إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امتداد النور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امتداد النور

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    امتداد النور
    الاهداء...

    الى العقيلة الهاشمية...

    الى اللبوة الطالبية...

    الى سيدتي ومولاتي زينب بنت علي بن ابي طالب عليهما السلام...

    إن النبي محمد صلى الله عليه وآله والحسين عليه السلام هما نور واحد ،حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حسين مني وأنا من حسين ...

    لنتأمل في هذا الحديث الشريف لنعرف ماذا أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبين لأمته والذي لا ينطق عن الهوى ، هل أراد أن يعرفهم أن الحسين عليه السلام هو ابن بنته فقط ؟

    وهل ان النسب وحده يحتاج الى توصية ؟

    أم ان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أراد من الحديث الشريف أبعد من ذلك ؟

    وهو أن يبين للأمة حقيقة الحسين عليه السلام وهي انه امتداد له وللرسالة واستمراريتها ولحفظ الدين ، ودليل على وحدة الروح والجسد والفكر وان الارتباط الوثيق والصلة بينهما لا تقف عند حد النسب ، وإنما هو امتداد الصراط المستقيم والهدف المتحد ،إذ ان نهضة الحسين عليه السلام واستشهاده كانت سببا لبقاء دين رسول الله صلى الله عليه وآله وحفظه . وقد بين الحسين عليه السلام ذلك إذ قال : إنما خرجت لأسير بسنة جدي ، وآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ،وأقوم الانحراف ليستقيم الدين .

    واليك بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تبين هذه العلاقة السامية :

    1 ـ قال تعالى : (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا )

    45 ـ 46 /الأحزاب .

    ان الله تعالى بين في هاتين الآيتين المباركتين هدف إرسال النبي صلى الله عليه وآله بأنه شاهد على أمته فيما يفعلونه من الطاعات وارتكاب المعاصي وإيمانهم وكفرهم ليشهد عليهم يوم القيامة ويجازيهم بحسب أعمالهم ومبشرا للمطيع لله ورسوله بالجنة ونذيرا لمن عصى الله ورسوله بالنار ، وداعيا الى الله بإذنه أي : ان الله تعالى بعثه ليدعو الناس للإقرار بوحدانية الله سبحانه وامتثال أوامره ونواهيه بعلم الله تعالى وأمره ، وسراجا منيرا : يهتدي به الناس في الدين كما يهتدي بالسراج المنير الذي يصدر النور من جهته اما بفعله أو لأنه سبب له ، فالله تعالى شبه رسوله الكريم بالسراج المنير الذي يضيء الدرب للعالمين ويحميهم من التيه والضلال وظلمات الكفر والمعصية .

    فهاتان الآيتان الكريمتان تبينان ان النبي صلى الله عليه وآله هو نور وسراج منير .

    وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .

    فالحسين عليه السلام أيضا هو نور هداية يهتدي به الناس لما يريده الله ورسوله وهو امتداد لنور النبوة والرسالة ، فكما ان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله سراج منير ، فالحسين عليه السلام مصباح هدى لمن أراد الاستضاءة بنوره والسير في طريقه واتباع منهجه الذي هو منهج جده رسول الله صلى الله عليه وآله ،

    وكما ان الرسول مبشر لمن اتبعه بالجنة ونذير لمن عصاه بالنار ، فإن من اتبع الحسين عليه السلام وركب سفينته فقد نجا وفاز وأنقذ نفسه من الحيرة والضلال والفتن ، ومن تخلف عنها فقد غرق وحق عليه العذاب . فكل من يريد أن يهتدي أويريد هداية الناس فعليه أولا أن يستضيء بنور الحسين عليه السلام ليضيء له الدرب فيهتدي ويهدي الآخرين .

    2 ـ قال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )31 ـ 32 /آل عمران .

    يبين الله سبحانه وتعالى ان الايمان به لا يكفي إلا إذا اقترن به الايمان برسوله صلى الله عليه وآله فقال :

    قل يا محمد (صلى الله عليه وآله )(ان كنتم تحبون الله)كما تزعمون (فاتبعوني ...)فالذي يؤمن بالله ويحبه فعليه الايمان برسوله صلى الله عليه وآله وحبه .

    وقيل معناه : إن كنتم تحبون دين الله فاتبعوا ديني يزدد لكم حبا. وقيل : إن كنتم صادقين في دعواكم بأنكم تحبون الله فاتبعوني فإنكم إن فعلتم ذلك أحبكم الله تعالى وغفر لكم (والله غفور رحيم)أي كثير الرحمة .

    (قل أطيعوا الله والرسول) أي قل يا محمد(صلى الله عليه وآله)إن كنتم تحبون الله تعالى كما تدعون فاظهروا دلالة صدقكم بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله فذلك امارة ودليل على صدق دعواكم .

    (فإن تولوا ):اي فإن أعرضوا عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله (فإن الله لا يحب الكافرين)

    معناه انه يبغضهم ولا يريد ثوابهم .(مجمع البيان للطبرسي).

    وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال :

    (حسين مني وأنا من حسين ،أحب الله من أحب حسينا وأبغض الله من أبغض حسينا ....).

    في هذا الحديث الشريف يبين رسول الله صلى الله عليه وآله ان الحسين عليه السلام هو حبيب الله فالذي يحب الحسين عليه السلام ويتبعه فإن الله تعالى يحبه ،وان هذا الحب لا يكون صادقا إذا لم يتجسد بالطاعة والإتباع ،أو إن الذي يحب الله تعالى يحب الحسين عليه السلام ،وبعكس ذلك فإن الذي يبغض الحسين عليه السلام ويعارضه ويحاربه فإن الله يبغضه ،أو أن الذي يبغض الحسين عليه السلام فإنه يبغض الله تعالى ، وبما ان النبي صلى الله عليه وآله قال:حسين مني وأنا من حسين ،فإن من يحب الحسين عليه السلام يحب النبي صلى الله عليه وآله ومن يبغض الحسين عليه السلام يبغض النبي صلى الله عليه وآله ، وان أعداء وقتلة الحسين عليه السلام هم أعداء وقتلة رسول الله صلى الله عليه وآله،وقد قتلوه بقتلهم الحسين عليه السلام ،ويؤكد ذلك ما قالته السيدة زينب عليها السلام في الكوفة :أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ؟وأي كريمة له أبرزتم؟وأي دم له سفكتم ؟....

    وأيضا ان غضب الحسين عليه السلام ورضاه ، ومعاداته ونصرته،وحربه وسلمه هي غضب ورضا رسول الله صلى الله عليه وآله وحربه وسلمه ونصرته ومعاداته،فقد قال في حديث الكساء :أنا سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم....

    3 ـ قال تعالى (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ،فلا تطع المكذبين ،ودوا لو تدهن فيدهنون )7 ـ 8 ـ 9 /القلم.

    أخبر سبحانه وتعالى أنه عالم بالذي ضل عن السبيل والذي هو سبيل الحق وعدل عنه ولم يسلكه،ويعلم بالمهتدين اليه فيجازي كلا بما يستحقه ويستوجبه ،ثم قال سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وآله أن لا يطيع الذين يكذبون بتوحيد الله عز وجل والجاحدين لنبوته ولا يجيبهم الى ما يلتمسون منه ولا يوافقهم فيما يريدون (ودوا لو تدهن فيدهنون )أي ان هؤلاء الكفار ودوا أن تلين لهم في دينك فيلينون في دينهم .

    وقيل معناه:ودوا لو تكفر فيكفرون .وقيل ودوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك .فهنا بيان بأن الكفار أرادوا مساومة النبي صلى الله عليه وآله على الدين والعقيدة فحذره الله تعالى منهم.

    وهنا أستدل بقول الحسين عليه السلام (ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون....).

    فالحسين عليه السلام في نهضته تعرض للمساومة بين مواجهة السيف والقتل وبين الاذلال والخضوع لحكم الطغاة ،لكن الحسين عليه السلام قال لهم (هيهات) لا يمكن أن يقبل أو يرضى بالإذلال وانه يؤثر القتل ومواجهة الطغاة والظالمين والشهادة في سبيل الله ،فإن السلامة مع الذلة وتحت ظل الحكم بغير ما أنزل الله يأباه الحسين عليه السلام ،وهذا هو شعاره الذي بقي ويبقى يهتف به كل من يأبى الظلم والطغيان ويريد السير في طريق الحسين عليه السلام فخلد نهضته بعدم رضوخه للظلم والاستسلام لحكم الغاصبين لحق الامامة والخلافة فاختار الشهادة على أن يعيش في الذلة فقال لهم (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا إقرار العبيد)فإنه رأى ان الاستسلام والخضوع لهم هو ذل وعبودية والحسين عليه السلام يأبى ذلك.

    إن هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تبين الصلة والامتداد بين النبي صلى الله عليه وآله وبين الحسين عليه السلام لهي غيض من فيض ، ومع هذا نرى أعداء الاسلام الذين هم محسوبين على أمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله ماذا فعلوا به وبأهل بيته من قتل وسبي وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

    أترجوا أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب.

    يا أبا عبدالله انا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم.



    التعديل الأخير تم بواسطة وديعة أبي الفضل; الساعة 20-11-2014, 07:05 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    بحث قيم اختي وديعة ابي الفضل واجدتم بالمقارنة بين الحسين عليه السلام وبين جده
    صلى الله عليه وآله ولا عجب من ذلك لان اهل البيت عليهم السلام من نور واحد
    ابدعتم بمشاركتكم هذه نامل منكم المزيد من الابداعات
    وفقكم الباري لما فيه خير وصلاح انه سميع مجيب

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا على مروركم وتعليقكم،وأسأله تعالى ان يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال...
      وفقكم الله لكل خير...شكرا جزيلا لكم .

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        السلام على الحسين
        السلام على علي بن الحسين
        السلام على اولاد الحسين
        السلام على اصحاب الحسين
        اختي الغالية وديعة ابي الفضل
        طيب الله انفاسك وسددك للمزيد أشعر بالفخر والاعتزاز أنني هنا بينكم
        مستمعة ومؤيدة بقلبي قبل لساني
        وأسأله أن يحشرنا مع محمد وآل محمد بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          الشكر الجزيل لكِ أختي الفاضلة حميدة العسكري على مروركِ وكلماتكِ الطيبة ...أسأل الله تعالى لكِ التوفيق ...

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X