إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البحث عن البقية الباقية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البحث عن البقية الباقية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    واعظم الله اجورنا واجوركم

    وصارت سرَّ من رأى ضجة واحدة ـ مات(استشهد) بن الرضا(الامام الحسن العسكري)ـ وبعث السلطان الى داره من يفتّشها ويفتّش حجرها، وختم على جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده وجاؤوا نساء يعرفن بالحبل فدخلن على جواريه فنظرنَّ إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فأمر بها فجُعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيأته، وعطلت الأسواق وركب أبي وبنو هاشم والقوّاد والكتاب وسائر الناس الى جنازته عليه السلام فكانت سُرَّ من رأى يوم ذاك شبيهة بالقيامة، فلما فرغوا من تهيأته بعث السلطان الى أبي عيسى بن المتوكّل فأمره بالصلاة عليه.

    فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منها فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقوّاد والكتّاب والفقهاء والمعدّلين، وقال: هذا الحسن بن علي بن محمد، بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، من القضاة فلان وفلان، ثم َّ غطّى وجهه وقام فصلّى عليه وكبَّر عليه خمساً وأمر بحمله فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه عليه السلام.

    فلما دفن وتفرق الناس إظطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده وكثرة التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا على قسمة ميراثه، ولم يزل الذين توكلوا بحفظ الجارية التي توهموا عليها الحبل ملازمين لها سنتين وأكثر حتى تبيّن لهم بطلان الحبل فقسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وأدَّعت أمه وصيّته، وثبت ذلك عند القاضي، والسلطان عند ذلك يطلب أثر ولده، فجاء جعفر بعد قسمة الميراث الى أبي وقال له: إجعل لي مرتبة أبي وأخي وأوصل لك في كل سنة عشرين ألف دينار مسلَّمة.
    فزبره أبي وأسمعه وقال له: يا أحمق إنَّ السلطان ـ أعزّه الله ـ جرّد سيفه وسوطه بالذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ذلك، فإن كُنتَ عند شيعة أبيك وأخيك اماماً فلا حاجة بك إلى السلطان يرتبك مراتبهم ولا غير السلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، واستقله (أبي) عند ذلك واستضعفه وأمر أن يحجب عنه، فلم يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي وخرجنا والأمر على تلك الحال، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي عليهما السلام حتى اليوم.
    وروى ابن بايوبه بسند معتبر عن أبي الأديان انه قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، واحمل كتبه إلى الامصار، فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتباً وقال: إمض بها إلى المدائن فانك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.
    قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فاذا كان ذلك فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي، فقلت: زدني، فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي، فقلت: زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان.
    وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي عليه السلام، فاذا الواعية في داره وإذا به على المغتسل وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الامام فقد بطلت الامامة لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ ويغامر في الجوسق ويلعب بالطنبور.
    فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء، ثم خرج عقيد خادم الامام فقال: ياسيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السِّمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة.
    فلما صرنا في الدار إذ نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفناً، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، باسنانه تفليج، فجبذ برداء جعفر بن علي وقال: تأخر ياعم فانا أحق بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر وقد اربد وجهه واصفر.
    فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام، ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بينتان بقي الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه؟ فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه، فبينما نحن جلوس إذ قدم نفر من قم، فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته، فقالوا: فمن نعزي؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه وقالوا: ان معنا كتباً ومالاً، فتقول: ممن الكتب؟ وكم المال؟
    فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب.
    قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه الف دينار وعشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا: الذي وجه لإخذ ذلك هو الامام، فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها بالصبي، فانكرته وادعت حبلاً بها لتغطي حال الصبي، فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة، وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت عن أيديهم والحمد الله رب العالمين.


    التعديل الأخير تم بواسطة ترانيم السماء; الساعة 30-12-2014, 08:41 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X