إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهي الصيغة الصحيحة للتوسل ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي الصيغة الصحيحة للتوسل ؟

    إن من الموضوعات الإعتقادية، والتي وقع حولها كثير من الخلاف بين فرق المسلمين، التعامل الصحيح مع النبي (ص) عندما يراد جعله شفيعا ووسيلة ووسيطا لقضاء الحوائج.. وهل يصح أن ننادي النبي (ص) في طلب الحوائج؟.. وهكذا الكلام طبعا في آله، الذين هم استمرار لخط النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله-.. في الواقع علينا أن نفهم هذه القواعد لنخرج بفائدة متكاملة:
    نحن نعلم أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله عز وجل، والنبي (ص) عندما أعلن دعوته في مكة، كان شعاره: (قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا)!.. هذه هي العبارة التي نقلت عن المصطفى (ص) قبل أن ينقل تشريعات الصلاة والصيام والحج الزكاة.. وإذا كان المراد هو التهليل اللفظي، فمن الواضح أن اللفظ لا يؤثر في الواقع.. والفلاح قضية خارجية، وأمر حقيقي.. والأمر الحقيقي، يحتاج إلى تهليل حقيقي.. نعم، عندما تأتي الرواية وتقول: (من قال: لا إله إلا الله، بنى الله له بيتا في الجنة).. قد يقول قائل: بأن التلفظ يكفي لأجل أخذ الأجر، ولكن الفوز والفلاح والعاقبة الحميدة؛ فإنه يحتاج إلى العمل بمضمون كلمة لا إله الله.. لذلك إمامنا الرضا (عليه السلام) عندما أراد أن يتكلم حول كلمة التوحيد، قال:(لا إله الله حصني) -نقلا عن رب العالمين- (فمن دخل حصني أمن عذابي).. فإذن، هذا المعنى واضح، وهو أن النبي وأئمة أهل البيت (ع) هم أوائل الخلق في ترسيخ هذا المفهوم، ولا كلام في ذلك أبدا.
    وعندما يكون الإنسان بهذه النفسية، وبهذه الرؤية الكونية، وبهذا الاعتقاد القلبي.. ويقول: يا رسول الله!.. سل الله تعالى قضاء حاجتي.. فمن الواضح أنه يجعل النبي وآل النبي وسطاء لأجل قضاء هذه الحاجة.. وما المانع؟.. بل هو بمقتضى العقل!.. فالوجيه في كل أمة يقدَّم للكلام مع ذلك الطرف، الذي أعطاه هذه الوجاهة.. والذين ينكرون هذه المعاني، فإنهم في حياتهم اليومية يستغيثون بكل أحد!.. فالمريض يستغيث بالطبيب، والإنسان يستغيث بأبيه وأمه، وندما يبتلى ببلية يذهب إلى بيت فلان وإلى دار فلان، ويستغيث بالناس، وينادي المسلمين.. فهل مناداة المسلمين هذه استغاثة بغير الله عز وجل؟.. وقد نقل في التاريخ أنه في بعض الحروب، عندما كان يحيط الكفار بالنبي (ص) من كل صوب، فكان ينادي عليا، ويطلب منه أن يذب عنه شر المشركين، حتى يأتي النداء من رب العالمين، أو عن طريق جبرائيل: إنها لهي المواساة!..
    نحن في حياتنا اليومية نلتجأ إلى البشر، فالجميع قاطبة، ومن كل الأديان، ومن جميع المذاهب والملل، لا ينكرون الرجوع للغير، وإلى المتخصص في كل مجال.. فما المانع أن يطلب الإنسان من أولياء الله عز وجل ذلك!.. وإن قلت: بأنه هناك فرق بين الحي والميت، فأنا أستغيث بأبي وأمي، وبالطبيب المعالج، وبمن ينقذني من الغرق، لأنه يسمع كلامي، وأما النبي فهو لا يسمع ما أقول.. فإن هذا الكلام رده القرآن الكريم، بآية معروفة بالنسبة للشهداء، فالقرآن الكريم يؤكد على هذا المفهوم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.. والشهيد هو الذي مات في سبيل الدفاع عن الدعوة المحمدية.. فكيف بنبي الشهداء، وبإمام الشهداء، لا يرزق؟.. وكما هو معلوم أن من لوازم الحياة السمع والبصر، فالنبي (ص) عندما دفن أو ألقى قتلى بدر المشركين في القليب، أخذ يكلمهم وقال: فو الله ما أنت بأسمع منهم!.. إذا كان المشرك يسمع كلام النبي، فكيف بنبي الرحمة (ص)؟..
    وعليه، فبعد أن اعتقدنا بحياتهم وبوجاهتهم، وأنه لا مؤثر في الوجود إلا الله تعالى، وأن الحوائج ترفع إلى رب العالمين أولا وأخيرا.. فلا ينبغي أن نستوحش من اختلاف صيغ التعبير.. وهناك ثلاث صيغ لقضاء الحاجة، وهي صيغ كلية:
    الصيغة الأولى: أن نطلب من الله عز وجل طلبا مباشرا.
    الصيغة الثانية: أن نطلب من الله عز وجل أيضا طلبا مباشرا، ولكن مع توسيط أوليائه، كما نقرأ في الآية: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}.. أي نطلب من الله عز وجل بجاه ذلك المعصوم.
    الصيغة الثالثة: أن نطلب من المعصوم، ولكن المعنى موجود في القلب.. ألا تقول في زيارة المعصوم: سل الله قضاء حوائجي؟.. فإذن، ظاهر الخطاب للمعصوم، ولكن باطنه لله عز وجل.. فالإنسان الذي لديه هذا البعد الإعتقادي، لا يستوحش من هذه التعابير، وعلينا أن نحلل الكلمات.

    إن من الغريب أن القرآن الكريم يطرح عيّنات ونماذج، من أن الشيء إذا انتسب إلى عالم الغيب، أو انتسب إلى أولياء الله عز وجل، انقلب عن ماهيته.. فالقمصان في العالم كثيرة، ولكن لماذا عندما ألقي قميص يوسف على يعقوب ارتد بصيرا؟.. لأنه قميص يوسف، وهو نبي مظلوم مضطهد، وقد ألقي في غياباب الجب، وجاهد نفسه {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.. وبالتالي، فإن هذا من موجبات الوجاهة عند الله عز وجل.. وهناك آية في القرآن الكريم تنسب البركة إلى خشب، وإلى تابوت: {يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}، فقد جعل السكينة في هذا التابوت الخشبي، ولعله المهد الذي كان فيه موسى -عليه السلام- عندما ألقي في النيل، أو غير ذلك.. المهم أنه منتسب إلى النبوة.. وكذلك بالنسبة إلى ما فعله السامري {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}، حيث أنه استفاد من حافر الدابة التي كان يستقلها جبرائيل مثلا.. إن هذه الآثار عندما تنتسب إلى الجهات العليا، تصبح لها جهة علوية.. وأكبر دليل على ذلك الكعبة المشرفة، هل الإنسان له الحق أن يقدس جبال مكة؟.. إن هذه الحجارة نقلت من جبال مكة إلى أرض الوادي، وبنيت بها الكعبة.. وهذه الكعبة إنما نطوف حولها؛ لأنها منتسبة إلى الرب.. والمسلمون قاطبة يقدسون الحجر الأسود، ويلثمونه، بل يتنازعون على لثمه وتقبيله، كل ذلك لانتسابه إلى رب العالمين.. فالجماد عندما ينتسب إلى الرب، يكتسب صفة الخلود والصفة الإلهية -كعبة، وتابوتا، وقميصا، وحجرا- فلماذا عندما يصل الدور إلى أولياء الله الأحياء، يستغرب الإنسان البركة والكرامة في هذا المجال؟.. فإذن، نحن نعتقد بأن هذه المعاني معاني مقبولة.. والإنسان إذا علم أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله، عندئذ لو استغاث بالنبي أو الولي، ولا ينسى هذه القاعدة، فلا يقع في دائرة الشرك أبدا.
    إن الإنسان في بعض الأوقات عندما يتهيب جهة عليا، فإنه لا يتكلم معها مباشرة حياء واستحياء.. فمثلا: ولد عاص عاق، لا يتكلم مع أبيه.. لا من باب عدم الاحترام، وإنما من باب الخجل، فيوسط أحد أصدقاء أبيه للحديث معه.. فلو اطلع الأب على هكذا ولد، وأنه لم يكلم أباه مباشرة، هل يعد ذلك عدم احترام، وعدم اعتراف به؟.. بل على العكس تماما، يرى أنها حركة إيجابية.. والإنسان يذهب إلى النبي المصطفى (ص) ويتجشم عناء السفر، ويقف في تلك الروضة المطهرة، التي هي روضة من رياض الجنة حسب ما ورد عن النبي (ص): (إن بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)؛ لأنه منبر النبي، ولأنه قبر النبي، وهذه العبارة منقوشة في الروضة.. فلماذا أصبحت روضة؟.. لأنها واقعة بين منبر وقبر النبي (ص)؛ ومعنى ذلك أن للقبر وللمنبر خصوصية، وإلا لما أصبحت هذه البقعة روضة من رياض الجنة.. وهذه المنطقة من الحرم النبوي الشريف، كانت لأيتام في المدينة، اشتراها النبي (ص) لتوسعة المسجد، أو لبناء المسجد.. فإذن، إن الكرامة جاءت من الانتساب للمصطفى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
    الاخت الفاضلة (العلوية ام موسى) حياك الله تعالى وبارك الله بك على هذا الموضوع

    في الواقع ان مسألة التوسل وردت في القرآن الكريم في عدت آيات ,ووردت في كتب الفريقين من السنة والشيعة ,وقد توسل كثير من الصحابة ,وهذا ماسوف نذكره ان شاء الله تعالى .
    فماورد في كتاب الله تبارك وتعالى في التوسل من آيات هي :
    يقوله تعالى {َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } - المائدة - الآية - 35
    وقوله تعالى {ُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } - الإسراء - الآية - 57
    وقوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا }- النساء - الآية - 64
    ووردت ايضاً في قصة اخوة نبي الله يعقوب مع ابيهم سلام الله عليه في قوله تعالى {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} - يوسف - الآية - 97 وكان جواب نبي الله يعقوب (عليه السلام ) هو {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } - يوسف - الآية – 98 فلو كان التوسل غير جائز فلماذا يقول سوف استغر لكم ربي ؟ فالمفروض ان يزجرهم ويردهم عن توسلهم به الى الله تبارك وتعالى ؟ لكن قبوله يدل على جواز التوسل .
    أما ما ورد في السنة الصحيحة
    في خصوص جواز التوسل والاستغاثة في بالأولياء والصالحين.

    فورد في مسند أحمد - مسندالشاميين- حديث عثمان ... - رقمالحديث : ( 1660)
    ‏- حدثنا : ‏ ‏روح ‏‏قال : ، حدثنا : ‏ ‏شعبة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي جعفر المديني ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏عمارة بنخزيمة بن ثابت ‏ ‏يحدث عن ‏ ‏عثمان بن حنيف : ‏أن رجلاًً ضريراً أتى النبي ‏ (صلى الله عليه وسلم ) ‏ ‏فقال : يا نبي الله إدع الله أن يعافيني فقال : إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك قال : لا بل إدع الله لي ‏ ‏فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك‏ ‏محمد ‏ (صلى الله عليه وسلم) ‏ ‏نبي الرحمة ‏ ‏يا ‏ ‏محمد ‏ ‏إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه ‏‏فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في قال : فكان يقول : هذا مراراً ثم قال : بعد أحسب أنفيها أن تشفعني فيه قال : ففعل الرجل فبرأ.

    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ،،،

      احسنتم وبارك الله فيكم وأيضا في إضافة استاذنا الغالي الهادي

      لا بد ان اضع اقتراح حول هذا الموضوع كنت سابقا افكر فيه فجاءت الفرصة لأقوالها الان بالنسبة لهذا الموضوع ((توسل استغاثة تبرك زيارة اضرحة ووو .... الخ )) يتوهم السلفي انه خلاف سني شيعي وهو خلاف حتى بينهم المقصود ((طائفة كبيرة من اهل السنة من جهة والسلفية الأقلية في مذهب السنة لو سلمنا جدلا انهم من مذهب إخواننا اهل السنة والجماعة !! )) هم حتى في مركز الفتاوى المعتمد لديهم يعترفون ان خلاف الناس قديم ومعروف في مسألة التوسل :

      http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=138103 فخلاف الناس في مسألة التوسل معروف مشهور، وقد كثر الكلام فيها بين مثبت وناف، وادعى السبكي الشافعي أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز إجماعا، وأنه لم ينكره أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية ..... !!!

      على هذا الحوار مع السلفي المبتدع في تحريم التوسل والاستغاثة بالنبي واهل بيته سواء كان في حياتهم او وفاتهم يكون في كونه خلاف بين السنة انفسهم قبل ان يوجه اصبع الاتهام لنا ويقول من اين لكم هذا يا شيعة !!!

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X