إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأبعاد المعنوية في شخصية الإمام الحسين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأبعاد المعنوية في شخصية الإمام الحسين



    إن من جملة عشرات بل مئات الخصائص التي
    تنفرد بها الأمة الإسلامية بفضل القرآن والإسلام وأهل البيت، هي أن لهذه الأمةقدوات كبيرة ومشرفة نصب عينيها، وللقدوات أهميتها في حياة الشعوب، فإذا ما وجد لدىأمة شخصية فيها نفحة عظمة، فإن تلك الأمة لا تنفك عن تمجيد تلك الشخصية والتغني بهاوتخليد اسمها، من أجل توجيه المسار العام لحركة تلك الأمة في الاتجاه المتوخي لها،وقد لا يكون هناك في الواقع أي وجود حقيقي لمثل هذه الشخصية وإنما يستقى من شخصيةخيالية مطروحة في القصص والأشعار والأساطير الشعبية، وهذا كله نابع من حاجة الأمةلرؤية قدوات كبار أمام عينيها من أبنائها، وهذه الظاهرة موجودة في الإسلام على نحووافر ومنقطع النظير، ومن جملة أكابر تلك القدوات هي شخصية أبي عبد الله عليه السلامإمام المسلمين وسبط الرسول، والشهيد الكبير في تاريخ الإنسانية.

    إن لشخصيةأبي عبد الله الحسين عليه السلام أبعاداً شتّى يستلزم كل واحد منها بياناً وتوضيحاًشاملاً، أشير هنا إلى أن من جملتها الإخلاص، والإخلاص معناه الالتزام بالواجب لإلهيوعدم إدخال المصالح الذاتية والفئوية والدوافع المادية فيه، والبعد الآخر هو الثقةبالله، إذ أن ظواهر الأمور كانت تقضي بأن تلك الشعلة ستخفت في صحراء كربلاء، ولكنكيف يرى ذلك الفرزدق الشاعر في حين لم يكن يراه الحسين، ويراه الناصحون القادمون منالكوفة، ولا يراه الحسين بن علي الذي كان عين الله، لقد كانت ظواهر الأمور توحيبهذا المآل، إلا أن الثقة بالله كانت توجب عليه اليقين ـ رغم كل هذه الظواهر ـ بأنالغلبة ستكون لكلامه الصدق ولموقفه الحق، وجوهر القضية هو أن تتحقق نيّة لمرءوغايته، والإنسان المخلص لا تهمه ذاته فيما إذا تحققت الغاية التي يرمي إليها.

    رأيت ذات مرة أحد أكابر أهل السلوك والمعرفة كتب في رسالة:إننا إذا افترضناـ على سبيل المحال ـ أن كل الأعمال التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميطمح لى تحقيقها قد تحققت، ولكن باسم شخص آخر، فهل كان ذلك يغيظ رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم ؟ وهل كان قد يقف منها موقفاً سلبياً مادامت باسم شخص آخر، أو انهيقف منها موقفاً ايجابياً بدون الالتفات إلى الإسم الذي تحقق على يده؟ إذن فالغايةهي المهمة، والإنسان المخلص لا يأبه كثيراً بالشخص وبالذات وبالأنا، باعتبارهإنساناً مخلصاً وله ثقة بالله، وموثقاً بأن الباري تعالى سيحقق هذا الهدف، لأنهتعالى قال:﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون﴾فالكثير منالجنود الغالبين يخرّون صرعى في ميادين الجهاد، إلا انه تعالى قال في الوقتذاته:﴿وَإِنَّجُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ .

    أما البعد الثالث فهو إدراك الموقف، وعدم الوقوع في الخطأفي اتخاذه، فقد كان الإمام الحسين عليه السلام متصدياً لزمام المسؤولية، والإمامةمدة عشر سنوات، مارس خلالها نشاطات أخرى ليست من طراز الفعل الاستشهادي في كربلاء،ولكن بمجرد أن سنحت له الفرصة للإتيان بعمل كبير استغلّ تلك الفرصة ووثب وتمسّكبها، ولم يدعها تفلت من بين يديه.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة العلوية ام موسى الاعرجي مشاهدة المشاركة


    إن من جملة عشرات بل مئات الخصائص التي
    تنفرد بها الأمة الإسلامية بفضل القرآن والإسلام وأهل البيت، هي أن لهذه الأمةقدوات كبيرة ومشرفة نصب عينيها، وللقدوات أهميتها في حياة الشعوب، فإذا ما وجد لدىأمة شخصية فيها نفحة عظمة، فإن تلك الأمة لا تنفك عن تمجيد تلك الشخصية والتغني بهاوتخليد اسمها، من أجل توجيه المسار العام لحركة تلك الأمة في الاتجاه المتوخي لها،وقد لا يكون هناك في الواقع أي وجود حقيقي لمثل هذه الشخصية وإنما يستقى من شخصيةخيالية مطروحة في القصص والأشعار والأساطير الشعبية، وهذا كله نابع من حاجة الأمةلرؤية قدوات كبار أمام عينيها من أبنائها، وهذه الظاهرة موجودة في الإسلام على نحووافر ومنقطع النظير، ومن جملة أكابر تلك القدوات هي شخصية أبي عبد الله عليه السلامإمام المسلمين وسبط الرسول، والشهيد الكبير في تاريخ الإنسانية.

    إن لشخصيةأبي عبد الله الحسين عليه السلام أبعاداً شتّى يستلزم كل واحد منها بياناً وتوضيحاًشاملاً، أشير هنا إلى أن من جملتها الإخلاص، والإخلاص معناه الالتزام بالواجب لإلهيوعدم إدخال المصالح الذاتية والفئوية والدوافع المادية فيه، والبعد الآخر هو الثقةبالله، إذ أن ظواهر الأمور كانت تقضي بأن تلك الشعلة ستخفت في صحراء كربلاء، ولكنكيف يرى ذلك الفرزدق الشاعر في حين لم يكن يراه الحسين، ويراه الناصحون القادمون منالكوفة، ولا يراه الحسين بن علي الذي كان عين الله، لقد كانت ظواهر الأمور توحيبهذا المآل، إلا أن الثقة بالله كانت توجب عليه اليقين ـ رغم كل هذه الظواهر ـ بأنالغلبة ستكون لكلامه الصدق ولموقفه الحق، وجوهر القضية هو أن تتحقق نيّة لمرءوغايته، والإنسان المخلص لا تهمه ذاته فيما إذا تحققت الغاية التي يرمي إليها.

    رأيت ذات مرة أحد أكابر أهل السلوك والمعرفة كتب في رسالة:إننا إذا افترضناـ على سبيل المحال ـ أن كل الأعمال التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميطمح لى تحقيقها قد تحققت، ولكن باسم شخص آخر، فهل كان ذلك يغيظ رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم ؟ وهل كان قد يقف منها موقفاً سلبياً مادامت باسم شخص آخر، أو انهيقف منها موقفاً ايجابياً بدون الالتفات إلى الإسم الذي تحقق على يده؟ إذن فالغايةهي المهمة، والإنسان المخلص لا يأبه كثيراً بالشخص وبالذات وبالأنا، باعتبارهإنساناً مخلصاً وله ثقة بالله، وموثقاً بأن الباري تعالى سيحقق هذا الهدف، لأنهتعالى قال:ï´؟وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونï´¾فالكثير منالجنود الغالبين يخرّون صرعى في ميادين الجهاد، إلا انه تعالى قال في الوقتذاته:ï´؟وَإِنَّجُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَï´¾ .

    أما البعد الثالث فهو إدراك الموقف، وعدم الوقوع في الخطأفي اتخاذه، فقد كان الإمام الحسين عليه السلام متصدياً لزمام المسؤولية، والإمامةمدة عشر سنوات، مارس خلالها نشاطات أخرى ليست من طراز الفعل الاستشهادي في كربلاء،ولكن بمجرد أن سنحت له الفرصة للإتيان بعمل كبير استغلّ تلك الفرصة ووثب وتمسّكبها، ولم يدعها تفلت من بين يديه.

    علويتنا الفاضلة بوركتم(أرجو أن يكون نشركم المبارك بخط اكبر )

    تعليق


    • #3
      ​السلام على الحسين (ع)
      الملفات المرفقة
      sigpic

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X