إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مرفأ السعادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرفأ السعادة

    مرفأ السعادة
    صفة يشرح النفوس بهائها وسنائها وتهدأ الارواح بهجتها وروعتها وتمثل قمة المكارم الانسانية الشماء.
    انها الصدق مظهر اخر من مظاهر الاستقامة في النفس الكريمة _ ياتي دورها بعد الاستقامة في الفعل المتمثل في الوفاء بالعهد _
    الصدق {استقامة اللسان} فطر الإنسان عليه كما فطر على ان يكون مستقيماً صريحاً.
    ولو لا جوانب الضعف المؤثرة في هذا الإنسان {الذي خلق ضعيفاً} اذن لما شرى الاستقامة باي ثمن غال ولما اعتاض بها أي شيء قيم.
    ولكنه الضعف الذي ركب في الإنسان يجر البشر إلى الأرض بماديته الكثيفة كلما اراد ان يخلق في اجواء القيم أو يطير إلى قمم الشيم الشماء.
    وفي البشر جوانب ثلاثة تشكل الخطر العظيم على قيمه ومثله هي جوانب الضعف.
    1 - الخوف.
    2 - الطمع.
    3 - العقد النفسية.
    فما لم تنزل على الفرد نوازل الضعف _ هذه _ من خشية قاهرة أو شهوة فائرة أو عقدة حقارة تدفعه إلى التماس جاه أو سلطان _ يبقى مستقيماً طبيعياً.
    كالعود الندي الذي يبقى مستقيما ما لم تعوجه يد ظالم أو لم تحمل ثمر ثقيل.
    وعلى الإنسان ان يسعى في سبيل طرد جوانب الضعف البشري عن نفسه ليتمكن من التحليق إلى أي قمة وفي أي فضاء (فاولا خشية ظالم) والإنسان الصريح اقرب إلى النجاة من الملتوي المنافق والإنسان الصريح لا يضعف امام الظالم فيكذب له وينافق لارضائه بل يتحداه بصراحة. ويقضي عليه بحكمة.
    الإنسان الصريح لا يعترف بالظلم بل يسعى لدفعه عن نفسه بالقوة لا بالضعف وبالنكير لا بالمراوغة والتحدي لا بالنفاق.
    ولو ان من في الأرض كانوا صرحاء اقوياء لما كان للظالمين على الأرض قراراً ولا للظلم مكان وسيع.
    ان الشعوب التي تثور على المستعمر الدخيل أو الحاكم المستبد الظلوم أو النظام الثقيل المنحرف لهي الشعوب التي يحق لها البقاء والاستقلال والسعادة أو كما قال الشاعر:
    عرش البقاء عقيدة وفداء وفم الخلود ضحية واباء
    الاباء عز تحلم الضيم كفيل بتحقيق عز الإنسان. وخلوده ومتى ما حوسبت النتائج؟ رجحت كفة الاستقامة حتى في مقياس المادة على الالتواء. لان عاقبة الصدق خير في الدنيا. وخير في الاخرة.
    اما اذا اثرنا ان ننظر إلى الاشياء بعيون صغيرة لا تكاد تبصر بعد متر ونقيس الامور بمنافعها المستعجلة دون ان ننظر إلى الاضرار الكبيرة والعاقبة السوأى - فان الكذب قد يرجح في مقياس المادة العمياء دون ان يكون له أي رجاحة في مقياس المثل الانسانية الرفيعة.
    واليك في ذلك مثالا:
    صاحب المحل التجاري الذي يكذب لمشتريه فيما يبالغ في مدح سلعته الرخيصة ليربح كثيراً فعلا يربح ربحا موفوراً. ولكنه سرعان ما يكش الذباب بدلا من ان يعامل الزبائن. لانهم يكتشفون الواقع وينفرون من هكذا إنسان منافق مراوغ نفوراً. وبعد ايام وشهور أو سنين _ على اكثر التقادير تصيب محله الخسارة الكبرى التي لا تنجبر.
    وما يصدق في هذا التجاري يصدق على ذلك الرئيس وذلك الخادم صدقاً مساويا.
    اللهم بلى قد تنطلي خديعة الكاذب وجه نهار. ولكنه نجاح خادع يعقبه الفشل الذريع بعد ساعات قليلة.
    والعكس بالعكس فقد يصيب الصدوق ضر بصراحته أو اذى أو ضيق ولكنه سوف يربح الصفقة اخيراً فيما يكتشف الناس حقيقته ويضعون ثقتهم فيه.
    وهنا يجدر بالإنسان ان يفكر في قيمة الربح الحاضر القليل أو القادم الكثير. فان كان عاقلا رجح الاخر وان كان اخر.
    ولربما تكون الاستقامة مجرة الضر في واقعه ولكنها سوف تكون رابحة اذا نظر اليها الإنسان من هذه الزاوية، ان قيمة اعتياد الفرد بالخلق الطيب غالية جداً. وانه يعني تغلب جانب القوة المتمثل في الصراحة والصدق وسائر المثل الإنسانية. على جانب الضعف وانه يحتاج إلى قوة الارادة والصبر والصمود، وكما ان الإنسان اذا اراد ان يصبح سليم الجسم قوية العضلات وجب عليه ان يصبر ويجهد في لعب الرياضة وحمل الاثقال، وقد لا تكون الرياضة بنفسها رائقة له ولكنها سوف تصبح طريقا للتمرن وهو طريق القوة وهي بدورها غاية محبوبة فتكون الرياضة شائقة رائقة لانها طريق القوة اقول وكما تكون الرياضة الجسمية هكذا فكذلك الارتياض الروحي. وحمل النفس على مكارم الخلق قد لا يكون غاية _ وهو غاية ايضا في اغلب الاحايين _ لكنها سوف تبقى وسيلة إلى غاية طرد الضعف من الكيان الانساني وتبديله بالقوة.
    فالصدق الذي يجر ضراً أو يجر على الفرد ربحاً ونفعا قد يكون بنفسه غير شائق رائق. ولكنه طريق إلى التعود عليه _ فمن صدق مرة تقدم إلى الاعتياد به خطوة _ فيلزم ان يغتدي رائقاً شائقاً من هذه الوجهة.

    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    مرفأ الطمأنينة والتذكير والايقاظ الى العود بالنفس الى سليم فطرتها وطاهرة معدنها.

    نسأل الله لكم اختنا الفاضلة ان يوفقكم لكل خير وان يرزقنا واياكم حسن العاقبة .


    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #3
      مشرفنا الفاضل شاكره ردكم الطيب وإضافتكم الاجمل
      sigpic

      تعليق


      • #4
        قال الشاعر :
        ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وان خالها تخفى على الناس تعلم
        الصدق سمة من سمات النفوس الطيبة الواعية ï»»نها لاتعرف سبيلا آخر الى قول او فعل اما من تعود الاحتيال والكذب
        فانه يتصور جميع الناس يكذبون مثله (قد يبلغ الصادق بصدقه ماï»» يبلغ الكاذب بأحتياله )
        احسنت اختي آيه الشكر وسلمت اناملك لهذا الطرح الموفق للموضوع بارك الله فيك .

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X