إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزهراء ( عليها السلام) قدوة في كل عصر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزهراء ( عليها السلام) قدوة في كل عصر

    السؤال : يطرح اليبراليون و المتأثرون بتطور الغرب والحياة المعاصرة السؤال التالي:أن الإسلام يطرح الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة للنساء في هذا الزمان مع أن الزهراء من عصر قديم متخلف بيننا وبينه ١٤٠٠ عام بينما نحن الآن نعيش عصراً متطوراً فهل من المعقول أن نقدم أنموذجاً من زمان متخلف ليكون قدوة وأسوة في الزمان المتقدم.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين : الجواب: ان التكامل ينقسم إلى قسمين : ١- تكامل فيما تطلبه الفطرة الإنسانية الثابتة وهو سعادة دار البقاء وتطور الانسان فيه تصور حقيقي. ٢- تكامل فيما تطلبه شهوته ورغباته من ملذات دنيوية زائلة تفارق الانسان بمفارقة روحه للجسد او قبل ذلك ، كما في من يصبح فقيراً بعد غناه أو مريضاً بعد عافيته أو جائعاً بعد شبعه أو تعباً بعد راحته ، وتطور الانسان في هذا القسم تطور شكلي آني . والأنبياء والأئمة والمعصومون كالصديقة الزهراء ( عليهم السلام) قدوة في النحو الاول من التكامل وموجهون في النحو الثاني من التكامل . فهم قدوة في كيفية تكميل الذات و رقيها في سلم القرب الى الله ، ويبينون للإنسان كيف يحافظ على تكامله الحقيقي فيما اذا أراد ان يتحصل على تكامل نمط الحياة الدنيوية وتصور وسائل العيش فيها . والتخلف الحقيقي هو في عدم مواكبة هذه الشخصيات التي يعبر عنها اليبرالي بالشخصيات التاريخية لأنها وإن عاشت زماناً سابقاً إلا أنها بمنهجها وسنتها تشكل ضرورة ثابتة في جميع الأزمنة لثبات حاجة الإنسان الفطرية الى الدين ومعرفة كيفية تطبيق تعاليمه. ولكي يتضح الجواب أكثر نقول: حيث إن القدوة والأسوة ما يحتذى به ويقتدى لتحقيق السعادة فان تحديد مفهوم السعادة يساهم في تحديد مفهوم القدوة وفي تحديد مفهوم السعادة يوجد تصوران: ١- ان السعادة هي الظفر بملذات الدنيا . وعليه القدوة من يوصل الى ملذات الدنيا ، من الغنى والشهرة و متطلبات الشهوة، وهذا هو تصور الماديين واللادينيين (إنما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا) وهو أيضاً منطق المتأثرين بهم وهم لا يشعرون ، وهؤلاء يبحثون عن القدرة بين الأثرياء والمشاهير الذين صار لهم حض وافر من حطام هذه الدار كالممثلين والممثلات ، ويحاول اصحاب هذا التصور دائماً متابعة ما تنتجه مصانع الترفيه في دار الغرور التي ( تغر وتضر وتمر ) ومحاكات نمط و طريقة عيش زبائنها المشهورين وكيفية كلامهم ولبسهم ومأكلهم ومشربهم وما أشبه ذلك . ٢- أن السعادة هي الظفر بملذات دار البقاء والخلود . وهذا هو تصور من يؤمن بالدار الاخرة ويرى الدنيا مجرد طريق يسلكه الانسان ويعيش فيه اياما معدودات ثم يستقر بعده في الدار الآخرة وعلى هذا التصور لابد وان يكون القدوة والأنموذج ذلك الشخص الذي استطاع ان يوازن بين رغباته المادية والروحية و تمكن من تحقيق كماله الأخروي من دون ان يغلب عليه ميله الى الدنيا. وبعبارة أخرى : لابد وان يكون القدوة شخصا خبيرا بكيفية الظفر بسعادة الآخرة يسلك بمتبعيه الصراط المستقيم نحو الجنة والفوز برضا الله تعالى ، ولا يميل بهم نحو الهاوية . وهذا هو الأنموذج الذي يقدمه الدين. فالدين يقرر ان كمال الانسان الذي يطلبه بفطرته السعادة الأخروية الباقية ، وان هذه الحاجة الفطرية باقية ثابته لا تتبدل مهما تبدل شكل الحياة وتطورت وسائلها ، وقد جاءت شريعة الله تعالى لاسعاف ومساعدة هذه النزعة الفطرية برسم طريق العروج نحو الكمال بأنظمة ثابته بثبات الفطرة. و من خلال ما تقدم - وهو تحديد مفهوم القدوة وبيان التصور الصحيح فيه - يتضح جليا ان القدوة الحقيقة لجميع النساء هي التي بلغت أعلى مراتب الكمال وهي الصديقة الزهراء ، فالزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء اهل الجنة وهي بضعة من النبي ( صلى الله عليه واله ) الافضل من الكل مطلقا فتكون افضل من كل النساء مطلقا ، وهذا يعني انها ( عليها السلام) قدوة كل النساء من الأولين والآخرين ، وبسلوك منهجها في الفقه والأخلاق والعبادة والعفة والنزاهة والطهارة تتمكن المرأة من بلوغ غايتها الفطرية الثابتة ، وهي السعادة في دار القرار .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X