تويت
(( لوكان الحسين امرأة لكان زينب ، ولو كانت زينب رجلاً لكانت الحسين ))
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأزكى الصلاة والتسليم على سادة الخلق أجمعين من الأولين والأخرين محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين
عن مولانا ومقتدانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين في قوله لعمته زينب صلوات الله عليهم أجمعين
(( عمه زينب أنتِ بحمدِ الله عَالِمةٌ غَيرُ مُعَلَمِة، وفَهِمَةٌ غير مُفَهَمه .. .. .. ))ا
خصصت مقالتي هذه أو مشاركتي حول علم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليهم السلام ليتبين لماذا اخرجها معه الإمام الحسين عليه السلام هي ومن معها من النسوة الأخريات ، ولو تمعنا عند سماع الخطباء الأجلاء أو عند قرائتنا لقصة خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة وكيفية ألحاح أبي الفضل العباس على اخته زينب بالخروج معهم ، لايعتبر ذلك انها امتنعت عن الخروج مع اخيها وإمامه الإمام الحسين لا ونحن نقرا ونسمع انها لم تفارقه ويفارقها عليهم السلام لحظة حتى بعد زفافه بثلاثة أيام ذهب لرؤيتها، وانما ليتبين اهمية خروج السيد زينب عليها السلام للدفاع عن أخيها وأكمالها رسالة جدها وأيصال قول أخيها الإمام الحسين إلى قلب الشام الذي كان الأساس والجذور الممتدة منه الى كل العالم لنشر بذور الشجرة الخبيثة التي تنشر ثمار العداء والقت لأهل البيت ،والفساد وفضح المتقمصين لباس الدين وهم يكتمون الكفر في قلوبهم ، فأخرج الإمام الحسين ثلة من المبلغات الخطيبات المؤمنات بنات الرسالة وربيبات الوحي ولم يخرجهن اعتباطاً اولعدم تحملهن فراقهم أو عدم تحملهم فراق العيال والأهل وكان على رأس الكادر النسوي المبلغ لرسالة المصطفى بعد الإمام الحسين وبمحضر الحجة افمام السجاد السيدة زينب عليهم السلام فكانت السلاح المدمر والفتاك والذي قضى على دولة الجور والكفر والعدوان بعد الحسين هي ، لتكمل ماأبدأته امها السيد ة الزهراء او بالأحرى لتوضح ولتوصل صوت امها الزهراء عليها السلام من مسجد أبيها في الخطبة الفدكية وزينب توصله الى الكوفة والشامات ،
سيتبادر سؤال الى أذهاننا :
وهوعن أم البنين نقرأ في زيارتها أيضاً العالمة مالمقصود وإذا كانت عالمة لماذا لم يخرجها معه الامام الحسين وأيضاً كان يحبها ويحترمها ؟
لأنها أمتثلت لأمر مولاها وإمامها الحسين بالبقاء لمدارة العيال الذين أبقاهم اإمام الحسين ، ولتكملة التبليغ والتوضيح والتعليم لأحكام الدين والعقائد لأن السيدة زينب ذاهبة معه فهي أذن عالمة لأنها زوجة باب علم الرسول علي المرتضى ، وصارت أم للحسن والحسين وزينب عليهم السلام الذين زقوا العلم زقا من جدهم المصطفى صلوات الله تعالى عليهم أجمعين فأذن السيدة زينب عالمة فهي بنت المصطفى والمرتضى والزهراء وأخت الحسن والحسين فكانوا جميعهم يزقونها العلم زقا صلوات الله تعالى عليهم أجمعين تربت في بيت العلم ومن ينتشر منهم العلم الى كل الخلائق فالعلم هو الذي يوصل صاحبه الى معرفة الحقائق ، ويكون سبباً في توفيقه وفي نيل رضا الخالق تعالى
الأدلةعلى علمها عليها السلام :-
* أدلة الشيعة الإمامية :-
·السيدة زينب كانت من رواة الحديث لجدها المصطفى صلوات الله تعالى وهذا خير دليل وأوضحه على أعلميتها · حديث الإمام زين العابدين عليه السلام المذكور أعلاه ·
* أدلة بقية الطوائف من غير الشيعة الإمامية :-
قال إبن الأثير في حقها عليها السلام ( وكانت زينب أمرأة عاقلة لبيبة جزلة )
معنى اللبيب : العاقل الذكي ، ومن الأشارة يفهم المدرك ، المميز .
الجزل : تدخل فيه معاني كثيرة منها السخاء ، الفصاحة ، الكرم ، العظمة ، الاستحكام ، القوة ، ويقال جزل الخطيب أي صار ذا رأي جيد ومحكم ، وتميز أسلوبه في الكلام
·
وقول يزيد لعنة الله عليه للشامي الذي طلب من فاطمة بنت الحسين جارية له ، وبعد توبيخهم وأعلان دين يزيد الذي كان يدين به وهو كافر وليس بمسلم حتى من قبل السيدة زينب عليها السلام ومنعهم من أخذها أغرب عني وهب الله لك حتفاً قاضيا .ً(( والفضل ماشهد به الأعداء )) .
· كيف جرى ذلك ولماذا تعالوا معي لنقرأ التفاصيل :-
تروي لنا الخطيبة الثانية التي حملها معه الامام الحسين الى كربلاء فاطمة الكبرى بنت الحسين سلام الله عليهم ، سميت بالكبرى لتميزها عن فاطمة الصغرى العليلة التي أبقاها عليه السلام في المدين لأنها كانت مريضة ولاتقدر عل تحمل عناء السفر وتعبه ، تقول عليها السلام :
فلما جلسنا بين يدي يزيدرق لنا فقام إليه رجلاً من اهل الشام احمر وكان الرجل (( الأشقر ) يسموه أحمر ،
فقال ياأمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ، وهو يعنيني - وكنت وضيئة
( الوضيئة : تطلق عل من كانت حسنةً جميلة نظيفة يشع من وجهها النور يقول الشيخ علي النامزي الشاهرودي قدس سره وبالجملة لانظير لها في التقوى والكمال والفضائل والجمال ولذلك بحور العين الظاهر منكلامه إنه كان يصف الحور العين
وخيرشاهد : يقول الحسن المثنى زوجها أبن الإمام الحسن إبن علي إبن أبي طالب عليهم السلام لما تقدمت لخطبة أحدى أبنتي الإمام الحسين عليه السلام قال لي الإمام الحسين : أختر يابني أحبها إليك ، فاستحى الحسن ولم يرد لعمه جواباً ،
فقال الامام الحسين صلوات الله عليه فإني أخترت لك أبنتي فاطمة وهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ))
والزهراء حورية سلام الله عليها وكان الامام الحسين يسمي بناته بإسم فاطمة وأولاده بعلي ومن ثم يكنيهم للتمييز بينهم معزة بوالديه صلوات الله تعالى عليهم ،
تقول عليها السلام لما سمعت الشامي فأرتعدت وأخذت ثياب عمتي زينب وظننت أن ذلك جائزاً لهم وكانت عمتي تعلم أن ذلك لايكون
(( وهذا دليل على علم السيدة زينب عليها السلام أيضاً )) ·
فقالت له عمتي زينب عليها السلام : كذبت والله ولؤمت والله ماذاك لك ولاله " تقصد يزيد " ، ·فغضب يزيد
وقال لعنه الله : كذبت أن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت ·
فقالت عليها السلام : كلا والله ، ماجعل الله لك إلا أن تخرج من ديننا وتدين بغيرها ،· فاستطار يزيد غضباً
وقال لعنه الله :إياي تستقبلين بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوكِ وأخوكِ .·
فقالت له عمتي عليها السلام : بدين الله ودين أبي ودين أخي أهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلما !!!!
س/ لماذا قالت عليه السلام إن كنت مسلما ولم تقل مؤمن ، والمعروف ينادوه بأمير المؤمنين ؟
1- لتبطل وتسقط وتجرده من لقب أمير المؤمنيتن الذي هو لقب لأبيها علي أبن أبي طالب والذي قيده الله تعالى به .
.2- لتنبه الناس من غفلته وتوقظهم من نومتهم العميقة التي غلبت على أسماعهم وكأن على رؤسهم الطير ولم يفهموا كلام أميرهم ، وليعرفوا حاكمهم بأي دين يدين حيث أنه هو الذي أعلن كفره بقوله أبياته الشعريه وهو ينكث أو يضرب بسوطه أو مخصرته أوعصاه على أختلاف الروايات بثنايا أبي عبد الله الحسين :
لعبت هاشم بالملك يومافلا
خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندقٍ إن لم أنتقم
من بني أحمد ماكان فعل
ما الفرق بين المسلم والمؤمن :·
المسلم : لغةً : من صدق برسالة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وأظهر الخضوع والقبول .·
وشرعاً :أظهاره الشهادتين كان مسلماً ظاهراً ، ويترتب عليه أثار الإسلام إسلامه فيجب حقن دمه وحفظ ماله .·
أما المؤمن لغةً : المعتقد بالله ورسله ووحيه .·
وشرعاً : الألتزام العملي بما وراء الإسلام وليس مجرد أظهار الشهادتين فحسب ، وأنما يعتقد بأصل الدين الخمسة وأهمها الإمامة وهي المتجسدة في الإمامة
والدليل على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام
(( لايكلم الله تبارك وتعالى على ثلاثة يو القيامة من : أدعى الإمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصياً"
وكل هذه الشروط في اعتبار اواطلاق المسلم والمؤمن ومعرفة الإمام لم تتوفر وتنفقد عند يزيد بأعلان وجهاراً وفي وضح النهار وامام الناس أنه ينكر الوحي والوحي المبلغ عن الله والنبوة وقتل إمام زمانه والتمثيل به قبل وبعد مقله ألا وهو أمامنا الحسين صلوات الله وسلامه عليه بأبي هو وأمي ورحي ودمي ومالي وكل ماأحب وأهوى وأملك فداه ...·
نعود للسيدة فاطمة ونكمل القصة :
·
فقال يزيد لعنه الله : كذبت ياعدوة الله ، ·
قالت عليها السلام: انت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ،
فكانه استحيا وسكت فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ·
فقال يزيد لعنه الله : اغرب عن وجهي وهب الله لك حتفاً قاضياً ،
فهنا دلالة على إنها فضحته وهو أعترف بإنها قضت عليه وجاء حتفه في طرده لعامله وتهزيئه له وأنه لايدين بدين الإسلام .·
اما بلاغتها عليها السلام
فبينتها في ردها على ابن زياد ( لعنه الله ) لما وبخته عندما أراد قتل الإمام السجاد عليه السلام " ودفاعها عنه وهم ابن زياد بضربه ووصفها بالسجاعة :
فأجابته مالي والسجاعة
* ومعنى السجاعة : الكلام المنثور المقفى " يعني غير موزون " وله فواصل " مثل الشعر .
وأما علمها عليها السلام بأخبار المستقبل :
( لما هدأت الإمام السجاد عليه السلام لما مروا به وهو مقيد على الناقة على الجساد الطاهرة المضرجة بالدماء المطروحة على رمضاء كربلاء ومواساتها له
{{ لا يجزعنّك ما ترى فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلىجدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمّة لا تعرفهم فراعنة هذهالأمة، وهم معروفون في أهل السماوات أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرّجة، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرسأثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالةفي محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً، وأمره إلاّ علوّاً ))
وفعلاً ماقالته عليها السلام وقع وحدث ولايزال يتحقق من :دفن الأجساد الطاهرة بعد ثلاثة أيام بُني القبرالشريف ورفع عليه العلم والراية وتبديلها كل عام في محرم الحرام خير شااهد بل رفعت له الاعلام والرايات ورفعت هامات وأصوات تنادي لبيك ياحسين على مر العصور والدهور والى ابد البدين في السموات والأرضين الى تأتي الزهراء وهي حاملة رأس ابنها المقطوصلوات الله عليهم في ساحة المحشر مستمر العزاء.
- مهما هدموا فالأعمار باقي والبناء ويبقى قبلة الأحرار بنشر زينب لقضيته
قال السيد هادي المدرسي دام ظله الوارف
(( لوكان الحسين امرأة لكان زينب ، ولو كانت زينب رجلاً لكات الحسين ))
* ((اما معنى زينب )) جاء في لسان العرب :
(( ان الزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة )) ، ويعرف هذا الشجر أنه يثبت في الأرض القاحلة التي لايصلها الماء ويقاوم الظمأ وكل الظروف القاحلة ،
معنى القاحلة : اليابسة أو اللازمة)
وتعرف زينب ايضاً : بزينة أبيها .
فلو نراجع سيرة حياتها كم من مصيبة ومصيبة مرت عليها وعاشتها حتى لقبت (( بأم المصائب))من مصيبة سم الجد ، وكسر الضلع ،وأسقاط الجنين ، والضرب ، وانتهالك الحرمة ، وسلب ،وسرقة حقوق الوالدين ، وربط ايدي الأب وسحبه وهو بطل الأبطال ، الى الطشت والكبد المقطع من اثر السم للأخ ، لقطع الرؤوس ، وسحق الخيل ورضها لصدر الأخ الحنون ، وقتل الاولاد ، وسهم العين على المشرعة والكفوف المقطوعة ، ثم السلب والنهب والحرق والسبي ، ومخاطية الجهلة اولاد البغايا ، الى الأسر من جديد والأقامة الجبرية الى الموت غريبة ، ثم الأن معرضة للهدم والنبش فلقبت
(( بجبل الصبر))
زيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنب وماادراكـــــــــــــ ما زينبـــــــــــــ
******************
المصادر :
1- قصة فاطمة الكبرى من مركز أهل البيت للمعلومات
2-مقولة من محاضرة للسيد هادي المدرسي : حفظه الله
3- معاجم اللغة : معجم معاني الأسما ء، ومعجم الزائد ، ومعجم الوسيط .
4- تعريف المؤمن من منتدى وارث
5- حديث الامام الصادق عليه السلام : من ميزان الحكمة
6- والتوضيحات والشرح كله من تعبيري وتأليفي .
والحمد لله رب العالمين وأزكى الصلاة والتسليم على سادة الخلق أجمعين من الأولين والأخرين محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين
عن مولانا ومقتدانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين في قوله لعمته زينب صلوات الله عليهم أجمعين
(( عمه زينب أنتِ بحمدِ الله عَالِمةٌ غَيرُ مُعَلَمِة، وفَهِمَةٌ غير مُفَهَمه .. .. .. ))ا
خصصت مقالتي هذه أو مشاركتي حول علم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليهم السلام ليتبين لماذا اخرجها معه الإمام الحسين عليه السلام هي ومن معها من النسوة الأخريات ، ولو تمعنا عند سماع الخطباء الأجلاء أو عند قرائتنا لقصة خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة وكيفية ألحاح أبي الفضل العباس على اخته زينب بالخروج معهم ، لايعتبر ذلك انها امتنعت عن الخروج مع اخيها وإمامه الإمام الحسين لا ونحن نقرا ونسمع انها لم تفارقه ويفارقها عليهم السلام لحظة حتى بعد زفافه بثلاثة أيام ذهب لرؤيتها، وانما ليتبين اهمية خروج السيد زينب عليها السلام للدفاع عن أخيها وأكمالها رسالة جدها وأيصال قول أخيها الإمام الحسين إلى قلب الشام الذي كان الأساس والجذور الممتدة منه الى كل العالم لنشر بذور الشجرة الخبيثة التي تنشر ثمار العداء والقت لأهل البيت ،والفساد وفضح المتقمصين لباس الدين وهم يكتمون الكفر في قلوبهم ، فأخرج الإمام الحسين ثلة من المبلغات الخطيبات المؤمنات بنات الرسالة وربيبات الوحي ولم يخرجهن اعتباطاً اولعدم تحملهن فراقهم أو عدم تحملهم فراق العيال والأهل وكان على رأس الكادر النسوي المبلغ لرسالة المصطفى بعد الإمام الحسين وبمحضر الحجة افمام السجاد السيدة زينب عليهم السلام فكانت السلاح المدمر والفتاك والذي قضى على دولة الجور والكفر والعدوان بعد الحسين هي ، لتكمل ماأبدأته امها السيد ة الزهراء او بالأحرى لتوضح ولتوصل صوت امها الزهراء عليها السلام من مسجد أبيها في الخطبة الفدكية وزينب توصله الى الكوفة والشامات ،
سيتبادر سؤال الى أذهاننا :
وهوعن أم البنين نقرأ في زيارتها أيضاً العالمة مالمقصود وإذا كانت عالمة لماذا لم يخرجها معه الامام الحسين وأيضاً كان يحبها ويحترمها ؟
لأنها أمتثلت لأمر مولاها وإمامها الحسين بالبقاء لمدارة العيال الذين أبقاهم اإمام الحسين ، ولتكملة التبليغ والتوضيح والتعليم لأحكام الدين والعقائد لأن السيدة زينب ذاهبة معه فهي أذن عالمة لأنها زوجة باب علم الرسول علي المرتضى ، وصارت أم للحسن والحسين وزينب عليهم السلام الذين زقوا العلم زقا من جدهم المصطفى صلوات الله تعالى عليهم أجمعين فأذن السيدة زينب عالمة فهي بنت المصطفى والمرتضى والزهراء وأخت الحسن والحسين فكانوا جميعهم يزقونها العلم زقا صلوات الله تعالى عليهم أجمعين تربت في بيت العلم ومن ينتشر منهم العلم الى كل الخلائق فالعلم هو الذي يوصل صاحبه الى معرفة الحقائق ، ويكون سبباً في توفيقه وفي نيل رضا الخالق تعالى
الأدلةعلى علمها عليها السلام :-
* أدلة الشيعة الإمامية :-
·السيدة زينب كانت من رواة الحديث لجدها المصطفى صلوات الله تعالى وهذا خير دليل وأوضحه على أعلميتها · حديث الإمام زين العابدين عليه السلام المذكور أعلاه ·
* أدلة بقية الطوائف من غير الشيعة الإمامية :-
قال إبن الأثير في حقها عليها السلام ( وكانت زينب أمرأة عاقلة لبيبة جزلة )
معنى اللبيب : العاقل الذكي ، ومن الأشارة يفهم المدرك ، المميز .
الجزل : تدخل فيه معاني كثيرة منها السخاء ، الفصاحة ، الكرم ، العظمة ، الاستحكام ، القوة ، ويقال جزل الخطيب أي صار ذا رأي جيد ومحكم ، وتميز أسلوبه في الكلام
·
وقول يزيد لعنة الله عليه للشامي الذي طلب من فاطمة بنت الحسين جارية له ، وبعد توبيخهم وأعلان دين يزيد الذي كان يدين به وهو كافر وليس بمسلم حتى من قبل السيدة زينب عليها السلام ومنعهم من أخذها أغرب عني وهب الله لك حتفاً قاضيا .ً(( والفضل ماشهد به الأعداء )) .
· كيف جرى ذلك ولماذا تعالوا معي لنقرأ التفاصيل :-
تروي لنا الخطيبة الثانية التي حملها معه الامام الحسين الى كربلاء فاطمة الكبرى بنت الحسين سلام الله عليهم ، سميت بالكبرى لتميزها عن فاطمة الصغرى العليلة التي أبقاها عليه السلام في المدين لأنها كانت مريضة ولاتقدر عل تحمل عناء السفر وتعبه ، تقول عليها السلام :
فلما جلسنا بين يدي يزيدرق لنا فقام إليه رجلاً من اهل الشام احمر وكان الرجل (( الأشقر ) يسموه أحمر ،
فقال ياأمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ، وهو يعنيني - وكنت وضيئة
( الوضيئة : تطلق عل من كانت حسنةً جميلة نظيفة يشع من وجهها النور يقول الشيخ علي النامزي الشاهرودي قدس سره وبالجملة لانظير لها في التقوى والكمال والفضائل والجمال ولذلك بحور العين الظاهر منكلامه إنه كان يصف الحور العين
وخيرشاهد : يقول الحسن المثنى زوجها أبن الإمام الحسن إبن علي إبن أبي طالب عليهم السلام لما تقدمت لخطبة أحدى أبنتي الإمام الحسين عليه السلام قال لي الإمام الحسين : أختر يابني أحبها إليك ، فاستحى الحسن ولم يرد لعمه جواباً ،
فقال الامام الحسين صلوات الله عليه فإني أخترت لك أبنتي فاطمة وهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ))
والزهراء حورية سلام الله عليها وكان الامام الحسين يسمي بناته بإسم فاطمة وأولاده بعلي ومن ثم يكنيهم للتمييز بينهم معزة بوالديه صلوات الله تعالى عليهم ،
تقول عليها السلام لما سمعت الشامي فأرتعدت وأخذت ثياب عمتي زينب وظننت أن ذلك جائزاً لهم وكانت عمتي تعلم أن ذلك لايكون
(( وهذا دليل على علم السيدة زينب عليها السلام أيضاً )) ·
فقالت له عمتي زينب عليها السلام : كذبت والله ولؤمت والله ماذاك لك ولاله " تقصد يزيد " ، ·فغضب يزيد
وقال لعنه الله : كذبت أن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت ·
فقالت عليها السلام : كلا والله ، ماجعل الله لك إلا أن تخرج من ديننا وتدين بغيرها ،· فاستطار يزيد غضباً
وقال لعنه الله :إياي تستقبلين بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوكِ وأخوكِ .·
فقالت له عمتي عليها السلام : بدين الله ودين أبي ودين أخي أهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلما !!!!
س/ لماذا قالت عليه السلام إن كنت مسلما ولم تقل مؤمن ، والمعروف ينادوه بأمير المؤمنين ؟
1- لتبطل وتسقط وتجرده من لقب أمير المؤمنيتن الذي هو لقب لأبيها علي أبن أبي طالب والذي قيده الله تعالى به .
.2- لتنبه الناس من غفلته وتوقظهم من نومتهم العميقة التي غلبت على أسماعهم وكأن على رؤسهم الطير ولم يفهموا كلام أميرهم ، وليعرفوا حاكمهم بأي دين يدين حيث أنه هو الذي أعلن كفره بقوله أبياته الشعريه وهو ينكث أو يضرب بسوطه أو مخصرته أوعصاه على أختلاف الروايات بثنايا أبي عبد الله الحسين :
لعبت هاشم بالملك يومافلا
خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندقٍ إن لم أنتقم
من بني أحمد ماكان فعل
ما الفرق بين المسلم والمؤمن :·
المسلم : لغةً : من صدق برسالة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وأظهر الخضوع والقبول .·
وشرعاً :أظهاره الشهادتين كان مسلماً ظاهراً ، ويترتب عليه أثار الإسلام إسلامه فيجب حقن دمه وحفظ ماله .·
أما المؤمن لغةً : المعتقد بالله ورسله ووحيه .·
وشرعاً : الألتزام العملي بما وراء الإسلام وليس مجرد أظهار الشهادتين فحسب ، وأنما يعتقد بأصل الدين الخمسة وأهمها الإمامة وهي المتجسدة في الإمامة
والدليل على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام
(( لايكلم الله تبارك وتعالى على ثلاثة يو القيامة من : أدعى الإمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصياً"
وكل هذه الشروط في اعتبار اواطلاق المسلم والمؤمن ومعرفة الإمام لم تتوفر وتنفقد عند يزيد بأعلان وجهاراً وفي وضح النهار وامام الناس أنه ينكر الوحي والوحي المبلغ عن الله والنبوة وقتل إمام زمانه والتمثيل به قبل وبعد مقله ألا وهو أمامنا الحسين صلوات الله وسلامه عليه بأبي هو وأمي ورحي ودمي ومالي وكل ماأحب وأهوى وأملك فداه ...·
نعود للسيدة فاطمة ونكمل القصة :
·
فقال يزيد لعنه الله : كذبت ياعدوة الله ، ·
قالت عليها السلام: انت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ،
فكانه استحيا وسكت فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ·
فقال يزيد لعنه الله : اغرب عن وجهي وهب الله لك حتفاً قاضياً ،
فهنا دلالة على إنها فضحته وهو أعترف بإنها قضت عليه وجاء حتفه في طرده لعامله وتهزيئه له وأنه لايدين بدين الإسلام .·
اما بلاغتها عليها السلام
فبينتها في ردها على ابن زياد ( لعنه الله ) لما وبخته عندما أراد قتل الإمام السجاد عليه السلام " ودفاعها عنه وهم ابن زياد بضربه ووصفها بالسجاعة :
فأجابته مالي والسجاعة
* ومعنى السجاعة : الكلام المنثور المقفى " يعني غير موزون " وله فواصل " مثل الشعر .
وأما علمها عليها السلام بأخبار المستقبل :
( لما هدأت الإمام السجاد عليه السلام لما مروا به وهو مقيد على الناقة على الجساد الطاهرة المضرجة بالدماء المطروحة على رمضاء كربلاء ومواساتها له
{{ لا يجزعنّك ما ترى فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلىجدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمّة لا تعرفهم فراعنة هذهالأمة، وهم معروفون في أهل السماوات أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرّجة، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرسأثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالةفي محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً، وأمره إلاّ علوّاً ))
وفعلاً ماقالته عليها السلام وقع وحدث ولايزال يتحقق من :دفن الأجساد الطاهرة بعد ثلاثة أيام بُني القبرالشريف ورفع عليه العلم والراية وتبديلها كل عام في محرم الحرام خير شااهد بل رفعت له الاعلام والرايات ورفعت هامات وأصوات تنادي لبيك ياحسين على مر العصور والدهور والى ابد البدين في السموات والأرضين الى تأتي الزهراء وهي حاملة رأس ابنها المقطوصلوات الله عليهم في ساحة المحشر مستمر العزاء.
- مهما هدموا فالأعمار باقي والبناء ويبقى قبلة الأحرار بنشر زينب لقضيته
قال السيد هادي المدرسي دام ظله الوارف
(( لوكان الحسين امرأة لكان زينب ، ولو كانت زينب رجلاً لكات الحسين ))
* ((اما معنى زينب )) جاء في لسان العرب :
(( ان الزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة )) ، ويعرف هذا الشجر أنه يثبت في الأرض القاحلة التي لايصلها الماء ويقاوم الظمأ وكل الظروف القاحلة ،
معنى القاحلة : اليابسة أو اللازمة)
وتعرف زينب ايضاً : بزينة أبيها .
فلو نراجع سيرة حياتها كم من مصيبة ومصيبة مرت عليها وعاشتها حتى لقبت (( بأم المصائب))من مصيبة سم الجد ، وكسر الضلع ،وأسقاط الجنين ، والضرب ، وانتهالك الحرمة ، وسلب ،وسرقة حقوق الوالدين ، وربط ايدي الأب وسحبه وهو بطل الأبطال ، الى الطشت والكبد المقطع من اثر السم للأخ ، لقطع الرؤوس ، وسحق الخيل ورضها لصدر الأخ الحنون ، وقتل الاولاد ، وسهم العين على المشرعة والكفوف المقطوعة ، ثم السلب والنهب والحرق والسبي ، ومخاطية الجهلة اولاد البغايا ، الى الأسر من جديد والأقامة الجبرية الى الموت غريبة ، ثم الأن معرضة للهدم والنبش فلقبت
(( بجبل الصبر))
زيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنب وماادراكـــــــــــــ ما زينبـــــــــــــ
******************
المصادر :
1- قصة فاطمة الكبرى من مركز أهل البيت للمعلومات
2-مقولة من محاضرة للسيد هادي المدرسي : حفظه الله
3- معاجم اللغة : معجم معاني الأسما ء، ومعجم الزائد ، ومعجم الوسيط .
4- تعريف المؤمن من منتدى وارث
5- حديث الامام الصادق عليه السلام : من ميزان الحكمة
6- والتوضيحات والشرح كله من تعبيري وتأليفي .
7- ملاحظة : نشرته مسقباً في منتديات أخرى
