب إلى حبيب بن مظاهر الأسدي وهو موجود في داخل الحائر من جهة رأس الحسين (عليه السلام)، والآخر قبر الحر بن يزيد الرياحي على مسافة عدة ?يلومترات من مشهد الحسين حيث قبره وقبور الشهداء.
    وهذا يخالف ?لا النصين الآنفين عن الشيخ المفيد، فإنهما صريحان في أن جميع الشهداء دفنوا في قبر جماعي واحد مع الهاشميين، أو في قبور جماعية متعددة. ولم نرفي المؤرخين المعتمدين من ذ?ر شيئاً يعتد به في هذا الشأن.
    وقال السيد محسن الأمين رحمة الله :
    (ويقال أن بني أسد دفنوا حبيب بن مظاهر في قبر وحده عند رأس الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، اعتناءً به لأنه أسدي. وأن بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين (عليه السلام) ودفنوه هنا? حيث قبره الآن اعتناءً به أيضاً، ولم يذ?ر ذل? المفيد، ول?ن اشتهار ذل? وعمل الناس عليه ليس بدون مستند). (8)
    _______________________________
    1- الطبري: ج5/ص447
    2- الطبري: ج5/ص447 - ص 448
    3- الإرشاد: ص239 - ص240
    4- الإرشاد: ص243
    5- مروج الذهب:ج 3/ص72
    6- الإرشاد، ص: 243
    7- الإرشاد، ص: 249
    8- أعيان الشيعة - الجزء الرابع - القسم الأول /ص142
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X