إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرد على رسالة وهابي (الحلقة الأولى) الجزء الأول :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على رسالة وهابي (الحلقة الأولى) الجزء الأول :

    الرد على رسالة وهابي (الحلقة الأولى)
    الجزء الأول :


    قال الوهابي :لا يوجد اي شيء اسمه شيعه او شيعي او تشيع ...


    نقول: بذرة التشيع
    في مقابل خط الاجتهاد الذي كان يرى عدم لزوم التسليم في كلّ الاُمور لوصايا وتعليمات النبيّ (ص)، كان هناك مَن يرى لزوم التعبّد بكلّ النصوص الواردة عن النبي (ص)، والالتزام بكلّ أوامره ونواهيه ووصاياه في أيّ أمر كان. سواء ما كان منها متعلقاً باُمور التشريع، أو ما كان متعلقاً بتسيير الاُمور بعد رحيله (ص). وقد برز رجال يمثّلون خط التعبّد بالنص لعلّهم كانوا لا يزيدون على العشرات، ثم انضم إليهم آخرون.
    ومن الطبيعي أن يكون أتباع النص قد استمدوا من النبيّ (ص) شرعيّة مواقفهم فيما يتعلق بالمرجعية الدينية والسياسية في مرحلة ما بعد رسول الله (ص)، ولم يكن موقفهم اجتهاداً شخصيّاً أو متعلقاً بمسألة ولاءات شخصية أو قبلية. فإنّ هذه الفئة قد وجدت ـ إضافة للنصوص النبوية ـ في شخصية عليّ (ع) ملامح القائد الذي تؤهله مواهبه النفسية والخلقية لتسنّم هذا المنصب الخطير الذي يتوقف عليه مستقبل الدعوة التي أسّس النبيّ (ص) قواعدها وشاد بناءها، وصار لزاماً على من يأتي بعده أن يحافظ على هذا البناء النبوي ويصونه من رياح التغيير التي قد تعصف به نتيجة للظروف والأخطار التي أحاطت بالدعوة طيلة مسيرتها، والتي كان من أسبابها قرب عهد المسلمين بماضيهم الجاهلي، واشتداد حركة النفاق بعد الهجرة، وانطواء بعض النفوس على ضغائن ولّدتها الحروب الطاحنة بين المسلمين وخصومهم الذين أصبح الكثير منهم محسوبين على الدعوة الإسلامية بعد فتح مكة بالخصوص، وهم الذين أسماهم النبيّ (ص) بـ (الطلقاء) وتألّفهم بالمال وغيره طمعاً في إزالة سخائم نفوسهم على المسلمين وإسكاتاً لشره نفوس بعضهم الاخر لاُمور الدنيا وحبِّ زينتها، لعلم النبيّ (ص) بأنّ معظم اُؤلئك قد دخلوا الاسلام كرهاً بعد أن اُسقط ما في أيديهم ولم يكن لهم بدٌّ من الاستسلام للواقع الجديد، ولكن إسلام معظم اُولئك لم يكن تسليماً، فضلاً عن الاخطار التي كانت تتهدد مستقبل الدعوة من خارج الجزيرة العربية، والمتمثلة في وجود دول ذات جبروت وقوة ومن الطبيعي أن يروقها تحوّل المسلمين إلى قوّة تهدّد أطرافها إن لم يكن يهدّد كيانها كله.
    إذن ، فقد استمدّ خط التعبّد بالنصّ المقابل لخط الاجتهاد أمام النص شرعية موقفه من شرعية موقف النبي (ص) تجاه علي (ع) من جهة، ومن ملاحظته انطباق هذا الموقف النبوي على الواقع الخارجي لشخصية علي (ع) من جهة اُخرى كقول النبي (ص): «من أطاعني فقد اطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني».(1) وقوله (ص): «أنا وعلي حجة الله على عباده»(2)
    وقوله (ص): «اُوحي إليَّ في عليٍّ ثلاث: إنه سيد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجلين»(3)
    وقول النبي (ص): «علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة».
    وقوله وقد مرّ علي (ع): «الحق مع ذا، الحق مع ذا»(4)
    من هذه النصوص وأمثالها، فهم اُولئك الاصحاب أنّ النبيّ(ص) يثبت لعلي (ع)أمراً بالغ الاهمية، وهو كونه على الحق، ومع الحق وأنّهما لا يفترقان، والنبيّ(ص) قد قرن أهل بيته بالقرآن في حديث الثقلين، وأخبر بأنهما لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض، ثم خصّ النبيّ(ص) علياً بذلك، فقال: «علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»(5)
    فإذا كان القرآن حقّاً لا ريب فيه، وكان عليّ مع القرآن، فهو مع الحق بداهة، وطالما كان هو على الحق، فإنّ اتّباعه يصبح واجباً، لوجوب اتّباع الحق.
    كانت هذه أهم الادلة التي جعلت اُولئك الاصحاب من أتباع النص يرون ضرورة التمسك بعلي وضرورة اتّباعه وعدم جواز مخالفته، وكانت مواقفهم واضحة حتى في زمن النبي (ص).قال محمد كُرد علي: «عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة عليّ في عصر رسول الله(ص) ،مثل سلمان الفارسي، القائل: بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين، والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له.
    ومثل أبي سعيد الخدري الذي يقول: أمر الناس بخمس، فعملوا بأربع وتركوا واحدة. ولما سئل عن الاربع قال: الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج. قيل: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب. قيل له: وإنّها لمفروضة معهن؟! قال: نعم.
    ومثل: أبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الانصاري، وخالدبن سعيد بن العاص، وقيس بن سعد بن عبادة».(6)
    ويميل إلى هذه الحقيقة الدكتور صبحي الصالح حيث يقول:
    كان بين الصحابة حتى في عهد النبيّ(ص) شيعة لربيبه علي، منهم: أبوذر الغفاري، والمقداد بن الاسود، وجابر بن عبد الله، واُبي بن كعب، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، والعباس بن عبد المطلب وجميع بنيه، وعمّار بن ياسر وأبو أيوب الانصاري.(7)
    ومصطلح (الشيعة) أيضاً لم يكن من الالفاظ المبتدعة في عصور متأخرة عن عصر النبي (ص)، كما يحاول بعض الباحثين أن يوحي بذلك، فقد كان النبيّ يذكر تلك اللفظة بين حين وآخر، ليدل على أتباع علي(ع)، ويبشّرهم بأنهم على الحق، وأنّهم الفائزون، وأنّهم خير الناس، فقد أخرج المفسّرون والحفّاظ: أ نّه لما نزل قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات اُولئك هم خير البريّة) قال النبي(ص): «أنت يا علي وشيعتك».(8) وفي الدر المنثور للسيوطي وقال: أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله، قال: كنا عند النبي (ص) فأقبل علي(ع)، فقال النبي(ص): «والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ونزلت: (إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات اُولئك هم خير البرية)، فكان أصحاب النبي(ص)إذا أقبل علي(ع)، قالوا: جاء خير البرية، وقال أيضاً: وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اُولئك هم خيرالبرية)، قال رسول الله (ص) لعلي: «هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين»، وذكر ان ابن مردويه أخرج في تفسير الاية قوله(ص): «أنت وشيعتك موعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الاُمم للحساب، تدعون غراً محجلين».






    (1) المستدرك على الصحيحين: 3/121 عن أبي ذر وقال: هذا حديث صحيح الاسناد: 3/128، الرياض النضرة: 2/167.
    (2) كنوز الحقائق للمناوي: 43، تاريخ بغداد: 2/88، الرياض النضرة: 2/193، ذخائر العقبى: 77 وقال: أخرجه النقاش.
    (3) المستدرك: 3/137 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد، كنز العمال: 6/157، الاصابة:
    4 / 33 ، اُسد الغابة: 1/69، 3/116، الرياض النضرة: 2/177، حلية الاولياء: 1/66، تاريخ بغداد: 13/122، الاستيعاب: 2/657، مجمع الزوائد: 9/102، فيض القدير للمناوي: 4/358 وغيرهم.
    )4)) تاريخ بغداد: 14/321، المستدرك: 3/119، 124، جامع الترمذي: 2/298، مجمع الزوائد: 9/134، 7/235، وقال الفخر الرازي: أما إن علي بن أبي طالب (ع) كان يجهر بالبسملة، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله (ص): «اللهم أدر الحق مع علي حيث دار»، التفسير الكبير: 1/204، مبحث الجهر بالبسملة.
    5) ) المستدرك: 3/124، مجمع الزوائد 9/124، كنز العمال: 6/153، فيض القدير: 4/356.
    (6) خطط الشام: 5/251.
    (7) النظم الاسلامية: 69.
    (8) تفسير الطبري: 30/171.

    اللهم إنك أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم إجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لنا ما لايعلمون .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X