بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما يرجع القارئ الى شراح كتاب صحيح البخاري يجد انهم يقولون ان البخاري اشترط عدة شروط لنقل الحديث في صحيحة ,منها ان يكون الحديث صحيح وراته ثقاة وان يكون الرواي معاصر لشيخة وسمع منه الحديث .
لكن حينما نحاكم البخاري على شروطه فنجد هناك عدة روايات صحيحة وعلى شروطه ولم يذكرها !! مع انها ثابته وصحيحة , ولو فتشنا على السبب لنجد ان اغلب الروايات التي امتنع ان يرويها لانها تثبت احقيقة مذهب اهل البيت (عليهم السلام) او تفضح الذين اغتصبوا الخلافة من اهلها وتظهرهم بمظهرهم الحقيقي؟ وهذا مما يؤرقه .
وخير مانقله بعده الحاكم في مستدركه ففيه الكثير من الحقائق والروايات التي اخفاها البخاري, وهذا خلاف الامانه العلمية بل هذا مذموم شرعاً لان الله تبارك وتعالى قد ذم الذين يكتمون البينات {ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }
والغريب ان مؤلف كتاب البخاري لم يكتفي باخفاء بعض الروايات الصحيحة او المشهورة ,وانما تعمد عدم نقل بعض الروايات المتواترة ؟؟
فلا احد يجرء على كتمان الحديث المتواتر, لان نكران المتواتر كفر كما يقول ابن تيمة في فتاواه ؟
ومن بين الاحاديث المتواترة وبشهادة علماء السنة هو حديث الغدير, فلم يرويه البخاري وتعمد اخفاءه ,لان فيه دلالة واضحة على احقيقة علي بن ابي طالب (عليه السلام) بالخلافة بعد الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله )
والدليل على كون حديث الغدير متواتر كما شهد علماء اهل السنة ونقله عنهم العلامة الاميني رحمة الله عليه في كتابه الغدير حيث يقول :
هناك رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته، فلا التفات إلى من قدح في صحته ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج معه صلى الله عليه وسلم.
وقال: شهاب الدين الحفظي الشافعي، أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر * قال في - ذخيرة الأعمال في شرح عقد جواهر اللآل -: هذا حديث صحيح لا مرية فيه أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة. قال الإمام أحمد رحمه الله: وشهد به لعلي ثلاثون صحابيا لما نوزع في أيام خلافته.
وقال : ميرزا محمد البدخشي قال في " نزل الأبرار" ص 21: هذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلم في صحته إلا متعصب جاحد لا اعتبار بقوله، فإن الحديث كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نص الذهبي على كثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد كثير.
وقال في [مفتاح النجا في مناقب آل العبا]: أخرج الحكيم في " نوادر الأصول " و الطبراني بسند صحيح في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بغدير خم تحت شجرة فقال: يا أيها الناس؟ قد نبأني اللطيف الخبير - إلى آخر ما مر ص 27 - فقال: وأخرج أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما - باللفظ الذي أسلفناه ص 30 - ثم قال: وأخرج أحمد عن علي وأبي أيوب الأنصاري. وعمرو بن مرة. وأبو يعلى عن أبي هريرة. وابن أبي شيبة عنه وعن اثنى عشر من الصحابة. والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة. والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وأبي أيوب وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس. والحاكم عن علي وطلحة.
وأبو نعيم في فضايل الصحابة عن سعد. والخطيب عن أنس رضي الله عنهم - ثم ذكر الحديث فقال: وفي رواية أخرى للطبراني عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم وحبشي بن جنادة رضي الله عنهم .
مفتي الشام العمادي الحنفي الدمشقي المتوفى 1171 * عده في - الصلاة الفاخرة - ص 49 من الأحاديث المتواترة، يرويه كما قال في أول كتابه من عشرة مشايخ فأكثر نقلا عن الترمذي والبزار وأحمد والطبري وأبي نعيم وابن عساكر وابن عقدة وأبي يعلى.
وقال : أبو العرفان الصبان الشافعي المتوفى 1206 * قال في (إسعاف الراغبين) في هامش نور الأبصار ص 153 بعد رواية الحديث: رواه عن النبي ثلاثون صحابيا، وكثير من طرقه صحيح أو حسن.
وقال: السيد محمود الآلوسي البغدادي المتوفى 1270 * قال في " روح المعاني " 2 ص 249: نعم ثبت عندنا أنه صلى الله عليه وسلم قال في حق الأمير هناك (يعني غدير خم): من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال: الحافظ أبي العلاء الهمداني: إنه رواه بمائتي و وخمسين طريقا. وعليه فقس رواية التابعين ومن بعدهم في الأجيال المتأخرة. فلن تجد فيما يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا يبلغ هذا المبلغ من الثبوت و اليقين والتواتر.
وقد أفرد شمس الدين الجزري (المترجم ص 129) رسالة في إثبات تواتره ونسب منكره إلى الجهل، فهو كما مر ص 307 عن الفقيه ضياء الدين المقبلي .
وكل هذه الشهرة والتواتر والشياع لحديث الغدير لكن البخاري اغمض عينه عنه, ولم يرويه وذلك حبا للعصبيه والهوى ومع هذا فاهل السنة يجعلونه امام اهل الحديث ؟
تعليق