إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـلِحـتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـلِحـتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال عز من قائل في محكم كتابه الكريم:
    (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحـاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً(96) فَإِنَّمَا يَسَّرنـهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً(97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْن هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّن أَحَد أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزَا(98) سورة مريم

    هذه الآيات الثلاث نهاية سورة مريم، والكلام فيها أيضاً عن المؤمنين، والظالمين الكافرين، وعن القرآن وبشاراته وإِنذراته،
    تقول أوّلا: (إِنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً).
    لقد اعتبر بعض المفسّرين هذه الآية خاصّة بأمير المؤمنين(عليه السلام)، والبعض اعتبرها شاملة لكل المؤمنين.
    وقال آخرون: إِنّ المراد أنّ الله سبحانه يلقي محبّة هؤلاء في قلوب أعدائهم، وتصبح هذه المحبّة رباطاً ولجاماً في رقابهم تجرهم إِلى الإِيمان.
    وذهب البعض بأنّها تعني محبة المؤمنين بعضهم لبعض، والتي تكون سبباً

    في قوتهم وزيادة قدرتهم، ووحدة كلمتهم.
    واعتبرها بعضهم إِشارة إِلى محبّة المؤمنين وإِخوتهم لبعضهم في الآخرة، وقالوا: بأنّ هؤلاء سيعيشون نوعاً من ا لعلاقة فيما بينهم بحيث يكونون في أعلى درجات السعادة والسرور.
    غير أننا إِذا فكرنا وتدبرنا بسعة نظر في المفاهيم الواسعة للآية، فسنرى أن جميع هذه التفاسير قد جمعت في معنى الآية بدون أن تتضاد مع بعضها.
    والنقطة الرئيسية للآية، هي أنّ للإِيمان والعمل الصالح جاذبية خارقة، فإنّ الإعتقاد بوحدانية الله، والإِيمان بدعوة الأنبياء، والذي يتجلى نوره في روح الإِنسان وفكره، وقوله وعمله، بصورة أخلاق إِنسانية عالية، وكذلك يتجلى في التقوى والطهارة، والصدق والأمانة، والشجاعة والإِيثار، فيها قوة مغناطيسية عظيمة جاذبة وخاطفة.
    وحتى الأفراد الملوثون، فإِنّهم يرتاحون للطاهرين الصالحين، ويتنفرون من القذرين أمثالهم، ولذلك فإنا نراهم ـ مثلا ـ إِذا أقدموا على الزواج فإنّهم يؤكّدون على توفر جانب العفة والطاهرة والأمانة والصدق في الزوجة.
    وهذا أمر طبيعي، وهو في الحقيقة أوّل مكافأة يعطيها الله للمؤمنين والصالحين في هذه الدنيا وتصحبهم إِلى عالم الآخرة أيضاً.
    كثيرمن هؤلاء الأتقياء عندما يحين أجلهم ويرتحلون عن هذه الدنيا، فإنّ الناس يبكونهم، بالرغم من أنّهم لم يكن لهم منصب ولا مركز اجتماعي، ولكن الناس يشعرون بفقدهم، ويعتبرون أنفسهم شركاء في مصاب هؤلاء وعزائهم.
    أمّا ما اعتقده البعض من أنّ ذلك في شأن أمير المؤمنين(عليه السلام)، وقد أشير إِلى ذلك في روايات عديدة، فإنّ الدرجة العالية والمرحلة السامية منه مختصة بإمام المتقين إلاّ أنّ هذا
    لا يكون مانعاً من أن يذوق ويتمتع كل المؤمنون والصالحون في المراتب الأُخرى بطعم المحبّة هذا، ويحظون به لدى عامّة الناس، وأن يفوزوا بسهم من هذه المودّة الإِلهية. وسوف لا يكون مانعاً من أن يضمر الأعداء ـ أيضاً ـ في داخلهم المحبّة والإِحترام تجاه هؤلاء.
    وهناك نكتة لطيفة نقرؤها في حديث عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): «إِنّ الله إِذا أحبّ عبداً دعا جبرئيل، فقال: يا جبرئيل، إِنّي أحب فلاناً فأحبّه، قال: فيحبّه جبرئيل، ثمّ ينادي في أهل السماء: إِن الله يحب فلاناً فأحبّوه، قال: فيحبّه أهل السماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض.
    وإِن الله إِذا أبغض عبداً دعا جبرئيل، فقال: يا جبريئل، إِنّي أبغض فلاناً فابغضه، قال: فيبغضه جبرئيل، ثمّ ينادي في أهل السماء: إنّ الله يبغض فلاناً فابغضوه، قال: فيبغضه أهل السماء، ثمّ يوضع له البغضاء في الأرض»
    إِنّ هذا الحديث العميق المحتوى يبيّن أن للإِيمان والعمل الصالح نوراً وضياء بسعة عالم الوجود، ويعم نور المحبة الحاصل منهما كل أرجاء عالم الخلقة، وإِن الذات الإِلهية المقدسة تحب أمثال هذا الفرد، فهم محبوبون عند كل أهل السماء، وتقذف هذه المحبّة في قلوب أهل الأرض.
    حقاً، أي لذة أكبر من أن يحس الإِنسان بأنّه محبوب من قبل كل الطاهرين والصالحين في عالم الوجود؟ وأي عذاب أشد من أن يشعر الإِنسان بأن الأرض والسماء والملائكة والمؤمنين جميعاً متنفرون ومشمئزون منه؟!

    لقد صدرت روايات عديدة عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في سبب نزول قوله تعالى: (إِن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) في كثير من كتب الحديث وتفسير السنة والشيعة، وهي تبيّن أنّ هذه الآية نزلت لأول مرّة في حق علي(عليه السلام)، ومن جملة من يمكن ذكرهم: العلاّمة الزمخشري في الكشاف، وسبط ابن الجوزي في التذكرة، والكنجي الشافعي، والقرطبي في تفسيره المشهور، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى، والنيسابوري في تفسيره المعروف، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة، والسيوطي في الدر المنثور، والهيثمي في الصواعق المحرقة، والآلوسي في روح المعاني. ومن جملة الأحاديث:
    1 ـ يروي الثعلبي في تفسيره عن البراء بن عازب: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال لعلي(عليه السلام) : «قل: اللّهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في قلوب المؤمنين مودّة»،
    فأنزل الله تعالى: (إِن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً)(1).
    وقد وردت نفس هذه العبارة باختلاف يسير في كثير من الكتب الأُخرى.
    2 ـ وقد نقل عن ابن عباس ـ في كثير من المصادر الإِسلامية ـ أنّه قال: نزلت في علي بن أبي طالب: (إِنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) قال: محبة في قلوب المؤمنين(2).
    3 ـ روي في كتاب «الصواعق» عن محمّد بن الحنفية في تفسير هذه الآية: لا يبقي مؤمن إِلاّ وفي قلبه ودّ لعلي ولأهل بيته(3).
    4 ـ وربّما روي لهذا السبب عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام) نفسه في رواية صحيحة معتبرة أنّه قال: «لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنّه قضى فانقضى على لسان النّبي الأمي أنّه قال: لا يبغضك مؤمن، ولا يحبّك منافق»(4).
    5 ـ ونقرأ في حديث عن الإِمام الصادق(عليه السلام): «ودعا رسول الله لأمير المؤمنين في آخر صلاته، رافعاً بها صوته ليسمع الناس: «اللّهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: إن الذين آمنوا ... » الآية(5).
    على كل حال ـ وكما ذكر أعلاه ـ فإنّ نزول هذه الآية في

    علي(عليه السلام) لأنّه المصداق الاتم والاكمل، و لا يمنع من تعميمها في شأن كل المؤمنين على اختلاف المراتب.
    ورد في تفسير القمي بإسناده عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قلت: قوله عز وجل { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً } قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي ذكره الله.
    ورواه في الكافي بإسناده عن أبي بصير عنه عليه السلام
    في الدر المنثوروفيه أخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن علي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله: { سيجعل لهم الرحمن وداً } ما هو؟ قال: " المحبة في قلوب المؤمنين والملائكة المقرّبين، يا علي إن الله أعطى المؤمن ثلاثاً: المقة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين "
    ************************************************** ************************************************** ******


    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان
    1 ـ نقلا عن إِحقاق الحق، الجزء 3، ص 83 ـ 86.
    2 ـ المصدر السّابق.
    3 ـ المصدر السابق.
    4 ـ روح المعاني الجزء 16، ص 130، ومجمع البيان الجزء 6، ص 533، وكذلك نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 45.
    5 ـ نور الثقلين، الجزء 3، ص 363
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة سجاد14; الساعة 10-11-2014, 08:47 AM.
    من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
    سجاد=سجاد14=سجادكم

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين

    الاخ الفاضل سجاد14 أحسنتم على هذه المشاركة النافعة والموضوع القيم كتبه الله لكم في سجل اعمالكم ، وجعلكم الله من أهل القران الكريم
    التعديل الأخير تم بواسطة العميد; الساعة 12-11-2014, 10:50 AM.

    تعليق


    • #3
      السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين
      يا أرحم الراحمين

      تعليق


      • #4
        بارك الله بكم
        ووفقكم
        من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
        سجاد=سجاد14=سجادكم

        تعليق


        • #5
          احسنتم جزاكم الله خيراً
          قبل عاشوراء، كانت كربلاء اسماً لمدينة صغيرة،
          أما بعد عاشوراء فقد أصبحت عنواناً لحضارة شاملة

          تعليق


          • #6
            بورك
            حضورك
            موفق
            عزيزي
            من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
            سجاد=سجاد14=سجادكم

            تعليق


            • #7
              احسنتم جعله الله في ميزان حسناتكم
              ويلوح في خاطري ان الاية الكريمة اذا اضفناها لقوله تعالى (قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى) ورواية علي ابن ابراهيم القمي المتقدمة نخلص ان الود والمودة في الايتين الكريمتين اشارة الى ما نطقت به رواية القمي وهو ان جزاء الايمان والعمل الصالح التوفيق لولاية امير المؤمنين عليه السلام.
              وهذا من ضمن ما تفضلتم به جزاكم الله الف خير.

              تعليق


              • #8
                بارك الله بك

                ووفقك عزيزي
                نعم ان مودة ذوي القربى
                ترتبط بالولاية وقيادة الأئمة
                عليهم السلام
                من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
                سجاد=سجاد14=سجادكم

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X