إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ايمان الرسول الاعظم محمد (ص)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ايمان الرسول الاعظم محمد (ص)

    تفسير الآية بآية اُخرى
    إن الرجوع إلى ما ورد في هذا المضمار من الآيات يوضح المراد من عدم درايته بالكتاب أوّلا، والإيمان ثانياً .
    أما الأول: فيقول سبحانهتِلْكَ مِنْ انباء الغَيب نُوحيها إليْكَ مَا كُنتَ تَعْلمُها أنْتَ وَ لا قومُكَ مِنْ قَبلِ هذا فاصْبِرْ إنَّ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقين)(1)
    فالآية صريحة في أن النبي(ص)لم يكن عالماً بتفاصيل الأنباء، وقد وقف عليها من جانب الوحي، فعبّر عن عدم وقوفه عليها في هذه الآية بقوله:
    «ما كُنتَ تَعْلُمها اَنتَ و لا قومُكَ» وفي تلك الآية بقوله: «ما كُنْتَ تدري مَاالْكِتاب» والفرق هو ان «الكتاب» أعم من «أنباء الغيب» والأول يشتمل على الانباء وغيرها، وأما «الانباء» فانها مختصة بالقصص، والكل مشتركان في عدم العلم بهما قبل الوحي والعلم بهما بعده .
    ________________________________________
    1 - هود: 49 .
    واما الثاني فقوله سبحانه: (آمَنَ الرَّسُولُ بما اُنزل إلَيْهِ مِنْ رَبِّه وَ الْمُؤمنُونَ كلٌ آمَنَ باللّه وَ مَلائكَتِهِ وَ كُتُبه وَ رُسُلِهِ لا نفرِّق بَينَ أحد مَن رسلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أطعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إليْكَ الْمصيرُ)(1) فقوله: «آمَنَ الرسولُ بِما اُنزِلَ إليهِ» صريحٌ في أنّ متعلّق الإيمانِ الحاصل بعد الوحي، هو الايمان «بما اُنزل إليه» أعني تفاصيل الكتاب في المجالات المختلفة، لا الإيمان باللّه وتوحيده وعندئذ يرتفع الابهام في الآية الّتي تمسكت بها المخطئة ومن ينسبون عدم الإيمان باللّه وتوحيده إلى النبي قبل البعثة، ويتبيّن أن متعلق الإيمان المنفىّ في قوله: «ولا الإيمان» هو «ما اُنزل» لا الايمان بالمبدأ وتوحيده .
    والحاصل إن هُنا شيئاً واحداً هو:
    «الايمان بما اُنزل من المعارف والاحكام والانباء» فقد نفىَ عنَه في الآية المبحوث عنها لكونها ناظرةً إلى فترة ما قبل البعثة، واثبت له في الآية الاُخرى لكونها ناظرة إلى ما بعد البعثة .
    قال الطبرسي: «ما كُنتَ تدري ما الكتابُ» ما القرآن ولا الشرائع ومعالم الايمان(2) .
    وقال الفخر الرازي: المراد من الايمان هو الاقرار بجميع ما كلّف اللّه تعالى به، وانه قبل النبوة ما كان عارفاً بجميع تكاليف اللّه تعالى بل انه كان عارفاً باللّه... ثم قال: صفات اللّه تعالى على قسمين: منها ما تمكن معرفته بمحض دلائل العقل، ومنها ما لا تمكن معرفته الا بالدلائل السمعية، فهذا القسم الثاني لم تكن معرفته حاصلة قبل النبوة(3) .
    وقال العلامة الطباطبائي في الميزان:
    ان الآية مسوقة لبيان ان ما عنده (ص) الّذي يدعو إليه انما هو من عنداللّه سبحانه لا من قِبَل نفسه، وإنما اُوتي ما اُوتي من ذلك بالوحي بعد النبوة، فالمراد بعدم درايته بالكتاب هو عدم علمه بما فيه من تفاصيل المعارف الاعتقادية والشرائع العملية،فان ذلك هو الّذي اُوتي العلمُ به بعد النبوة والوحي، والمراد من عدم درايته الإيمان عدم تلبسه
    ________________________________________
    1 - البقرة: 285 .
    2 - مجمع البيان: ج 3، ص 88 و 89 .
    3 - مفاتيح الغيب: ج 7، ص 410 .

    بالالتزام التفصيلي بالعقائد الحقة والأعمال الصالحة، وقد سمّي العمل ايماناً في قوله تعالى:
    (وَ مَا كانَ اللّه لِيُضيعَ إيمانَكُمْ)(1) والمراد الصلوات الّتي اتى بها المؤمنون إلى بيت المقدس قبل النسخ وتحويل القبلة، والمعنى ما كان عندك قبل وحي الروح علمُ الكتاب بما فيه من المعارف والشرائع ولا كنت متلبساً به ما انت متلبس به بعد الوحي من الالتزام التفصيلي والاعتقادي وهذا لا ينافي كونه مؤمناً باللّه، موحداً قبل البعثة صالحاً في عمله، فان الّذي تنفيه الآية هو العلم بتفاصيل ما في الكتاب والالتزام بها اعتقاداً وعملا، لا نفي العلم والالتزام الاجماليين بالايمان باللّه، والخضوع للحق(2 )


    مؤسسة السبطين




المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X