إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهي حدود الحزن على مصيبة الحسين عليه السلام . ( الامام المهدي نموذجا )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي حدود الحزن على مصيبة الحسين عليه السلام . ( الامام المهدي نموذجا )

    ماهي حدود الحزن على مصيبة الحسين عليه السلام . الامام المهدي نموذجا .

    للحزن درجات تنبع من حالة الوعي لدى الحزين ، والحزن أيضا على قدر المحزون عليه صحيح ان المصيبة واحدة كما عبر عنها الله تعالى : (( فأصابتكم مصيبة الموت)) ولكن الحزن على موت نبي ليس مثل الحزن على موت انسان عادي لان النبي او الامام او الشخصية العلمية والسياسية والاقتصادية يكون له اثر في حياة الناس وعلى قدر هذا الاثر... تكون الفاجعة ويكون الحزن.

    ولكن بما أن الانسان له الاسوة بمن يعتقد بهم ويقلدهم وينتمي لهم فعليه ان ينظر إلى هذه الاسوة ماذا تصنع في حالات الفرح والحزن لكي يكون عمله مطابقا لمن يتأسى به . فالبعض سنّ لمن يتأسون بهم مظاهر الفرح والرقص وضرب الدفوف والصيام والاكتحال وغيرها فرحا بمصيبة مقتل حفيد رسول الله وسيد شباب اهل الجنة فمثلا (هند) ام معاوية سنت الفرح والاكتحال عند مقتل حمزة اسد الله ورسوله ، وعائشة عندما وصلها خبر مقتل الامام علي عليه السلام فرحت وانشدت شعرا كانها تغني طربا وشمتت بمقتل الامام ، وللامويين اعيادهم التي سنوها فرحا بمقتل الامام علي والحسن والحسين عليهما السلام .

    ولكن النبي محمد (ص) والائمة من بعده سنو لمن يتأسون بهم الحزن والبكاء والتفجع على مصيبة الحسين عليه السلام لأنها من المصائب الكبرى التي مُنيت بها البشرية وهو بداية الامتحان الإلهي للناس إذن فإن الحزن تشريع إلهي سنّهُ نبيه الكريم (ص)

    من بين كل ذلك نقول :

    ما هي حدود الحزن على مصيبة الحسين عليه السلام وبداية نقول : أن الذي سن هذا الحزن على الحسين هو محمد رسول الله (ص) حينما اخبره الوحي بمقتل الحسين وناوله بعضا من تربة كربلاء (2) فنحن نتأسى برسول الله (ص) والصحابة في البكاء على الحسين (ع) والحسين هو اول شخص في هذا العالم تم البكاء عليه في حياته .

    وهكذا تتالت مناسبات الحزن على ايدي الائمة المعصومين من بعد قتل الحسين (ع) وخرجت من بيوتهم المقدسة ، فاصبحت شعرا يُنشد بين يدي الامام ، ثم مجالس وعزاء وكلما جاء عصر واشتد الظلم فيه على اتباع الحسين (ع) قام شيعة الحسين بالتنوع في اظهار مظاهر الحزن على هذه المصيبة إلى أن حل عصر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهنا توقف التشريع في قضية الامام الحسين حيث سن المهدي (عج) السنن الاخيرة ــ لأن قول المعصوم حجة علينا ـــ واضعا حدود الحزن على الحسين فنستطيع ان نعرف حدود الحزن على الحسين من خلال تتبع ما جاء في (زيارة الناحية المقدسة) حيث توفر لنا هذه الزيارة رؤية شاملة كاملة لحدود الحزن ، ونتوقف عند مقطع من هذه الزيارة التي يقول فيها الامام المهدي (عج) مخاطبا جده الحسين عليه السلام :

    ((ولئن أخرتني الدهور واعاقني عن نصرك المقدور فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب)).


    إذن من النص أعلاه نقرأ عدة أمور منها :

    أولا : أن الامام المهدي يُثبت طول عمره الشريف بقوله : (ولئن أخرتني الدهور). فهو يعترف هنا بأنه مع الدهور.

    ثانيا : قول الامام المهدي (واعاقني عن نصرك المقدور) . ان أن هناك امر مقدرعينه الله للمهدي ويوم معين يأخذ فيه الامام الثأر من قتلة الحسين .

    ثالثا : لا حدود للحزن على الحسين (ع) حيث يقول : (فلأندبنك صباحا ومساءً). وهذا يُبين حجم مصيبة الحسين بحيث ان اماما معصوما يبكي على هذه المصيبة ليل نهار ، فهل بكينا نحن شيعته ليل ونهار وهل استحضرنا الحزن في كل شأن من شؤون حياتنا؟

    رابعا : اطلق الامام المهدي الحزن اطلاقا حتى لوأدى إلى الموت من شدة الحزن ونقرأ هذا في قوله : (ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب) .

    وفي هذا القول عدة وجوه منها :

    أن قول الامام المهدي (عج) انه يبكي بدل الدموع دما ، يعني سوف اخوض في دماء اعدائك وانتقم لك منهم واعجل بارواحهم إلى النار. ولربما نستشف من خلال هذا النص ان الدماء إذا خرجت بكاءا وحزنا على الحسين وبأي وسيلة فلا حرمة فيها، حتى لو أدى ذلك إلى الموت بلوعة المصاب.

    الوجه الآخر ان لغة الدم غير لغة الدموع ، لأن الدم من أقوى عوامل التحريك في المجتمعات ، وهو مصدر اثارة طاغية تلهب مشاعرالناس وتشعرهم بعظم المصاب وفداحة الخسارة بمقتل الامام الحسين (ص).

    فمن كل ما تقدم نرى أن الامام المهدي (عج) وهو آخر إمام في سلسلة المعصومين وضع لنا اسس الحزن على الحسين ورسم لنا حدود هذا الحزن.

    والامام المهدي لا يزال حيا بيننا يتعهد محبي الحسين وعزاء الحسين ويبعد عنهم الاخطار والامراض ويتعهدهم بالطعام من خلال البركة التي تحل ببركة وجوده المبارك ، فكل مظاهر الامان والسلام والهدوء وحالة الخشوع الذي يعم هذه الحشود المليونية الراكضة إلى قبر جده في كربلاء ، إنما هي دليل على وجود المهدي المبارك في هذا المحفل العظيم فعلى الرغم من هذا العدد الهائل من الزائرين إلا انك ترى بركة كبيرة في وفرة الطعام ووسائل النقل وانسيابية في العزاء وعدم انتشار الامراض بين الزائرين وقلة وقوع الحوادث حتى في اصعب الحالات التي مرت على العراق من تفجير وقتل فإن مسيرة الحسين محفوظة ببركة وجود الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

    وهذا من اكبر المصاديق على وجوده الشريف بيننا ويدلنا على ذلك آخر رسالة ارسلها المهدي عليه السلام إلى شيعته يُبشرهم بقرب ظهورة ويطلب منهم الصبر على فتنة سوف تُصيبهم عما قريب ، وهو التوقيع الذي ظهر من الناحية المقدسة فيقول فيه : ((إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتقوا اللّٰه وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله،وهي أمارة ازوف حركتنا ومناقشتكم لأمرنا و نهينا، و اللّٰه متمّ نوره ولو كره المشركون)).

    المصادر .
    1- لما بلغ عائشة قتل علي قالت : فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر . ثم قالت من قتله فقيل رجل من مراد فقالت : فإن يك نائيا فقد نعاه نعي ليس في فيه التراب
    فقالت زينب بنت أبي سلمة اتقولين هذا لعلي فقالت إنني أنسي فإذا نسيت فذكروني ، رواه تاريخ الطبري ج 3 ص 159 و ج7-87 ،والطبقات لابن سعدج3-40،الكامل في التاريخ للشيباني ج 3 ص 259 والكامل في التاريخ لابن الاثيرج3-157،ومقاتل الطالبيين لابي الفرج الاصبهاني 42 .
    2- الرواية عن عائشة أنّها قالت : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه ، والتربة في يده ، وفيهم أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وحذيفة ، وعمار ، وأبو ذر ، وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟! فقال : " أخبرني جبرائيل ، أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ ، وجاءني بهذه التربة ، فأخبرني أنّ فيها مضجعه. المصدر : مجمع الزوائد 9 / 188 ، المعجم الكبير 3 / 107 ، كنز العمّال 12 / 123 فيض القدير 1 / 266 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 73 ، ينابيع المودّة 3 / 10 .
    3- مستدرك الوسائل : ج 3 ص 518 . الاحتجاج 2: 318.البحار : ج 53 ص 174 ب‍ 31 ح‍ 7.
    معادن الحكمة : ج 2 ص 303



    sigpic

  • #2
    بكاء أهل البيت صلوات الله عليهم على سيد الشهداء صلوات الله عليه

    يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام وجلت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات


    عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حرمة في أمرنا .
    إن يوم الحسين أقرح جفوننا
    ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء ، إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء يحط الذنوب العظام . ثم قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( صلوات الله عليه ) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ( صلوات الله عليه )(1).

    بكاء الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله الأطهار لمصاب الحسين (صلوات الله و سلامه عليه)

    وعن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : زارنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أهدت لنا أم أيمن لبنا وزبدا وتمرا ، فقدمنا منه ، فأكل ثم قام إلى زاوية البيت ، فصلى ركعات ، فلما كان في آخر سجوده بكى بكاء شديدا ، فلم يسأله أحد منا اجلالا واعظاما له ، فقام الحسين ( عليه السلام ) وقعد في حجره فقال : يا ابه لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشئ كسرورنا بدخولك ثم بكيت بكاء غمنا ، فما أبكاك ، فقال : يا بني أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) آنفا فأخبرني انكم قتلي وان مصارعكم شتى . فقال : يا ابه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها ، فقال : يا بني أولئك طوائف من أمتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة ، وحقيق علي ان اتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة ومن ذنوبهم ، ويسكنهم الله الجنة(1)
    وما رواه عبد الله ابن بكير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : دخلت فاطمة ( عليها السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
    وعيناه تدمع
    ، فسألته : مالك ، فقال : ان جبرئيل ( عليه السلام ) أخبرني ان أمتي تقتل حسينا ، فجزعت و شق عليها ، فأخبرها بمن يملك من ولدها ، فطابت نفسها وسكنت(1)
    وما رواه المعلي بن خنيس ، قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصبح صباحا فرأته فاطمة باكيا حزينا ، فقالت : مالك يا رسول الله ، فأبي ان يخبرها ، فقالت : لا آكل ولا اشرب حتى تخبرني ، فقال : ان جبرئيل ( عليه السلام ) أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام لم يحمل به بعد ، ولم تكن تحمل بالحسين ( عليه السلام ) ، وهذه تربته(2).

    ذكر الشيخ المفيد في إرشاده ما لفظه :
    روى الاوزاعي عن عبد الله بن شداد عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وسلم فقالت : يارسول الله ، رأيت الليلة حلما منكراً. قال : وما هو؟ قالت : انه شديد. قال : ما هو؟ قلت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ؛ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين عليهما‌السلام ، قالت : وكان في حجري كما قال رسول صلى الله عليه و آله الأطهار دخلت به يوماً على النبي ـ وأنا أحمل الحسين ـ (1) فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة
    فاذا عينا رسول الله تهرقان بالدموع
    ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لك؟! قال : أتاني جبرئيل فأخبرني ان طائفة من أمتي ستقتل ابني هذا. وقلت : هذا؟ قال : نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء »


    بكاء اميرالمؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) على الامام الحسين (صلوات الله و سلامه عليهما)

    روى الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن ابن عباس ، قال : كنت مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خروجه إلى صفين ، فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات ، قال بأعلى صوته : يا بن عباس ، أتعرف هذا الموضع ؟ فقلت له : ما أعرفه ، يا أمير المؤمنين . فقال علي ( عليه السلام ) : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي . قال :
    فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معا ، وهو يقول : أوه أوه ، مالي ولآل أبي سفيان ، مالي ولآل حرب ، حزب الشيطان ، وأولياء الكفر ، صبرا – يا أبا عبد الله – فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم
    (1).
    وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) : وروي في بعض الكتب المعتبرة عن لوط بن يحيى ، عن عبد الله بن قيس قال : كنت مع من غزى مع أمير المؤمنين عليه السلام في صفين وقد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي الماء وحرزه عن الناس فشكى المسلمون العطش فأرسل فوارس على كشفه فانحرفوا خائبين ، فضاق صدره ، فقال له ولده الحسين عليه السلام أمضي إليه يا أبتاه ؟ فقال : امض يا ولدي ، فمضى مع فوارس فهزم أبا أيوب عن الماء ، وبنى خيمته وحط فوارسه ، وأتى إلى أبيه وأخبره . فبكى علي عليه السلام فقيل له : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ وهذا أول فتح ببركة الحسين عليه السلام فقال : ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلا ، حتى ينفر فرسه ويحمحم ويقول : ” الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها “(1)


    بكاء الصديقة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها على ولدها المذبوح العطشان الحسين (صلوات الله و سلامه عليه)

    عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) أحدثه ، فدخل عليه ابنه فقال له : مرحبا ، وضمه وقبله ، وقال : حقر الله من حقركم وانتقم ممن وتركم ، وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا ، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء . ثم بكى وقال :
    يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم واليهم
    ، يا أبا بصير
    ان فاطمة ( عليهما السلام ) لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة
    لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك مخافة ان يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض ، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة . وان البحار تكاد ان تنفتق فيدخل بعضها على بعض ، وما منها قطرة الا بها ملك موكل ، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها بأجنحته ، وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الأرض ، فلا تزال الملائكة مشفقين ، يبكونه لبكائها ، ويدعون الله ويتضرعون إليه ، ويتضرع أهل العرش ومن حوله ، وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله مخافة على أهل الأرض ، ولو أن صوتا من أصواتهم يصل إلى الأرض لصعق أهل الأرض ، وتقطعت الجبال وزلزلت الأرض باهلها . قلت : جعلت فداك ان هذا الامر عظيم ، قال : غيره أعظم منه ما لم تسمعه ، ثم قال لي : يا أبا بصير
    اما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة ( عليهما السلام )
    ، فبكيت حين قالها
    فما قدرت على المنطق ، وما قدرت على كلامي من البكاء
    ، ثم قام إلى المصلي يدعو ، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم ، وأصبحت صائما وجلا حتى أتيته ، فلما رأيته قد سكن سكنت ، وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة(1)


    بكاء الإمامين الحسن والحسين عليهما أفضل الصلاة و السلام

    عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا التفت إلينا فبكى ، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أبكي مما يصنع بكم بعدي . فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها ، وطعنة الحسن في الفخذ ، والسم الذي يسقى ، وقتل الحسين . قال : فبكى أهل البيت جميعا ، فقلت : يا رسول الله ، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء ! قال : ابشر يا علي ، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق(2)


    بكاء الإمام السجاد (صلوات الله و سلامه عليه)

    عن أبي داود المسترق ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : بكى علي بن الحسين على أبيه حسين بن علي ( عليهما السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ، وما وضع بين يديه طعاما الا بكى على الحسين ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا بن رسول الله اني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله مالا تعلمون ، اني لم أذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة لذلك(1)

    جاء في الجزء «1 : 155» من كتاب « المجالس السنية » ما عبارته :
    « وعن الصادق عليه‌السلام إنه بكى على أبيه الحسين أربعين سنة ، صائماً نهاره ، قائماً ليله ، فاذا حضره الافطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه ، فيقول : كل يا مولاي (6) فيقول :
    قتل ابن رسول الله جائعاً ، قتل ابن رسول الله عطشاناً
    ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ، ثم يمزج شرابه بدموعه. فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل »


    بكاء الإمام الباقر (صلوات الله و سلامه عليه) على الإمام الحسين (صلوات الله و سلامه عليهما)

    الكميت بن أبي المستهل قال : دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها . فقال : إنها أيام البيض . قلت : فهو فيكم خاصة . قال : هات ، فأنشأت أقول :

    أضحكني الدهر وأبكاني والدهر ذو صـرف وألوان
    لتسعة بالطف قد غودروا صاروا جميعا رهن أكفان
    فبكى عليه السلام وبكى أبو عبد الله
    وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء ، فلما بلغت إلى قولي :
    وستــة لا يجـارى بـهم بنو عقيل خير فتيان
    ثم علي الخير مولاكـم ذكرهم هيج أحزاني
    فبكى
    ثم قال عليه السلام : ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء ولو قدر مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة وجعل ذلك حجابا بينه وبين النار ، فلما بلغت إلى قولي :
    من كان مسرورا بما مسكم أو شامتــــا يوما من الآن
    فقـد ذلـلتم بعـد عز فــمـــا أدفع ضيما حين يغشاني
    أخذ بيدي وقال : اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر(1)


    بكاء الإمام الصادق (صلوات الله و سلامه عليه) على الإمام الحسين (صلوات الله و سلامه عليهما)

    عن أبي هارون المكفوف ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا أبا هارون أنشدني في الحسين ( عليه السلام ) ، قال : فأنشدته ،
    فبكى
    ، فقال : أنشدني كما تنشدون – يعني بالرقة – قال : فأنشدته :
    امرر على جدث الحسين فقــل لأعظمــه الزكية
    قال : فبكى ، ثم قال : زدني ، قال : فأنشدته القصيدة الأخرى ، قال : فبكى ، وسمعت البكاء من خلف الستر ، قال : فلما فرغت قال لي : يا أبا هارون من أنشد في الحسين ( عليه السلام ) شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة ، ومن ذكر الحسين ( عليه السلام ) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة(1).

    روى كتاب « إقناع اللائم » صفحة «97» عن ابن قولويه في « الكامل » بسنده عن ابن بصير. قال : « كنت عند أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام فدخل عليه ابنه ، فقال له : مرحباً وضمه وقبله ، وقال : حقر الله من حقركم ، وانتقم ممن وتركم ، وخذل الله من خذلكم ، ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم ولياً وحافظاً وناصراً ، فقد طال بكاء السماء وبكاء الانبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء ، ثم بكى وقال : يا أبا بصير ، إذا نظرت الى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أوتى الى أبيهم واليهم. يا أبا بصير إن فاطمة لتبكي ... ».
    ثم يستطرد الامام فيقول :
    « أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة. فبكيت حين قالها فما قدرت على النطق من البكاء »


    بكاء الإمام موسى الكاظم (صلوات الله و سلامه عليه)

    روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بسنده عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ،
    فاستحلت فيه دماؤنا
    ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حرمة في أمرنا . إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء ، إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء يحط الذنوب العظام . ثم قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( صلوات الله عليه ) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ( صلوات الله عليه )(1).


    بكاء الإمام الرضا (صلوات الله و سلامه عليه) على الإمام الحسين (صلوات الله و سلامه عليهما)

    يقول دعبل الخراعي قال : دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا عليه السلام في مثل هذه الأيام فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه من حوله ، فلما رآني مقبلا قال لي : مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده ولسانه ، ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه ، ثم قال لي : يا دعبل أحب أن تنشدني شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية ، يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة,
    ثم إنه عليه السلام نهض ، وضرب سترا بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت إلي وقال لي : يا دعبل ارث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيا ، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت
    , قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول :
    أفاطم لو خلت الحسين مجدلا
    إذا للطمت الخد فاطم عنده
    أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي
    قبور بكوفان وأخرى بطيبة
    قبور ببطن النهر من جنب كربلا
    توافوا عطاشى بالعراء فليتني
    إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم
    إذا فخروا يوما أتوا بمحمد
    وعدوا عليا ذا المناقب والعلا
    وحمزة والعباس ذا الدين والتقى
    أولئك مشؤومون هندا وحربها
    هم منعوا الآباء من أخذ حقهم
    سأبكيهم ما حج لله راكب
    فيا عين بكيهم وجودي بعبرة
    بنات زياد في القصور مصونة
    وآل زياد في الحصون منيعة
    ديار رسول الله أصبحن بلقعا
    وآل رسول الله نحف جسومهم
    وآل رسول الله تدمى نحورهم
    وآل رسول الله تسبى حريمهم
    إذا وتروا مدوا إلى واتريهم
    سأبكيهم ما ذر في الأرض شارق
    وما طلعت شمس وحان غروبها
    وقد مات عطشانا بشط فرات
    وأجريت دمع العين في الوجنات
    نجوم سماوات بأرض فلاة
    وأخرى بفخ نالها صلواتي
    معرسهم فيها بشط فرات
    توفيت فيهم قبل حين وفاتي
    سقتني بكأس الثكل والفضعات
    وجبريل والقرآن والسورات
    وفاطمة الزهراء خير بنات
    وجعفرها الطيار في الحجبات
    سمية من نوكى ومن قذرات
    وهم تركوا الأبناء رهن شتات
    وما ناح قمري على الشجرات
    فقد آن للتسكاب والهملات
    وآل رسول الله منهتكات
    وآل رسول الله في الفلوات
    وآل زياد تسكن الحجرات
    وآل زياد غلظ القصرات
    وآل زياد ربة الحجلات
    وآل زياد آمنوا السربات
    أكفا من الأوتار منقبضات
    ونادى منادي الخير للصلوات
    وبالليل أبكيهم وبالغدوات

    بكاء الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف على جده الحسين (صلوات الله و سلامه عليهما)

    فقد خاطب جده الحسين (عليه السلام) كما جاء في زيارة الناحية المقدسة: >
    فلأندبنك صباحا ومساءا ولأبكين لك بدل الدموع دما, حسرة عليك, وتأسفاً على ما دهاك, وتلهفا, حتى أموت بلوعة المصاب, وغصة الاكتئاب
    sigpic

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      الاخت المبدعة خادمة الامام الحسن احسنتم وبارك الله فيكم بحث قيم وجهود طيبة

      لن ينتهي بكائنا على الحسين عليه السلام مهما طال الزمن وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه

      لمواساة نبينا وآل نبينا عليهم السلام


      اسأل الله تعالى ان يتقبل اعمالكم باحسن القبول

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        عندما قيل للإمام السجّاد (عليه السلام) : إنك لتبكي دهرك، فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا!.

        قال (عليه السلام) : "نفسي قتلتها وعليها أبكي"!!. (مناقب آل أبي طالب- ج3 ص303)

        أي أني قد بلغتُ أقصى مراتب الحزن على سيّد الشهداء (عليه السلام) لدرجة لا غرابة معها أنْ يُقال بأني قد قتلت نفسي!!


        تجاوبتْ الدُنيا عليك مآتمًا ... نواعيك فيها للقيامةِ عُكّفُ


        الأخت الكريمة (خادمة الإمام الحسن عليه السلام)
        بارك الله فيكم، وعظّم الله أجورنا وأجوركم





        يـــــا فــــاطــمـــــة الــــزهــــــراء

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          كل الشكر لكما اخواي الفاضلان تشرفت بمروركما و عذراً على تأخري بالرد بسبب انشغالي
          sigpic

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X